مهرجان حاشد تشهده الحبيلين إحياءً لذكرى ثورة 14 أكتوبر طباعة
أخبار الجنوب العربي - اعتصامات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 16 أكتوبر 2007 14:59
صوت الجنوب نيوز/صحيفة الايام العدنية/2007-10-16
في مهرجان جماهيري حاشد وصفه مراسلو «الأيام» بأنه الأول من نوعه في مديريات ردفان الأربع شهدت مدينة الحبيلين ثالث أيام عيد الفطر المبارك - أمس الأول الأحد - احتفالاً جماهيريا كبيراً إحياءً للذكرى الرابعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة..وعلمت «الأيام» أن أحد المشاركين في المهرجان رفع علم الحزب الاشتراكي اليمني، الأمر الذي دعا آخرين إلى تنزيله وتمزيقه في الفعالية مؤكدين أن الاحتفال لا علاقة له بالحزب ونظمته فعاليات سياسية واجتماعية وقوى المجتمع المدني وفي مقدمتها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين وجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل.
كما لاحظ مشاركون أن من ألقى الكلمات في المهرجان كان معظمهم من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للاشتراكي عدا نفراً من قوى المجتمع المدني الأمر الذي سبب استياء الكثيرين من حرمان آخرين من محافظات أخرى فرصة التحدث في المهرجان وتجييره لصالح الاشتراكي.

وأكد مراسلو «الأيام» أن مهرجان الحبيلين قد انتهى بهدوء تام وعاد المشاركون إلى مناطقهم في بعض المحافظات.

وعلمت «الأيام» أن أوامر قد صدرت بعدم اعتراض المشاركين أثناء العودة إلى مناطقهم أو ملاحقتهم ومنعهم من دخول مناطقهم ومحافظاتهم.

بيان اللجنة التحضيرية للاحتفال

نص البيان الصادر عن اللجنة التحضيرية للاحتفال بالذكرى 44 لثورة 14 أكتوبر الذي ألقاه د.ناصر الخبجي رئيس اللجنة التحضيرية:

«الأخوة والأخوات الحاضرون جميعاً في هذا المهرجان التاريخي باسمى شخصياً ونيابة عن أخواني اللجنة التحضيرية المنظمة لهذه الفعالية العظيمة لإحياء يوم مجدكم ويوم عزتكم يوم أشرقت شمس الحرية وانبلج فجر الانعتاق في سماء الجنوب الحبيب في الرابع عشر من أكتوبر 1963م ومن على قمم جبال ردفان الشماء، ردفان الثورة والتحرير والدم الزكي.

باسم اللجنة التحضيرية نرحب بكم ترحيباً حاراً مثمنين جهودكم المضنية وتجشمكم عناء السفر وقطع المسافات الطويلة، نلتقى اليوم مع تاريخنا لنكتب على صفحته الرابعة والأربعين عهداً جديدا قطعناه على أنفسنا وحملنا راية الإباء نصونه اليوم من بخلاء وناهبي الأرض والتاريخ البطولي لأبناء الجنوب، ونصون دماء شهداء أكتوبر وتضحياتهم الجسام ونقف اليوم إجلالاً وإكباراً نحني هاماتنا لأولئك الميامين الذي حملوا أرواحهم على أكفهم ونذروا أرواحهم وخضبوا بدمائهم الطاهرة أرض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه وسجلوا أروع ملاحم البطولات التي رسم لوحتها الأولى الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة فجر يوم الرابع عشر من أكتوبر المجيد من ردفان الإباء والكبرياء والشموخ.


 

ونتقدم إليكم ومن خلالكم لشرفاء الوطن بالتهاني القلبية ذكرى أكتوبر المجيد وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك فلابد من التهنئة الخاصة لأبطال الجنوب القابعين وراء القضبان المناضل حسن أحمد باعوم والعميد ناصر النوبة والكاتب أحمد القمع وغيرهم من الأبطال الميامين، ونتعهد لهم ونجدد العهد بمواصلة النضال والاعتصامات السلمية وبذل كل الجهود حتى إخراجهم من المعتقلات.

أيها الإخوة والأخوات:

وبينما أبناء ردفان وهم يقومون بالتجهيز والإعداد لهذه المناسبة احتفاءً بالعيد (44) لثورة أكتوبر العظيمة وفي إطار الاعتصامات المفتوحة في المنصة وأمام مقر جمعية المتقاعدين إذ تفاجأ الجميع بقيام السلطة بعسكرة الحياة المدنية داخل مديريات ردفان الأربع واستحداث النقاط العسكرية في أكثر من موقع وانتشار الأمن وبشكل مكثف في الأسواق ومداخل ومخارج عواصم المديريات ولم تكتف السلطة بهذا الإرهاب الرسمي وترويع المواطنين بقصد منعهم من الاحتفال بذكرى ثورتهم المجيدة بل قاموا بمداهمة المواطنين وإطلاق النار عليهم بواسطة أربعة أطقم عسكرية من الأمن المركزي والجيش وبشكل مكثف سقط على إثرها الشهيد شفيق هيثم والشهيد محمد ناصر هيثم والشهيد فهمي محمد حسين الجعفري والشهيد عبدالناصر قاسم حمادة وأكثر من سبعة عشر مصاباً أكثرهم إصابات خطيرة وعلى الرغم من هذا العمل الإجرامي الإرهابي المشين إلا أن ذلك بسم الله الرحمن الرحيم لم يثن أبناء ردفان عن مواصلة المسير حتى الوصول إلى المنصة والاستمرار في الإعداد والتجهيز للاحتفال بعيد ثورتهم المجيدة.

أيها الإخوة لقد كان لأبناء ردفان دور مشهود وفي مختلف مراحل النضال الوطني جنباً إلى جنب مع بقية أبناء محافظات الجنوب وقدموا على طريق الحرية والاستقلال قوافل من الشهداء الأبرار الذين زينوا خارطة الوطن بأجسادهم الطاهرة على أديم هذه الأرض المشبع ثراها بالدماء الزكية وفي محطات تاريخية تعكس مكانتها ودورها الكفاحي الريادي المحفور في ذاكرة التاريخ والمتأصل في وجدان وعقول وأفندة جماهير شعبنا وأجياله القادمة.


