السقوط المحتمل للحاكم والأسرة طباعة
الاخبار العربية والدولية - اليمن و نظام الحكم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 12 مارس 2007 18:46
صوت الجنوب2007-03-12 / الدكتور عبد الله عبد الصمد
اليمن اليوم ووصف كل التقارير الدولية والمحلية للوضع القائم  لما يسمى دولة ضعيف احتمال وجودها ومقومات المؤسسة والبنية التكوينية التي تعتمد عليها أي دولة في العالم ،
فمنذ الجمهورية والانقلاب لم تؤسس دولة المواطنة والمشاركة الشعبية في القرار وعمل التشريعات والقوانين ، وبعد قيام الوحدة اليمنية بين الشطرين لم تؤخذ الأولوية والاستباقية في تأسيس الدولة والاستفادة من الأفضلية في الحكم والقوانين المختلفة ولم تبني عليها دولة حديثة وجديدة تواكب المواطن ومتطلباته الاجتماعية والمادية والروحية .

يبقي الوضع القائم اليوم في ابسط المتطلبات من طريق وكهرباء ومشاريع تحتية مدارس ومستشفيات وغيرها من الأساسات التي تقوم عليها الدولة البسيطة والتي انتهت عالميا في القرن الماضي – وتبقي  السعي نحو قيام دولة يمنية بوعود كثيرة خطابات سياسية ومهام ليس مستحلية ، ولكن الإرادة والفساد وعدم وجود قوانين حازمة ا فشل تلك المهمات وكذلك التباينات في العمل الوزاري وتحمل المسؤولية من قبل جهات مختلفة تتضارب بها القوانين والتداخل في المهمات بين مجموعات مختلفة تداخل فيها المحافظ والمنفذ والوزير والشيخ والمالية ومنح المناقصات حسب الولاء والكسب السريع الغير شرعي وغيرها من العوامل التي لا تدل على وجود دولة .
تحمل الرئيس علي صالح على عاتقة جميع أعمال الرئيس والوزارة والمحافظين والقضاء والأمن والجيش والشرطة وكذا التعليم من جامعة ومنح وتدخل في جميع مجالات الحياة وكل ما يخص المواطن ، ولعبة الدور الكبير صلة القربة والقبيلة والمتعاونين في الحفاظ على سلطة السلطان وتلميعها وتوزيع الثروة والاعتماد على العسكر في إدارة شئون المناطق والمحافظات اكبر قدر من السلطة المحلية التي أصبحت شكلية
لعب الدور الأساسي عبر فترة زمنية كبيرة جدا الشيخ عبد الله حسين الأحمر والولاء الكبير من القبائل منذ الثورة والى وقت قريب – وانحسر دور الأحمر في الأعوام الأخيرة وسحب البساط عن الشيخ من قبل الرئيس ، ونتيجة تضارب المصالح الاقتصادية والتجارية وتوسع النفوذ المالي للفريقين أدى إلى المنافسة الكبيرة ، وصار من الضروري التخلص من احد الفرق  والتي التحمت في الأعوام السابقة لبقاء تلك السلطة الهشة والمصالح المشتركة ، وعدم الاختلاط بالمجتمع المدني ومع انهيار سلطة وضعف الشيخ أصبح تحيزه سهل جدا قبليا وسياسيا بل فرض علية إعطاء تصريحات والقبول بالأمر الواقع للرئيس والأسرة وهذا ما كان في الانتخابات الأخيرة.
استفاد صالح من القيادات العسكرية والشخصيات الاجتماعية  والوجهاء وشيوخ القبائل  واستطاع ان يتخلص منهم جميعا اما بالفساد والترهيب وغيرة من الأساليب  لتصبح الساحة اليمنية بدون صالح إرهاب وصوملة وطوفان – وهكذا لم تستطع أي قوى أخرى معارضة او حزبية الوصول الى المحافظات والأرياف والتي تشكل أكثر من 70% من سكان اليمن حيث الولاء المطلق للشيخ الذي يتبع مصالحة في الحفاظ على الصالح ونشر الرعب بين المواطنين البسطاء ولعبت الأمية الدور الأكبر في ذلك وعدم وصول التقنية الحديثة والصحافة والإعلام الى هولاء المواطنين ، ولعب صالح كما يقول في لعبة الكروت من خلال جماعات وشخصيات معينة يتطلبها الحدث من الشباب المؤمن او الإسلاميين المتشددين والشيخ الزنداني  او كما حزب الإصلاح والاشتراكي وغيرها من لعب الدعارة السياسية من تفريخ الأحزاب او انتقال أعضاء من أحزاب قوية الى الحزب الحاكم الذي يعتبر حزب صالح و بدونه ينهار ذلك  المسمى حزب.
