أوراق مرة في زمن مر !! طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 16:12
نقلاً عن صحيفة الثوري   بتاريخ 29 / 7 / 2004م
" كن ما شئت ...
رئيساً , ملكاً , خاناً , شيخاً , دهقاناً
كن أياً كان
من جنس الإنس أو الجان
لا أسأل عن شكل السلطة
أسأل عن عدل السلطان
هات العدل .. وكن طرزان "
أحمد مطر

عدن .. مقبرة الأوباش :
- هي المدينة الوحيدة التي غيرت وشوهت معالمها , وحجبوا بحرها عن الأنظار إلا فيما ندر.. وهي المدينة التي احتلت أراضيها وجبالها واكتسحت مقابرها وهدمت مساجدها التاريخية وكتبوا لها تاريخاً جديداً كي يدور القول الكاذب : لم يكن فيها أي مسجد إلا بعد 7 يوليو 94م .. أي أنها لم تعرف المساجد من قبل هذه العشر العجاف .

- وهي المدينة التي خربت آثارها علناً وبكل وقاحة وحقارة ... بل هي المدينة الوحيدة في التاريخ التي شكلوا لها أغرب لجنة في تاريخ اللجان في العالم كله ( لجنة الفراغات ) أي كل ما وجد متسع من الأرض عليها أن تبني عليه , تسده , ثـم تسده حتى تصبح عـدن مـدينة ( المتاهات ) ألا تبا لكم ولكل من أدخل في عقولكم أنكم خالدون فيها إلى قيام الساعة .

- عدن هي المدينة الوحيدة في التاريخ , التي يسري ( الفيد ) عليها منذ عشر سنوات باسم الدين الإسلامي العظيم وباسم الوحدة ... وفيها ابترعت كل أنواع المزايدات السياسية والدينية ومازالت .. لكن هل يفهم الأوباش النهاية المكتوبة لكل من أصابته ( لعنة عدن ) ؟! كل الذين فرضوا الباطل على مدينة ( عدن ) دفنتهم داخلها .. الأرض التي جعلت الأوباش منكم في ليلة وضحاها ( مليونيرات ) هي التي ستبتلعهم في ليلة حالكة السواد لأن القاعدة الأساسية لهذه ( اللعنة ) " لا يمر الباطل على عدن مرور الكرام مهما طال الزمن أو امتد " .. عليكم بمراجعة التاريخ قبل أن يبدأ التاريخ بمراجعة الحساب !!

الورقة الثانية :
- يقول الشاعر :
" لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم أمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب ... "
نزار قباني

الرقصة الأخيرة :
 - لقد صبرنا وصمتنا كثيراً على تلك المزايدات وعلى حرق المراحل , ثم على مسرحية دامية حبكت فصولها بإتقان , أضاعت منا أجمل سنوات عمرنا وأفضت بنا نهاية المطاف إلى قلب هذه الغابة التي جعلتنا مجرد ( غرباء ) داخل أرضنا التي تغربت هي الأخرى ... فهل يعقل أن نظل نحمل وصمة عار الصمت بقية عمرنا ؟! أم مازال بمقدورنا على الأقل فرض الحلم المشروع في حياة حرة كريمة وتحويله إلى واقع معاش من أجل أولادنا وبناتنا وأحفادنا حتى لا يحصدوا أشواك صمتنا في السنوات السابقة .. وصمتنا على هذا الباطل المفروض علينا طيلة عشر سنوات مرة و عجاف .. هذا الباطل الذي قبلناه قسراً وبغباء فالأمر سيان مادامت النتيجة واحدة .

- من هنا وجب القول للأرض المفتوحة المقهورة .. إن الأرض التي تجيد الرقص العظيم على أنغام اللحن التاريخي الذي تعرفه وتعشقه ( الطليعة ) الواعية والمؤهلة والمؤمنة بالجماهير المطحونة والتي تكون الجماهير هي الأخرى مؤمنة بحسن نواياها وأهدافها وسلوكها وإخلاصها لقضايا المقهورين في الأرض .. ستكون هي ( الأرض ) التي تهتز تحت أقدام مراكز القوى والفساد وهي الأرض التي ستجعل العنجهيات الكاذبة تفهم جيداً أن فرض الباطل بالقوة لن يجدي نفعاً أمام زلزالها .. أما إذا عجزت الأرض المقهورة عن الرقصة العظيمة لأنها لم تجد اللحن الخالد الذي يحركها , حينها تعلموا وافهموا أن الحقوق المشروعة المغتصبة ستبقى في غياهب النسيان .. لأن الذئاب لا تعترف بغير منطق الذئاب أو السباع .. وتذكروا جيداً المقولة الخالدة ( ليس بعد الموت موت ) .

الورقة الأخيرة :
- ويبقى في الأخير قول الشاعر :
" ارم شكواك إلى بئس المصير
واستعر بعض سعير الجوع
واقذفه بآبار السعير
واجعل النار تدوي
واجعل التيجان تهوي
واجعل العرش يطير
هكذا العدل يصير
في بلاد تنبح القافلة اليوم بها
من شدة الإملاق
.. والكلب يسير "
 أحمد مطر
 

بقلم الأستاذ : فاروق ناصر علي
آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 16:12