 

أيها الإخوة الحضور جميعاً:

إن ما يميز هذه الذكرى الرابعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر عن سابقاتها تزامنها مع أوج الحراك السياسي الجماهيري المتواصل الذي تزخر به ساحات الجنوب وعلى مدار الأشهر الماضية، وكان لجميعات المتقاعدين قسراً عن العمل عسكريين ومدنيين ومجلسها التنسيقي وجميعات الشباب والعاطلين عن العمل وأنصارهم شرف الريادة في تصعيد خيار النضال السلمي بجساره وإقدام وإبراز القضية الجنوبية إلى واجهة الأحداث وصدارتها وتعزيز حضورها السياسي والإعلامي على الصعيدين المحلي والخارجي، وبهذا الصدد نوجه تحية إجلال وإكبار واعتزاز لكل المشاركين في تلك الفعاليات الاجتماعية الذين واجهوا الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع وغطرسة القوة بصدور عارية وإرادة قوية وإيمان راسخ بعدالة قضيتهم وغدوا يمثلون نواة المدافعين عن شرف وضمير هذه الأمة في هذا الزمن الرديء.

أيها الإخوة والأخوات:

إن ما تعانيه المحافظات الجنوبية اليوم من ضيم وظلم واستبداد وإقصاء وتهميش يعتبر إحدى مخرجات حرب صيف 94م العدوانية الظالمة ونتائجها التدميرية والتي كانت الجنوب ساحتها الرئيسية وهدفها المباشر لتحقيق التوهج السياسي القائم على الضم والإلحاق والإلغاء وعودة الفرع إلى الأصل وتقويض الأسس والمرتكزات الأساسية التي قامت عليها وحدة 22 مايو التوافقية وعلى قاعدة الشراكة الوطنية في السلطة والثروة وما أعقب تلك الحرب من نهب ومصادرة للأراضي والمنشآت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والصناعية وتقاسمها بين المتنفذين، وطرد وإبعاد وتشريد وتوقيف معظم عمال وموظفي الدولة في الجنوب مدنيين وعسكريين يربو عددهم على مائتين وخمسين ألفاً وحرمان أبنائها من الوظيفة العامة والالتحاق في الكليات العسكرية والمؤسسات المدنية ومن أبسط حقوقهم المكتسبة وانعدام فرص التأهيل العالي في الخارج والإتيان بمعظم الموظفين من خارج تلك المحافظات الأقل قدرة وكفاءة بإدارة شئونها، وتعزيز الحضور الأمني والعسكري بصورة مكثفة وطمس هوية الجنوب بكل ما يتصل بتاريخها المجيد والانتقاص من دور مناضليه وشهدائه الأبرار وإحياء موروثات الفتن والحروب والثأرات القبلية التي كانت في حكم المنتهية وممارسة أساليب التنكيل والترهيب والتمييز العنصري المقيت تجاه أبناء المحافظات الجنوبية.


 

إن هذه الممارسات والسياسيات الإقصائية الاستعلائية والإصرار على تحجيم دور ومكانة المحافظات الجنوبية وفعل تأثيرها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وشراكتها الحقيقية في مختلف المجالات قد أحدثت تصدعاً عميقاً في بنيان الوحدة اليمنية وزادت من تعميق الانقسام وتفاقم الاضطرابات والاحتقانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تنذر بمخاطر كبيرة على مستقبل البلاد والعباد، وما جرى صباح العاشر من سبتمبر من مجازر وقتل وحشي في الضالع وحضرموت وحملات اعتقالات واسعة النطاق للجنوبيين وإغلاق مدينة عدن وفرض حالة الطوارئ ما هو إلا دليل على نهج ونفسية الاستقواء وغياب منطق العقل، ونجدها مناسبة لنحني هاماتنا إجلالاً وإكباراً لشهداء العاشر من سبتمبر وجرحى ذلك اليوم الأليم ولكل شهداء الجنوب الأبطال شهداء النضال السلمي المدني ونجدد مطالبنا بضبط الخارجين عن القانون الذين قاموا بإطلاق النار وقتل وجرح واعتقال الأبرياپ وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم ومحاسبتهم عما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية.

الأخوة والأخوات جميعاً:

إن من نتائج ثورة 14 أكتوبر أنها وحدت وبجهود كل الوطنيين الأحرار والمخلصين 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في إطارة دولة وطنية موحدة في الـ30 من نوفمبر 1967م وتحققت في ربوعها الكثير من المكاسب الوطنية أبرزها حماية السيادة واستقرار الأمن وإنهاء ظواهر الثأرات والحروب القبلية وضمان الاستقرار المعيشي والتطور الاجتماعي والثقافي وبناء أجهزة قضائية حديثة تتمتع بالعدالة والنزاهة وكفالة مجانية التعليم والخدمات الصحية والقضاء على الأمية وإنجاز برامج ضخمة لتأهيل الكادرات الوطنية في مختلف التخصصات وبناء تجربة اقتصادية اجتماعية تقوم على التوزيع العادل للدخل القومي والثروة الوطنية وترسيخ دولة القانون والمؤسسات التي يحظى جميع المواطنين في ظلها بحقوق متساوية مفخرة حقيقية لنضال الشعب الجنوبي من أجل التقدم والانتماء إلى عالم الحضارة الإنسانية المعاصرة.

نعم أيها الإخوة والأخوات إن الحديث عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة هو الحديث عن جيل عمالقة الجنوب المتحرر من الحركة السياسية الوطنية الجنوبية وهناك منهم من قدم حياته قرباناً لهذا الوطن الغالي ونال شرف الشهادة وهذا ما يزيد اعتزازنا بشهداء أكتوبر المجيد ولكننا اليوم نشعر ببالغ الأسف والحزن والحسرة لما يمارس على شهداء ومناضلي الجنوب من عقوبات جماعية تتمثل بالإفقار العمدي لأسرهم وطمس تاريخهم ونبش مقابرهم وعظامهم وهدم متاحفهم وإنكار بطولاتهم ضد الاستعمار البريطاني ولم يكن مناضلو وشهداء الثورة هم الهدف الوحيد من قبل لصوص التاريخ بل أيضاً الأبطال الذين ما زالوا على قيد الحياة والذين نقف اليوم وحيدين بدونهم نقف على أمجادهم وتضحياتهم وبطولاتهم التي لم تشفع لهم اليوم بحضور يوم عيدهم ومجدهم وتاريخهم يحتفلون اليوم منفيين بأرض الشتات والمنافي القسرية بعد أن قارعوا الاحتلال البريطاني عقوداً من الزمن وناضلوا وثبتوا تجربة رائدة ونظاماً وطنياً وأفنوا حياتهم في سبيل نصرة الثورة وحققوا الوحدة اليمنية وها هم اليوم طابور طويل من عمالقة أكتوبر في مقدمتهم الأبطال علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وعبدالله الأصنج وغيرهم من رواد النضال المحكوم عليهم علناً وظلماً بالنفي من أوطانهم ومن تبقى من رفاق هؤلاء نجدهم اليوم في خانة التهميش والإقصاء والملاحقة القمعية ونجدد لهم العهد والوفاء بأن تضحياتهم ونضالاتهم لن تذهب هدراً وهذا الجيل التواق إلى التغيير هو الحامل الوفي لمبادئ ثوار الجنوب الأبطال.


