الزحمة وغلاء الأسعار صور من صور رمضان |
عام - تحقيقات | ||||||||
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS | ||||||||
السبت, 21 أكتوبر 2006 07:37 | ||||||||
صوت الجنوب نيوز 21.10.2006 / صحيفة الأيام
الزحمة وغلاء الأسعار صور من صور رمضان 19/10/2006«الأيام» فردوس العلمي:
ففي شهر رمضان تختلف الموازين ويسعى الجميع لينال الرحمة والمغفرة من رب العالمين كل بطرقته وحسب اعتقاداته . تختلف الصور في هذا الشهر الكريم التي ترسم لنا معاناة المواطنين أو ترسم فرحهم فرغم معاناة المواطنين من الغلاء الذي طال كل شيء مند بدء الشهر الفضيل في الخضار و الأسماك واللحوم والمواد الغذائية واسطوانات الغاز، ذلك الغلاء الذي لم يجد من يتصدى له استمر بالتوغل في حياة المواطنين ليصل إلى ملابس العيد، التي تأتي لتعلن لنا انتهاء رمضان شهر الخير وقدوم فرحة العيد لتزرع الفرح والسعادة في قلب المواطن المتعب، تلك الفرحة التي جاءت ككل عام مصحوبة بالغلاء وجشع بعض التجار ولكن رغم الغلاء كان لرمضان فرحة مميزة في قلوب المواطنين . «الأيام» نزلت إلى أسواق عدن لترصد العديد من الصور المفرحة والموجعة والتي تعبر عن مدى عمق الفرح أو الحزن في قلب من يشاهدها . صور كثيرة ترسم ملامح السوق في رمضان، الهدوء والسكينة في صباح رمضان حيت تجد المحلات التجارية أبوابها مغلقة في الأسواق والشوارع خالية من المواطنين إلا قلة منهم متجهين إلى أعمالهم . صور آخر من صور رمضان الخير ترسم تعب الباعة المتجولين وأصحاب البسطات حيت تراهم يفترشون الأرض وبعضهم نيام تحت البسطات يستمدون الراحة من خلو الشارع من المارة فيخذون قسطاً منها قبل أن تبدأ معركة البحت عن الرزق من جديد بعد صلاة الظهر . بعض المحلات التجارية تفتح أبوابها وتري أصحابها يصارعون النعاس وقلة من المواطنين تتردد عليها هرباً من زحمة الليل . وبعدها تفتح المحلات التجارية لحظات قليلة ويبدأ الضجيج وتدب الحياة في الأسواق وتسمع في هذا الوقت جملا لا تسمعها إلا في هذا الوقت من كل عام، الكل يصرخ: باجية سنبوسة لحوح، وآخر ينادي على الخضار تتداخل الأصوات، بعضها يلعن الغلاء والبعض الآخر يتساءل إلى متى؟ وعندما تتوغل في السوق ترى أصحاب الفاكهة والتمور والمكسرات يعرضون بضاعتهم والذباب فوقها أكثر من عدد المواطنين الراغبين بالشراء فيشعل بعض الباعة البخور والند لطرد الذباب وجلب المواطنين، وقبل صلاة المغرب بلحظات لا تسمع سوى عجلات السيارات المسرعة، وماهي إلا لحظات حتى تهدأ الحركة ليبقى الطريق خالياً إلى حين .
