ملخص من كتاب الأزمة اليمنية وسبل حلها 1997م طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 11 أغسطس 2006 19:09
للدكتور عبد الله أحمد بن أحمد الحالمي
الأزمة

شهدت الأعوام 1996- 1990م نشاط واسع على طريق الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي قام بها الأستاذ علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح توجت في :
أ-   التوقيع على اتفاق إعلان الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة في 30 نوفمبر1989م في عدن .

 ب-   تحقيق الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة في 22 مايو 1990م وقد تم الاتفاق على :

1-  تذويب الشخصية الاعتبارية الدولية لدولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب والجمهورية العربية اليمنية في الشمال في دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية .
2- 
إقامة مؤسسات دولة الوحدة – الجمهورية اليمنية مناصفة بين الجنوب و الشمال .
3-  تغيير القوانين الشطرية بقوانين دولة الوحدة .
4-  بناء دولة النظام والقانون الجمهورية اليمنية .
5-  تأمين الحق العادل والمواطنة المتساوية بين المواطنين شمالاً و جنوباً .
6- 
إصدار عملة وطنية لدولة الوحدة بديلة لعملة الدولتين السابقتين وتغيير كل ما هو شطري .

وقد وضعت أسس مكتوبة موقع عليها لدولة الوحدة الخروج عنها ومن تطبيقها على الواقع العملي من أي طرف يعتبر خروج عن الوحدة المتفق عليها .
لقد دخل الجنوب المرحلة الانتقالية للوحدة وهو قوي بحيث كانت لديه دولة بمؤسساتها المختلفة قائمة على أساس سيادة القانون وكان الدينار الجنوبي يعادل ثلاثة دولار أمريكي كما كان الجيش من بين أقوى الجيوش في المنطقة .
بينما دخل الشمال المرحلة الانتقالية للوحدة في ظل عدم وجود لسلطة الدولة وسيادة القانون وانتشار الفوضى والفساد الإداري والمالي وانتشار الرشوة والتهريب وانهيار العملة وطغيان العرف القبلي على القضاء وانتشار أعمال الثأر .
خلال أعوام المرحلة الانتقالية للوحدة 1990-1994م لم يتحقق من الوحدة الحقيقية التي نصت عليها الوثائق الوحدوية الموقعة من قبل القيادتين في الشمال والجنوب سوى الشعار والعلم والنشيد .
لم يتم إنشاء أجهزة الجمهورية اليمنية – دولة الوحدة لتخلف قيادة الشمال عن الاتفاقيات الوحدوية المبرمة مع القيادة الجنوبية وعملت بحكم انتقال الجنوبيين إلى مدينة صنعاء المدينة الشمالية باعتبارها عاصمة لدولة الوحدة من السير التدريجي للإلحاق القسري للجنوب في إطار الشمال في أجهزة الجمهورية العربية اليمنية السابقة بعد إنهاء أجهزة دولة الجنوب نهائياً وانتقال الفساد والفوضى والتعصب القبلي إلى الجنوب وتهميش القيادات الجنوبية في أعمالها واغتيال بعض عناصرها وتعرض الجزء الآخر لمحاولة الاغتيال , من هنا بدأ يشتد الصراع والخلاف الحاد بين القيادة الجنوبية والقيادة الشمالية حول تطبيق اتفاقيات الوحدة التي تنصلت منها القيادة الشمالية , ولجأت إلى الاحتواء والإلحاق للجنوبيين وتحويلهم من أصحاب حق في المواطنة المتساوية والمشاركة في قيادة دفة حكم البلاد إلى أناس لا حول لهم ولا قوة أذلاء ومستضعفين مجردين من الحق العادل ويعاملون من الدرجة الرابعة .

