sbr: دراسه موجزة /المستور في وحدة الجنوب العربي و اليمن .. بقلم /المهندس علي نعمان المصفري طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 22 مايو 2010 12:46

المتتبع للمشهد السياسي في اليمن والجنوب العربي تحديدا وتطورات الاحداث فيه يقرأ من خلاله أحتدام صراع عنيف متعدد الجوانب ومواجهه منقطعه النظير بين شعب الجنوب العربي و قوى الاستقلال فيه والأحتلال اليمني ونقائله.

تجلت بوضوح هذة المواجهه من قبل نظام الاحتلال اليمني للجنوب في الحملات العسكريه والسياسيه والاعلاميه والاعتقالات والقتل اليومي والترهيب المستمر وعلى التساهل على أنتشار الأوبئيه كحمى الضنك, وماحصدته مؤخرا في الجنوب فاق الخيال كأحد أدوات الحرب البيلوجيه لقتل شعب الجنوب. لقد تركزت عدوانيه نظام الاحتلال في أستمرارية الهجوم الوحشي على القوى الحامله لمشروع الاستقلال الجنوبي. المستميته في تمسكها بالثوابت الوطنيه الجنوبيه المجسّدَه في عقيدتها والمبنيه على قاعدة شعبيه واسعه والمسكونه في وجدان الناس وأصرارها بعدم التخلي عنها قيد أنمله. لأنها المخرج الواقعي والعملي بل والحتمي لمعالجه وضع شعب الجنوب العربي من المأساة الحقيقيقه التي أوقعه فيها أعداءه, التي يعيشها منذو أحتلالة بقوة السلاح في 7 يوليو 1994 من قبل النظام القبلوبولوسي للجمهورية العربية اليمنية.

بعد تجربة عقدين من الألآم وقسوة وشراسه أحداثها علينا من الاستجابه الى المنطق والواقع اللموس والمعاش والاعتراف بأن ما يصح الا الصحيح وقبول أرادة شعب الجنوب في استقلاله وبناء دولته واستعادة هويته الجنوب العربي. دون ذلك ننبه لخطورة الوضع وأثرة على الداخل والبيني والخارجي في تضرر الامن والسلم. لبقاء المنطقه على صفيحة ملتهبه.

جوهر الصراع بين الجنوب العربي واليمن:
ولإيضاح جوهر الصراع,علينا أولا الأعتراف بتباين وأختلاف العقليتين في اليمن والجنوب العربي,كحقيقه لامفر منها.

عقليه الحكم اليمنيه:

فعقلية الحكم اليمنيه ماقبل الدولة نتاج عصبيه أنحبست عبر تاريخ طويل خلف حوائط من التخلف عقدّت فرص وأمكانات تطورها في الانفتاح على العالم وأفقدها التواصل مع تطور العملية التاريخية للأنسانية وحتمية بل جدليه الضروره التاريخية, مما جعلها معاقة لأستيعاب تطور الحياة الأنسانية بأبعادها المختلفه.

نتجت هذة الأوضاع والظروف المحيطه بهذة العقلية جراء سياسات أنظمه الحكم السياسيه المتعاقبه والتي سيطرت لأزمنه طويله على مكونات البئيه الاجتماعية والسياسية والثقافيه بمجملها وخلقت نفسيه معقدة لاتتقبل الآخر ولاتنفتح عليه حتى وأن حاول الآخر الدخول معها على قواعد العقيدة والعروبه والجوار الجغرافي.

