الحياة في الجنوب صارت لا تطاق طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 06 فبراير 2007 01:38
صوت الجنوب 2007-02-06 / د . فاروق حمزة
يبدو أن شعبنا في الجنوب لم يكن ليتعود على هكذا فوضى، بل وعلى حياة صعبة كهذه والتي تفرض عليه عنوة بغرض إذلاله وتركيعه، ليسلم أو بالأصح ليستسلم لواقع مر أليم،
 لم يكن لخياراته بها شيئاً، سوى أن يؤمر بها تناول الأفكار بالملعقة الكبير وهو يجلس ليتفرج أمام الشاشة الصغيرة بل وهو يساق مثل قطيع البعير لمقصلة من صنع غيره. ترى من هو المخرج لكهذا وجع في هكذا زحام يفرض عليه في بلاده، أهو هذا الإعلان النشاز للمشروع الذي يقال عنه في أفكار العرب، أم أن عرباً أخرون وجدوا به هكذا خياراً في تعذيب الشعوب، أم أنه فعلاً خياراً في فوضى تصرف النظر في خيارات الرقي والإزدهار بل والتقدم. وفي الأخير من هو المتسبب في هكذا عذاب وبعثرة وفقدان. ألا يدرك المرء بأن الجنوب وبكل خيراته وثرواته بل وكبر مساحته أي بمساحة أراضيه، وقله سكانه صار يبحت له عن مصير. من هو المتسبب في هكذا عناء وشقاء لشعبنا في الجنوب، أيعقل في الضمير هذا العبث في حق شعب ودولة، أتملي الحياة هكذا أسطورة في الخساسة والنذالة لشعب عرف عنه في الصبر الكبير ليكون هكذا جزاءه، أم أنه لينتظر بل وليسمع شوية شعارات رنانة طنانة، تعده بالصبر الآخر ليشارك به همه هذا آخرين، ماهو الغرض؟! ومن نصبكم؟! أسيادا في أبد الآبدين على شعب الجنوب، تشكلون له خياراته وطريقة أمله في الحياة، ماهي دراساتكم بل وأبحاثكم كدولة، لهكذا خيار أتخدتموه من سابق في إعلانكم لهكذا مشروع أم أنكم ستعالجون إخفاقكم السابق بإخفاق آخر؟!

ألم تتعظوا يا هؤلاء؟! أتفتكروا بأنكم ستظلوا أنتم أنتم أسياد الآبدين، ألم تدركوا بأنكم أنتم ربما قد تكونوا  في إستمراركم هذا أو بهكذا مسيرة تبرزون حقيقتكم في التخلف والجهل والمتاعب بل والمآسي لشعبنا ليس إلا، فماذا عملتم بالجنوب لتملؤا الدنيا في هكذا ضجيج كبير آخر في المأساة فتباً لكم في المأساة السابقة اللاحقة القادمة، فلا تخرجونا من نفق مظلم سابق لنفق مظلم آخر تدخلونا به بإرادتكم الشخصية العنصرية الحاقدة على الجنوب وشعب الجنوب وأهل الجنوب بل وأبناءه.


كان المفروض أن تستعرضون لنا ماذا قدمتم في السابق أم أن تعتذرون لشعب الجنوب، وتآزرونه في شد السواعد للتغلب على محنته هذه، وطرح آفاق التخلص، كي يغفر لكم أخطائكم السابقة بل ولتصيروا جزءاً منه في المعاناة، وتعملون معه، أما أنكم تستمرون في تعنتكم هذا، بل وتصرون في مباركاتكم له في التنكيل، فهذا هو المقصود في الوضوح بل وشكراً ثم شكراً لكم فأنتم قد أوضحتم وعلناً بأنكم أنتم المأساة لشعبنا بل والأساس لها.


في الواقع كان بودي أن لا أكون أنا فاروق حمزه، وأن أدخل معكم هذا الحوار وعلى طريقة الحشاشين، أو طالبي الوظائف منكم، رغم تاريخنا الطويل معكم بهكذا مضمار لكني في الحقيقة أجد نفس جنوبي السمات ولأخلاق والفعل، فجنوبيتي الأصيلة لا تسمح لي بالسكوت عن ما تعملوه وليس بما عملتم، وإنما بحالياً ما تعملونه بنا بل وبدولتنا، جمهورية اليمن الجنوبية، هذه الدولة التي قدمتموها وإلى الزوال، وهؤلاء البشر أبناءها والذين أقدتموهم إلى الهلاك، بل وتأتون اليوم لتقفوا من منبر الدولة الأخرى ممن قد تنصلت في كل إتفاقياتها، وعدم إلتزاماتها لكل الأعراف والمواثيق، وتباركون لها في إحتلال الجنوب وكأن شيئاً لم يكن، في سبيل ما تدعون به مؤخراً من فكرة، فما هي حجتكم بذلك إن لم تكن فقط طمس هوية الجنوب، بل وإلغاء تاريخه ودولته، ولإعطاء المشروعية في سلبه وبنهبه بل والعدوان عليه. ففي جميع الأحوال نقول لكم بأنكم أنتم ربما تكونوا محقين حقا فيما أردتموه لأنفسكم، فلا أحد يستطيع أن يلغي غريزة الكلام في الآخر، أو أن يكمم أفواه الآخرين، أما أن تتركونا في الضنى بعد أن كنتم سبباً فيه، وتتنصلون من أسبابه كلها، ولتعودوا لتقاسمونا في الأخير معنا فيما نصبوا إليه من سعادة ونيل حقنا في الحرية والسيادة والإستقلال، فأما هذا لا ثم لا ثم لا، فشعب الجنوب قد قرر خياراته والذي تملؤها عليه الحياة بل والواقع الموضوعي، ففي جميع الأحوال نبقى لنقول لكم كلمة واحدة وهي إننا في جميع الحالات لازلنا نحبكم نحبكم نحبكم بل ونعتبركم جزءاً منا فالطريق لا زال ولا يزال أمامكم في الإلتحاق بركب الجنوب ومبادئه وقيمه، بل وأنتم أحرار في الخيار والإختيار، ولايسعنا إلا أن نجدد لكم هذه المقولة القائلة: إن الذين يستمدون ميولهم  وأفكارهم ونزعاتهم بما يحوي لهم أسيادهم أو قاداتهم فهم ليسوا منا لأنهم فقدوا حرية الإختيار.  


                                           د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

                                                                 عدن في فبراير 04  2007


            

آخر تحديث الثلاثاء, 06 فبراير 2007 01:38