 

أيها الأخوة والأخوات إن القضية الجنوبية أصبحت أعمق وأكبر من تسوية قضايا المتقاعدين ونحذر من مغبة تجاهلها أو محاولة اختزالها قي قضايا مطلبية بحتة محدودة بدون ملامسة جذور المشكلة الحقيقية وغض النظر عن بعدها السياسي، وانطلاقاً من ذلك ندعو للإسراع بمعالجة آثار ونتائج حرب صيف 94م ووقف تداعياتها والإجراءات الاستثنائية المرتبطة بها فالأزمة التي نمر بها اليوم على خطورتها ليست على درجة من التعقيد والصعوبة بحيث يستعصي على الناس فهمها فالدولة الموحدة التي تتحدث السلطة باسمها هي ثمرة اتحاد دولتين مستقلتين ذات سيادة وليس عودة الفرع إلى الأصل وبالتالي فهما متساويتان في الحقوق والحل يبدأ بالاعتراف بهذه الحقيقة، حقيقة التكوين البنائي للدولة الموحدة، وعلى الاعتراف بهذه المكونات بوصفها طرفي الحق داخل الدولة الموحدة تتحدد الحقوق والعلاقات الحقوقية بين أطرافها ويتحدد ترتيباً على ذلك شكل السياسة والتمثيل السياسي وآليات تسيير الدولة.

وتمثل قرارات مجلس الأمن الدولي (931,924) وتعهدات الحكومية اليمنية في 1994/7/7م لمجلس الأمن الدولي مدخلاً مناسباً لبدء حوار جدي لإخراج البلاد من الوضع الحرج الذي تمر به والذي قد يقود إلى عواقب وخيمة.

أيها الحاضرون جميعاً نؤكد على أهمية مواصلة الاعتصامات بمختلف أشكال التعبير السلمي وفي الوقت نفسه ندين سلوك السلطة الوحشي بإطلاق الرصاص الحي إلى صدور المواطنين في منصة الاحتفال يوم أمس نتج عن ذلك العمل الإجرامي أربعة شهداء وسبعة عشر جريحاً وفي الوقت نفسه نطالب السلطة بسرعة التحقيق بمحاسبة من أعطوا ونفذوا الأوامر بقتل الأبرياء وتقديمهم للمحاكمة في أسرع وقت ومعالجة الجرحى قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

وختاماً لا يفوتنا بهذه المناسبة إلا أن نجدد مطالبتنا في الإفراج الفوري عن المعتقلين وفي مقدمتهم المناضل حسن أحمد باعوم والعميد الركن ناصر النوبة والكاتب أحمد القمع ووقف المحاكمات اللا قانونية التي تدار ضدهم ونؤكد على استمرار النضال السلمي المدني بمختلف أشكاله حتى يعود الحق لأصحابه.

وفي الأخير نتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لكل من ساهم في إنجاح فعاليتنا الاحتفالية هذه التي تعتبر رد اعتبار لمناضلي وشهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة.

المجد والخلود لشهداء أكتوبر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

كلمة الفعاليات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية

وألقى الأخ أنيس ثابت عثمان، أمين سر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محافظة لحج، ورئيس اللجنة التنفيذية للقاء المشترك محافظة لحج كلمة قال فيها:

«ليس بغريب على ردفان أن تنظم هذا الاحتفال بهذه الذكرى فقد عودتنا ردفان دوماً على التغيير نحو الافضل.

إنه لأقل واجب أن نحتفل اليوم بهذه الذكرى الغالية كوفاء لشهدائها وجرحاها ولمناضليها. فهذه الثورة كان لها عظيم الأثر ليس على مستوى جنوب الوطن بل على المستوى العربي والاقليمي والدولي فقد أتت ثمارها بتحقيق الاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م في الوقت الذي كانت الأمة العربية تعيش حالة انكسار نتيجة نكسة حزيران يونيو 1967م فكان نجاح هذه الثورة اعادة لروح الأمل للأمة وحافزاً لمواصلة نضالها ضد المستعمرين والغزاة ووجه رسالة قوية إلى القوى الاستعمارية والاستبدادية بأن ارادة الشعوب لم ولن تقهر مهما كانت الظروف.


 

أيها الأخوة والاخوات: ونحن نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة بعد مرور 14 عاماً على قيامها نجد الحقيقة المرة والاحساس بالألم والحسرة لنجد بأن الثورة أكلت أبناءها وتم الانقلاب على أهدافها ومبادئها السامية تلك الاهداف التي تستهدف حرية الانسان ورفعته في مختلف الجوانب ونقول نعم لقد تم الانقلاب على أهداف الثورتين وأصبح مناضلوها وأبناؤهم غرباء في أوطانهم وأبسط حقوقهم محرومون منها ولعل أصدق على ما نقول ما جرى يوم أمس على هذه الساحة من عملية قتل لأحفاد وأبناء مناضلي الثورة ..... لكن نقول لهم لن ترهبونا ولن نلين وأن دماء الشهداء لن تروح هدراً وسنواصل نضالنا السلمي لانتزاع حقوقنا واصلاح أحوال الوطن لأننا لن نرضى أن نعيش إلا في عزة وكرامة ومهما اعترضنا من آلام وصعاب لأن الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة فناضلوا واصبروا على آلامكم لتكونوا أمة عظيمة وإننا لواثقون من ذلك.

إن ما يشهده الوطن بصفة عامة وما تشهده المحافظات الجنوبية تحديداً من حراك سياسي متمثل بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات ليس من باب المناكفة السياسية كما يقولون بل نتيجة للسياسات الخاطئة التي يمارسها النظام والمتمثلة بتسريح المتقاعدين العسكريين قسراً وعمليات نهب الأراضي وعدم وجود المواطنة المتساوية وزرع الفتنة وعملية تهميش وإقصاء يمارسها النظام ومتنفذوه وعلى النظام عدم المكابرة بل الاعتراف بالقضية الجنوبية في إطار الهم الوطني والعمل على حلها.

