نفط ودخل محافظة شبوة الى جيوب من يذهب ؟؟؟ طباعة
عام - تحقيقات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 30 أغسطس 2006 05:04
2006-08-30
الأيام» تستطلع أوضاع محطة كهرباء عتق .. وضع مأساوي .. ومظاهر احتجاج المواطنين لم تُجد في تحسين وضع محطة عتق

«الأيام» صالح حقروص:

محطة كهرباء عتق
محطة كهرباء عتق

شهدت محافظة شبوة تدهورا كبيرا في وضع الطاقة فيها ووصول فترة انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين خلال الأسابيع الماضية إلى أكثر من (20) ساعة في الـ (24) ساعة، وذلك لتردي وضع محطة كهرباء عتق ووصولها إلى حالة يرثى لها لعدة أسباب .. لمعرفة هذه الأسباب أجرت «الأيام» الاستطلاع التـالي .

مكونات محطة عتق
تتكون محطة عتق من (8) وحدات توليد منها (3) وحدات توليد نوعية الصنع لشركة (دويتز) دخلت الخدمة في عام 1988م بقوة (3600) كيلووات وبواقع (1200) كيلووات للواحدة، والرابعة في عام 1996م نوعية (كتربلر) بقوة (500) كيلووات، والخامسة والسادسة دخلتا في عام 1998م نوعية (دويتز) بقوة (2600) كيلووات وبواقع (1300) كيلووات للوحدة، والوحدة السابعة دخلت الخدمة بالمحطة في عام 2001م وهي من نوعية(skl) بقوة (2000) كيلووات، والوحدة الثامنة من نوعية (كتربلر) ودخلت الخدمة في عام 2005م بقوة (2500) كيلووات، وقد بلغ حجم الطاقة للوحدات الثمان بالمحطة (11200) كيلووات، وعند الإطلاع على الوضع الحالي للمحطة وجدنا أن الطاقة الفعلية المنتجة بالمحطة هي فقط (3300) كيلووات وهي طاقة منتجة من (3) وحدات توليد تعمل فقط في المحطة وهي الوحدة الأولى وتغذي المحطة بـ (750) كيلووات من اصل حجم طاقتها المركبة البالغة (1200) كيلووات والثانية بطاقة منتجة (850) كيلووات من اصل طاقتها المركبة البالغة (1200) كيلووات، وهما وحدتان من نوعية (دويتز) دخلتا الخدمة في عام 1988م، أما الوحدة الثالثة الأخرى التي تعمل فهي من نوعية (كتربلر) ودخلت الخدمة في عام 2005م وتغذي المحطة بـ (1700) كيلووات من اصل طاقتها المركبة البالغة (2500) كيلووات .

5 وحدات متوقفة عن الخدمة
اللافت للانتباة الذي وجدناه في المحطة هو أنها تعاني من استمرار توقف خدمة خمس وحدات توليد وهي الوحدة رقم (4) بالمحطة من نوعية (دويتز) متوقفة منذ تاريخ 5/1/2004م والبالغة قوتها (1300) كيلووات
وتعتبر منتهية والوحدة رقم (5) من نوعية (دويتز) ومتوقفة منذ 24/7/2006م وهي بقدرة (1300) كيلووات وبحاجة إلى قطع غيار لكي تعود للخدمة مرة أخرى والوحدة رقم (6) نوعية (كتربلر) .

وهي بقدرة (500) كيلووات ومتوقفة منذ تاريخ 1/6/ 2006م والوحدة رقم (7) نوعية(skl) متوقفة منذ تاريخ23/7/2005م وقدرتها الاسمية (2000) كيلووات، ويرى المختصون عدم الجدوى من عودة خدمتها للمحطة نتيجة للفساد الذي صاحب إجراءات المناقصة الخاصة بها وجعل المواصفات الخاصة بها تأتي بخلاف المواصفات المطلوبة من المحافظة، أما الوحدة الخامسة المتوقفة فهي رقم (3) من نوعية (دويتز) ومر على توقفها حوالي أسبوعين ويجري العمل لغرض أعادتها للخدمة بالمحطة حيث كانت تغذي المحطة قبل خروجها عن الخدمة بـ (850) كيلووات من اصل إجمالي طاقتها المركبة البالغ (1200) كيلووات .