ومن خلال تلك البئيه تراكمت عوامل انحباسها الفكري والثقافي و الاجتماعي ومنعتها عن امكانيه توليد وتجديد ذاتها لتطويرالتعاطي العصبوي لها مع العصبيات المحيطه المتطورة. لهذا ومن خلال السلوك الناشف الناشئ جراء ذلك الركود, أستمدت من الأنطواء السيكلوجي في التعامل مع الوسط المحيط بها عوامل التخلف, ما أكسبها قوى تنافرية ورفض مطلق وأنانيه جارفه مدمرة في أشكال تعصب مقزز للنفس البشريه تحرق كلما هو حضاري ودليل ذلك في سلوكها الوحشي في احتلال الجنوب, ولم تجلب معاها الا عناصر الدمار والفناء حتى وأن لبست حلل العصر وتزينت بأرقى مساحيق التجميل في العالم, تظل محبوسه تحت قوة جاذبيتها مشدودة الى قعر التاريخ, ملجأ طبيعي لها ومن خلاله ترى العالم والعالم لايراها, كالحرباء لا تخرج لساسينا الا وقت أصطياد الضحيه.وتتميز في الركود وعقم طموحها في التطور. ولم أجد أدق وصف لها سوى في ما ابتدعه ابو القاسم الشابي:
ومن لايحب صعود الجبال يظل أبد الدهر بين الحفر.
وفي تسلسل أنظمة الحكم على اليمن , بقى الانغلاق سمه كل عصر يمر به اليمن دون اية نهوض. وظل اليمن في تاريخه الوسيط والحديث خاضعا تحت قوة مانتليتي لا تريد أن تترك الماضي لتعيش فيه دون ان تنفتح للمستقبل, وبالتالي فقدت قوة الحركه لجر الناس الى الأمام بل وعملت على دفعهم دائما الى الخلف.

لهذا رفضت التغيير وبقت في عصور ما قبل الدولة كعمليه تدجين متواصلة لليمن الأسفل تحلم بعشق فكر المجتمع المتطور دون أن تلامس ضرورات ومتطلبات تطورها نحوه, حتى وان تم زركشه الانظمه في تلك البئيه, تسود فيها ذات العلاقات بصور متعددة ولكن ذات جوهر واحد يظل السائد في كل العصور التاريخية. ثلاثه وسبعون امام تباينت مضاهرهم ولكن ما تحت العمامة ثابت حتى وان تحولت الى قبعة والزنّة الى بنطلون. ويبرهن الواقع حاليا ذلك من خلال تجارب مرحلة ما بعد اعلان مشروع التوحد مع الجنوب العربي وحتى الان في الممارسه والسلوك و ما آلت الاحوال اليه وخصوصا في الجنوب العربي.

العقليه السائدة في الجنوب العربي:
لقد ظلت عقليه الجارة اليمن الامامي في منأى عن البئيه المحيطة بها في الجزيرة العربية بينما العقليه السائدة في الجنوب العربي أمتدت لتصبح جزء من النسيج الفكري والاجتماعي والثقافي في الجزيرة العربية وشكلّت نقلة نوعية متطورة فيها من خلال تفاعلها الحي المبدع في ديناميكية التعاطي مع معطيات البئيه الجنوبيه وتطوير مفرداتها في ضؤ التراكم الكمي والنوعي لتجاربها, لتشكل رافعات قويه حملت الجنوب العربي شعبا الى مصافي الأمم والشعوب الحضاريه. أنعكست مدلولاتها في ما تشهدة دول الخليج العربي هذة الايام من تطورات مدهشة ومشاركة جنوبيه فاعله فيها. وما تجسد في الواقع الملموس لشعوب جنوب شرق اسيا وشرق افريقيا بنشر قيم الاسلام الحنيف وأحداث تطورات مدهشه لتلك البلدان. أظهرت مدى قدرة العقيدة في دفع الشعوب على أمتلاك أراداة النهوض الحضاري وتمكينها من أعتلاء مرتبات متقدمه في حلقة التطور الأنساني ووفرت شروطها ومستلزماتها في تطوير العلوم وتشعبها وملامستها الجسد الاجتماعي فكرا وممارسه, حملهم من تلك الظروف الصعبه وخلصتهم من بقايا منتجات عصبيات تلك الشعوب والغي والى الابد التعصب وثقافات الاكراة والعداء والتناحر وأرسيت دعائم لوشائج أجتماعيه جديدة وقويه بديل لها, لتضحي دولة المؤسسات والقانون حامل لها وصمام أمان تطورها من خلال تثبيت آليات الحداثه لأدارة المجتمع, ظلّت على الدوام فاعلة و مسيطرة على دفه التطور دونما تعثرات. لهذا كله يأتي اعتراف شعوبها بالأنسان الجنوبي العربي خير دليل على ما ذهبنا اليه هنا.

