د/ عبدالله أحمد بن أحمد: 30 من نوفمبر الدلالة والمعنى

هذا الاستعمار والاحتلال للمستعمرين اليمنيين الجدد شمل كل مناحي الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وإقصاء وطمس للتاريخ والهوية والانتماء واستبدال شعب بأخر واجتثاث أرزاق الناس المعيشية من خلال الطرد من العمل وإقفال أبواب العمل لابل وأبواب التأهيل والدراسة والمستقبل وتنفيذ مخطط اندثار الشعب الجنوبي إلى مالا نهاية والتركيز على الأرض والثروة ونهبها لا بل وسرقتها دون وجه حق ودون أن يحصل أصحابها إلا على نفاياتها السامة التي تلوث مدنهم وقراهم وتصيبهم بالأمراض القاتلة وما انتشار العديد من الأمراض من السرطان في أبين وحمى الضنك في شبوة إلا خير دليل على ذلك.

استعمار خاص وخصوصي و من نوع جديد هذه المرة باسم الإخوة والعروبة والدين والوحدة أعطيني أرضك وبيتك وحقك ووطنك ودولتك لتكون لي وأنت إلى المحرقة والموت واسكت ولا تتكلم ولا تتحرك ولا تقول شيءً ولا تحتج ولا تعتصم و إلا فأنت انفصالي وخائن وعميل للخارج.

استعمار غريب عجيب هو المحتل لشعب ودولة الجنوب العربي اليوم إنه الاحتلال اليمني فهو الحاكم وهوالقاضي وهو السلطة والمدعي والناهب فإذا كان الاستعمار يبني سلطات من أبناء البلد المحتل حتى يبني لها جيوش وأمن من أبنائها كما كان علية الحال في الجنوب العربي أبان الاحتلال البريطاني.

كانت أكثر من 22سلطنة وأمارة ومشيخه وفي دول مستقلة وكانت حكومة شعب عدن وحكومة اتحاد الجنوب العربي وكان هناك جيوش عربية منها جيش اتحاد الجنوب العربي والبادية الحضرمي وشبر والحرس الاتحادي وبولس عدن والجيش والشرطة الحجية والحرس الثاني في الأمارات ثم جيش الجنوب العربي وشرطة الجنوب العربي كلها بناها الاستعمار البريطاني لشعب الجنوب العربي ليدير نفسه بنفسه وهو بعيد في المعسكرات.

حتى في فلسطين الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي هناك سلطة خاصة بالشعب الفلسطيني ولدية مختلف أجهزته من مجلس تشريعي كما كان في عدن إبان الاستعمار البريطاني ولهم مجلس وزراء وأمن خاص يعني رغم وجود الاحتلال إلا أنهم أي الفلسطينيين نوعا ما يتحكمون بشؤونهم وإن انتخبوا ينتخبوا ممثلين منهم إلا نحن يتحكم بنا المحتلون بكل شئ أفلا نقل إنه استعمار آخر ومن نوع جديد لقد أتوا واستوردوا لنا كل شي من بلدهم اليمن حتى الأسماء التاريخية وأسماء المواليد حولوها بأسمائهم وسرحوا قسرا كل موظفي أجهزة الدول والدولة التي كانت قائمة على مدى العصور مروراً بفترة الاستعمار البريطاني إلى دولة الجنوب ما بعد الاستقلال وأصبح الجميع على أرصفة الموت دون عمل أو حقوق بعد أن قذف المستعمرون الجدد بهم بقرار سياسي إلى المهلكة فأكثر من نصف مليون شخص هم موظفي أجهزة دولة الجنوب سرحوا قسرا ًوحلة محلهم الجيوش العسكرية والمدنية الزاحفة من دولة الاستعمار الجديد وأقفل التوظيف أمام جميع الجنوبيين وأصبح الشعب الجنوبي في جمعيات المسرحين قسراً والموقفين بدون عمل العاطلين عنه عمدا يواجهون مع أسرهم المصير المجهول وحل محلهم موظفين من دولة الاحتلال وتم الاستيلاء على كل شيء وحتى أن ملك الجنوبي دكاناً يأتي أحد سكان الدولة المحتلة ليبسط أمام باب دكانه ليسد علية باب الرزق ونسيم الهوى! نعم لقد اجتاحوا الجنوب مدن وقرى وجبال و وديان وصحاري ونهبوا ما عليها وما في باطنها وحلوا محل أهلها مستوطنين جدد هم سكان بلدهم وحتى أراضي الجنوب أصبحت تصرف وتوزع هبات وإكراميات وتباع بالملايين الدولارات من رئيسهم ومن عاصمة بلادهم ومن مكتبة الخاص يعني أن صاحب الأرض لا يستطيع أن يحصل على قطعة للبناء عليها مسكن يأوي أسرته وأهلة وأي ظلم وأي قهر وأي استعمار هذا؟!

