وحتى لاتحترق المنطقـــــــــــــــــة برمتها طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 28 أغسطس 2006 00:50
28/08/2006م
د.فاروق حمـــــزه
يبدو أن الأحوال بعض الشئ قد بدأت تتضح للقاسي والداني، بأن خديعة كبرى قد أصابت شعب الجنوب ودولته، ولم يحدث في نهاية القرن العشرين وفي بداية الواحد والعشرين،
أي في هذا التاريخ الحديث والمعاصر قط، أن عذب شعب بالاٍبادة وأبيدت دولته على مرآة ومسمع من العالم كله، وبأكذوبة وحدة لم ولن تكن موجودة ولا ستوجد، وهي هذه الوحدة والتي ونحن مندو الصغر في الكتاتيب صغارا حقنونا بها ليلا ونهارا، على أساس إنها هي العزة والكرامة وهي الفكر القومي، لكن في الواقع بمشروع إعلانها كوحدة بيننا، نحن شعب ودولة الجنوب وشعب ودولة الشمال، صارت هذه هي الوحدة، الذي يئن بها شعبنا في الجنوب ونلغى بها نحن كبشر وتلغى بها دولتنا. والغريب حقاً وما يؤلمنا أكثر، هو أن هناك الكثير من الأحزاب القومية اليمنية، وممن تطرح بأدبياتها هكذا شعار، أنه لا نلمس لها أية مواقف ولا حتى إستنكار واحد لما يعانيه شعب الجنوب من جراء هكذا نتيجة، لهذا الإعلان الوحدوي الكبير والذي يفترض أن يكون قد خدم مبادئها وشكل إنتصاراً لفكرها السياسي، وفي أقل التقديرات أن تكون لها هذه الأحزاب موقف واضح لما يعانيه الجنوبيين وما لحق بدولتهم،على غرار ما هو صائر في كافة بلدان العالم من مواقف لأحزاب تجاه ما تمارسه حكوماتها، والشواهد كثيرة. لكن وفي الحقيقة يحيرنا كثيراً هذا الصمت الرهيب والذي لا له أية مبرر سوى أن السكوت عن ذلك ماهو إلا عبارة عن مباركة لما هو حاصل. كما أن المباركة هذه لم تكن هي وحدها بل وكما يبدو شاركتها كل الأحزاب الشمالية بحيث أرسيت الأمور بنمط متكامل ومتجانس وأستقرت كل الحياة السياسية على أنها فقط شمالية صرفة من ناحية ومن ناحية أخرى أبرزت معالم وجه الحقيقة الخفي، وهذا هو تدريجياً ما أستجد وما أكده أيضاً تلاحم الموقف للحزب الاٍشتراكي، والذي أيضاً هو أصلاً منبعه جنوبي, لكن بواقع إن غالبية قيادته شمالية أو منحذرة منه فهو الآخر لم يبخل قط بهكذا الموقف، وهذه هي الأحوال، وهكذا تترجم وكأن الوحدة هي بين الدولة الشمالية الواحدة وعبارة عن وحدة شمالية شمالية. أما الجنوبيين فهم مجرد عبارة عن رقم إضافي زائد وإنفصاليين خونة.
وفي الواقع إن غياب المنابر الإعلامية الجنوبية، بمجملها والذي كانت وكما يبدو أنها هي التي ستلعب هذا الدور على المستوى الدولي والمحلي وستفضح طبيعة هكذا خديعة تجرى على قدم وساق وتحت وضح النهار، وستشكل الرأي العام الذي يتحدى هذه القواعد الغريبة لأية وحدة صارت في العالم، إلا أن هذا الموقف المعدم، علاوة للتصفيات العامة في كل مناحي الحياة المعيشية المعاشة والتغيرات الديمغرافية والتشليحات والتشكيلات الهندسية الشمالية في الجنوب وتغيير حتى أسماء الشوارع و...و...