انجازات عقلية الجنوب العربي:
وفي الطرف الاخر من هذا الصراع التناحري الذي أبتدعته قوى التخلف في الجغرافيه اليمنيه تقف العقليه الجنوبيه العربية المنفتحه على ثقافات العالم بحكم أمتدادها عبر التاريخ وتلاقحها الأجتماعي والفكري والثقافي مع العالم شرقا وغربا. فمن خلال السماحات التي وفرتها كمنتوج عصبيتها الفكرية والثقافية والاجتماعية شكلّت الدافع الرئيس لها لمواكبة تطور العلم وجعلها قادرة على الدوام على أنتاج التسامح والتصالح كثقافه واقع بفهم عصبوي مدروس ليس مع الذات فقط بل مع الآخر وضع أمامها خيارات النهوض لأستيعاب المتغير على قاعدة الثابت المحمول على قاعدة الهوية الجنوبية العربية مع أنتقالها الى البعد الأنساني في العقيدة والعروبة دونما تعصب حيث وأن الكوابح والمعيقات قد ذابت حولها وتحول جليدها الى روافد نهوض أكسبت وقوّت شعب الجنوب مزيدا من المناعة والحصانه في قبوله للآخر, وضح ذلك في أستيعاب الدخول في ماسمي بمشروع توحد مع الجارة اليمن.

 

الخطأ القاتل:

يبدأ هذا الخطأ منذو عشية أستقلال الجنوب العربي بتغيير أسم الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بدلا عن الجنوب العربي وطمست بذلك هويته ليتم ألحاقها بالهويه اليمنية تحت وازع ان التسميه استعماريه خضعت لمؤثرات شعارات قوميه لا ترتبط بحقائق الواقع بل وخارجه عن المألوف الوطني الذي بخروجها تسببت في أزمات قاتله, لم يستقر الجنوب بحال فيها حتى وقفت عقارب الساعة عند قاع اليهود في صنعاء وتحت ظلال أسوار سوق الملح فيها. وغياب الديمقراطيه وألغاء حقوق العمل والتكوينات السياسية, وسيطرة نظام الحوب الواحد , والهدم التدريجي لكل ما يتصل بالجنوب العربي من تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد. ولكن الخطاء القاتل ليس في هذا التقبُل بل في عدم قدرة تلك النخب على أستيعاب وأدراك عصبوية وعقلية نظام الحكم اليمنى المبني عليهما. فالهروب من مواجهه الواقع وأستحقاقاته في الجمهوريه العربيه اليمنيه و في الجنوب في مرحلة نهايه الحرب الباردة وتغييب الثابت الجنوبي العربي( الهويه) منذو 30 نوفمبر 1967 من خلال تعاقب مشاريع يمننة الجنوب العربي, والوضع النخبوي المأساوي في الجنوب الناتج عن تلك المراحل أفقدت النخب في الجنوب ما بعد أستقلاله أمتلاك شروط أدراك معنى وجوهر الثابت الجنوبي والمتمثل في الهوية ومزج الثابت بالمتغير المحيط السياسي في أثناء المد التحرري في الدول الناميه وبروز الحركات القوميه والامميه مثل حركة القوميين العرب والاحزاب الشيوعيه . هذة المرحلة تم أستغلالها لأشراك بعض الأدوات اليمنيه في القرار النخبوي الجنوبي وتسلطه وسيادته عليه من خلال تسلط الجبهه القوميه ولا حقا الحزب الاشتراكي اليمني على مقاليد الحكم في الجنوب العربي في غياب شبه تام من الأساسي الجنوبي ليسقط الذات النخبوي الجنوبي ضحيه بل قربان قبوله في القفز عن الواقع تحت مؤثرات قوميه دلفت به ليضحي في هامش القرار بعدما خلقوا من الجنوب أرضيه لتثبيت حصان طروادة وايصال الدودة الشريطيه الى معدة الجنوب ملتهمه كل ما كان ممكنا ومتاحا على الارض وجوفها والذي حتى الأنتداب البريطاني على الجنوب بالرغم من فترة أمتدادة 129 سنه وقساوته, حافظ عليها وهي الثروة والحدود والهويه. وهو ماتم التأكيد عليه من قبل الشهيد المفكر فيصل عبد اللطيف الشعبي بحضور الكاتب في المحاضرة التي القاها في أعدادية الشهيد نجيب عبدالله سيف في طور الباحه عام 1969 قبيل الانقلاب على حكوته بأشهر معدودة.
وخلال مرحلة الاستعمار البريطاني لم تتعطل حركة التطور الاقتصادي والاجتماعي بل عمل على تطويروتسخير البناء التحتي لخدمه مشاريعه الاستعماريه, وا لتي في النهايه ساهمت في تطوير الجنوب ارضا وانسانا ليصبح ميناء عدن عشيه الاستقلال ثاني أشهر ميناء في العالم.

