القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
إسكندر شاهر :أصداء كشف الغموض عن ''علي محسن الأحمر'' صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الاخبار العربية والدولية - اليمن و نظام الحكم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 20 سبتمبر 2007 12:37
صوت الجنوب /عدن برس/2007-09-20
كثير من الشخصيات القيادية التي يمكن أن تصنف بنحو وآخر بأنها تمثل مراكز القوى في اليمن تكون عرضة
للتحليل والنقد والتهجم أحياناً وبعضها تعايش مع هذه الحالة فلم يعد التعرض الإعلامي يعني لها الشيء الكثير وفي المقابل فإن هذه الحالة طالما فتحت شهية الكتاب والصحفيين والباحثين الأكفاء وغير الأكفاء للكتابة عن القيادات وكبار المسئولين بما في ذلك رئيس الجمهورية ، ومن هنا فإن الكم الهائل من الكتابة في هذا الجانب قد فتح كشكولاً كبيراً ربما كان الرديء فيه يفوق المتميز .
ولكن شخصيات قيادية قليلة ومنها اللواء علي محسن الأحمر ، تبقى شخصيات محاطة بكثير من الغموض وتبدو الأكثر إثارة للجدل ، نتيجة العلاقة الطردية بينها وبين "حب الظهور" والعلاقة شديدة الحساسية بينها وبين الإعلام بكافة صنوفه ، من هنا فإن ما يكتب عن هكذا شخصيات –على قلته وندرته- كثيراً ما يبدو نوعياً بامتياز ، فلا المتصدي للكتابة سيكون شخصاً اعتيادياً ولا ماسيكتبه سيكون نافلاً –ويبقى الحكم نسبياً-، وهذا ليس من قبيل الترويج لما سأسطره في هذا المقال وإنما من باب الاعتراف بأهمية ونوعية ما قرأته لعدد من الكتاب الذين تناولوا هذه الشخصية "المركبة" إن صح التعبير .
وتأتي أهمية هذه الشخصية من تركيبة النظام الحاكم في اليمن وما يشكله علي محسن الأحمر في أسّه وأساسه ، بدءً من العلاقة الأخوية بينه وبين الرئيس (رب أخ لم تلده أمك) والتي لا يزال الكثير وخاصة في الخارج يعتقد خطأً بأنها أخوة "حقيقية" فيقال عنه الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني، ومروراً بالموقع العسكري كقائد للفرقة الأولى مدرع ، وقائد للمنطقة الشمالية الغربية ، وهو الموقع الذي يدعو المتابعين لتصنيف الرجل بأنه الأول عسكرياُ – وهذا ما أكده الباحث الأكاديمي اليمني د. ماجد الرزامي- في حوار أجري معه لموقع "آفاق" الذي يبث من واشنطن ، والذي صنفه أيضاً بأنه الثاني سياسياً بعد رئيس الجمهورية ، ووصولاً إلى النفوذ القبلي الذي يعد الأكبر والأوسع لشخصية عسكرية على مستوى البلاد بكافة أبعادها الجغرافية .
بعض التحليلات تذهب بعيداً وتربط بين سقوط صالح وسقوط علي محسن والعكس ، وهذا ما جعل بعض الصحفيين والمحللين السياسيين يثيرون كثيراً من المخاوف فيما يتعلق بمستقبل اليمن إذا ما تعرض الرئيس لحال مفاجئة لم يعد معها حاضراً على رأس هرم النظام أو قادراً على الحكم لسبب أو لآخر .
وبعد إجراء الحوار مع الباحث الرزامي الذي كان منصباً في اتجاه كشف الغموض عن شخصية علي محسن الأحمر ومراكز القوى في اليمن فقد وجدت نفسي معنياً ببحث ومتابعات أخرى لما كشفه الباحث خاصة أن رسائل كثيرة تقاطرت على بريدي الكتروني دفعتني لمواصلة البحث ومحاولة كشف الغموض كما ينبغي ، وفيما كشفه الباحث في الجانب الأيدلوجي بوجه خاص، فالحوثيون –كما نعلم- يتهمون علي محسن الأحمر بأنه قاد المعارك في صعدة بخلفية عقائدية ، من واقع ما هو معروف من تاريخ سلفي متشدد لا يزال يلاحق الأخير منذ ثمانينات القرن الماضي .