تحمل صالح على عاتقة لعبة أخرى وهي السياسة الخارجية  - بين مد وجزر وانعكست تلك السياسة على المصلحة الآنية – هذه السياسة المكرسة للبقاء في الحكم أظهرت تخبط صالح ومصالحة منذ حرب العراق واجتياح الكويت وطرد أكثر من مليون يمني من السعودية وفقدانه الكثير من الامتيازات المالية من دول الخليج وبعض الدول الأوربية ولعبة أخرى بين الشرق والغرب بشراء السلاح وبكميات خيالية ونقدا من روسيا والصين   ، هذا التخبط أدى إلى احتلال  جزر حنيش هكذا أصبح اليمن كل يوم يخسر اهم الثروات الوطنية والأراضي – وكان لصالح رغم قياسي في  المبادرات بين العرب وغيرهم من إصلاح الجامعة العربية الى اريتريا والصومال والسودان وخارطة الطريق العراقية ودول حلف صنعاء وأكثر دول العالم التي تقوم بها المؤتمرات الديمقراطية والاقتصادية وغيرها  - واتى مؤتمر لندن الدول المانحة ووعوده الكبيرة على ان يلتزم اليمن بشروط معينة غير قابلة للتنفيذ إطلاقا --  بينما كانت الفرصة الأكثر سانحة في مؤتمر باريس لدول المانحة الأول الذي لم تستفيد اليمن منة بسوى ب 20% من تلك المعونات لدعم تنفيذ الشروط المسيرة في تلك المرحلة  وكان أخر تقرير دولي أمريكي قبل أيام ،  حيث  صنفت مؤسسة أمريكية اليمن ضمن الدول الفاشلة ووصفت وضعها «بالحرج جداً» كما وضعتها في اللون الأحمر استناداً إلى مؤشرات تؤكد وقوع البلد على حافة السقوط.وحذرت المؤسسة الشرعية الأمريكية «ذي فايلد سيتتس انديكس» التي تعمل بالتعاون مع مؤسسة كارنيج إندومينت للسلاح الدولي من أن فشل حكومة اليمن في تلبية الحاجات الأساسية للشعب اليمني، سيؤدي بالجمهورية اليمنية إلى أن تكون أفغانستان ثانية وأن تصبح وكراً للإرهاب.
لا توجد استراتيجيه معينة او نظرة للمستقبل في حكم صالح بالنسبة للوطن والشعب ولعبة العشوائية الدور الأساسي والأكبر في الحكم ولعبة المال والتوازنات الدور الأساسي في حكم صالح في الآونة الأخيرة يسيطر الخوف على الأسرة الحاكمة واليمن اليوم في حالة طوارئ غير معلنة حرب صعده وخسائر الجيش وجنرالات الحرب والضعف الاقتصادي ومحاربة الصحف وإغلاق المواقع وتهديدات النشطاء السياسيين والصحفيين وتعرضهم للسجن والمحاكمات   وقضايا عدة في الجنوب من نبش القبور الى الاعتقالات وتسريح المواطنين من الأعمال – وعدم قدرة الحاكم على حل قضايا أخلاقية عبرت عن انهزامية أمام شيخ الجعاشن والفاشق ومرتكبي الجرائم كما حدث في صنعاء وبسجنها للشعيبية وقتلت الحامدي والطفل البيضاني في قلب صنعاء والاقتتال القبيلي وحالة الفقر والجوع الكافر والمرض وغيرها من العوامل التي ستفجر وضع مرهب ومخيف لمستقبل البلد وسقوط الحاكم واسرتة  - هكذا سقطت أكثر الديكتاتوريات والأسر وفي وضع أفضل لمواطني تلك الدول .
آخر تحديث الاثنين, 12 مارس 2007 18:46