صراعات النخب ما بعد الاستقلال:

أن مراحل الصراعات التناحريه المفتعله بين نخب الجنوب الحاكمه على مدى فترة مابعد استقلاله وحتى تسليم الدوله اليمنيه عليه الى اليمن الامامي في 22 مايو 1990 من خلال الحزب اليمني المتسلط فيها بيمنيه المنشأ والهدف والايدلوجيه في صورة جنوبيه أخاذة النحب الجنوب ضمن أطارها العام من حيث الشكليه ومشاركتها في نظام الحكم و غيابها التام في الواقع.

وهنا كان الفخ الذي رُسم للجنوب من قبل أعدائة للإيقاع به وحلّت المأساة ليقع بين براثن عقليه نظام ماقبل الدولة وتحت ظلال شعارات قوميه, لاتمتلك في الواقع شروطها في التنفيذ, أنقشعت كسحابه صيف, في حين لم يجف حبر توقيع زفافها القسري بعد في يوم 22 مايو 1990 , والذي يعد اليوم الحقيقي الذي سقطت فيه دولة الجنوب علنا وبصورة سلميه.

وفي تقديري يمثل يوم تسليم الدولة اليمنيه والحزب اليمني على أرض الجنوب لموطنهما الحقيقي اليمن الأماميم المشهد التاريخي الحزين الذي من خلاله تم تمكين قوى التخلف من فرض واقع مأساوي ليخضع الجنوب الى احتلال الجمهوريه العربيه اليمنيه.

ولهذا فأن حرب صيف 1994 لم يكن سوى تحصيل حاصل لما قد تم في يوم22 مايو 1990. في وحدة, كما اسموها, لم ينجو من أضرارها أحد بما فيهم نخبها. وكأنه انتقام جماعي ليس إلا.

أول محطة فيها كانت بدايه القضم ثم الألتهام لكل ما هو جنوبي. عندما امتلكت قوى التخلف قدرة السيطرة على دمج كوادر الجنوب الوافده الى صنعاء في مختلف أ جهزتها الهشّه والتي تعاملت معهم منذو اليوم الأول كضيوف فقط لأقامة مؤقته ولم ترفعهم حتى الى مستوى العماله الاجنبيه المستوردة.

لقد تم تعميم وسيادة هذا الوضع عبر سلسلة من الخطوات على مؤسسات الجنوب من خلال استبدال جميع الانظمه الادارية والمالية والرقابية. والغاء الخزانه العامة التي كانت اولى الضحايا, والتي تعد من أرقى الانظمه الماليه والاداريه في العالم.

و تلاشت دولة الجنوب, وعلى مرأى ومسمع تلك النخب الحاكمه ووسط صمت رهيب وكئيب ولم يبقى من الجنوب سوى الارشيف الذي تم تسليمه الى صنعاء بعد ذلك في لحظه استحياء حكاها احد الزملاء عندما اتصل بأحد النخب الجنوبية التي لم تملك في التعاطي مع الامر الا بأن توافق على ان يتم نقل الارشيف الى صنعاء ليحفظ في مستودع مهجور, لم يبعد كثيرا عن سوق الملح.

