أغار من نسمة الجنـــــــــــــوب طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 26 أغسطس 2006 04:33
26/08/2006م

  الدكتور/فاروق حمــــــــــزه
يبدو أننا لم نندفع ولن ننجر، كما أننا لم نفكر بعد في أية خيارات ربما تكون مؤلمة وصعبة للغاية، وبالغة التكلفة. بالرغم من آهليتنا لها وقدراتنا بذلك،

كما أنه قد كانت لنا بها تجارب سابقة كبيرة وكثيرة، وهي حق مكتسب. وتاريخنا بها قديم. فهذا خيار صعب وعنوانه معناه، إذا أقتضى الأمر الذي به قد ربما نجد أنفسنا مضطرين مكرهين، وفي الوقت الذي ندرك به كلفته الباهضة والكبيرة  في التضحية التي ربما قد تفرض علينا  بكل شبر شهيد على طول أرض بلادنا "الجنوب". كإيمان منا  بوطننا وبقضيتنا، لأن الاٍيمان أقوى من أية عقيدة سياسية أو أيديولوجية قديمة. فالقضية هي قضية كرامة ووطن لم نسلمه لأحد، لا لمن أكان منطقه الشطارة السياسية أو لمن يبدو أنه يحلم بفهلوة إستعباد الآخرين. أو لمن عملياً أراد بأن تكون وحدته مجرد مع الأرض والثروة فقط. فنحن لم ولن نرتضي أبداً، لا بالهيمنة ولا بالإساءة بحقنا، فنحن شعب كان دولة، إسوةً بكافة شعوب ودول العالم، ومن حقنا العيش بكرامتنا وبحقوقنا الكيانية المطلقة، أرضاً وإنساناً وثروة، ولذا لازلنا لم نختار بعد، سوى حقنا في حق تقرير المصير، وبالطرق السلمية، لأنه في الواقع لم يعد من وجهة نظرنا بأن يعقل أن تكون قصة ما أعلن عنه، في إعلان هذه الوحدة الزائفة ساري المفعول، ولذا  استناداً لقانون المعاهدات الدولية المصدق علية من قبل الأمم المتحدة عام 1969 المادة 60 فقرة( أ ) والتي تعطي الحق إذا خرج احد الأطراف عن ما اتفق علية  تعتبر المعاهدة قد أسقطت.
 

                    فلم تكن الحرب على الجنوب فقط لمجرد 25 يوماً، مثلما أعلنت به القيادة الجنوبية انسحابها من اتفاقيات الوحدة مع نظام اليمن الشمالي بعد تخليه عنها ولجوئه لحسم الصراع السياسي بالحرب وفرض الوحدة قسراً وبالقوة، وإنما عملياً قد أعلنت منذو إعلانها، بالتهيئة والتوعية والمحك وإلا فماذا يقصد أن تسمح إذاعة صنعاء لأغنية "عادت عدن"؟ فلمن عادت وحق من عدن؟؟؟!!! ومن هو المخرج لذلك؟ والمعيب حقاً أن من غنى وتغندج بعودة عدن، يبدو إن قصته هي مثل قصة دحباش. فبالله، هل كان يصعب على إذاعة عدن أن تطلق عنان الكثير والكثير مما هو مخزون لديها من إرث في ذلك؟، وهو الكثير والمتراكم بتاريخه المجيد والعنيد، فألم يدرك هذا المتغندج وهو مش أهبل بالتأكيد، إن عدن هي عاصمة لدولة الجنوب، وكانت ولازالت وستبقى كذلك وألم يفهم أنه بهكذا أسلوب أو بالأساليب المختلفة والموزعة كأدوار لمجالات مختلفة لغيره ممن يدفع بهم في غرض تمزيق اللحمة الجنوبية، أكانت على مستوى إثارة المناطقية أو الثأرات في إطار محافظات الدولة الجنوبية أو بالتحديد المحاولات المكثفة، في نبش وإعادة كل ماتم الخلاص منه، من ترسبات سابقة لغرض بناء الدولة، فألم يدرك أويفهم هؤلاء بأنهم هم أيضا يعتبرون جزءاً من هذه اللعبة السياسية السابقة واللاحقة؟، فقضية الجنوب لم تكن قضية حزبية أو تابعة لحزب معين أو مجموعة سياسية أو عبارة عن مناورة سياسية، ينفذ أدوارها كائن من كان وإنما هي قضية شعب وقضية  دولة قائمة، فالحنين المسموع دوماً أنينه لم يكن إطلاقا لحياة سياسية معينة أو لحزب سياسي معين إنما هو الحنين لدولة الجنوب ولاغير سواه.


                    فمن نسمة دولة الجنوب، وبهكذا أسلوب في التدليس، وفي التراكم للإلغاءات لكل شئ أرتبط بدولة الجنوب أو بإسمها، والإلغاء لكافة الاٍتفاقيات، وفي عدم تنفيذ  الاٍلتزامات والتعهدات في المجمل. وهذا هو حقا أمر خطير للغاية وما الحرب الشاملة والمدمرة للجنوب والتي راح ضحيتها حسب إحصاء النظام أكثر من 10000 قتيل وأكثر من 18000 جريح ومعاق ونتج عنها احتلال شامل وكامل لليمن الجنوبي وعاصمته مدينة عدن في 7 / 7 / 1994م وفرض على الجنوب والجنوبيين ما يسمى بالوحدة القسرية وضم وإلحاق في إطار الجمهورية العربية اليمنية وبالقوة والحرب والاحتلال، وهو ما تمخض عنه بعد ذلك، الإنجاز الكبير في تأسيس أكبر حزب دولي في تاريخ العصر الحديث نسبة بسكان أهله، وهو الجهاز المتكامل العسكري والمدني لدولة الجنوب التي تعتبر أحد أطراف مشروع إعلان الوحدة بين الشعبين والدولتين، ألا وهو " حزب خليك في البيت " وهو الحزب المزدوج في تركيبته وهيكليته الذي يجمع بين عسكريين ومدنيين في إطار سياسي واحد، ولون جغرافي واحد حرصاً في عدم إختراقه، والذي أيضاً يجمع بين مبدأي منطق العسكرتارية والحوار. وهذا هو واقع الحال في إفرازات التطورات المستجدة لاٍعلان دولة الوحدة، عوضاً عن بناء الدولة المقتدرة والعادلة المطمئنة التي تحمي الكرامة، وهذه هي الحصيلة الطبيعية في مشروع  إعلان الوحدة وهو المقدمة الطبيعية في حماية الناس وكرامة الوطن بمؤسساته العسكرية والمدنية، وهذا هو المشروع في الوحدة السياسية التي تحمي كرامة الجميع وتبني الكرامة وتصنع التاريخ. فأين أنتم من هذا؟ ولماذا هكذا؟ وأخيراً أين الوحدة؟!.


يا صابر على ذلك ما أصبرك                 مــــــــــــــــن با يعذرك

غيرك هيأ الحفرة بـــا يقبرك                 حطـــــــوك في الجيوب

والله أنه قرب دورك يا أبن الجنوب

                                                                  الأستاذ/عبدالله هادي


                                                                        د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

                                                                        صنعاء في أغسطس 26 ، 2006



 

آخر تحديث السبت, 26 أغسطس 2006 04:33