الطاقة المنتجة لا تتجاوز (30%)
عدم قدرة المحطة على إنتاج الطاقة سوى بنسبة لا تتجاوز الـ (30%) من أصل حجم طاقتها المركبة جعل مديريات بلا كهرباء لأكثر من أسبوع ومديريات أخرى يصل إليها التيار الكهربائي لفترت ساعتين في الـ (72) الساعة فقط وبقية الفترة تعيش في ظلام دامس نتيجة لتسخير كل الطاقة المنتجة بالمحطة لتغذية العاصمة عتق فقط، ومع ذلك لم تتمكن هذة الطاقة من تغطية العاصمة لكون ذلك يتطلب توفر (3500) كيلووات في وقت لا تستطيع المحطة سوى إنتاج طاقة لا تتجاوز (3000) كيلووات مماأ حدث انقطاعات للتيار في بعض أحياء العاصمة ناهيك عن المديريات التي أصبحت محرومة تماماً من الكهربا وعاد أهلها إلى الفوانيس مرة أخرى نتيجة لتدهور أوضاع محطة كهرباء عتق التي تغذي أغلب مديريات ومناطق محافظة شبوة.

عوامل كثيرة كانت السبب
بالرجوع إلى الأسباب التي أدت إلى وصول المحطة إلى هذا الوضع والحالة وجدنا أنها ترجع لعوامل عدة منها تسابق حزبي الاصلاح والمؤتمرمنذ عام 1998م وحتى اللحظة في ربط مدن ومديريات جديدة بالمحطة بدون وجود طاقة، وفشل مشروع تعزيز التوليد الـ (skl)البالغ (2000) كيلووات والذي عززت به المحطة في عام 2001م وحسب على المحافظة كمشروع من حيث الوقت والمبلغ، وكذا ضياع مشروع تعزيز التوليد بالمحطة (5000) كيلووات عام 2005م ومبلغ وقدره (95.000.000 ريال) خصص لإعادة تأهيل المحطة إضافة إلى عدم انقطاع الكهرباء عن العاصمة عتق التي يسكن فيها كبار المسئولين مما جعلهم لا يشعرون بحجم المعاناة والمشكلة وبالتالي لا يعملون ولا يبذلون أي جهد يذكر بشأن تعزيز التوليد بالمحطة على مدى السنوات الثلاث الماضية وأدى ذلك إلى وصول ساعات انطفاء الكهرباء على معظم الخطوط إلى (20) ساعة في الـ (24) ساعة، فهي الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها حل مشكله العجز الكبير في التوليد، وخلق ذلك الوضع أيضا أحمالا كبيرة على المحطة وسبب كثيرا من المشاكل للمولدات والإعطاب.

حدث ما لم يكن في الحسبان
في حوالي الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة بتاريخ 18/8/2006م حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة للسلطة وقيادتها في المحافظة، حيث تعرضت وحدة توليد نوعية (كتربلر) تغذي المحطة بـ(2500) كيلووات لخلل فني أدى إلى تؤقفها عن الخدمة، عندها تحملت وحدات التوليد الثلاث وهي رقم (1) و (2) و (3) الأحمال لوحدها نتيجة لكونها آخر ما تبقى من وحدات تعمل بالمحطة مع أنها وحدات توليد قديمة جداً عززت بها المحطة في عام 1988م إلا أنها من نوعية عالية المواصفات لا تزال تعمل حتى اللحظة، ونتيجة لذلك تعرضت وحدتان منها إلى خلل فني وتوقفتا عن الخدمة، وفي تاريخ 19/8/2006م لم يعد سوى وحدة توليد واحدة تعمل في المحطة بطاقة لا تتجاوز (700) كيلووات وهوما دفع بالسلطة إلى تشكيل لجنة أمنية للتحقيق في الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن ما حصل كان تحصيل حاصل نظراً لحالة المولدات وحاجتها إلى الصيانة وقطع الغيار والعجز في الطاقة فإن الاطفاء العام الذي حدث يوم السبت 19/8/2006م كان تحصيل حاصل، واستمرار الحال على ما هو علية سيؤدي إلى تكرار استمرار الأعطاب في المولدات .

