ما قبـــــل العاصفة؟?? طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 22 أغسطس 2008 22:42
صوت الجنوب نيوز/2008-08-22
  المهندس /علي نعمان المصفري
تتفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن بشكل تراجيدي, لتضع اليمن على كف العرافين, ولم يعد ممكننا حتى التنبؤ من قبل المختصين بالشأن اليمني, حول مستقبل آخر يمكن أن تؤول إليه الأوضاع القائمة, غير ما يمكن أن
يجعله يغادر إلى نفق المجهول يوميا, نتيجة ليس فقط لعدم قدره النظام على أداره البلاد,



بل وأيضا, ضعف ووهم واضحين للمعارضة المتمثلة في المشترك, الأمر الذي جعلها وجها آخر للسلطة السياسية, لفقدانها المصداقية, ولعدم قدرتها على اتخاذ موقف واضح في القضايا الاساسيه, كقضية صعده والأوضاع الملتهبة في الجنوب منذو حرب 1994 م, أضافه إلى مجمل الظروف التي أحاطت بتطور ألازمات المركبة لنظام صنعاء,  والمعارضة تشرعن بقاء النظام, بل وتخرجه من كل ألازمات التي كادت تعصف به, والتي أساسا يفتعلها, لإنتاج ذاته, وإحراق المراحل دون أي اكتراث لأوضاع الناس.
ظل المشترك منذو حرب 1994 يدير ظهره عن الجنوب, ولم يستجلب شعبيا أو سياسيا, لتلك القضية ألمحوريه, و أصبح إسفنجه تمتص كل ما يطفو إلى السطح وفي تماس مباشر مع النظام, دون الخروج عن دائرته, مما افقده الجدية, وخصوصا فيما يتعلق بالجنوب وبقى عند حدود اليمننه, كشرط قلم أظافره حتى في الولوج للحديث عن الجنوب, وهو ما عزله تماما عن حلقات التواصل مع الجنوب, لما عاناه ويعانيه شعب الجنوب.

دللت الانتخابات المحلية والرئاسية, ما ذهبت إليه, على أن المعارضة استغلت كورقه من قبل النظام, لشرعنتها للانتخابات, وإدخال اليمن صندوق الالفيه الثانية.

وتردد مؤخرا على استجابة الرئيس للإفراج عن رموز وقاده الحراك الجنوبي, شريطه التعديلات الدستورية, دونما نجد في ذلك أي جديه لا من النظام ولا المعارضة, وهي في مجملها تمثل فرقعات إعلاميه ليس إلا, بينت هشاشة النظام وخلو المعارضة عن أي تمثيل شعبي, بل وإبقائها في ذات المستوى الذي لا يؤهلها على صناعه عمليه التغيير, على الرغم من محاوله تجييرها لنتائج تطورات الحراك الجنوبي السلمي, والتي باءت بالفشل.

فالجديد في الأمر هنا, أن الجنوب قد شهد   نضوج غير عادي أفضى عن ولادة مذهله تمثلت في وعي و أدراك لشعب الجنوب, خلص إلى إعلان عدن, الذي أسس من الاستقلال واستعاده الهوية والأرض والدوله, ثوابت للإجماع الوطني لشعب الجنوب.

وفي المقابل, أوضح خطاب الرئيس اليمني يوم أمس, مدى اهتزاز النظام في عدم قدرته على مجارات الشارع السياسي في الجنوب, وافرز ذاته على تواجد في واقع الأمر, بلدين اثنين, وكيانين اثنين, بل وان الجنوب خارج خصوصية اليمن, مما جعل المراقبين يصعدون إلى مستوى أكثر وضوحا في استخلاصات الرئيس لما هو جنوبي, والاعتراف بالمقابل بالمحاور الاساسيه؟, على إن الأمور تنسحب من تحت البساط بقوه شعبيه, بعيده عن سيطرة صنعاء, مما يضع النظام في موضع صعب.

 وتبدو بروز محاولات اختزال القضية الجنوبية في أفق المشروع الذي تعكف عليه حاليا مكونات المشترك مع شخوص قبليه يمنيه قريبه من السلطة, ترى فيها بدائل إسقاط النظام والإبقاء على استمرارية اليمننه للجنوب بمؤازره بعض الشخصيات الجنوبية, التي لاز الت تعيش في هوس نفسي ضيق لا يعدو إن يكون إلا آنيا.

وهو ما يتعارض مع القوى التي تقف خلف مشروع الاستقلال, مع التحفظ الشديد على مشروع النظام في معالجه الوضع في إطار التوريث, وادعاءات الحكم المحلي, كأساليب ديماغوجيه, لا يبرح النظام من استخدامها لتخدير العامة, الذين لا حول ولا قوه لهم في أي مدخلات, و لا يمتلكون أي مخرجات لا ي عمليه سياسية, ودليل ذالك التهميش الواضح عند إعلان مشروع التوحد.

ولعدم وضوح الرؤية, بفعل تداخل أمور الانحباس السياسي والاقتصادي وغياب الدولة, وتفاقم ألازمات ألاقتصاديه, ادخل اليمن في وضعا أكثر تعقيدا؟, يصعب فك ظفائره لعدم وجود دوله مؤسسات أساسا وسيادة قانون الغاب, لهذه الأمور كلها, ظل اللاعبين الأساسيين في السياسة الدولية غير قادرين على اتخاذ أي موقف لمسانده نظام صنعاء, مما أبقاهم في حاله ترقب, مع تعاطف وتفهم لوضع الجنوب, وتأسيسا عليه تبلور الموقف الإقليمي كاستجابة للمحلي والدولي مع القضية الجنوبية, على نحو واضح بمقدار ما يشكله نظام صنعاء من تهديد لأمنهم, وهو ما أكده الرئيس اليمني في مؤتمر المانحين في لندن في نوفمبر 2006.

ومن ثم تزايد الصراع في أطار الأسرة الحاكمة واحتدام الصراع على السلطة, على نحو لم يشهده نظام صنعاء في تاريخه, والذي بلع ذروته في التغييرات للقيادات العسكرية الموالية للعميد علي محسن الأحمر, وغيابه عن الساحة, مما يؤشرعن حصول مفاجآت مذهله, قد تكون خلاصتها في تساؤل أصيح حديث الساعة.

 هل ينهج صالح ما اتبعه مشرف ووضع نهاية سلميه قيل العاصفة؟؟

أم سيظل اليمن في رحيله على بساط رياح آلاتي المجهول, والانحدار نحو اختيار بدائل يمننه الأوضاع,  بصومله او أفغنة, مع احتفاظ الجنوبيون بالهوية والأرض واعادة دولتهم كاملة السيادة .

*كاتب وباحث أكاديمي

لندن  22أغسطس 2008

آخر تحديث الجمعة, 22 أغسطس 2008 22:42