7-  اتضحت فيما بعد الأهداف والأسباب و النوايا من الاستعجال في تحقيق الوحدة نوجز هنا أهمها :


أ-   الأهداف : 

1-  كانت تهدف القيادة الجنوبية من الوحدة المشاركة في الريادة في تحقيقها ونقل فوائد نظام الجنوب على كل اليمن من خلال إقامة دولة الوحدة الجمهورية اليمنية على أنقاض الدولتين السابقتين في الجنوب والشمال وفرض سيادتها وسيادة القانون على كل اليمن وكذا سيادة القضاء والحق العادل والمواطنة المتساوية لكل أبناء اليمن والتبادل السلمي للسلطة من خلال تعميق العمل الديمقراطي والتعددية السياسية وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والتطور الاقتصادي واستقرار الأسعار وتحقيق التعليم والتطبيب المجاني لعامة الشعب وبناء نظام مدني متحضر يضع اليمن كل اليمن على أعتاب التحولات العميقة في مختلف مجالات الحياة .

2-  كانت تهدف القيادة الشمالية من الوحدة المشاركة في الريادة في تحقيقها وإظهارها أمام الشعب بالوحدوية ولكن على طريقتها وحدة الظم والإلحاق وتعميم فوائد النظام الشمالي على الجنوب باسم الوحدة في تغليب نظام الأقوى والفوضى والفساد والعنف والثأر القبلي والسيطرة القبلية على نظام الدولة والإخلال بالأمن وتركين القانون واحتلال الجنوب وإلحاقه بالشمال والاستيلاء على ثروته النفطية والمعدنية والسمكية والزراعية والثروات الأخرى والقضاء النهائي على الحزب الاشتراكي اليمني وإنهاء نفوذه السياسي والعسكري وتحطيم مؤسساته بما فيها المؤسسات العسكرية وإنهاء القوى الوطنية والشخصية الجنوبية وسلب مواطنيه الحق المتساوي في المواطنة وتحقيق السيطرة والنفوذ للقيادة الشمالية على الجنوب .

عدم السماح للجنوبيين بعد الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة من تحقيق أي شئ إيجابي يؤثر سلباً على القيادة الشمالية ويظهر ضعفها ويحسب إيجاباً للقيادة الجنوبية من خلال تواجد الجنوبيين في أجهزة السلطة بعد الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة , لهذا عملت القيادة الشمالية على :

تكليف جميع المسؤولين والموظفين والمعينين من قبلها بمهمة عرقلة نشاط الحكومة في الفترة الانتقالية وإحداث شلل كامل في جميع أجهزتها وعدم السماح في ترسيخ الأمن والاستقرار وسيادة القانون واستقرار الحياة المعيشية والتخلص من الفوضى والرشوة والفساد والثأر القبلي وعدم السماح بمعاقبة المجرمين والمخالفين على قاعدة الجزاء والعقاب لا بل وتحويل العاصمة صنعاء إلى قلعة عسكرية صلبة تهدد مسار الوحدة وإلى مسرح لأعمال القتل للخصوم السياسيين من الحزب الاشتراكي خاصة والجنوب عامة وتصريف المعاملات والأعمال على قاعدة الفساد والفوضى وإدارة البلاد بنفس نظام الجمهورية العربية اليمنية في شمال اليمن فيما يخص خضوع مجمل حركة الأجهزة الحكومية لإرادة وقرار الرئيس .

وإخضاع دولة الوحدة – الجمهورية اليمنية للعمل بكافة أنظمة الجمهورية العربية اليمنية السابقة وفي إطار أجهزتها المفترض إنهائها ومما في ذلك العملة المنهارة بعد إنهاء كل ما ينسب إلى دولة الجنوب السابقة وكل ما حصل هو تذويب دولة الجنوب – جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في إطار الجمهورية العربية اليمنية السابقة في الشطر الشمالي وليس في الجمهورية اليمنية دولة الوحدة المفترض قيامها على
أساس الدولتين السابقتين في الجنوب والشمال .

وهذا العمل المتعمد من قبل القيادة الشمالية أدى إلى أزمة وصراع حول ذلك لجأت في الأخير القيادة الشمالية إلى حسم الموقف بشن حربها على الجنوب واحتلاله في صيف 1994م .