لقد ثبت وبما لا يجعل مجالاً للشك أن هذا النظام غير قادر على إصلاح الأوضاع لأنه غير صادق وما يعمله من حلول ترقيعية للاختلالات لا تحل المشكلة بل تعمل على تعقيدها واعادة بروزها مرة أخرى بل أن الإصلاح الذي نتطلع إليه لا يتم الا بالشراكة مع القوى الفاعلة والحية وبدون الشراكة ستتفاقم الأوضاع وتزداد أكثر احتقاناً مما هو عليه اليوم.

إننا اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى ومن مكان انطلاقها ندعو إلى تكتل أو اتحاد وطني للفعاليات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الحية للوقوف صفاً واحداً ضد هذا التطرف والاستبداد والإقصاء الذي يمارس من قبل هذا النظام.

إن الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة سيعطي هذا الجيل حافزاً على مواصلة نضاله وليستلهم العبر من هذه الثورة الخالدة».

كلمة رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود

كما ألقت الأخت توكل عبدالسلام كرمان، رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، كلمة نيابة عن الفريق المشارك من صنعاء للتضامن والمشاركة في الاحتفال، قالت فيها:

« أيها الصالحون:

دعونا نهنئكم بشهدائكم الأربعة الذين اغتالتهم يوم أمس قوى البلطجة والطغيان، والذين كان لهم شرف الانضمام لطليعة تدشين انتفاضتنا السلمية الشاملة .

هل سيقوى لصوص الشعوب والأوطان على كبح إرداتنا وتطلعاتنا الحرة بمستقبل نظيف وآمن؟

لا ينفك الحاكم أن يتحدث عن الوحدة التي عمدها بالدم، لكنكم هنا اليوم لتقولوا له إنها صنيعة نضالكم الطويل وماركة مسجلة لكم.. عمدت بالقناعة الراسخة والثقافة الوحدوية التي احتفظتم فيها بشرف البداية والخاتمة


 

أنتم من يقود السفينة ووحدكم ربانها.. رأيناكم تقودونها في ثقة حار فيها الصمود وأحنت لها هامهن الجبال وأنتم أيها الأحبة في زمن الخوف والجبن شلال طهر تمرد عن سدهم واستطال!

إذا كان التاريخ اليمني المعاصر قد شهد ساعة الميلاد من هنا من ردفان فإننا نثق أن اليوم هو لحظة ميلاد الوطن الذي نحب قد بدأت من هنا من ردفان ايضاً صمام أمان دولتنا المدنية وضمان قيام اليمن الديمقراطي.

من ردفان يبدأ الزحف العظيم.. نثق أنه سيكون زحفاً هادراً لن تقوى قوى الظلام والاستكبار أن تقف دون انطلاقه القوي والواثق إلى الأمام.

زحف هادر نعم.. لكنه سلمي الوسائل والغايات، نبيل الأهداف والمقاصد، وهو وحتى وإن كنا نواجه الرصاص بصدور عارية تماماً مثلما هي عارية من الأحقاد والضغائن الا أن لديها من القوة واليقين ما يجنبها التوقف أو الردة إلى الخلف.

إنها القوة المستمدة من قوة الله الحي، واليقين المستمد من الثقة بالشعوب وقدرتها الغلابة. هنيئاً لكم بشهداء وجراحى الانتفاضة السلمية وهو وسام خالد طالما كنتم أهلاً له وطالما كان لكم السبق دون غيركم، إنها العظمة بكل تجلياتها.. أنى للبلاطجة ومالكيهم أن يشعروا بها؟ هي البطولة الحقة التي أورثها آباء عظام في ردفان لأبناء نجباء.

تحية مرة أخرى لشهدائكم في ردفان والضالع وحضرموت يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثون أحياء، وددت لو كنت حاضرة في موكبهم أو كنت جسراً لهم.

وددت لو كنت فداء لهم، وهم يدشنون مرحلة نضالنا السلمي بتضحياتهم، وهم يعلموننا أبجديات النضال.. وهم يعمدون بدمائهم الطاهرة انتفاضتنا السلمية الباسلة التي هيهات هيهات بعد اليوم أن تقهر.

التحية للعميد ناصر النوبة الذي افتتح مرحلة النضال السلمي الكبير من أجل الحقوق والحريات، التحية للمناضل الكبير حسن باعوم الذي يدفع ثمن وطنيته وانحيازه إلى جانب المستضعفين سجناً وانتهاكاً في معتقلات هذا النظام البوليسي برغم مرضه لا يزال رهين السجن محروماً من الدواء والزيارة.

التحية للكاتب والأديب أحمد القمع في سجنه.. التحية لكل معتقلي الاحتجاجات السلمية التي شهدتها المحافظات الجنوبية.

دعونا نوجه الدعوة بهذه المناسبة الغالية للعودة إلى مضامين الوحدة التي أردتموها قبل 17 عاماً فكانت، وتريدونها اليوم لليمن الديمقراطي الموحد وستكون.


 

دعونا نقول للحاكم إن يمن 22 مايو أردناه ديمقراطياً حيث سيادة القانون والمواطنة المتساوية والحقوق المكفولة والحريات المصانة!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

كلمةد.عيدروس نصر ناصر أمام المهرجان الجماهيري في الحبيلين بمناسبة الذكرى 44 لثورة 14 أكتوبر

«أيتها الأخوات أيها الأخوة الحاضرون جميعا!

اسمحوا لي أن أقدم التعازي الحارة لأهالي الشهداء الذين سقطوا بالأمس على أيدي قوات الأمن وأترحم على أرواحهم، كما أقدم المواساة للجرحى وأهاليهم وأعبر عن الاستنكار الشديد للطريقة البوليسية القمعية التي تتعامل بها السلطات الأمنية مع المواطنين المحتجين سلميا على سياساتها غير الرشيدة.

كما أرحب بجميع الأخوة والأخوات الحاضرين والحاضرات لإحياء هذه المناسبة العزيزة الذكرى 44 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت في العام 63م من أجل تحرير الجنوب الحبيب من الاستعمار البريطاني وأعوانه.

اليوم هناك احتفالان: احتفال يعقد في الصالات المغلقة تحت المكيفات ويحضره بعض المئات من المتخمين والمترفين الذي استلموا بدلات السفر ووفرت لهم الحافلات وتذاكر الطيران وبدل السفر وأجرة الفنادق الراقية التي ينزلون فيها من موازنة الدولة ليحضروا هذا المهرجان الصوري، ومعظم من يحضرون هذه الفعالية لا علاقة لهم بالثورة ولا بأهداف الثورة ولا بمضامينها.

والاحتفال الثاني هو هذا الذي يحضره مئات الآلاف من أبناء المناضلين وأبناء الشهداء وصناع الثورة هؤلاء من ارتبطوا في تاريخهم بالثورة وأهدافها ومضمونها التحرري الإنساني النبيل.