< الأخ عماد رشاد من موظفي محلات الصبايا للملابس النسائية سألناه عن سبب ارتفاع الأسعار فقال: بضاعتنا مميزة ومكلفة وكل موديل له سعره ونحن لا نأتي بكميات كبيرة بل من كل موديل قطعة أو اثنين، ويقول: لدينا إقبال من الزبائن رغم ارتفاع السعر فالزبائن مخصصين. < أحد المفرشين يدعي عمرو الهندي معه مجموعة من الملابس الولادي صناعة صينية من سنة ونص إلى ثلاث سنوات سألته بكم تباع البدلة أجاب من 500 ريال . < مجموعة من الشباب ينادون على العطور وعلى مفاجآت في انتظار الزبون توجهت لهم وسألت الأخ أمير مغلس بكم العطور أجاب تختلف الأسعار حسب الماركة فهناك من 500 والبعض بــ 600، يقول الإقبال كويس والحمد الله ما شي الحال فنحن لدينا جوائز نقدية وعينية، وعنها يقول: «فهناك جهاز تلفون وخاتم عيار 21 إضافة إلى وجبة عشاء» قلت له كل هذه من البسطة أجاب ضاحكاً: أكيد فصاحب البسطة لابد أن يتفنن بجلب الزبائن يشاركه الحديث زميله أسامة جميل عندما رأى اندهاشي قال: «نحن أساسا تابعين لشركة لوك آب للعطورات مركز أبو الذهب بتعز» وأضاف «لتصفية البضاعة وجلب بضاعة جديدة طرحنا فكرة البسطات وهي إحدى الطرق لتصريف البضاعة ففي كل منطقة نعمل بسطة وننزل بضاعتنا من العطور» ويضيف:«نبيع العطور بسعر الجملة والحمد الله في إقبال». < الاخ محسن عبدالله عبادي من محلات طيبة يقول: «بضاعتنا راقية ونحاول ان نوفر للزبون قطعة راقية ومناسبة». وعن أسباب الغلاء يقول: «هنا الغلاء يسبق الغنى فالقطعة التي تباع بالجملة 20 ريال سعودى لا تقل قيمتها في السعودية عن 50 ريال سعودي». وعن سبب ارتفاع الاسعار يقول: «ارتفاع الجمرك وارتفاع الإيجار المحلات والضرائب من اسباب الغلاء في اليمن» ويقارن بين سوق السعودية وسوق عدن: «قيمة الضرائب في السعودية 3% وقيمة الكونتينر 1500 ريال سعودي في جدة وهنا توصل الى 7000 ريال سعودي للحاوية ابو 20 قدم ورغم هذا نحاول ان نوصل افضل الملابس وبأقل الأسعار» . < يتحدث الأخ صادق المليكي من محلات المليكي يقول:«ارتفاع الأسعار يختلف باختلاف الخامة والنوعية والموديل وعوامل أخرى كثيرة»، ويضيف: «بضاعتنا من مختلف الدول من الصين ولبنان وتايلاند وتركيا وأسعارنا من 600 إلى 5 ألف أو 10 ألف وفي المهرجات نعمل تخفيضات بنصف المبلغ».
< محمد ضيف الله مواطن له ثلاثة أطفال يقول عن ارتفاع الأسعار:«الأسعار مرتفعة بشكل جنوني فالزيادة التي وصلت الموظفين عكست نفسها على السوق والغلاء الموجود الآن بقدر فرحة الناس بالمبالغ التي وصلتهم لتسديد احتياجاتهم واجهوه مردود عكسي في السوق بسبب ارتفاع الأسعار، الآن نسبيا يمكن بعض المواطنين يلبي متطلبات أطفالهم لسد احتياجاتهم». < وللنساء رأي، نسرين عقلان تقول: «الأسعار نازل طالع لا تستقر على حال ورغم ارتفاع الأسعار القوة الشرائية كبيرة جدا خاصة في عدن مول» . < «الأسعار باهظة» كان هذا أول حديث لها، تقول فاطمة فارس طالبة بالمعهد الألماني سنه ثانية. وتضيف:«فأنا طالبة ولا نقدر نشتري بهذه الأسعار الخيالية، وحقيقة الأسعار غالية ونحن كل