ب- أسباب الاندفاع نحو الوحدة :

1-  الأسباب التي دفعت القيادة الجنوبية للوحدة :

أ- انتهاز الفرصة المتاحة في المشاركة في الريادة في تحقيق الوحدة باعتبارها الهدف الاستراتيجي للحزب.
ب- العمل على مستوى اليمن ونقل إيجابيات الجنوب إلى الشمال في بناء دولة الوحدة – دولة النظام القانون .
ج-  انهيار المنظومة الاشتراكية .
د-   تقارب وجهات النظر في الجنوب والشمال في بناء اليمن بانتهاج الطريق الرأسمالي .
ه-  الخروج من مأزق التوتر العسكري الذي نشأ بين الجنوب والشمال في مناطق شبوه ومأرب الحدودية بعد اكتشاف النفط في الجنوب .
و-  اشتداد الخلاف بين الرئيس علي عبد الله صالح والإخوان المسلمين في الشمال وتخوف الحزب الاشتراكي اليمني من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة في الشمال .
ز-   بوادر لظهور خلاف جديد بين أوساط القيادة الجنوبية .


2-  الأسباب التي دفعت القيادة الشمالية للوحدة :

أ-   الانتقام من الجنوب وإعادة الاعتبار للشمال من هزائمه في حرب 1972 و 1979م بين الشمال والجنوب من خلال الوحدة وباسم الوحدة وهذا ما حدث بالفعل في حربهم الانتقامي على الجنوب عام 1994 م .
ب-  التوتر الحدودي في مناطق شبوه ومأرب وسقوط الخيار العسكري لديهم لتفوق القوات الجنوبية .
ج-  تغير سياسة الحزب الاشتراكي اليمني من خلال وثيقة الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل التي أتاحت تطور الجنوب بالاتجاه الرأسمالي وتهافت الرأسمال المحلي والخارجي للاستثمار وتخوف القيادة الشمالية من تطور الجنوب .
د-  اكتشاف النفط والذهب والثروات الأخرى في مناطق متعددة في الجنوب وطموح قيادة الشمال للسيطرة على ثروة الجنوب " وهذا ما حدث بالفعل بعد الدخول بالمرحلة الانـتقالية للوحدة  وبعد الحرب ".
هـ-  اشتداد الأزمة الاقتصادية في الشمال .
و-   تخوف القيادة الشمالية من قيام المنطقة الحرة في عدن .
ز-  تزايد نشاط الإخوان المسلمين في الشمال وسعيهم للسيطرة على السلطة .


- النوايا المبطنة في تحقيق الوحدة :
1-  نوايا القيادة الجنوبية :
وقعت القيادة الجنوبية في فخ الشعارات الوحدوية البراقة الزائفة والكلام المعسول للقيادة الشمالية ووثقت في الوثائق الأساسية للوحدة التي وقعتها القياديتين والتي تراجعت عن تنفيذها القيادة الشمالية من الأيام الأولى للدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة , ووقعت القيادة الجنوبية والجنوب عامة في قبضة ورحمة القيادة الشمالية وأصبح الجنوب ملحقاً وليس موحداً وقد أصبح الجنوب ضحية النوايا الحسنة والثقة العمياء المطلقة لقيادته .

 
2-  نوايا القيادة الشمالية :
اتضح فيما بعد أن القيادة الشمالية لم تكن تنوي إحداث وحدة اندماجية حقه لشطري اليمن عادلة ومتساوية ولكن كانت تبيت نوايا الانتقام والاحتواء والإلحاق , وندلل ذلك من خلال نوايا القيادة الشمالية التي طبقت على أرض الواقع حسب الحقائق التالية :