عندما هب المناضلون الثوار لتفجير ثورة 14 أكتوبر كان في هاجسهم تحقيق كرامة الإنسان وتحرره وإعلاء مكانته وتحقيق رفاهيته وازدهاره من خلال القضاء على الظلم والاستبداد والقمع.

وعندما ذهبنا إلى الوحدة في 22 مايو 1990م لم يكن في هاجس الوحدويين الحقيقيين سوى تحقيق كرامة الإنسان وتقدمه وازدهاره وإزالة الظـلم والاستبداد وتحقيق المواطنة المتساوية.

ولم يدر في خلد ثوار الرابع عشر من أوكتوبر ولا صانعي وحدة 22 مايو 1990م بأن تتحول الثورة والوحدة إلى غنيمة بيد الفاسدين والنهابين يسرقون الأرض وما على الأرض ويقمعون المناضلين ويزجون بهم في السجون باسم الثورة والوحدة اللتان لا تربطهم بهما أي صلة ولا علاقة.


 

إن أهداف ثورة 14 أكتوبر ووحدة 22 مايو السلمية الديمقراطية قد تم وأدهما يوم السابع من يوليو 1994م وتحولت الثورة والوحدة من أداة لخدمة كرامة الإنسان وتقدمه وازدهاره وحريته وسؤدده إلى أداة للقمع القهر والاستبداد والنهب و الفساد المنظم والعبث بالثروات والأراضي والأموال العامة، ومن يتحدث اليوم عن الوحدة والثورة هم من لا علاقة لهم بالوحدة والثورة وأهدافهما.

إن التعامل البوليسي مع المحتجين سلميا على الممارسات التسلطية غير الرشيدة للسلطات الرسمية في اليمن ومواجهة المعتصمين سلميا بالسلاح وقتل وجرح المحتجين على أيدي قوات الأمن ليعبر عن مدى الشوط الذي قطعته السلطات اليمنية في البعد عن أهداف الثورة والوحدة ومضامينها والخصام الذي أدمنه الحكام مع الثورة والثوار، كما يكشف مدى زيف التغني بالديمقراطية والحرية والتعددية وحق الرأي والرأي الآخر، وما استمرار اعتقال المناضل حسن باعوم والعميد ناصر النوبة والكاتب أحمد القمع إلا دليل على النزعة القمعية والاستبدادية لدى حكام بلادنا وعدائهم المزمن لكل دعوة للحرية وكل مقارعة للظلم والفساد والاستبداد.

إننا ندعو من هذه المنصة إلى وقف الحملات العدائية ضد قادة الثورة والوحدة وعلى وجه الخصوص المناضلين التاريخيين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر العطاس وغيرهم من القادة التاريخيين للثورة والوحدة.

كما نطالب من على هذه المنصة بفتح ملف للتحقيق مع من وجه بالاعتداء المسلح على المواطنين العزل من السلاح في 2 أغسطس و1 سبتمبر و13 أكتوبر من هذا العام، وتقديم المسئولين عن إزهاق أرواح الناس للمحاكمة العادلة لينالوا جزاءهم القانوني العادل كما نحذر من أن التمادي في مواجهة المواطنين العزل بالعنف وبالذخيرة الحية إنما يقود إلى ردود أفعال لا يمكن التنبؤ بشكلها وحجمها وطبيعتها، وهنا نحمل السلطات الرسمية المسئولية الكاملة عما جرى وعما سيجرى في مواجهة النشاطات الاحتجاجية السلمية التي تسير وفقا للقانون والدستور.

أحييكم مرة أخرى وإلى اللقاء في مناسبة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

كلمة أبوبكر السقاف

«أحييكم في الذكرى الـ44 لثورة التحرر الوطني والاستقلال المجيد, التي تحتفلون بها في أشد أيامكم قتامة وقسوة.

فقد إذاقتكم الوحدة الفورية الاندماجية لاسيما بعد حربها التي جاءت بعدها لتعمدها بالدم في 7/7/1994 وتعمم العبودية والجوع والإذلال في ديارنا حتى أصبحت مطالبنا جميعها ليست إلا محاولة للظفر بالحد الأدنى من المستوى المادي للحياة الذي يسمح باستمرارنا في الحياة أي الوجود البيولوجي المحض.

إنكم باعتصاماتكم الرافضة منذ أشهر في ربوع الوطن كافة تريدون أن ترتفعوا من هذا الحضيض الذي تغرسكم فيه كل يوم شرارة النصر التي تستند إليها السلطة القائمة الى رحاب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهي معان كانت نسيج راية نضالكم هذا على المستعمر الأجنبي والظلم المحلي.

لقد رفضتم مظالم ذلك الزمان بشجاعة واقتدار وها أنتم اليوم رجالاً ونساء, شيباً وشباباً تصعدون لمنازلة العبودية المعممة التي تسد كل أفاق حياتكم, وكما قال الشاعر التلمس: خال طرفة بن العبد:

فلا يقيم على خسف يسام به إلا الأذلان عبر الحي والوتد

هذا على الخسف معقول برمته

وذلك يشجي فلايرثي له أحد


 

تروج السلطة أن أهل الجنوب لا تجمعهم عصبية جامحة أن التشرذم دأبهم وطبعهم ونسوا أنكم صنعتم من الشتات وحدة حقيقية ودولة عصرية تزري بالدولة القائمة منذ يوم 7/7/1994, السلطانية الملامح والقبلية الذهنية والنهج التي هي في وقت واحد ما قبل الدولة وما دونها.

أما انتم يا إخوتي وأهلي فيكفيكم أن تبددوا هذا الهراء الرسمي الذي تشارك فيه أحياناً أطراف غير رسمية بأن تجعلوا مطالبكم مطلباً واحداً, ولا تسمحوا بالتعامل مع قضية الجنوب بالقطعة أو أن ينظر إليكم من أية جهة كانت كأنكم مجموعات متنافرة.. وضعوا اليوم هنا وألان في مقدمة مطالبكم الإفراج عن المناضلين باعوم والنوبة والقمع وجميع المسجونين والتعويض على كل من تضرر من القمع الإرهابي في عدن وحضرموت والضالع وأبين.

وقبل هذا وبعده لانتظروا الى سماوات عدة بل أمعنوا النظر في سماء الحرية وحدها.. حيث شعار حق تقرير المصير فما خلاه هدر كلام وغناء وسير في طريق مسدود وسراب قاتل ... المجد للمناضلين السلميين في كل ربوع الجنوب والنصر آت لأن قضيتنا عادلة ... والمجد لشهداء ثورة الجنوب الوطنية».