ألخ. كل هذا جرى ويجري وبفهلوة فاقت ما عملته إسرائيل في يهودا والسامرة. دون أية مجابهة جنوبية لذلك، أو حتى مجرد مقارعة أو تعرية أوفضح، يبدو أن هذا الموقف، أعطى لبعض الدوائر الأجنبية وخاصة ممن يبدو أنها أرادت توظيف مبدأ فن الممكن وهي الأخرى تكون قد وظفت هكذا سكوت وسكون وكأنه عبارة عن حصيل حاصل لواقع مستكين يمكن به تمرير كافة المصالح المتاحة وبالحفاظ لما هو قائم كضمانة لهذه المصالح، عوضاً عن البحث في الحقائق والتي ربما تخلق لها المتاعب، علاوة على دعمها لهكذا حياة سياسية يتجمعون بها بشر، وأيضا دون عناء بمن هم؟ أو من أي لون أو فصيل جغرافي؟. وهذا أيضا ما عبر به عنه السيد توماس كراجيسكي سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء عندما أكد دعمه للوحدة قائلا بأنه لمدة عشرة سنوات لم يتم تقاتل بينهم، ويقصد بذلك التقاتل بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ولذا، وبهكذا هو يؤكد دعم بلاده للوحدة اليمنية.
مسكين هذا أخونا السفير الذي صار ينصحنا بوحدة يبدو أنه حرص علينا بها من إقتتالات لحربين سابقين ويقصد بهما 1972-1979 ربما كان ضحيتها شوية بشر من الطرفين والذي ربما لا يتجاوزون المئة أو المائتين رغم استنكارنا نحن لذلك، متناسياً بذلك أنه وبإسم الوحدة الذي يدافع عنها هو صديقنا هذا، متناسياً أو بالأصح متجاهلاً أو مغضاً للنظر لما صار بعد الإعلان لهذه الوحدة من إبادة لشعب الجنوب ودولته بأكملها، وللعلم أيضاً وصديقنا يبدو أنه يعرف ذلك حقاً بأن المسرحين من الخدمة المدنية والعسكرية هم فقط قرابة النصف مليون أي كل الجهاز المدني والعسكري لدولة الجنوب، علاوة لذلك، وهذه مني إضافة بأن قضية دار فور في السودان هي فقط قضية إقليم ضمن السودان، ونحن نتضامن معه في قضيته العادلة، أما الجنوب فهي دولة وإسمها جمهورية اليمن الديمقراطية وكانت قبل الاٍستقلال من بريطانيا إسمها دولة إتحاد الجنوب العربي، أتحدت مع دولة أخرى إسمها الجمهورية العربية اليمنية، وما جرت وتجري من إبادة هي فقط لشعب الجنوب ولدولة الجنوب والتي وكما يبدو هي صاحبة الثروة الكبرى ومعظم الثروات الطبيعية هذه، هي في أرض الجنوب صاحبة الأرض الأكبر والشاسع والأقل في السكان.
يبدو أننا نحن أبناء الجنوب لم ولن نرتض بعد، بكل هذه المهانات ومحاولات الممارسة في الاٍبادة المنظمة هذه، وأساليب الإذلال والخنوع والجور لشعبنا، ومحاولات البلطجة الزائدة بأسم ثوابت كاذبة ومزيفة، فنحن قد أردنا الوحدة، لكننا وجدناها في الواقع فكر بالي قديم، جربناه فوجدناه في الواقع لعبة سياسية غرضها السلب والنهب والأرض والثروة والسلطة على حساب شعبنا العظيم شعب الجنوب.

مدينتي ليس بها نوافذ ليس بهــــــــــــــــــــــــــــــــــا جدران

ليس بهـــــــــــا جرائد سوى تلك التي تطبع بمطابع السلطان

نزار قباني


د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

صنعاء في أغسطس 26 ، 2006

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته



آخر تحديث الاثنين, 28 أغسطس 2006 00:50