بيان صادر عن مهرجان الضالع بمناسبة طباعة
أخبار الجنوب العربي - اعتصامات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 25 نوفمبر 2007 18:12
صوت الجنوب نيوز/العميد:حسن علي ناصر البيشي/2007-11-25
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن مهرجان الضالع بمناسبة
استقبال الذكرى اليوبيلية الأربعين لأستقلال الجنوب
في ( 30/11/1967م )
وبمناسبة مرور 9 أشهر على اول اعتصام في الضالع.
يستقبل شعبنا في الجنوب الذكرى اليوبيلية الاربعين لنيل الحرية والاستقلال حيث استعاد الشعب الجنوبي حريتة وكرامتة وتحقيق كامل سيادتة على ارضه في 30 نوفمبر 1967م واقام
دولته الوطنية المستقلة التي نالت اعتراف كل دول العالم لتصبح عضواً في كل منظماته الدولية. كان ذلك انتصاراً تاريخياً لم يكن سهلاً. فقد كان ثمرة لنضال استمر قرون في رحلة البحث عن الذات.
لم يكن الاحتلال البريطاني لأراضي شعب الجنوب العربي هو الاحتلال الوحيد فقد واجه الجنوب بكل مكوناته تحديات خطيرة هددت وجوده في محطات عديدة من تاريخه القديم والحديث والمعاصر. ولقد مثل الغزو السبأي لممالك الجنوب العربي التحدي الأخطر الذي أتى على تدمير حضارات الجنوب القديمة وتكرر التحدي ذاته في غزوات الأئمة القاسمين في القرن الـ17 حيث أمر الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم بن محمد جيوشه لغزو الجنوب ونهبه واستباحه ارضه وممتلكات ابنائه وقال قولته الشهيرة " إن الله لن يحاسبني الا على ما أبقيت لهم ".
لتستمر الغزوات والمحاولات من قبل البرتغال والأتراك وصولاً الى الاحتلال البريطاني. ولولا تحالف ونهوض الاجداد و إرتقائهم الى مستوى التحديات التي واجهتهم عبر مراحل مختلفة من التاريخ لكان الجنوب وشعبه في خبر الشعوب المنقرضة.
وامتداداً لتاريخ الكفاح الطويل لشعب الجنوب في الدفاع عن وجوده تواصلت مقاومته وعلى امتداد 129 عاماً ضد الاحتلال البريطاني وتحقق له الانتصار التاريخي بإقامة دولتة الوطنية المستقلة التي مثلت لحظة اتمام بناء الهوية وتحقيق الذات الجنوبية في 30 نوفمبر 1967م ليصبح شعب الجنوب من ذلك التاريخ حراً مستقلاً سيداً على ارضه وبتحقيق سيادته الكاملة على اراضيه تحققت له الشروط الضرورية لممارسة حقة في ادارة قضاياه المصيرية ليدخل بذلك يوم الـ30 من نوفمبر 1967م في تاريخ شعب الجنوب العربي بوصفة يوم الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة، يوماً انتصر فيه حق الوجود والبقاء لشعب الجنوب.
اليوم وبعد مرور أربعين عاماً من تحقيق كل تلك الانتصارات يستقبل الجنوب ذكراها الذهبية وهو يمر بأحرج لحظات التاريخ. فقد أخذت منه خلسة كل هذه المكاسب وتحت غطاء مسمى الوحدة. فبإسم الوحدة جراء إعلان الحرب على الجنوب وإقصائه، وبإسم الوحدة جرت وتجري إستباحة اراضيه ويجري التصرف بها لغير ابناء الجنوب، وبأسم الوحدة أيضاً يتم الاستيلاء الغير مشروع على ثروات الجنوب وممتلكات ابنائه. لقد تحول المشروع الوحدوي الى مايشبه السلة التي فصلت لسرقة الدولة : سرقة الارض و الثروة ، سرقة الشعب ، سرقة السلطة. لقد انتزعت من شعب الجنوب وبقوة الحرب حريتة واستقلالة وسيادتة، وأن مايعانية أبناء الجنوب جراء كل ذلك يمثل كارثة حقيقية وصلت اثارها الى كل شرائح المجتمع الجنوبي، الى كل اسرة، كل فرد وفي كل منزل في الجنوب. لقد تحولت الوحدة والاعلان عن قيامها الى مجرد خديعة كبرى مهدت لوقوع الجنوب تحت قبضة وهيمنة القوى المتخلفة.
لقد اعتقد كل ابناء الجنوب مثلما هو عليه الحال كل شعوب الارض ان عمليات التوحد بين الدول والشعوب تهدف الى التطور وتحقيق مزيد من الضمانات لحماية مكتسباتها ولم يكن شعب الجنوب يتوقع قط ان تنتزع منه حريته وأرضه وسيادته ويتجاوز الامر ذلك ليصل الى الاعمال الممنهجه لإلغاء هويته وتدمير أسس وجوده.
