يا أبناء شعبنا الأبي في الجنوب.
هاهو شهر رمضان المبارك يطلُّ على المسلمين بما يحمله من جذوةِ أملٍ ومفتاحِ فرجٍ لهذه الأمة ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر أمل وحرية لبلادنا التي ماتزال ترزح في ظل احتلال وقمع ومجازر ،وتعاني من نهب ثرواتها ومواردها،باسم وحدة دفنها نظام صنعاء تحت جنازير الدبابات حينما اعلن علينا الحرب في السابع والعشرين من أبريل سنة 1994.

يا أبناء شعبنا الصامد                                                                                             ادعوكم في هذا الشهر العظيم الى الاقتداء بأجدادنا الاوائل الذين ضربوا امثلة رائعة في التضحية والتفاني وأن تجعلوا من هذا الشهر فرصة لرص الصفوف وتعميق الحراك السلمي ، وتوسيع قاعدته الشعبية حتى يصل الى كل بيت من بيوت جنوبنا الحبيب، لكي يصبح هدف الكبير والصغير،الرجل والمرأة،الشاب والشابة , كما أدعو أخوتنا في المهجر وكل المقتدرين إلى تقديم الدعم والمساندة لأخوتهم في الحراك السلمي في داخل الوطن .

يا أبناء شعبنا الصامد
يا أهل الجنوب الأحرار .
أنتم الذين طرد آباؤكم وأجدادكم الاستعمار البريطاني من أرض الجنوب الغالية، وأقاموا دولة القانون والعدل والمساواة والامان.
أنتم الذين تسطرون اليوم ملحمة جديدة لاستعادة بلادكم من نير الاستعمار الداخلي،وتقدمون تضحيات كبيرة من أجل الحرية والاستقلال .
أخاطبكم في هذا اليوم، لأبارك انتفاضاتكم السلمية المجيدة،انتفاضة الاستقلال الثاني،ولأحيي حراككم المتصاعد بعزيمة عالية موجة وراء موجة، حتى الخلاص من الاحتلال وطرد آخر جندي محتل من بلادنا.
أخاطبكم لأقول لكم ان أملي كبير في ان تكلل انتفاضتكم بالنصر القريب،وأنها ستضع حدا للاحتلال، وترفع عاليا علم الحرية والاستقلال.

"إن ينصركم الله فلا غالب لكم ".نعم نحن اصحاب حق ،ومهما طال الزمن أو قصر سوف يعود الحق إلى اهله، وسينهزم الطغيان مهما بلغ من قوة .ولنا في التاريخ القديم والمعاصر امثلة كثيرة على أن القوة قد تكسب جولة لكنها لا تكسر ارادة الشعوب،فالمواجهات في التاريخ كانت عبارة عن سجال دائم بين القوة والارادة،لكن الارادة كانت تنتصر في نهاية المطاف.

أنتم لستم غزاة،ولا تعتدون على أحد،بل تريدون الحرية والكرامة.لقد خرجتم الى الشوارع في شتى أنحاء الجنوب كبارا وصغارا،نساء ورجالا،وتصديتم بصدوركم العارية لرصاص القوات الغازية التي ليس لديها غير الرصاص لمواجهة المدنيين العزل،ولكن متى كان هذا السلاح قادرا على كسر ارادة المؤمنين بحقهم في العيش بحرية وكرامة ومتى استطاع هذا السلاح ان يمنع رياح الحرية من ان تعصف بالظلم والباطل؟.

يا أبناء العزة والكرامة والمجد والشموخ.

 اذا كان قدرنا ان ينقلب علينا الشركاء في الوحدة ويحولوها الى شكل من الاستعمار الداخلي،فإن من واجبنا عدم السكوت على الذل والهوان ونهب بلادنا،لقد آن الأوان لوضع حد للاستئثار بالمشروع الوحدوي، ونهب بلادنا وتحويلها الى مزرعة لللعائلة الحاكمة في صنعاء.

يا ابناء شعبنا المكافح
ان تلاحمكم هو الصخرة الصلبة التي سوف تتكسر عليها مؤامرات الغاصبين والمحتلين،وأنا على ثقة بأن نصرنا قريب،فقد وطنً ابناء شعبنا أنفسهم على مجابهة كل ممارسات الاحتلال، واعدوا عدتهم لمعركة الاستقلال واستعادة حقوقهم وتقرير مصيرهم ولن تكسر ارادتهم القوة والبطش. ومن المؤسف ان هناك من يريد ان يحرم  شعبنا حقوقه ويلصق به تهمة الانفصالية،ونحن نعرف ان كل الشعوب اذا انتهكت حرمة أراضيها يساندها العالم لاستعادة تلك الحقوق. ولكن المفارقة هي أضحوكة هذا الزمان، ودليل ظلمه، المحتل بريء وصاحب الأرض انفصالي، المحتل صاحب حق، وابن الوطن دخيل وظالم، ولكن الجنوبي لم تعد تؤثر فيه هذه الأحكام الجائرة، فرغم مئات القتلى والجرحى والمعاقين والمشردين والمعتقلين فالكفاح مستمر من اجل تقرير المصير وفق ما يكفله القانون الدولي وتضمنه ميثاق الأمم المتحدة.

يا أبناء شعبنا الأبي
أود في هذه المناسبة ان اتوقف عند الخطابات التي يطلقها علي عبدالله صالح ليحذر فيها من ان استقلال الجنوب سوف يؤدي الى الشرذمة والصوملة،ويهز استقرار المنطقة.هذا الكلام مردود علية لعدة اسباب : أبرزها هو ان اللحمة الجنوبية قوية ومتماسكة، والبرهان على ذلك هو التلاحم الحاصل في كل مناطق الجنوب اليوم،أما بصدد الاستقرار فإن العالم يتذكر جيدا ان دولة الجنوب تحملت مسؤولياتها بجدارة في الحفاظ على الامن في المنطقة، وفي صورة خاصة تأمين الملاحة الدولية في خليج عدن وعبر باب المندب. واقول من دون تردد أننا لن نبدأ من الصفر فدولة اليمن الديموقراطي لم تندثر وهي قادرة على استعادة نفسها اداريا وامنيا خلال وقت وجيز.

أبارك لكم حلول الشهر الفضيل وتقبل منا ومنكم صيامه  وقيامه .

وكل عام وانتم بخير .
الرئيس علي سالم البيض