القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


واقع وآفاق مسيره النضال السلمي في الجنوب صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 23 يناير 2009 09:01
صوت الجنوب/2009-01-23
المهندس علي نعمان المصفري
سرعة عجله الأحداث التي يشهدها الجنوب منذو 7 يوليو 1994 أنتجت واقع جديد ونوعي متميز, ليس فقط من خلال نضوج العامل الذاتي, بل والموضوعي أيضا, بني على قاعدة مفهوم العصبية, أنتجت العقلية السمحة للمجتمع الجنوبي, من حيث انتهاجه


طريق النضال السلمي, سلوكا حضاريا لاستعاده حقوقه المسلوبة, بل ورفضه للعنف, بديلا للتعصب, وهو الأمر الذي اكسب هذا المنهج دعما منقطع النظير من الشعب ذاته والمحيط الإقليمي والدولي, وعزز من الأراده السياسية, ووسع الاصطفاف الوطني, ووفر حصانه لأداره الانتفاضة الشعبية, ووفر كل عوامل الانتصارات التي تحققت في ساحة النضال الشعبي, بالرغم من شحه الأمكانات, وندره الروافد, وبالمقابل فأن الواقع في اليمن وبعصبيه واقعه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي شكل العقلية الخاصة به, تلك التي لم يكن من سماتها إلا التعصب واستخدام العنف وسيله للاستحواذ والإقصاء للآخر والرفض لما هو جديد باعتبار إن أي تحديث, يعد نهاية لها ومن ثم تتخذ من القوه أنجع السبل لسيطرة الأقلية وهو ما حدث بالفعل على امتداد الصراع القائم بين اليمن الأسفل والأعلى.

البون الشاسع بين العقليتين لم يتم دراسته قبل الهرولة إلى إعلان مشروع التوحد, وظل على مدى ثلاثة أعوام ونصف أثناء المرحلة الانتقالية المزعومة ولازال حتى اليوم, موضع صراع بين العقليتين لعدم استيعاب مفاهيم تحديث الدولة المؤسساتية, ومجاراة روح التطور الإنساني من قبل نظام صنعاء, واعتبار كل قادم من الجنوب إلى صنعاء ليس إلا ضيفا إلى حين استكمال حلقات الإجهاز على ما تبقى من الجنوب بعدما أفرغت تدريجيا وعطلت بل دمرت مؤسسات دوله الجنوب على مرأى ومسمع من كان يدعي ذاته يوما وصيا على الجنوب, وهو ذاته كان ضحية لعمليه يمننه, مما أفقد بل أضاع قوى الحداثة من إحداث أي تقدم يذكر وغيبها تماما من أداره دفه التطور وأبقاها كسيحة في وحل قوى التخلف والجهل وافرغ وللأسف كل مضامين هذا المبدأ الإنساني والديني عن مضمونه الحقيقي واستحوذت قوى التخلف على كل نتائج الجهد الوطني وأصبحت مفردات الثورة والجمهورية متاريس لها, وشعارات موت وخطوط حمراء وصفراء أمام الشعب المسكين, وأصبحت  الجمهورية والثورة والوحدة خنادق لقوى التخلف لحصد المزيد من الفيد على حساب عرق ودم الناس.

قد ربما واقع ما يسمى اليوم المحافظات الشمالية تم تدجينه في أطار الموروث, وتأسيسا عليه بنيت صيغ من مفاهيم العقلية بقدر انعكاسات الأحما ل المزمنة للعقلية وتأثرها بواقع القوه والعنف, ترتب عنها الإقرار بالأمر الواقع والقبول به والإذعان له, وهو ما يمثله المشهد السياسي والاجتماعي القائم وحسب التركيبه الاجتماعية.

ويعزى ذلك إلى عدم وجود دوله المؤسسات, ولا يمتلك النظام القائم لأي نية لخلق أراده سياسية لتحقيق ذلك واعتماده على شيخ القبيلة, والفصل في أمور الدنيا والدين بما يمليه الشيخ وفي الأساس شيخهم الكبير , مما يمنح النظام سهوله التواصل مع الأفراد عبر قنوات الاتصال هذه, وسيطها شيخ القبيلة.
 و في الجنوب سادت عقليه تعدد الثقافات والقبول بالآخر وسيادة القانون وقبول الناس به والتعامل معه بروح العدل وتشبع المجتمع الجنوبي بالسلوك القانوني وفق المساحة التي حضنتها دوله القانون في مدى قرون وانفتاح الجنوب على العالم, هذا الواقع الحضاري رفض قطعا قبول استخدام القوه عليه, وسلب وقرصنه ممتلكاته وحقوقه الأنسانيه, فكان مضطرا للخروج إلى الشارع, ليقول كلمته في ما يجري و بهدؤ.هنا كانت المفارقات الرهيبة والمدهشة, كلما أعتصم الجنوبي قابلته العقلية الأخرى بالقتل أو الجرح أو الاعتقال, وظل الجنوبي صابر يلملم جراحاته ويداويها ببلسم الصدق والوفاء والانتماء إلى الأرض والتمسك بهويته.
عندما الجنوبي يطالب بحقه في الحياة يذرون الرماد في عيونه ويجعلونه يموت جوعا, وهو يرى ما يسلبون وينهبون من أراضيه وثروته. إذا تجرأ بفتح فمه قطعوا لسانه, وحاولوا سجنه عنوه في معتقداتهم, تحت حجج أنه انفصالي وضد الوحدة.