أ-    تمكنت القيادة الشمالية من إنهاء الشخصية الاعتبارية الدولية لدولة الجنوب من خلال الوحدة وتمكنت من الأيام الأولى للمرحلة الانتقالية للوحدة من خلال وضع يدها على المال وإدارة الدولة بحكم انتقال الجنوبيين إلى مدينة صنعاء مقر أجهزة السلطة في الشمال وبدأت في الانتقام والإلحاق والتهميش للجنوب والجنوبيين طيلة سنوات المرحلة الانتقالية للوحدة وقد توجت القيادة الشمالية انتقامها ضد الجنوب من حربي 1972 و 1979م بشن حربها الظالمة على الجنوب والجنوبيين في 1994م واحتلاله ونهب ثرواته وتشريد كوادره واضطهاد أبنائه .
وقد تمكنت القيادة الشمالية من الانتقام بمبرر أن ما حدث قضية داخلية ولم يتمكن العالم من استنجاد الجنوبيين لوقوعهم بهذه الخدعة .

ب-  إنهاء الحزب الاشتراكي اليمني والقضاء عليه نهائياً وإنهاء نفوذه السياسي والعسكري باستخدام القوة ضده وقد بدأ ذلك في اغتيال لبعض قياداته حيث قتل اكثر من 162 شخصية قيادية وتعرض عدد كبير من القيادات للإصابات ومحاولات القتل لعدد من قياداته ومنهم عضو مجلس الرئاسة سالم صالح محمد ورئيس مجلس النواب د. ياسين سعيد نعمان ورئيس مجلس الوزراء المهندس حيدر أبو بكر العطاس و عدنان البيض ابن نائب الرئيس وغيرهم من القياديين الجنوبيين السياسيين والعسكريين وأنا من بينهم حيث تعرضت لمحاولة الاغتيال الجماعي مع أفراد أسرتي في منزلي الكائن في مدينة صنعاء حي الأصبحي في الساعة الثامنة والربع مساء 15 فبراير 1992م .
 إلى أن ضرب الحزب الاشتراكي نهائياً في حرب 1994م الذي شنه نظام صنعاء على اليمن الجنوبي .
ج-  إنهاء أجهزة الدولة الجنوبية من خلال عدم دفع الموازنة الحكومية لها وتأخير المرتبات لموظفيها لدفع العاملين للهروب والسرقة والرشوة وتفكيك دوائر أجهزة الدولة في الوقت الذي تهتم بأجهزتها الخاصة وتدفع لها الموازنة والمرتبات في  وقتها.
د-    نشر الفوضى وأعمال السرقة والقتل والثأر القبلي وتركين القانون في الجنوب وتدمير ما عمله نظام الجنوب في الجنوب وتعطيل ما أراد عمله في الشمال في بناء دولة النظام والقانون – دولة الوحدة – وتوطيد الاستقرار والأمن .
هـ- تركين الجنوبيين في عملهم وتهميش دورهم حيث لا تنفذ تعليماتهم وأوامرهم ابتداء من نائب الرئيس ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونوابهم والقادة والمدراء وحتى أصغر موظف والتلكؤ في صرف مستحقاتهم وتأخير مرتباتهم , رغم أنهم شركاء في الوحدة .
و-  التزوير في الانتخابات النيابية في المناطق الشمالية لإظهار الحزب الاشتراكي اليمني بأن ليس له تأثير في المناطق الشمالية إلا أن فوزه في المناطق الجنوبية قد أظهر مكانه وحب الجنوبيين
للحزب الاشتراكي وإيمانهم بنظامه ورفضهم للوحدة .
ز-  عرقلة تحويل منطقة عدن الجنوبية إلى منطقة حرة .