فقد أضفى الرزامي في الحوار المشار إليه عدة محاور حول شخصية علي محسن اعتبرت نوعية ومركزة ودقيقة لاسيما أنني اكتشفت مؤخراً إنها باتت تمثل مرجعية في الشبكة العنكبوتية في تحليل وتشخيص اللواء علي محسن الأحمر غير أن كثير من المواقع على الشبكة تتجاهل ذكر المصدر أو حتى الإشارة إلى اسم مطلقها وهو الباحث الأكاديمي ماجد الرزامي حيث يتم يتداولها بالنص وبالحرف الواحد وهذه المحاور هي كالتالي :
علي محسن الأول عسكرياً وقبلياً والثاني سياسياً بعد رئيس الجمهورية.
علي محسن تسلّم ملف الإسلاميين والاشتراكيين منذ الثمانينات وهذا احد أسباب القوة السياسية التي يتمتع بها .
علي محسن لا يبحث عن ارتباطات بالخارج بل انه ربما أجهزة خارجية تريده نتيجة لثقله الواضح.
علي محسن "معتدل في تطرفه ومتطرف في اعتداله" !!!

وهذا التصنيف الأخير والمتعلق بالجانب الديني الأيدلوجي العقائدي كان المحور الأساس الذي اتكأت عليه في متابعتي لكشف الغموض عن شخصية علي محسن الذي أحسبُ أنه لمّــا يكتمل بعد ، نتيجةً لتحفظ الكثير ممن استطلعتُ آراءهم والذي يبدو تحفظهم لافتاً ولا يخلو من إشارة لأهمية الشخصية وتأثيرها وحضورها بأبعاد مختلفة .
وبالرغم من غموض عبارة الرزامي عن اعتدال وتطرف علي محسن ومطاطيتها أو دبلوماسيتها المفرطة ، إلا أنها انتظمت في الحوار مع الرزامي "الباحث" مع مجمل تصنيفه للرجل ، وهو التصنيف الذي يدعم علي محسن على مختلف المستويات . وهذا ما يتناقض مع تصنيف واتهامات خصوم علي محسن والحوثيين خاصة.
ونعلم حساسية موضوع الاعتدال والتطرف في عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001م ، والذي فجر حروباً في المنطقة كان لها بالغ الأثر في تغيير الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط برمته وفي إحداث تبدل نوعي في أولويات السياسات الغربية بشكل عام فضلاً عمّا يعانيه المسلمون الموجودون في الغرب أصلاً من جراء الحرب على الإرهاب وما يرافقها من مقولات "إسلام فوبيا" -الخوف من الإسلام -، وغير ذلك من المظاهر المثبطة لحاضر ومستقبل المسلمين حول العالم  .
كما إن فكرة الطائفية الدينية في ظل معطيات حرب صعدة قفزت بصورة لم يكن بالإمكان إحجامها أو تجاهلها ، واستُخدم سلاح الحرب على الإرهاب ، وهناك من يطرح بأن علي محسن كان يلعب بالحرب دوراً مزدوجاً فمن جهة يمارس هواياته في التصفية والإبادة على أساس طائفي وبخلفية عقائدية دينية ، ومن جهة يعمل جاهداً ليكشف عن صورة أخرى مختلفة لنفسه أمام الخارج والولايات المتحدة عن تلك التي ارتبطت بالإسلاميين الجهاديين المتشددين ، وبالتالي يبدو وكأنه يخوض معركة ضد الإرهابيين والمتشددين والذين يرفعون شعار "الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل" ، فيؤدي ذلك إلى تلميع صورة الركن الأهم في أركان النظام اليمني و إلغاء اسمه من قائمة المطلوبين لأمريكا والأمم المتحدة ، تلك القائمة التي لم يثبت عملياً بشكل جلي إن كان اسمه وارداً فيها - بحسب كثير من التأكيدات- ، وهي القائمة التي ثبت أن الشيخ الزنداني أحد أهم من فيها والذي تربطه بعلي محسن علاقات خاصة تعود لعلاقتهما بالإسلاميين منذ الثمانينات والحرب على الشيوعية آنذاك.