مصروفنا يذهب لشراء الملابس، ونحن نشتري من المحلات فهي تدوم» . < سماح فارس تصرخ: الأسعار نار وكل شيء نار فالكل يستغل الشهر الفضيل والعيد »وتضيف: «كل شيء أسعارها مرتفعة ولا فرق بين ملابس الأطفال أو الكبار فنحن كنا نأخذ بدلة تخرج علينا بألفين أو ثلاثة ألف إلا مع رمضان حيث تصل إلى 5000 أو 6000 حاجة فوق الخيال». < لم تنته الصور في هذا الشهر الكريم ولن ينتهي الحديث عنها فهناك صور موجعة نشاهدها وتكثر في هذا الشهر حيت ترى أطفالا رضعا ملقين في الطرقات دون واعز ديني أو ضمير، أطفال الكبار يشحتون بهم، أطفال لا تدري هل هم مرضى أم في غيبوبة مصطنعة، أطفال فقدوا طفولتهم، ليس لهم ملامح غير اوساخ متراكمة وكتلة من الذباب تقف على افواهم ، هؤلاء الكبار شاحتو القرن الواحد والعشرين يحملون تقارير طبية ضاعت ملامحها وانمحت أسطرها بعضهم تشاهده كل يوم في زاوية يكرر نفس السيناريو وبعضهم يتاجرون بإعاقتهم او ينزعون ملابسهم ليظهر للمارة آثار جرح او عملية جراحية يستجدون الناس بها. < فتاة لم تنه عامها العشرين تجلس على الارض في زاوية بعيدة عن الطريق العام وبجانبها طفلان، وقفت بجانبها سألتها: لم أنت هنا؟ لم تفهم سؤالي او ربما لم تسمع، كررته لها: لما أنت هنا ولماذا ما اسم الصغير ؟ قالت بصوت خافت:أيمن. أم أيمن هي طفلة ولها طفل بحاجة الى عناية، تلك الطفلة مطلقة من عمر ابنها 8 أشهر تقول أم أيمن: «طليقي لم يصرف علي ولا أحد يتحمل أحد في هذا الزمن، معي طفل بحاجة الى رعاية واهتمام واذا لم أمد يدي من يعطيني» . سألتها عن الطفل الآخر فقالت: «هي ابنة صديقتي ذهبت لشراء حاجة لطفلها».
يشاركة الرأي الحاج سعيد مقبل ويقول: «هذا أحدهم يأكل الشمة، ولما سألنا ليش ما تصوم قال ما حد يعرف نيتي الا الله . والله هو من يحاسبنا». سألتهم: كل الناس نيام في هذا الوقت إلا انتم هنا: قال: حمى والمكان الذى ننام فيه حر ونحن بانتظار المسجد يفتح لننام ونصلي. < محمد عبدالسلام تجاوز التسعين جاء من محافظة ذمار يقول: «حجيت بيت الله» ويشير إلى زميله «حج مرتين وهذا جلس بالحرم فترة طويلة وأنا رجعت الى اليمن انا جئت اطلب الله في أرض الله» وعن سبب عدم صيامه يقول «الله يحاسبنا وليس البشر» . آخر صورة مؤلمة رفضت الكاميرا التقاطها كانت لمجموعة من الافراد خلفي يتحدثون بصوت نسائي عال وعندما التفت وجدت مجموعة من الشباب، شعرهم طويل معقود للخلف بشريط، أصوات وحركات نسائية لا يحملون من الرجولة سوى الصفة دون المضمون . < كانت تلك صور رمضان بعضها جميلة وبعضها موجعة وتلك الصور تجعلنا نقف باندهاش امام كل ما نرى ونسمع في الاسواق، ومتى في شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة! < وفي الختام وجدت صورة تستحق الثناء والتقدير، صورة لرجال الأمن منتشرين في كل الشوارع والمحلات التجارية، تحية لرجال الشرطة وال مرور الذين يعملون بصمت في هذا الشهر الكريم يرقبون الوضع عن كثب. خواتم مباركة وعيد سعيد لكل من يقرأ هذا الاستطلاع. |
||||||||
آخر تحديث السبت, 21 أكتوبر 2006 07:37 |