ومن بعض أهم الوقائع والعجائب في سلسله تلاشئ دولة الجنوب كانت عمليه تدمير أرشيف الجنوب العربي والذي جزء منه تم أحراقه من قبل قوات الاحتلال وهو السجل المدني عنوة في حرب 1994 والذي كان كائن أمام معسكر طارق في حي خوركسر مدينة عدن.

وفي نادرة من تلك العمليات التدميرية لم تسلم ملفات وزارة الدفاع من غزو( المشموم ) لها كبقيه الوزارات الجنوبيه الاخرى, عندما نزلت عليّ صدمه عنيفه جدا في يوم خميس. تحول المشموم ليفجر أقوى قنبلة نفسية تشظت في عمق وجداني, لأن أفتح المشموم وتفزعني فيه ما قرأته, و هو قرار وزير الدفاع بتعيين قائد الميليشيا في محافظه عدن, والذي تجمعني معه علاقه صداقه, لأخبره هو الآخر, وتحل عليه ذات الصدمه ايضا.

كان المؤشرعلى ترمومتر سرعه الأنهيار قد وصل حد كارثي, متذكرا حكمه سعد زغلول رحمة الله عليه: غطيني ياصفيه ما فيش فائدة ورحل.

ذهب سعد زغلول لكن مصر بقت تاريخ وجغرافيا, أما أرشيفنا وما حمل على ظهر الجمل ذهب الى صنعاء ومعه وطن. تركوه على قارعه الطريق. الأشواك محيطه بكل بيت وزاويه وملفوفين ليس بأوراق الخس على الاقل للاستفادة منها للحصول على فيتامين سي وبعض الناصر الغذائيه الاخرى, لكننا ملفوفين وسط كفن ممزوج من وعود نرجسيه خلف برميل كرش طُرز بأبشع صور و أنواع الفقر والمرض والجهل والتخلف, ومربوط بأكاذيب الأنتماء في وحدويه الارض والثورة والعقيدة. وفي العمق سم ناقع للموت النهائي, وصل الأمر بقواة الاحتلال اليمني على أرتكاب جرائم بحق الأنسانية لم تشهد بعض أحداثها فلسطيم المسلوبة والجريحة وحتى على قبر موتانا لم يسمح لنا من دفنهم بل يقتلونهم مرة أخرى واخرها كان على قبر الشهيد سيف علي الجحافي في الضالع.

نعم, أعتقد الاحتلال اليمني وردائفه أن الجنوب أرضا وشعبا وتاريخا قد تم دفنه, وأختلوا في قصورهم الفارهه يحتسون الجنوب الارض والثروة والتاريخ من كؤوس جعتهم المخّمره من سمرة جلود ابناء شعبنا ومعصور نبيذهم من دموع ودم وعرق الصامدين في ساحات الوفاء والتضحيه والخلود طول وعرض الجنوب.

أصعب مايعيشه الجنوب اليوم:

أن اصعب ما يعيشه الجنوب اليوم التدمير النفسي والاخلاقي والإفساد وسياسات شلّ الحياة الثقافيه والتعليميه والمعيشية وخلخَلت النسيج الاجتماعي عبر تجويع وتهميش مستمر وعزل كامل لما هوجنوبي عن المعارف والعلوم بتجهيلهم بسيادة الأميه عليهم وغلق منافذ التعليم والدراسه للأنفراد بسوق العمل عبر سياسات أقدم المحتل على تثبيتها في المناهج ومؤسسات التعليم المدمّرة لتمتد من جيل الى جيل وفي الاخير يصبح الجنوبي عبداً على باب سيده المحتل وهي السياسات التي مع أحترامنا لأبناء بعض محافظات اليمن أصبحت واقع يومي معاش فيها.

لم يكن ممكنا للجنوبي لتجاوز هذا الوضع غير التحدي سبيلا للخلاص بصورة سلميه في حراك أذهل العالم في عمق مضمونه وسموأهدافه وتعدد آلياته وأدواته بنضوج قياداته في الداخل والخارج وفهمهم العميق لطبيعة التحديات.