كلمة الحقوق والحريات

وألقى الأخ أحمد عمر بن فريد ، الناشط السياسي كلمة الحقوق والحريات قال فيها:

«أيها الأخوة الحاضرون جميعاً.. إنه لمن دواعي سروري وعظيم امتناني أن أقف اليوم بين أيديكم في هذا المشهد المفخرة لأقول لكم إن فرحتنا اليوم هي فرحة عظيمة ثلاثية الأوجه، فنحن نحتفل اليوم بعيد الفطر المبارك ونحتفل بعيد ثورة 14 أكتوبر المجيد في نسختها الرابعة والأربعين، ونحن كذلك نحتفل بهذا التلاحم الوطني التلقائي لابناء الجنوب الذي لم يشهد له التاريخ السياسي الحديث مثالا من قبل.

إن الفخر والافتخار.. والشعور بالعز والكرامة تتجسد اليوم بيننا وتحوم فوق رؤوسنا في هذ اللحظات التاريخة بكل معانيها العظيمة هنا في ردفان الإباء والكرامة، إن جميع هذه القيم العالية قد أسفرت فيما بينكم واختلطت بالهواء الذي نتنفسه تعانقكم وتحتضنكم وتشد على أيديكم وتروي عطشنا جميعا لها فمرحبا بالكرامة.. ومرحبا بالعزة ومرحبا بالشموخ ومرحبا بكم جميعا لأنكم أنتم من تصنعونها اليوم وأنتم من تمتلكونها بمثل هذه الارادة الحية التي نفاخر ونفتخر بها أمام الآخرين.

أيها السادة.. إنني على يقين تام بأن جميع إخوانكم من أبناء المحافظات الجنوبية في شوق كبير للمشاركة معكم في مثل هذا الحدث التاريخي.. وهم يتابعون بلا شك كل تفاصيل هذا الحدث بدقة متناهية وشروق كبير تحدوهم الاماني والاحلام بالمشاركة معكم والاصطفاف الى جانبكم حتى تكبر المعاني والدلالات السياسية لمثل هذا الجميع الغفير الذي ينشد الكرامة الحرية في وطن يرتضيه وينشده عن جدارة واستحقاق.

إن ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي جاءت كذروة لنضالات أبناء الجنوب ضد المستعمر المحتل انما جاءت لتحرير أبناء الجنوب من عبودية الاحتلال وتحكمه في مصير أبناء الجنوب ومستقبلهم والعبث بمقدراتهم ومصيرهم وهي قد مثلت في لحظة تاريخية معينة ارادة فولاذية جماعية انطلقت كالاعصار الثوري الذي أطاح بكل مواطن البغي والاعتداء على أرض الجنوب وانسانه الحر وعلى هذا الاساس يمكن القول بكل ثقة وكبرياء ان هذه الثورة المجيدة التي جاءت لتحرير ابن الجنوب من العبودية في القرن الماضي لهي قادرة على التجدد مرة اخرى في حاضرنا الراهن فهي لم تفقد روحها ولا عنفوانها ولاقدرتها على التخلق من جديد في نفوس ابناء الجنوب.. لتطلق ارادة جماعية تستهدف ذات الهدف وهو قهر العبودية والاستبداد والاضطهاد وما هذا التلاحم الكبير الا دليل دامغ على ان مارد ثورة 14 اكتوبر لايزال يسكن في نفوسنا جمعيا ولايزال قادرا على تحريك ارادتنا نحو التحرر ونحو تحقيق العزة والكرامة التي عزت علينا في هذه الحقبة الزمنية من عهد الوحدة اليمنية.


 

ان مارد ثورة 14 اكتوبر يبتسم لكم جميعا من فوق هذه الجبال الشامخة وهو يحتضن بين ذراعيه كل ضحايا القهر والاستبداد.. ويود ان يذكركم بجميع اخوانكم الذين ذهبو ضحية الاستقواء الرسمي والذين قدموا التضحيات الكبيرة بأرواحهم فداء لجميع القيم النبيلة التي جاءت اكتوبر من اجلها.. وحيث سقط العشرات من الشهداء الابطال في مختلف محافظات الجنوب تباعا.. دفاعا عن الحقوق والحريات العامة ولا يسعنا هنا الا ان نذكركم بهؤلاء الابطال.. ولا يسعنا الا ان نترحم عليم جميعا فمن من لا يتذكر الشهداء التالية أسماؤهم:

بن همام وبن رجاش.. صلاح القحوم، المنتصر محمد فريد، عوض سعيد الحنكي، الطالب حسين علي مسعود، الملازم أول وليد سعيد جازع، توفيق احمد عبدالكريم ، الشيخ بن حبريش، والشيخ مسلم مبارك، والسوكة، وليد صالح عبادي، ومحمد قائد حمادي، واولاد العم سعيد القفان الخليفي وغيرهم من الشهدا.

ايها السادة لقد مثلت الحقبة الماضية منذ نهاية حرب صيف 94م ماتما للحريات العامة حيث تعرض اصحاب الاقلام الشريفة لحوادث بشعة لا يوجد لها نظير في عالم اليوم ولا يوجد لها مثيل الا في ملفات النظم الشمولية القمعية البائدة فلا يخفى عليكم ما تعرض له الكثير من الكتاب من حوادث مؤلمة هدفها الترهيب والاذلال.. حيث قدموا نماذج مشرفة للتنوير وللتذكير والتعريف بالحقوق ويهمني شخصيا ان أشيد بالدور الريادي الشجاع الذي اختطه لنا جميعا صديقي الشجاع الاستاذ فارق ناصر علي وصديق الشجاع أول سجين رأي جنوبي الاستاذ علي هيثم الغريب.

كما أننا ومن نفس الزاوية لا نرى في وجود سجناء الرأي السياسي كالعميد الركن ناصر علي النوبة والاستاذ حسن باعوم والاستاذ احمد القمع حتى اللحظة الا دليلا دامغا على سطوة قانون القوة على القانون والدستور كما أن حملة الاعتقالات التي طالت المئات من ابناء الجنوب اثناء مشاركاتهم السلمية في الاعتصامات خلال الحراك السياسي الحالي دليل واضح ايضا على افلاس النظام وعدم مقدرته على تحمل المسئولية من خلال الاعتراف بقضية الجنوب.