وأصبح الجنوبي لا وطن ولا دولة ولا حرية ولا عزة ولا كرامة له ينتظر على سلم الموت البطيء له ولجميع أفراد أسرته وحتى ثرواته لم يكون معه منها إلا أنها تمر وموجودة تحت أقدامه وتمر ذاهبة إلى جيوب وحسابات قادة نظام الاحتلال اليمني وعلى رأسهم علي عبدالله صالح.

لهذا فإن حشد الجنوبيين يوم ال30من نوفمبر 2007م وفي مدينة عدن العاصمة التاريخية لدولة الجنوب مهمة وطنية لكل جنوبي يريد الكرامة والعزة. إنها معركة بقاء معركة إثبات وجود معركة مصير يا أما نكون أو لا نكون قبل أن نندثر ويضمحل الشعب العربي الجنوبي أمام المستعمرون الجدد اليمنيون فقد أصدروا حكمهم فينا بالفناء.

هذا اليوم ليس للاحتفال بالذكرى ال30 من نوفمبر الأربعين للاستقلال فحسب فالاستعمار السابق كان أرحم من الاستعمار الذي نحن فيه اليوم ولكن لنذكر العالم أن هناك شعب هو شعب الجنوب العربي استقل في مثل هذا اليوم قبل أربعين عام في 30 نوفمبر1967م وبنى دولته المستقلة وذات السيادة ألعضوه في الجامعة العربية والأمم المتحدة والصادرة بحقها قراري مجلس الأمن الدولي رقم 924و931لعام 1994م هو اليوم يرزح تحت الاحتلال اليمني المشين وأن نعلن للعالم أن الشعب العربي الجنوبي هنا ها هوة موجود لازال حي وان لنا وطن ودولة محتلة نريد إعادتهما وأن لنا ثروة تنهب وتسرق وأن الشعب العربي في الجنوب يباد بشكل منظم وأن نقول للعالم أننا هنا لقادرون على انتزاع الوطن الجنوبي والدولة الجنوبية انتزاعا وقادرون على طرد الاستعمار اليمني الجديد شر طرده وهانحن نعلن أنه كما حققنا الاستقلال الأول سوف نحقق الاستقلال الثاني بعزيمتنا وإرادتنا وبالتوفيق من الله ونقول لأصحاب النفوس المهزومة والمشاريع الانهزامية التي لا تخدم الشعب العربي في الجنوب بل تخدم الاستعمار اليمني وتطيل من بقاء استعماره للجنوب لبعض الوقت إن مشاريعكم من حكم محلي واسع الصلاحيات والفدرالية والكونفدرالية لا تعنينا نحن الشعب العربي في الجنوب لا من قريب ولا من بعيد فهي مشاريع تهدف إلى يمننتنا وبقائنا تحت الاحتلال اليمني وهي تقدم الآن لشرخ الصف الجنوبي بعد أن توحد واحتواء نضال الشعب الجنوبي الذي يتقدمه (تاج) وجمعيات المسرحين قسرا والعاطلين عمدا والشخصيات الوطنية الجنوبية الأخرى وننصحهم بأن يطبقوها في بلادهم اليمن ويعملوا فدرالية بين مناطقها المهمشة في تعز والحديدة وأب ومأرب وصعدة التي لا يزال دم أبنائها ينزف حتى اليوم كحل واقعي للواقع المرير الذي يعيشه المواطن اليمني في عدد من المناطق المهمشة وإن النظام الفدرالي صالح لهم أما نحن في الجنوب العربي ليس منهم ولا هم منا فنحن شعبان مختلفان لا يربطنا بهم إلا الدين واللغة والجورة شأنهم شأن أخوتنا في الشعوب المجاورة فسوف نبني دولتنا المستقلة وذات السيادة الخاصة بنا ولا بأس أن نعمل بالنظام الفدرالي بين مناطق الجنوب وفي أطار دولة الجنوب المستقلة وذات السيادة ولامانع أن نقيم علاقات أخوة وجوار مع دولة اليمن إذا احترموا استقلالنا وإرادتنا ونحن سنتعامل معهم بالمثل شأنهم شأن التعامل مع الأشقاء والأصدقاء في العالم على أساس احترام المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية.