ظهور قوى الحداثه والحراك:

دون أنتقاص من أحد ودورة في التحضير للحراك او من خلاله لكنني أقولها حقيقة للتاريخ لا ينكرها الاجاحد من أن تاج مثل أرقى حامل في سياق التحضير لتحريك المياة الآسنه ومواكبه أحداث مسيرة التحرير بمختلف مراحلها لما حمله من رؤى متقدمه في تثبيت قواعد عودة الوعي المغيّب والمفقود الى عقول ابناء الجنوب والمؤسس على قاعدة استرداد هوية الجنوب العربي وبناء الدوله من خلال مشروع الاستقلال لا غيرة, مما قزّم كل المشاريع ليمننه الجنوب والمستمرة حتى هذة اللحظه وعمل على ايقاف بث سمومها بأشكالها المتعددة, في بعض صورها التناحريه المعتمدة في سياسات العُقد التي مثلت جروح من الماضي بفقدان الثقه ليس فقط في النخب بل وفي الاستعداد للإستمالة السريعه في تقبل الشائعات والنعرات والتعامل معها في مجرى تطورات الاحداث المأساويه لتضخ سموم النظام المحتل وتكسبه قدرة شق الصف والأعتماد على الفراغات الفكريه في تحائلات من بعض قوى الامن المتقمصة صور العمل السياسي أو الديني كغطاء لجميع سياسات المحتل على أراضي الجنوب ولضمان ديمومته في نهب وسلب ثروة الجنوب والتغيير الديموغرافي على اراضيه بوحشيه القرون الوسطى وأساليب الأنظمه الإقطاعيه العسكريه القبليه المتخلفه..

ففي 7 يوليو 2004 كان الحديث عن أستحالة تحقيق اي نصر وصعوبه ذلك لعدم أستجابه الأقليم والعالم لأي من دعوات الاستقلال التاجية وراهن البعض على أن بيان أشهار تاج الأول والأخير, وستمت القضيه عند آخر سطر من ذلك البيان المنعوت بالقفز عن الواقع وشبابيات الأفكار المتضمنه لها.

تاج أول من صدّر الحراك السلمي الى الداخل, ومن حدد سقف أهداف الحراك في الاستقلال واستعادة الهويه الجنوبيه العربيه وبناء دولته, بل من حدد بوضوح صفاء الانتماء اليه المؤسس مئه في المئه على قاعدة الهويه والانتماء الجنوبي العربي, في وقت صعب كان الحديث عنه او الاقتراب منه.

وبذلك كسّر تاج بل ازال كل الجدران النفسيه أمام أبناء الجنوب, لتنتقل خميرة العمل السياسي والفكري الى العجينه الجنوبيه برمتها, لتدار عجلة مسيرة التحرير السلمية وينطلق قطار الجنوب على قضبانها نحو آخر محطة في رحلته المباركة عنوانها الرئيس استقلال الجنوب. ويتم أفراغ حمولته فيها لتأسيس النهوض الحضاري الجنوبي الجديد.

وفي هذا السياق كان لازاما على القوى النخبويه الجنوبية العربية وفي طليعتها تاج أدارة العملية الحراكية السلميه ضمن تثبيت قواعد وشروط وأسس لأدارة التباينات والاختلافات منذو المراحل الأولى لحمايه الجنين الجنوبي وضمان نموه وهو الأمر الذي في ظروف مختلفه عبر بقاء مخلفات الماضي القريب بل ورواسب السياسات السرطانيه من مشاريع اليمننه, قد أحدثت تشققات في جسد الحراك مستغلين غياب أدراك واستيعاب القيادات الميدانيه للجوانب المعتلّه في منتجات الماضي والتي مثلّت كمداخل لتغييب القيادة الموحدة وخلق مبررات عدم التقارب والعمل المنظم الجبهوي والائتلافي لها, على الرغم من معرفه الكل بدروس الماضي وعبرة وبعد قطع مسافات مذهله على طريق التسامح والتصالح.