إن القضية الجنوبية اليوم تكتسب شرعيتها من شرعية يوم 14 اكتوبر المجيد فلا يمكن لهذا التاريخ ان يهدأ وهو يرى الاهداف التي قامت من اجله لم تتحقق حتى يومنا هذا وليس من قبيل الفلسفة والجدل القول ان ثورة 14 اكتوبر وقضية الجنوب متلازمان اليوم فإن كان في الامكان تجاهل حقيقة ثورة 14 اكتوبر سيكون من الممكن تجاهل قضية الجنوب ولأن مثل هذا التجاهل هو ضرب من المستحيل فمن المستحيل نتيجة لذلك تجاهل قضية الجنوب ومن هنا يأتي التلازم ويأتي التلاحم مابين هذين المعنيين الكبيرين في السياسة انها علاقة عضوية لا سبيل امام الخرين الا الاعتراف بها والتعاطي معها.

اننا ومن امام هذا الحشد الجماهيري الكبير نعلي الصوت عاليا لمن يهمه الامر في داخل الوطن وخارجه ونقول بصريح العبارة ان قبول الحال من المحال وان السكوت على الظلم والضيم والضم والالحاق بحق الجنوب ارضا وانسانا هو أمر لا يمكن ان يقبل به ابناء الجنوب وان مثل هذا الحشد الكبير هو خير دليل على ذلك فلن ترهبونا بخطوطكم الحمراء ولن تخيفونا بتهديداتكم ولن تقنعونا بتخرصاتكم، إن الوقت قد أزف وحان وان لحظة الحقيقة قد دقت عقاربها ولا مناص من النظر إليها والاعتراف بها كحقيقة أكيدة لاتقبل الجدل البيزنطي وما عليكم الا الاعتراف بحق الجنوب.

أيها السادة انني أتمنى عليكم ومن اعماق قلبي ان تجسدوا هذا التلاحم والاصطفاف في جميع المراحل المقبلة فلا تدعوا لدعاة الفتنة والفرقة بيننا سبيلا وعليكم ان تعلموا اننا جميعا قد قررنا وبإرادة حية نسيان الماضي وقهر الماضي والارتقاء فوق كل جراحاته الكبيرة والصغيرة واننا في هذه المناسبة نقول ونشدد حد القسم: نقسم بالله العظيم ان نكون متوحدين الى يوم الدين وان تكون جميع اهدافنا فقط من اجل الوطن وان نعلي الوطن فوق الاحزاب وفوق المناطق وفوق الجهات ونقسم بالله العظيم ان نجعل من دم الجنوبي على الجنوبي حراما وان نجعل من تخوين الجنوبي للجنوبي حراما والله على مانقول شهيد.


 

كلمة اللجان التحضيرية لجمعيات الشباب العاطلين في الجنوب ألقاها فادي حسن باعوم

«الأخوة الأعزاء الحشد الكريم الحاضرون جميعاً يا أبناء ردفان المجد والبطولات يا أبناء الضالع أحفاد الأماجد يا أبناء يافع الأشاوس يا صناديد أبين يامغاوير شبوة والمهرة

في البداية اسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات أبنائكم وإخوانكم أبناء محافظة حضرموت بمناسبة عيد ثورة 14 أكتوبر المجيد في ذكراها 44 كما أنقل لكم التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا جميعاً بالخير.

الأخوة الأعزاء الحاضرون جميعاً لقد كانت لنا جميعاً وقفة بل وقفات في هذه الساحة المباركة من مديرية ردفان بل وفي كل المساحات على امتداد تراب الجنوب جمعنا فيها الهدف المشترك والقضية المشتركة والمطالب المشتركة، وآلامنا كثيرة لكن آمالنا كبيرة في تغيير هذا الواقع المأفون المأزوم.. أيها الحاضرون جميعاً ليس بخاف أن القلوب أضحت مجروحة والأنفس أدمت والسيل بلغ الزبى بسبب ما نعانيه من القابعين في قصورهم وحصونهم وقلاعهم، فلقد أفسدوا حياتنا بما تحويه الكلمة من معاني.

لقد تم إقصاء وتشريد وتسريح وتهجير ما يربو على أربعمائة ألف من جهازي الدولة العسكري والأمني وكذلك الجهاز الحكومي والإداري وما يقارب سبعين ألفاً من القادة والضباط والأفراد سرحو من أعمالهم، وتم الاستغناءعن موظفي جهازي الدولة الحكومي والإداري بقطاعيها العام والتعاوني تحت يافطة العمالة الفائضة، وتم مصادرة الحقوق ونهب الأراضي والثروة والاستئثار بالسلطة والمال العام من قبل حفنة المتنفذين.

لقد مرت ثلاث عشرة سنة ونيف عجاف والنتيجة أيها الأخوة أن أضحى آباؤنا وإخواننا مشردين مهجرين ومهاجرين ومنفيين في شتى أصقاع الأرض..

يقال الشباب هم جيل الحاضر وعماد المستقبل، إنه لمن المحزن لنا نحن الشباب أن نكون في زمن كهذا زمن الفساد والإفساد خارج دائرة الفعل عاطلين عن العمل بينما الكثير منا قد أفنى جل حياته ووقته في سبيل التحصيل العلمي لنجد أنفسنا بعد التخرج في الشارع عاطلين عن العمل بعد أن أوصدت الأبواب في وجوهنا.

إن الكثير منا نحن الشباب ممن يحملون المؤهلات بلا عمل وهؤلاء من الكراكيب من الأميين والأشباه يتربعون على كرسي الوظيفة والإدراة التي أضحت في كثير من مفاصلها (ملاكي) يتوارثونها أباً عن جد.

على الرغم من ضآلة فرص العمل إلا أنه يتم توزيعها وكما تعلمون عن طريق المحاباة، فأضحت الوطنية تباع في بورصة المزاد لمن يدفع، بينما كان العمل في الجنوب حقاً مكفولاً للجميع وأبوابه مشرعة للجميع والفرص متكافئة فلايوجد عاطل واحد عن العمل، كذلك الحال في قطاع التعليم والصحة فقد كان مجانياً أما اليوم فحدث ولاحرج، كثير من التلاميذ ينقطعون عن الدراسة لعدم مقدرة أسرهم على دفع نفقات التعليم، وكثيرون ممن لا يتمكنون من تطبيب أنفسهم، كما انتشر الفساد والرشوة، فلن تحصل على نصف حقك (إلا بالتي هي ادفع) كما استعصت لقمة العيش والحياة الكريمة في زمن عتاولة الفيد على كثير من الشباب والكثير من الأسر بسبب الفقر المدقع والغلاء الفاحش، فامتهنت أسر التسول وأخرى انحرفت عن جادة الصواب وشباب أقدموا على الانتحار، ولهذا أيها الأخوة فإن المستقبل أصبح قاتماً والمصير مجهولاً في ظل الآلية السياسية القائمة، فهي عاجزة عن أن تقدم الحلول، وقضوا على الأمل والحلم في النفوس وأضحى كل ماله صلة بالوطن والمواطن ليس من صلب اهتماماتهم بل هم يهتمون بالذات والملذات والشهوات.

