واقفون بين يدي اللـه - بقلم - فاطمة المزروعي طباعة
مقالات - صفحة الكاتبة/ فاطمة المزروعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 06 يوليو 2015 06:50

 لطالما تحدثنا عن هؤلاء الإرهابيين وعن سلوكهم ومقصدهم وتطلعاتهم وأنهم أبعد ما يكونون عن حياض الدين الإسلامي، وأنهم ليسوا إلا مجرمين سفاكي دماء لا أكثر ولا أقل، وإن كانوا يجيدون الضرب على وتر الدين فإنه لا يقتنع ويصغي إلى خطابهم إلا من هو على درجة عالية من السطحية.

 

 جميعنا سمعنا بالعملية الإجرامية الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجدهم خلال أدائهم لصلاة الجمعة في هذا الشهر الفضيل، عملية إجرامية بكل ما تعني الكلمة تجرد مجرمها ومن دعم ومن خطط ومن أمر من أبسط قيم الأخلاق، فدور العبادة على طول التاريخ لم تكن في أي يوم ساحة لمعركة أو حرب، بل ملاذاً للخائف والأعزل.

 وقبل العملية الإرهابية في الكويت وقعت عمليتان إجراميتان في المملكة العربية السعودية، راح ضحية هذه الجرائم بكل بساطة أناس يؤدون الصلاة وهم يقفون بين يدي اللـه، يبتهلون ويدعون ويرجون المولى، فعاجلهم الإجرام دون مهابة لمن يقف بين يديه هؤلاء المصلين، ودون أي خوف أو تردد .. وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى المربع الأول وهو بُعدهم التام والواضح عن الدين، بل بُعدهم عن الشعارات التي يحملونها ويبشرون بها، ليظهر جلياً أن شعارهم الوحيد هو القتل وسفك الدماء وترويع الآمنين والمصلين والنسك.

 لكنني أعتقد وعلى وقع هذه الجريمة والحزن على الضحايا أن مثل هذه الأحداث الإجرامية ما هي إلا دليل على موت هذا الفكر وانقراضه، حيث كل يوم ينتشر ويظهر على نطاق واسع إفلاس وزيف شعاراته وأكاذيبه.