التركيز على إعادة التيار بالعاصمة
وصول عدد وحدات التوليد المتوقفة عن الخدمة بالمحطة إلى (6) وحدات دفع بالسلطة إلى الضغط على الجهات المختصة بالمحطة بالعمل على إعادة خدمة وحدة التوليد (الكتر بلر) في وقت لم يتم فيه بعد إصلاح الخلل الفني الذي تعرضت له وذلك لما له من أهمية في إعادة التيار للعاصمة عتق المهم والأهم بالنسبة لها، وعادت خدمة وحدة التوليد (الكتربلر) ولكن هذه المرة تغذي المحطة فقط بـ (1600) كيلووات مع أنها قبل خروجها عن الخدمة كانت تغذي المحطة بـ (2500) كيلووات ولا تزال تعمل حتى اللحظة دون أن يتم إصلاح الخلل الفني الذي تعاني منه . كما أن انهيار وضع المحطة قبل حوالي شهر من موعد الانتخابات الرئاسية والمحلية جعل الجهات المختصة تحرص على الإسراع في إبرام مناقصة مع أحد التجار بشأن توريد وحدتي توليد من نوعية (كتربلر) بقوة (2500) كيلووات وبوا قع (1250) كيلووات للوحدة.

وعلى أن يتم استيرادها خلال (7) أيام وأن يتم تركيبها بمحطة عتق خلال (10) أيام في محاولة تهدف إلى إنقاذ ما يمكن انقاذه قبيل موعد إجراء الانتخابات خصوصاً وأن مشكلة الكهرباء ستلقي بظلالها على الحزب الحاكم بالمحافظة، خاصة وأن المواطن في شبوة قد عانى كثيراً من وضع الطاقة المتردي خلال السنوات الست الماضية ولم يجد في السلطة من يعمل على إخراجه من هذا الوضع.

الرئيس وضع الحل ولكن..!
في نهاية شهر ديسمبر 2002م وجه فخامة الاخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بسرعة صرف مبلغ وقدره (9.500.000) دولار في محاولة من فخامته لحل مشكلة استمرار اعتماد محطة كهرباء عتق على وحدات توليد قديمة واغلبها تجاوزت الخدمة الافتراضية للعمل ولازالت في الخدمة، إلا أن توجيهات فخامة الرئيس تلك لم تجد طريقها للتنفيذ وتعثرت وعند زيارة فخامته الأخيرة للمحافظة بتاريخ 5/ 2/ 2005م استقبل المواطنون بحمل الفوانيس وذلك للتعبيرعن معاناتهم في المحافظة من وضع الطاقة في الوقت الذي سبق لفخامته وأن وضع الحلول لهذه المشكلة، ونتج عن هذا التعبير وصول وزير الكهربا إلى شبوة وتم وضع معالجات أولية للمشكلة خلال عام 2005م وتمثلت في تعزيز المحطة بقوة (5) ميجاوات مع إعادة تأهيل المحطة وذلك كحل أولي وعلى أن يتم تعزيز المحطة في عام 2006م بـ (5) ميجاوات أخرى، إلا انه لم يتم شيء من ذلك لا في عام 2005 ولا في 2006م وعند زيارة الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية للمحافظة قام بوضع حجر الأساس لمشروع تعزيز محطة كهرباء عتق بقوة (5000) كيلووات ووعد بسرعة إسعاف المحطة بوحدتي توليد اسعافيتين لا تقل قوتهما عن (2500) كيلووات وذلك خلال فترة شهر واحد، إلا انه في ظل الحالة التي وصلت إليها أوضاع المحطة اليوم فإن وصول الوحدتين الإسعافيتين لنً يحل المشكلة وإنما يمكن له أن يسهم في عودة وضع الطاقة الذي كانت عليه المحطة في بداية شهر أغسطس 2006م وسيسهم في عودة التيار إلى بعض المديريات التي تعيش حالياً في ظلام دامس بالكامل، وستعود إلى الوضع السابق الذي يتم فيه إيصال التيار لفترة (6) ساعات فقط خلال الـ (24) ساعة.

