للعام التاسع على التوالى شهر رمضان يأتي في ظل تشديد الحصار - بقلم - د.ماهر تيسير الطباع -خبير ومحلل اقتصادي طباعة
مقالات - صفحة الدكتور/ ماهر تيسير الطباع
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 18 يونيو 2015 18:49

 

يأتي شهر رمضان للعام التاسع على التوالى في ظل استمرار و تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة وتختلف أجواء هذا العام عن الاعوام السابقة , حيث يحمل لنا شهر رمضان الحالي ذكريات العام

الماضى الأليمة , حيث شن الإحتلال الإسرائيلي عدوانة الثالث على قطاع غزة مع بدء الأسبوع الثاني من شهر رمضان الكريم , وتسببت العدوان بإختفاء الاجواء و المظاهر الرمضانية والتي إستبدلت بأجواء

 

الخوف و القصف والدمار والدماء , بالأضافة إلى المعاناة و الألام التي تسببتها لأهالى الشهداء و الجرحى و الاف المشردين ممن تدمرت منازلهم خلال العدوان ومازالوا يقطنون بالمدارس و الكرفانات

ويواجهون حياة معيشية قاسية.

كما يأتي شهر رمضان في ظل إستمرار الانقسام و عدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها قطاع غزة لم يسبق لها مثيل خلال العقود الاخيرة , حيث أن

استمرار وتشديد الحصار الظالم ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع و البضائع المختلفة وأهمها مواد البناء و التى تعتبر المشغل و المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في قطاع غزة والتى أدى منعها

ودخولها فقط وفق الألية الدولية إلى تعثر عملية إعادة الإعمار.

وترتفع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر رمضان الكريم ، ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين معدومي الدخل , وتكثر احتياجات المواطنين وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر

الكريم من خلال الموائد الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الإجتماعية و العائلية في ظل تفاقم أزمة البطالة و الفقر حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل جنوني وبلغت نسبتها 55% وإرتفع عدد

العاطلين عن العمل لأكثر من ربع مليون شخص , وأصبح ما يزيد عن مليون شخص في قطاع غزة دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالى السكان , بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 39%

من إجمالى عدد السكان وانتشار ظاهرة الفقر المدقع والتى بلغت نسبتها 21%.

ويأتي شهر رمضان و الأسواق مصابة بحالة كساد وركود اقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدي المواطنين ,

وأصبحت الاسواق التجارية خالية ومهجورة من الزبائن .

إن استمرار الوضع على ما هو علية سيكبد التجار و المستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة , ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية.

والسؤال الهام الذي يراود المواطنين , هل يأتي شهر رمضان القادم وقد تغير حال قطاع غزة للأفضل أم لا ؟

د. ماهر تيسير الطباع

مدير العلاقات العامة و الإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة

مدونة الاقتصاد الفلسطيني
http://mtabbaa.blogspot.com/

الاقتصادية الفلسطينية

https://www.youtube.com/smartsoftpal

Jawwal : 00972599407518