المكلا .. رصاص ودماء وعسكر طباعة
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 03 سبتمبر 2007 01:25
صوت لجنوب/علي سالم اليزيدي/2007-09-03
باتت المكلا، المدينة الحضرمية الوديعة، تحت الضرب ويسيل في شوارعها الدم! كل شيء استباحه العسكر، وانطلقت الرصاص نحو الناس، إلى بيوتهم، بل إلى وقت متأخر من الليل، لم يستطع أحد أن يوقف المجزرة، تمادى الفاعلون في الهمجية
وتحولت الحالة برمتها إلى ما يشبه التسلية بالإنسان، أحدهم مدجج بالسلاح والآخر مسالم، والمطاردة هنا خارج المعادلة وخارج ثقافة الديمقراطية والحياة المدنية وكل ما له صلة بالسلم العام.

نعم باتت مدينة المكلا تحت الرصاص وأمسى المواطنون الشباب والفتيان مطاردين حتى تحت منازلهم، بل داخل المساجد والحافلات، وقد بلغت حالة المطاردة والضرب ذروتها عندما توجه العسكر ببنادقهم نحو الناس، كل إنسان يسير في الأحياء الشعبية لمدينة المكلا والشرج أو يتكلم، منع السير والكلام والاعتصام، وضربت المكلا وهي لا تحمل سلاحاً ولا عصا غليظة، مدينة سلام، فمن الذي حشد كل هذه القوة وجلب الرصاص الحي والهراوات وقنابل الدموع والدخان؟ ومن أمر بالدخول إلى الأحياء في الكودة، وباعبود، والمنقذ، ومسجد بازرعة، وحي الحارة وحي السلام، حيث النساء والعجائز والأمهات والحوامل والأطفال والبيوت التي بها عائلاتنا وأهلنا، من اختفى من المسؤولين ومن غاب ومن تغيب وترك الأمور تصل إلى هذا الحد من الدم والرصاص والمطاردات؟

المكلا تحت الضرب والدم، المكلا مثل عدن ليس بها سلاح، لا يحب المكلاوي والعدني واللحجي السلاح، لأنهم يحفظون النظام ويكرهون الشغب، فلماذا أدخلتم كل العساكر والسلاح إلى المكلا وأطلقتم النار على المواطنين، وقتل أبناء المكلا غدراً وجرح شبابها وبكت نساؤها وفجعت الأمهات والأطفال.. كيف لم تخجلوا من دمنا، ومن أطلق علينا النار ومن قال إن هؤلاء المواطنين في المكلا ليسوا من بني الإنسان، بل كان العسكر يصفونهم بألقاب وتسميات الحيوانات والحشرات، نعم كانوا يصرخون في الناس: خذ يا كلب.. ابتعد يا.....

المكلا تحت الضرب والدم! أين كان العقل لحظتها؟ من أضاعه من رجال الحكم ومن رمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية على الإسفلت وأمر بالضرب؟ من أين أتى كل هؤلاء الجنود الصغار محلوقي الرأس وحملة رصاص الموت؟ وأين هرب الاتزان؟! من منح الاستباحة لنا إلى آخر الليل دون أن يتوقف الضرب والملاحقات؟ أين العقل؟!

من لنا نحن المسالمين في عدن والمكلا وجعار؟ من يدافع عنا عندما نستباح ويدخل الرصاص أجسادنا ونموت؟ من يوقف الدماء؟ ومن هو المذنب الذي أطلق علينا كل هذا الغضب والظلم، قبل الرصاص؟!

عن صحيفة الايام العنية2007-09-03
آخر تحديث الاثنين, 03 سبتمبر 2007 01:25