داخل المحطة
داخل المحطة
خلافات على نوعية وحدات التوليد
وبالرجوع إلى أسباب عدم تعزيز المحطة بالعشرة ميجاوات المفترضة والمقررة وجدنا أن ذلك يرجع إلى نشوب خلاف بين المحافظة والوزارة حول نوعية الوحدات، حيث تطالب المحافظة بان تكون من نوعية (كتربلر).وترفض قبول أي نوعية أخرى وذلك حتى لا يتكرر ما حدث مع وحدة توليد دخلت الخدمة في عام 2001م ولم تستفد منها المحطة في شيء بقدر ما أصبحت اليوم عبئاً على المحطة نتيجة لأنه لم يتم استيرادها حسب المواصفات المطلوبة من قبل المحافظة .

وإنما من قبل بعض الجهات المتنفذة في الوزارة، وهو ما دفع بالمحافظة إلى رفض استلامها، وتم استلامها مركزياً، وحتى لا تتكرر المشكلة مرة أخرى طلبت المحافظة أن تكون وحدات التوليد الجديدة من نوعية (كتربلر) لكونها وحدات توليد ممتازة وتصر على ذلك، إلا أن ذلك لم يحظ بموافقة البعض في وزارة الكهرباء نتيجة لرغبتهم في أن تكون مواصفات وحدات التوليد من نوعية أخرى غير الكتربلر وهو أمر ترفضه المحافظة، الأمر الذي أدى إلى عدم توصل الطرفين إلى اتفاق لتمسك كل طرف بموقفه ورأيه، وتسبب في تأخر تعزيز المحطة بالتوليد الجديد بالعشرة ميجاوات وتأجيل ذلك إلى اجل غير مسمى، ولا تزال المحطة تنتظر وصول الـ (10) ميجاوات في ضوء توجيهات فخامة رئيس الجمهورية.

مظاهر الاحتجاج الحضارية لم تكن مجدية
عند وصول وضع الطاقة خلال عامي (2004 - 2005م) في محافظة شبوة إلى حالة لا تطاق قام المواطنون في تاريخ 23/5/2004م بتشييع جنازة لكهرباء شبوة في شوارع عاصمة المحافظة عتق ومن ثم أداء الصلاة عليها أمام مكتب محافظ المحافظة ونائبه، في محاولة منهم لإيجاد المعالجات، وعلى اثر ذلك صدرت توجيهات من قبل رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 14/6/2004م تطالب وزير الكهرباء بالعمل في ضوء توجيهات فخامة رئيس الجمهورية والإسراع في الإجراءات الخاصة بالمولد الاسعافي وبطاقة لا تقل عن (2) ميجاوات وإدراج (10) ميجاوات بعدد وحدات مناسبة في مشروعات التمويل الصيني لمحطة كهرباء عتق وإدراج (3) ميجاوات من التمويل الصيني نفسه لزيادة التوليد في كهرباء بيحان، على أن يتم هذا الأمر سريعاً. ثم قاموا بتنظيم سلسلة من مظاهر الاحتجاج الساخرة من وضع الطاقة المتردي في المحافظة.والمطالبة بتصحيح وضع يشاهد فيه منزل المواطن مظلماً ومنزل المسئول منيراً، والمساواة فيما بينهما وإعطاء كل حصته من قطع التيار الذي يتم على منازل المواطنين فقط وتستثنى منه العاصمة عتق. وبالرغم من كل مظاهر الاحتجاج تلك فإنها لم تكن مجدية في تصحيح وإصلاح الوضع حتى وصلت المحطة إلى حافة الانهيار اليوم.

آخر تحديث الأربعاء, 30 أغسطس 2006 05:04