وقد يقول قائل ولماذا التركيز على الشخصيات دون المؤسسات ، والجواب لا يخطئه عاقل فنحن في بلد لا تملك سلطته الحاكمة مشروع بناء دولة وبالتالي فلا مؤسسات ولاهم يحزنون ، فالنقد يتركز على الأشخاص لأنهم اختزلوا الوطن بأنفسهم وربطوا حاضره ومستقبله بحاضرهم ومستقبلهم ، فأي عمل مؤسسي يمكن أن تحاكمه وأي دولة يمكن أن تتوجه إليها بالنقد؟! . ولعل هذا الأمر من أهم ما يؤرق الوطنيين الجادين ، ويجعلهم من الكافرين بكل المقولات الإصلاحية المتعددة وفي مقدمها أكذوبة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وصولاً إلى الكفر بالوحدة بعد إيمان طوباوي عتيق .
-ولأن حديث الرزامي "الباحث الأكاديمي" المتضمن تصنيفات لشخصية علي محسن وبعض مراكز القوى قد نال استحسان كثير من الشخصيات السياسية والقيادات اليمنية الرفيعة التي اتصلتُ بهم ، وهم من مختلف الأطياف ، فقد جعلتُ مقولته "معتدل في تطرفه ومتطرف في اعتداله" منطلقي لمحاولة سبر آراء أخرى إزائها بما يمكن أن نستنتجه ونُحاكم من خلاله أداء هذا الرجل الذي قاد حرباً عسكرية غير مسبوقة منذ يونيو/حزيران 2004م على محافظة صعدة الشمالية التي تُعد العمق التاريخي والجغرافي للزيدية في اليمن . وهي الحرب التي أفقدت النظام أعصابه في كثير من الحالات ، وربما غيرت الكثير من المعادلات الكبيرة والصغيرة في رؤية النظام لحالة الاستقرار وشكل النظام والذي تُنذرنا كثير من القوى في السلطة والحزب الحاكم بتوريثه لمصلحة النجل الأكبر أحمد علي عبد الله صالح ، فيما يولد ويبدأ نشأته الأولى –في ظروف مفارقة-النجل الأصغر "زيد بن علي" عبد الله صالح من الزوج "الهاشمية" في الدار الرئاسية في زمن الحرب على صعدة المعقل الكبير للزيدية والبيت العلمي التاريخي لأخواله الهاشميين الزيديين الذين يتعرضون لأشنع حملة مطاردة وملاحقة وامتهان عبر تاريخهم في اليمن.
ويبدو واضحاً أن تصنيف الباحث الرزامي لعلي محسن بأنه الأول عسكرياً وقبلياً والثاني سياسياً بعد الرئيس إضافة إلى تصنيفه الأيدلوجي العائم قد أرضى اللواء علي محسن نفسه وهذا ما يؤيده موقف أحد كبار المقربين منه الذي استحسن عبارة الرزامي بل استحسن كل تصنيفه للرجل وحديثه عنه وقد أعرب عن ذلك لي خلال اتصال هاتفي . هذا الشخص المقرب هو صاحب كتاب "ألف ساعة حرب" د.عبد الولي الشميري سفير بلادنا في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية ، الذي أعتقد بأنه وجد في تلك العبارة حلاً دبلوماسياً لا ينبغي أن يضاف إليه شيء ، فيما كان مرادي أن أحصل على تفنيد أو توضيح لها أو أية إضافة يُستفاد منها .