نحن يا من يسموننا جيل الوحدة ويطلقون علينا الدرع الواقي والحامي لها ماذا ترك لنا هؤلاء الأدعياء، لم يلتفتوا لهمومنا وأغفلوا وتغافلوا ونسوا أو تناسوا معاناتنا، ويسمعوننا معزوفات وخطب طنانة في كل مناسبة وجعجعة دون طحين، لذا نقول لهم إن اللعب والتلاعب بعواطف وعقول الشباب لن ينطلي على أحد منا، وإن الجوع كافر والظلم ظلمات، كما نقول لأنفسنا نحن الشباب العاطلين عن العمل ولكم أيها الأخوة إن الحرية والحقوق لاينالها إلا من يناضل ويسعى إليها، فعلينا جميعاً النضال والسعي (ومن يخشى صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر).

أتمنى عليكم رص الصفوف وتوحيد الجهود في إطار حركة احتجاجية ومطالبية واحدة لنيل حقوقنا وفي مقدمتها حق العمل (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)».

كلمة محافظة أبين

كما ألقى الأخ علي الشيبة ناصر كلمة محافظة أبين قال فيها:«تحية إجلال وإكبار لكل الشهداء الأبرار لثورة 14 أكتوبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقتها إلى شهداء الأمس الأربعة بردفان من أبناء ردفان الثورة والإباء والشموخ.

نحييكم يا أبناء ردفان من أبين ونجدد العهد والوفاء لكم على مواصلة النضال صفا واحداً إلى أن يتحقق كل مانصبو إليه.

لقد قدمتم التضحيات في الماضي ولا زلتم تقدمون حتى الآن ومعكم أخوانكم من أبين ومن جميع محافظات الجنوب. كما نتقدم بالعزاء لذوي الشهداء الأربعة يوم أمس بردفان الذين كان لهم شرف التضحية بدماء أبنائهم للدفاع عن حق مستقبل أبناء الجنوب».

كلمة المعتقلين السياسيين

وإلقى الأخ يحيى غالب أحمد كلمة المعتقلين السياسيين وعنهم حسن أحمد باعوم:

«أولاً: إلى أهلنا وأحبتنا في الجنوب:

1- إلى الاحرار الذين يخوضون أشرف الملاحم النضالية دفاعاً عن الكرامة، أن لا تلين لهم قناة، وأن يزيدوا من إبداعاتهم في تعدد وسائل النضال المشروع لاستعادة الحق المسلوب، أن يزيدوا من وتيرة النضال، ولهم التحية والمجد الذي يستحقونه.

2- إلى أهلنا وأحبتنا في الجنوب ايضا الذين قبلوا أن يكونوا جزءا من نظام الطغيان نقول لهم إن أخلاقكم وشيمكم لا تسمح أن تكونوا أدوات تستخدم لتمرير كل مساوئ النظام ضد البسطاء وندعوكم الانحياز إلى جانب المقهورين في الشمال والجنوب ولا يكونوا أدوات جرع الفقر المذل والتجويع المميت، فأخلاقهم وشيمهم أكبر إن كانوا أوفياء لتلك الشيم، ونقول لهم دافعوا عن نديتكم لتكونوا أنداداً مسؤولين وليس مستخدمين أجراء كونوا قادة، ولا تكونوا أذناباً.

3- ونقول لإخواننا الذين يتساقطون عند أقدام العتاة جرياً وراء وعود كاذبة، ومغريات زائلة ويتحولون إلى طبالين ومداحين ودعاة الظالمين والفاسدين من أجل خدمتهم بنشر الوعود الكاذبة أو التهديدات الزائفة أو المغالطات البائسة، أو زرع الفتن الحاقدة بين أبناء جلدتهم، ونقول لهم توبوا فمكانكم بين أهلكم وإخوانكم. ونقول ايضا اتقوا الله في أنفسكم، فهل قبلتم أن تكونوا في خدمة قوى الفساد والطغيان.


 

إنها لعنة عليكم أن استمررتم بهذا السلوك الذي لم تلاقوا عليه غير التعالي والغرور من قبل من تخدمونهم واللعن والسباب، وتجدون الكراهية والعزل من قبل أخوانكم.

ثانياً:- نداء إلى السلطة في صنعاء:

نقول لها عليك مراجعة الحسابات تجاه قضية الجنوب اعترفوا بالأزمة واقبلوا حواراً حولها قبل أن يفوت الأوان.

ثالثاً: نداء للأشقاء العرب:

أيها الإخوة العرب إن عليكم مسؤولية قومية تجاه قضية الجنوب ومعاناة أهله فلا تقفوا صامتين متفرجين وكأن الأمر لا يعنيكم طالما أنكم تدركون أن الجنوب عمقكم الاستراتيجي وأن اليمن أحد ركائز أمنكم القومي فلماذا لا تهتمون بمأساتنا ومعاناتنا؟ إن قضية الجنوب هي الطريق إلى الاستقرار أو عدم الاستقرار في اليمن. وهو الأمر الذي يتطلب من أشقائنا العرب مراجعة علاقاتهم باليمن ودعمه على حساب قضية الجنوب.

ونقول لأشقائنا إن النظام سيغرق في الوحل إذا لم يتم الضغط عليه للاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس على مائدة الحوار لوضع مخرج وطني يحفظ حق الجميع، وسقوط اليمن في مستنقع الصراع سوف يشكل تهديداً للأمن القومي العربي التي تحيط به المخاطر من كل جانب إذا استمرت الأزمة وليعلم العرب أن النظام لا يستطيع أن يؤمن الاستقرار للمنطقة بدون حل قضية الجنوب.

رابعاً: نداء إلى المجتمع الدولي:

إن المجتمع الذي أصدر قراريين دوليين معني بتحقيقهما وإن تجاهل هذه القرارات لا يخدم أمن واستقرار اليمن الذي يعاني فيه سكان الجنوب المرارة بعد الانقلاب العنيف على الوحدة، وعدم استقرار اليمن سيشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة التي تمتلك أكبر احتياط الطاقة العالمية، مما سيشكل تهديداً للاستقرار والأمن الدوليين».




























آخر تحديث الثلاثاء, 16 أكتوبر 2007 14:59