لهذا فإن كل قوتهم لاتحد من عزمنا ولا مشاريعهم تهمنا فهي مع أهلها مصيرها مزبلة التاريخ لأننا قد عقدنا العزم وشدينا الرحال وأعلنا ثورتنا الثانية من ساحة الحرية في عدن7 -7-7وعمدناها بأرواح الشهداء وبدماء العزل من السلاح شباب الجنوب الذي سفكها المحتلون اليمنيون بأوامر علي عبدالله صالح وبدم بارد في كل من عدن والمكلا والضالع وأبين والعبر والقموش وفي بالحارث ومجزرة ومذبحة منصة ردفان في 13أكتوبر 2007م التي تشبه مجزرة صدام في الدجيل بالعراق ومجزرة ردفان هي مجزرة علي عبدالله صالح في منصة الحبيلين ردفان أي مجزرة ردفان هي دجيل الجنوب وبمعانات الأسرى وفي مقدمتهم حسن باعوم وناصر النوبة.

30نوفمبر2007م سوف يخرج فيه الجنوبيين في الداخل والخارج في زحف شعبي مقدس لكنس الاحتلال اليمني ورمية إلى ما قبل حدود نكبة 22مايو1990م وغير مأسوف عليه وانطلاقة متواصلة لثورة الجنوب الثانية من الاعتصامات والمهرجانات إلى العصيان المدني الذي سوف يعلن عنه ويحدث قريباً في كل الجنوب.

30 من نوفمبر سوف نعلن إلى الأشقاء والأصدقاء إن أردتم مصالحكم في الجنوب يجب أن تنسقوا وتعملوا مع أهل الجنوب أصحاب الأرض والحق وليس المحتلين اليمنيين ادعمونا وقفوا إلى جانب قضيتنا ونصرتها فنحن الضامنون لكم باستمرار المصالح والعلاقات الأخوية والصداقة مع شعب ودولة الجنوب ودولكم وشركاتكم وما المحتلين إلا عابرين طريق لأنهم راحلين من وطننا وأراضي دولتنا عنوة وقريباً بإذن الله تعالى وإرادة وتصميم الشعب الجنوبي وقواه الحية ومنها(تاج) والشخصيات الوطنية الجنوبية من مختلف الانتماءات السياسية والفكرية والطبقية.

والى الزحف الجنوبي المقدس 30نوفمبر2007م في عدن عاصمة دولة الجنوب و واشنطن ولندن أهم عواصم العالم.

لا للانهزاميين والمشاريع الانهزامية

ولا للمنبطحين وأصحاب أنصاف الحلول

حرية---- استقلال-----------سيادة

الجنوب دولة حرة مستقلة وذات سيادة

وإنها لثورة حتى النصر

رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)
باحث وكاتب أكاديمي
لندن
19-11-2007م