وحتى تأخذ المتابعة مسارها الطبيعي الهادف فقد عمدتُ إلى تنويعه قدر الإمكان ، فما كان مني إلا أن قمت بالاتصال بشخصية برزت في الآونة الأخيرة وخاصة منذ ما قبل انتخابات سبتمبر / أيلول 2006م بقوة على المسرح السياسي كلاعب أساسي وفاعل في هذا المسرح لمصلحة اللقاء المشترك (تجمع للمعارضة) وكان للقاء المشترك موقفاً إيجابياً إزاء الحرب في صعدة ، إنه الشيخ حميد الأحمر الذي نفى بدوره أن يكون علي محسن يقود الحرب بخلفية عقائدية ، مؤكداً بأنه يقوم بواجبه الوطني وبمسؤوليته العسكرية ليس أكثر من ذلك ، فكان هذا الجواب بقدر ما فيه من نفي أكثر تأكيداً بالنسبة لي بأهمية محاكمة علي محسن ومتابعة حيثيات هذه المحاكمة لدى شخصيات أخرى –وأعني بالمحاكمة هنا التقييم إذ أن موعد المحاكمات بعدُ لم يأزف- ، فالحوثيون لم يطلقوا اتهاماتهم للرجل جزافاً فكثيراً ما يربطون اتهاماتهم بتاريخ واقعي سلفي جهادي معروف يلاحق الرجل ويضعه في دائرة الاتهام ، وهناك دوائر شيعية وناشطون شيعة ينساقون وراء تلك الاتهامات لعلي محسن بمحاولة إبادة الفكر الشيعي عموماً ، ويسوقون بعضاً من الأدلة والوقائع ، وقد قرأت لناشطين شيعة من غير اليمنيين ما ينساق مع اتهامات الحوثيين لعلي محسن في الجانب العقائدي .
إلى ذلك وفي لقاء عابر بدمشق مع الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ، وهو الذي يكرر على الدوام بأنه خرج من السلطة وأنها ليست نهاية الحياة ويرفض تصنيفه مع المعارضة بقدر ما يؤكد على انتمائه للوطن وانحيازه لقضاياه الحقيقية ، وصف حوار الرزامي بالجيد والإيجابي والذي يُظهر ضلوعاً من الباحث في هذا الجانب التحليلي .
ومتابعةً لتحليل مقولة الباحث ماجد الرزامي ، فقد سألتُ عنها أيضاً السياسي الكبير الأستاذ عبد الرحمن الجفري –وهو من الهاشميين الجنوبيين كما نعلم – فكان جوابه سياسياً بامتياز حيث اعتذر أولاً عن إفادتي في هذا الجانب لأنه كما قال لا يتناول "الأشخاص لا مدحاً ولا ذماً ولا تقييماً ، وأمر كهذا يحتاج إلى معرفة دقيقة بالشخصية موضوع البحث ، ومعرفة بعلم النفس وعلم الاجتماع وغير ذلك من المعارف حتى لا يقع الإنسان في تحمل ذنب الإساءة لأحد أو إعطاء أحد أكثر مما يستحق" ، ولكنه أردف قائلاً : "الرجل العميد –الكلام قبل ترقيته إلى لواء- علي محسن عرفته ..ولم أعرف عنه تطرفاً لا معتدلاً ولا متهوراً . كما لم أعهده متطرفاً في اعتداله فهو ليس ممن تجتمع فيه المتناقضات ، وهو من الشخصيات الذين إن اتفقت أو اختلفت معه في الرؤى فإنك لن تبغضه بل حتى إن لم تتفق معه في رؤاه فإن خيطاً من المودة سيظل قائماً معه" (انتهى كلام السيد الجفري) .
وهذا الكلام -على ما فيه من جمالية سياسية وأخلاقية ودبلوماسية يتحلى بها رجل بحجم الأستاذ الجفري – إلا أنه ينتظم -من جهة ما- مع تحليل الباحث الرزامي خاصة إذا التفتنا إلى ما يذكر من دور لعلي محسن في حرب صيف 94م ، والتي كان الجفري طرفاً بارزاً فيها لاسيما بعد إعلان دولة انفصالية إبان الحرب ، والتي كان الجفري الرجل الثاني في قيادتها، ويضاف إلى ذلك الموقف المعلن للجفري وحزبه من الحرب في صعدة والذي سار في ركب الموقف الرسمي والعسكري للسلطة .