ظهرت ملامح الخديعة وتبين ان هناك مشكلة حقيقية في الطريقة التي تم بها الاعلان عن قيام الوحدة، عقب الإعلان عنها بأشهر وتدرجت ردود الأفعال الجنوبية تجاه ذلك وعلى مدى الـ17 عاماً الماضية بدءاً بالأعلان عن المشكلة فالأزمة والتوقيع على وثيقة العهد والاتفاق التي الفتهما الحرب هي والوحدة المعلن عنها على السواء. حيث تباينت المقترحات والرؤى التي تنادي بالحل للخروج من الواقع السياسي المأزوم الذي نمر به ليوم فهناك من ينادي بإصلاح مسار الوحدة وهناك من يرى الحل بفدرالية المحافظات فيما يرى آخرون بالفدرالية الثنائية أو فدرالية الأقاليم الأربعة حلاً قد يساعد على الخروج من الازمة. جميع الحلول وان تباينت تتضمن إعترافاً صريحاً بوجود الازمة وان بقائها دون حل يعني العاصفة التي لن يستثنى منها احد.
ان مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين والأمنيين وفي ضوء قرائتة لحقائق الازمة ومايطرح حيالها من رؤى وحلول متباينة رأى ان هناك حاجة ضرورية للعودة الى الشعب فشعب الجنوب هو السيد على ارضة ومن سيادتة يستمد حقة في ادارة شئونة المعني في النظر بالقضايا المصيرية وانطلاقاً من هذا الحق الذي اكدت عليه الشرائع السماوية وتقر به القوانين والمواثيق الدولية كان المجلس قد دعا ويكرر دعوتة اليوم الى استفتاء الشعب في الجنوب في تقرير مصيرة بنفسة وبإشراف دولي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي فشعب الجنوب الذي خرج بمئات الآلاف للتظاهر والمطالبة بكامل حقوقة هو المعني بأتخاذ القرارت المصيرية التي تخصة وهو اليوم أكثر وحدة وتماسك مصمم على مواصلة نضالة السلمي المدني حتى تتحقق له كامل اهدافة في استعادة الحرية والسيادة على ارضة وثرواتة. اننا ندعوا جميع ابناء الجنوب الذين هم في قلب الحدث وهم قوة الجنوب الاساسية واخوانهم الذين لازالوا شكلاً على الوظيفة واولائك الذين اضطرتهم الظروف القسرية للتواجد في الخارج سياسيين، مغتربين، رجال مال واعمال وغيرهم ندعوهم الى الالتفاف والوقوف صفاً واحداً حول انتفاضة شعب الجنوب المباركة حتى ينتصر الحق وإزاحة الباطل الجاثم على صدر الجنوب وابنائه الاوفياء. اننا نحيي الابطال الاوفياء الذين لازالت السلطة تصر على ابقائهم في زنازينها وعلى رأسهم العميد ناصر علي النوبة رئيس مجلس التنسيق والسيد المناضل حسن باعوم الذي تحول من السجن الى الاقامة الجبرية وندين بشدة حملة الاعتقالات المتلاحقة التي شملت من شارك في الفعاليات الاحتجاجية في منطقة مودية من أبناء لودر ويافع وردفان والضالع والمحفد وشبوة وعلى رأسهم الاخ عيدروس حقيس رئيس جمعية المتقاعدين في المنطقة الوسطى محافظة أبين والعضو القيادي في مجلس التنسيق ونطالب بالافراج الفوري عنهم.
ان مجلس التنسيق وهو يرقب عن كثب حالة التململ التي بدأت في اوساط من لازالوا على الوظيفة من أبناء الجنوب في المجالس المحلية في المديريات والمحافظات ومجلس النواب والشورى وحالة الاستقالات المتلاحقة لأعضاء من حزب السلطة معلنيين وقوفهم، بل وانضمامهم الى الحراك الشعبي الجنوبي يشيد بهذه الخطوات ويدعوا الآخرين ان يحذون حذوهم فمصير ابناء الجنوب واحد فالسلطة تنظر الى الأشخاص او الجماعات أي كانت مجرد كروت ترمى عن الانتهاء من استهلاك رصيدها.
ان قضية شعب الجنوب قضية عادلة وعاها ابناء الجنوب ويتحدون حولها أفضل من أي وقت مضى وأدركها المجتمع الدولي و الذي تمثل قراراته 924 و 931 أساسا للحل وهي تشير صراحة بعدم جواز الوحدة بالقوة وان الحوار الذي يقوم على اعتراف الاطراف ببعضها البعض هو المدخل العملي الصحيح والسبيل الوحيد للوصول الى حلول ترضي أطرافها، ولن نقبل الرضوخ والاستسلام لمنطق القوة والقمع وهو منطق يتنافى مع شرط الديمقراطية رديف للوحدة والذي بأسقاطة تسقط الوحدة وهو السقوط المدوي الذي دشنتة حرب 1994م ان شعب الجنوب هو جزء لا يتجزأ من النظام الاقليمي العربي وقبل هذا وذاك جزء من النظام الاقليمي لبلدان الجزيرة والخليج العربي وهو جزء من المجتمع الانساني كله والإضرار بحقوقة ومصالحة يعد اضراراً بالحلقات كلها وندعوهم جميعاً الى الانتباه لما يجري في الجنوب والتفاعل بل والتدخل لوضع حد للحق الجنوبي المنتهك وعمل كل ما يمكن عمله لإستعادة العدالة في هذا الجزء من العالم.
صادر عن مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين
                                                             عسكريين وأمنيين ومدنيين  
       الضالع
24/11/2007م
آخر تحديث الأحد, 25 نوفمبر 2007 18:12