وحده من ولمن؟؟ غريب هذا الواقع المزري وأغرب منه مالا تصدقه العيون لما تشاهده, ولا الأذان لما تسمعه. استخدموا الفتوى بواسطة مشائخ تجاره الموت, ودمروا الجنوب وقتلوا أهله, واحتلوا أراضيه, والدين برئ منهم براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام, ومنذ والحرب الظالمة على الجنوب في صيف 1994, ولازالت دماء أبناء الجنوب تسفك تحت مظله فتاواهم, ولم يتم تقديم أي من القتلة حتى اللحظة إلى العدالة ليأخذوا جزائهم, وأصيح الجنوبي  مجرم والقاتل برئ.
وللأسف, أن نرى الجنوب على هذا الحال بعد مضي 45 عام من استقلاله, في أن يعود إلى  القرون الوسطي, ويحزن الضمير الإنساني الحي, أن يلاحظ ما آلت إليه أحوال الجنوب اليوم,ولازال البعض مخدر بوهم وسراب لا يمت بصله إلى ما يمليه الضمير ومالا تسمح به العقيدة السمحاء, لأستمراريه وضع كهذا ونعتبر ذلك وحده؟؟
من يعتقد أزاله برميل كرش  للوصول لزيارة أقاربه أو النزهة بين مناطق جغرافيه متجاورة, مقايضه, بل تجاهل ما يجري اليوم على حساب شعب بكاملة, وأننا نعيش الوحدة , عليه أن يعالج أخطاءه, والاعتراف من أن أي مشروع من هكذا توحد, هو أن يحدث تطور مذهل في حياه الناس, لا أن يعودون إلى أدغال التاريخ يبحثون عن أساليب تحرير أنفسهم من الاستعباد والظلم, فبرميل كرش صحيح أنه أزيل من الأرض لكنه أرتفع هرما إلى عمق الدماغ.وصدق الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عندما قال كلمنه الشهيرة في وحده مصر وسوريا على انه إذا كانت الوحدة ضد الجماهير ومصالحهم علينا مقاتلتها.
و عند مراقبه المشهد السياسي في الجنوب وقراءه نتائج التطور المذهل, الذي حققته قوى الاستقلال, نخلص إلى حقيقة واحده مؤداها أن الوضع في الجنوب بات اليوم ناضج تماما لجني ثمارهذا الجهد الوطني عبر تعزيزه و توحيده في أطار الاصطفاف القائم لقوى الاستقلال, والتي مثلتها الرؤية الشاملة للأخوة في التجمع الديمقراطي الجنوبي وتشرب البئيه الجنوبية بها والارتفاع إلى السقف التاجي, وتوالي سلسله التكوينات الجنوبية على النحو الذي ذهب إليه تاج, وعززت الرؤية التاجية, على نحو قوي دعم الموقف الشعبي وأسهم في خلق بلوره حقيقته لتطور مبدع للشارع السياسي , تجلى بوضوح في قيام المجلس الوطني الأعلى لقياده مسيره التحرير واستعاده دوله الجنوب, ولذلك على كل هذه القوى الحية يتطلب العمل في الأيام القليلة القادمة على إيجاد إليه متكاملة لردم أي فجوات ناتجة جرا التباينات, لما من شأنه أداره التباينات هذه, واستثمار ذلك لصالح تحقيق الهدف, ووضع حد لأي نزعات فرديه, لتحصين العملية السياسية, بمشاركه واسعة لجميع الإطراف, لا لتحويلها إلى لعبه سياسية وتجييرها لطرف واحد عن غيره, ومن هنا يفرز الصالح من الطالح, ويتم الكشف عن المستور دون أي عمليات تجميل, حتى لا يتحول الأمر إلى صراع جنوبي جنوبي, و هو ما تراهن عليه سلطه 7 يوليو 1994, لؤاد الانتفاضة وتصفيه القضية الجنوبية,  و تقدم  لنظام صنعاء كهدية دون مقابل.

وأما من يتخوف من أن انفراط مسبحة النظام القائم, سيشتت فيه الجنوب ويجزأ وتعم الفوضى أرجاءه, عليه أدراك الحقائق على الأرض, التي تشهد عن نفسها, عكس ذلك في الاصطفاف الواسع لقوى الاستقلال, وأن تعددت الأوعية, لكنها تصب في وريد واحد لا سواه وريد الجنوب في الجسد الواحد وقلبه النابض عدن, والتي ستظل محراب الحرية, ليعتلي فنارها هامات المجد, ولتوضع صورتها على ثرى قبر كل شهداء الاستقلال الأول و الثاني, تتويجا لخروج الجنوب والى الأبد من جلباب الظلام إلى النور, ليعود إلى مفصله الحقيقي في تطوره الإنساني.



 

آخر تحديث الجمعة, 23 يناير 2009 09:01