ولا يفوتني هنا التنويه إلى أن التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ومقره لندن وهو الحزب الجنوبي -المحظور يمنياً- والذي ينادي باستقلال الجنوب قد بادر بسرعة إلى إعادة نشر حوار الرزامي وتصنيفاته لشخصية علي محسن ومراكز القوى في اليمن عبر موقعه على شبكة الإنترنت (صوت الجنوب) وصُنف الحوار في الموقع ب"أكثر التحقيقات قراءة" ، وأعتقد أن في هذه المبادرة إشارة أكثر من ضمنية بموافقة هذا التيار أو إعجابهم بآراء الرزامي وتصنيفاته. وكلنا نعلم أن هذا التيار الجنوبي أحد النتاجات التي خلفتها حرب محمومة ومتهورة في صيف 94م كان يمكن أن لا تندلع أساساً إذا لم يتم الالتفاف على وثيقة العهد والاتفاق ، وعلى أقل تقدير كان يمكن معالجة آثارها بصورة تجنب اليمن والجنوب خاصة الوضع الذي تعاني منه اليوم والذي تدفع ثمنه السلطة سواءً اعترفت بذلك أم أنكرت.
- وذكر حرب 94م يجرناً –أخيراً- لموقف سياسي لا يقل أهمية وخصوصية إزاء اللواء علي محسن وهو موقف السياسي المخضرم المعارض الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي الذي أطلقه بعد قرابة سنة من الصمت والاعتكاف كاشفاً عن الأسرار الكامنة لحرب صعدة حيث يقول :
" إننا بدأنا نسمع من أروقة النظام وأجهزة دعاياته  شيء عجيب غير معهود في السابق ، وهو استهداف كبار أعمدته وأركانه الرئيسية التي كان لها الدور الأبرز في حماية النظام واستمراره منذ بادئ عهده ، وكمثال فقد بتنا نسمع مما يروجه النظام إن حرب صعدة ما هي إلا حرب اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية ، ولا علاقة للنظام بهذه الحرب !! في حين أن من يعرف طبيعة تركيبة النظام وأدائه يعلم يقيناً بأنه ما من أحد عسكري كان أم مدني كبير أم صغير يستطيع أن يبرم شيئاً مهما كان تافهاً إلا بعلم فخامة الرئيس" ويضيف الحكيمي " ومن جهة أخرى فإن من يعرف اللواء علي محسن و معرفة غير عميقة يدرك بأن الرجل من أكثر القيادات نفوراً من الحرب ، وذلك بحكم حجم التجارب الثرية والواسعة التي يختزنها من ممارسته للحكم ، ففي حرب صيف 94م مثلاً كان هو الوحيد من بين القادة المناوئين للحزب الاشتراكي الذي حافظ على تواصل يومي ودي وحميم مع السيد الرئيس علي سالم البيض وباقي رفاقه ، وكان حريصاً حتى اللحظة الأخيرة على الحيلولة دون اندلاع الحرب ، لا بل أنه في الأيام الأولى للحرب كان يناشد رئيس الجمهورية بحرارة أن يتفاوض لوقف الحرب مهما كان الثمن .. فلماذا يا ترى يُراد له أن يصبح كبش فداء؟". (صحيفة الوسط اليمنية-العدد150-30/5/2007م) .
وأخيراً تابعنا الخطوة التي أطقها اللواء علي محسن والمتمثلة بإشهار مركز دراسات تاريخية وإستراتيجية (منارات) ، اتسمت ملامحه التي أعلن عنها بالتنوع والفخامة ووفرة في الحشد والإمكانيات كما لو كان يُراد لها أن تتمثل عصا موسى "فإذا هي تلقف ما يأفكون" خاصة وأن نشاطاً ملحوظاً في هذه المجالات قد برز من قبل نجل الرئيس وأنجال شقيقه.