 كانت هناك نوايا حربية من قبل قيادة الشمال على الجنوب بدأت تنفذ خيوطها مع أول يوم للدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة نذكر منها ما يلي :
1-  تم وضع الوحدات العسكرية التي أرسلت من الشمال إلى الجنوب أثناء الوحدة في مواقع استراتيجية هامة طوقت بها مدينة عدن عاصمة الجنوب نوضحها فيما يلي :

أ-   وضع اللواء الثاني مدرع في منطقة المحور الجنوبي بالقرب من مدينة عدن وعلى مدخلها الجنوبي وقد تمكن من قطع الطريق الجنوبية إلى عدن وعزل محافظة لحج عن عدن .
ب-  وضع لواء العمالقة في مدينة أبين وقد قطع المدخل الشرقي إلى عدن وعزل المحافظات الجنوبية الأخرى جميعها عن مدينة عدن وهذين المدخلين هما الوحيدين إلى مدينة عدن لأن بقية الجهات واقعة على البحر .
ج-  وضعت وحدات شمالية في عاصمة الجنوب عدن من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية في مواقع هامة في مداخل المدينة والرئاسة والمطار وفرع الوزارة  في عدن .

من الأيام الأولى للمرحلة الانتقالية للوحدة بدءوا يعززوا هذه الوحدات تدريجياً وبشكل خفي بالأسلحة والمعدات والعتاد الحربي والبشر فوصل لواء العمالقة على سبيل المثال في الحرب إلى 3 ألوية معززة بالصواريخ والمدفعية والدبابات .
وقد نفذت هذه الوحدات مهامها في فصل مدينة عدن عاصمة الجنوب عن المحافظات الجنوبية الأخرى في حرب 1994م وشكلت الخط الأول للقوات الرئيسية التي هاجمت عدن والجنوب من الشمال .


2-  تم وضع الألوية الجنوبية التي انتقلت من الجنوب إلى الشمال أثناء الوحدة في عمق المناطق الشمالية وبعيدة عن العاصمة صنعاء وموزعة في مواقع متباعدة وهي من خيرة ألوية القوات الجنوبية .
وقد وضع كل لواء جنوبي في منطقة ووضع إلى جانبه بين لواء إلى لوائين من الحرس الجمهوري والجيش الشمالي ووحدات من الأمن المركزي ومجامع كبيرة من القبائل الشمالية .
وقد رتبت القيادة الشمالية وضع الوحدات الجنوبية هذا ليسهل تدميرها وتحييد البعض منها عندما تتاح الفرصة وهذا ما حدث فيما بعد حيث طوقت الألوية الجنوبية المتمركزة في الشمال وتدميرها نهائياً وحدتاً تلو الأخرى لعدم تكافؤ القوى والوسائل وعدم القدرة على سحبها وتموينها ودعمها عندما قامت القوات الشمالية في تدميرها في حرب صيف 1994م .

3-  لم توافق القيادة الشمالية بعد الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة على دمج الجيشين رغم المقترحات العديدة التي رفعت لها ورغبت القيادة الجنوبية للدمج وقد اتضح فيما بعد أن عدم موافقة القيادة الشمالية على الدمج تهدف إلى :

أ-  المماطلة حتى يتم إخراج الوحدات العسكرية الجنوبية من الجاهزية القتالية .
ب- إعداد وتجهيز الوحدات الشمالية سراً .
ج-  ضرب وتدمير الوحدات الجنوبية وهي مستقلة وحدتاً بعد الأخرى .

4-  أخرجوا وحدات الجيش الجنوبي البرية والجوية والبحرية عن الجاهزية القتالية لعدم صرفهم للمخصصات المالية الخاصة في ميزانية الوحدات للعتاد وقطع الغيار والوقود والتدريب ...الخ وكذا تأخير المرتبات وعدم دفع المستحقات للعسكريين مما أدى إلى إنهاء الجاهزية القتالية ونفور الأفراد من وحداتهم وهذا من أسباب الهزيمة للقوات الجنوبية في حرب 1994م .

5-  عملت القيادة الشمالية على إغراء وشراء بعض القادة العسكريين والجنوبيين وتشجيعهم على تدمير وحداتهم من خلال عدم الاهتمام في تدريبها وتجهيزها .