أو لعلها مشروع التخرج الكبير لشخصية قادت حروب النظام أصالةً ونيابةً –وهي الأكثر نفوراً من الحرب على حد تعبير الحكيمي- وأنه آن أوان التنحي وختام المسيرة المعقدة بالتحول إلى مرجعية عسكرية حربية استراتيجية كأولئك الذين نتابعهم يستضافون في الفضائيات كلما شُنت حملةٌ عسكرية هنا أو اندلعت حربٌ هناك ، مع احتفاظه بالإمساك ببعض الملفات التي قال الرزامي بأن علي محسن الأقدر عليها وخاصة أن منها مايبدو للبعض متناقضاً كملفي الإسلاميين والاشتراكيين ، بالرغم من أن هذا التناقض المفترض قد بدأ يتلاشى فعلاً بعد أن تلاشى قوةً في بوتقة اللقاء المشترك ، وكما قالت الناشطة والصحفية توكل كرمان في مقال لها أخيراً "لا الاشتراكي أسلم ولا الإصلاح كفر" .
أم أن خطوة الـ(منارات) هي محاولة لصناعة طوق النجاة  لحياة علي محسن والتي رأى الكاتب الصحفي منير الماوري أنها "في خطر" ، حيث كتب مؤخراً يقول :"نعم حياة الرجل في خطر، لأن الكل يدرك جيدا أسلوب الإرياني والآنسي والبورجي في التآمر والوشوشة في أذن الرئيس" ويضيف الماوري :" الخطر المحدق بالرجل هو حسن نيته، وإخلاصه للمصحف- في إشارة إلى تعاهد علي محسن مع الرئيس على المصحف ألا يغدر أي منهما بالآخر- ، وليس عدائه للحوثيين. كما أن الحوثيين أنفسهم وفقا لما نسمع من زعمائهم السياسيين يدركون جيداً أن علي محسن لم يكن يرغب بحربهم، وأنه ينفذ فقط أوامر لم يكن له أي مفر من تنفيذها ومشائخ اليمن وأهل الحل والعقد يفضلون التعامل مع الرجل الذي عرفوه وعرفهم طوال الثلاثين سنة الماضية، ولا يرغبون في التعامل مع صبيان لا يقدرون أهل القدر بقدرهم، ولا يعترفون لأهل المكانة بمكانتهم". وفي هذا الطرح تأييداً آخراً لطروحات الرزامي عن هذه الشخصية خاصة لجهة الموقف من الحروب .
ويلاحظ مما سبق أن علي محسن -على أهميته ومكانته العسكرية والسياسية والقبلية- استخدم ولا يزال هو الآخر كورقة لخدمة رأس السلطة وحمايته، وكان مساهماً رئيسياً ومركزياً في الحفاظ على النظام الحاكم وبقائه حتى اللحظة، وهو على ما يظهر ليس معنياً إلا ببقائه واستمراره (كجدار حماية) ولم يكن معنياً ببقاء النظام على نحو أفضل مما هو عليه فذلك من شأن آخرين ، ولكن هل انتهت صلاحية علي محسن كما انتهت صلاحية أوراق أخرى استخدمت فأهملت في "مزحة سياسية" عابرة ؟!..
سؤالٌ صالحٌ لأن يكون مفتتحاً لبحث تكشف أسراره الأيام المقبلة بعد دورة ضرورية لابد من بلوغها خاصة إذا ما لاحظنا الوقائع المتسارعة والخطيرة في الجنوب بصورة جدية لا كتلك الصورة التي يرسمها الوعاظ والتي يُعتقد من خلالها خطأً وزوراً وبهتاناً بأن "لجنة" يترأسها "سالم صالح" قادرة على حلها أو حتى إحداث أي فعل إيجابي حيالها !!.

باحث وكاتب صحافي يمني
هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
آخر تحديث الخميس, 20 سبتمبر 2007 12:37