6-  عملت القيادة الشمالية على إعداد وتدريب وتسليح وتجهيز وحداتها العسكرية وتشكيل الوحدات الجديدة سراً وتوفير كل مستلزمات واستيراد المؤن العسكرية من أول يوم للمرحلة الانتقالية للوحدة وحتى اكتمل أعدادهم لقواتهم وتأكدهم من خروج القوات الجنوبية من الجاهزية وعدم قدرتها على الصمود والقتال الطويل وتأكدهم من تفوقهم العسكري شنوا حربهم الظالمة على الجنوب .

7-  لهذا أفتى وزير العدل الشمالي بأن الأرض والعرض وما على أرض الجنوب حلال ومباحة لهم وأن مقاتلة الجنوبيين ونهب ممتلكاتهم وفتك عرضهم وأخذ أرضهم وديارهم حق وحلال أحله الله وقد أباحوا لهم كل شئ في الجنوب الأرض والعرض .

وتنفيذاً لذلك أعلن الرئيس علي عبد الله صالح الحرب على الجنوب في خطابه بميدان السبعين في 27 أبريل 1994م في حفل جماهيري عام وعلى مرأى ومسمع الرأي العام المحلي والعالمي حيث قال :يجب على كل شخص أن يجعل من نفسه محكمة لمحاكمة الجنوبيين وأباح لهم كل شئ في الجنوب.

8-  بعد خطاب الرئيس علي عبد الله صالح في ميدان السبعين في صنعاء 27 أبريل 1994م الذي أعلن فيه الحرب على الجنوب بساعتين فقط بدأت حرب 1994م عندما شنت 3 ألوية شمالية مع حوالي 4000 مقاتل من رجال القبائل الشمالية ووحدات من الأمن هجومهم على اللواء الثالث مدرع جنوبي في منطقة عمران فدمروه وتوالى تدمير الألوية الجنوبية اللواء بعد الآخر واستمر زحفهم على الجنوب فضربوا وشردوا أهله ونهبوا ما فيه واحتلوه وجعلوا أهل أعزته أذله " وكذلك يفعلون " .
لقد هزم الجنوبيين في هذه الحرب الظالمة لأنهم أخذوا على حين غرة وقد فرضت عليهم الحرب فرضاً التي لم يكونوا مستعدين لها ولم تكن وحداتهم وإمكانياتهم جاهزة نظراً لإيمانهم بالوحدة وحل كل الخلافات بالالتزام والاتفاقيات الوحدوية ووثيقة العهد والاتفاق وثيقة الإجماع الوطني الذي وقع عليها ثم رفضها نظام صنعاء .
فبعد مرور 21 يوماً من الحرب ولإيجاد مخرج من الحرب اتخذت القيادة الجنوبية قرار الانفصال لوضع حد للحرب لدفع دول العالم للتدخل لوقفه إلا أن القيادة الشمالية تحت مبرر وباسم الوحدة قد عقدت العزم على مواصلة الحرب لاحتلال الجنوب وتشريد أهله وإلحاقه قسرياً في إطار الشمال بالقوة والحرب .
وهكذا احتل نظام صنعاء الجنوب بعد 67 يوماً من الحرب الغير متكافئة في القوى والوسائل وتمكن من تشريد أبنائه والسيطرة الغير قانونية على أرضه ونهب ثرواته واضطهاد أبنائه وقد أحدثت الحرب شرخ نفسي عميق في أعماق الناس وبدءوا في تغيير الخريطة السياسية السكانية للجنوب لصالح الشمال ستظل قضية الجنوب والجنوبيين ماثلة حتى يدحر الجنوبيين الاحتلال وتقرير مصيرهم .


الاستنتاج
1-  كانت القيادة الشمالية قد حددت هدفها من تحقيق الوحدة بشكل مسبق ومتفهمة كل خطوة تخطوها نحو تحقيق هدفها المرسوم في الضم والإلحاق للجنوب في وحدة قسرية إلحاقية والسيطرة على الجنوب أرضاً وشعباً وتصفية المعارضين مستخدمة في ذلك الشعارات الوحدوية البراقة والوعود والكلام المعسول والحيل والخداع والغدر وعقدت العزم على تحقيق ذلك بالقوة والحرب .

2-  لم تكن القيادة الجنوبية تدرك نوايا وأسرار القيادة الشمالية الخفية ولا الواقع الشمالي دولة وشعباً مما أوقعها في فخ الوحدة الاندماجية المتسرعة وتسليم الجنوب دولة وشعباً للقيادة الشمالية لإيمانها بالوحدة ووقوعها في وحدة الضم والإلحاق القسري بالقوة والحرب .

3-  كان من المفترض أن توقع وثائق اتفاقيات الوحدة أمام الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتوفير الضمانة العربية والدولية للوحدة وليكونوا شاهدين على نصوصها وشروطها وعلى تنفيذها ليتمكن كل طرف من فضها سلماً حال خروج الطرف الآخر عن نصوصها .

4-  لاستمرار الوحدة الحقه كان يتطلب أن تتم بالتدريج تبدأ بالوحدة الكونفدرالية لفترة أقلها عشر سنوات ليختبر كل طرف الآخر وتتقوى الروابط الوحدوية الأخوية الحقه فإن مشت فالوحدة الفدرالية وإن لم تمش فتمدد لسنوات أخرى حتى تتهيأ الظروف الموضوعية والذاتية للوحدة الاندماجية .

5-  بتخلي القيادة الشمالية عن الاتفاقيات الوحدوية والالتفاف عليها ولجوئها إلى تصفية الشريك الفعلي للوحدة جسدياً عبر الاغتيالات لأبرز قياداته خلال الفترة الانتقالية وعملها على إلحاق الأجهزة الجنوبية الحكومية في إطار أجهزة الجمهورية العربية اليمنية وليس في أجهزة الجمهورية اليمنية المفترض قيامها مناصفة على أساس أجهزة الدولتين ولجوء القيادة الشمالية إلى إخراج الأجهزة العسكرية الجنوبية عن الجاهزية وإعدادها لأجهزتها العسكرية خلال الفترة الانتقالية ( 4 سنوات ) وشنها للحرب ضد الجنوب واحتلاله في 7 / 7 / 1994م تكون الوحدة المتفق عليها سلماً قد انتهت بإقصاء شريك الوحدة واحتلال أرضه بالقوة .

6-  شن الحرب على الجنوب واحتلاله من طرف القيادة الشمالية عمل انقلابي وانفصالي على الوحدة-فصل الجنوب و الشمال عن الوحدة بعدم مشاركة الجنوب في قيادة دفة حكم البلاد على أساس اتفاقيات الوحدة وانفراد القيادة الشمالية بقيادة دفة الحكم بواسطة القوة بعد تشريد شريك الوحدة إلى الشارع وخارج البلاد واحتلال أرضه .

7-  لابد من النضال للحفاظ على الكيان الجنوبي وتحريره من احتلال القيادة الشمالية لأرضه ومواصلة النضال لتقرير المصير للجنوب .

8-  نناشد الدول العربية والجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي ورابطة دول الكومنولث البريطاني ومجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والأجنبية الأخرى والهيئات والمنظمات الدولية الوقوف مع قضيتنا العادلة في حقنا بالحياة الحرة الكريمة كبقية الشعوب المسالمة وفي تقرير مصيرنا باعتبار الجنوب كان دولة ذات سيادة معترف بها عربياً ودولياً وعضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة كون الوحدة المتفق عليها بالتراضي تم الانقلاب عليها من قبل القيادة الشمالية بشنها للحرب على الجنوب واحتلاله وانفرادها بالسلطة بقوة السلاح والحرب وحدث  لليمن الجنوبي ما أحدثه العراق للكويت ضم وإلحاق قسري بالقوة والحرب .

9-  نناشد دول العالم قاطبة والمنظمة العامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أيلا اللاجئين من جنوب اليمن العناية التامة وتقديم لهم الرعاية والعون حتى تتهيأ الظروف الموضوعية والذاتية لعودتهم إلى وطنهم .

آخر تحديث الجمعة, 11 أغسطس 2006 19:09