لهذا بقدرأضطلاع قوى الحراك بهذة المهام لابد عليها من مراجعة الواقع وتقييمه سبيلا لترتيب الأوضاع الحراكيه والعمل على تصحيح الأخطاء والشروع في خلق مزيد من التلاحم الشعبي والسياسي النخبوي وأدراج مفاهيم جديدة للتكتيكات القادرة على أستمرارية حمل الحراك الى الأستراتيجة بأقل التكاليف وبفعالية عاليه وزمن قياسي يتيح ويبيح الإسراع في رفع المعاناة عن شعبنا.

وعند أستعراض واقع التطور الذاتي للحراك تجد الأشارة الى ضرورة فهم أهم التشكُيلات للمكونات في المسيرة الحراكية وتقلبات عناصرها في أوضاع تباينت في جوانب بعضها لكنها تنسجم في أصطفاف واحد وهي في تلاقيها عند الثوابت الجنوبية في الاستقلال وبناء الدوله واستعادة الهوية الجنوبية العربيه بوضوح دساتيرها وهي التي تأتي في قوام تاج والمجلس الوطني الأعلى والهئية العليا للأستقلال وأتحاد الشباب بينما تمت تشكيلات تدعي الأستقلال في صوريه خطابها السياسي دونما تتضمن دساتيرها بل عدم الأعلان عنها في ما أعتمدت عليه نجاح ومجلس قيادة الثورة وأخيرا مجلس قيادة الحراك في الداخل.

حتى وأن تم طرح بعض الرؤى للعمل الحراكي من قبل بعض الجهات المنادية بالاستقلال لكنها في مضمونها لم تحدد بوضوح الثوابت الجنوبية وخصوصا الهويه الجنوبيه العربية مما يجعلها ناقصة ولم ترتقي الى السقف الذي حدده شعب الجنوب وقواه الاستقلاليه.

لذا فأي بقايا من تواصل مع اليمن أو حتى الأستدلال به يربط جميع أهداف اي مشروع مهما تم تجميل صورة وبالتالي يعزل ذاته بمجرد الافصاح عن جوهر ومضمون خطابه السياسي.

ومن خلال المسيرة تبيّن وجود تداخل بين قوى يمنية التوجه في اللقاء المشترك تحديدا وشخصيات حراكيه جنوبيه خلصت فيها علاقات يحاول المشترك استغلالها لرفع رصيدة التفاوضي مع المحتل اليمني للجنوب وفي المقابل تم أنسلاخ تام لعناصر جنوبيه عن الاحزاب الرئيسيه في المشترك والاعلان عن جنوبيتهم في الانتماء وهو ماحدث في حزب احرار الجنوب عن الاشتراكي وأنسلاخ شخصيات سياسية ذات وزن من الاصلاح مثل المعتقل البطل بامعلم والمعتقل الجسور حسين زيد عن الحق وآخرين.

وعلى الرعم من وجود مشروعين في الحركة السلمية الجنوبية للتحرير يتمثلان في مشروع الاستقلال ومشروع الفيدرالية وهذا الأخير, الذي لم يتم الأعلان عنه صراحة سوى الرابطه والاشتراكي حوشي اليمن وبقية مكونات المشترك.

تلك المشاريع التي ابتعدت كثيرا عن الاستقلال حاولت حمايه وتحصين ذاتها عبر جمله من التعبيرات والمسميات والكنايات بحيث اصبح الأقتراب منها أوالحديث عنها تابو يدخل صاحبه قوائم النعت بالتخوين وشق الصف والتعالي والغرور للأبتعاد عنها ومشاريعها بحيث تبقى في مغازلة الشارع بذات الثوابت الجنوبية دونما لها فيها اية أتصال أوثبوت.

ومن خلال تعدد المصالح والمنافع وحركة سيرها تحت سقف ماسمي بالوحدة ووفق وعود نظام الأحتلال برزت بعض الذاتيات لوضع بعض القيادات في قبضه التعالي في الوضع القيادي على أعتبارات أن المدخلات الماديه تعرف طريقها من خلال معابرهم دونما احتساب أن من يحفر قاعدة السفينه على أنفراد مزاجيته, يعرّض نفسه للغرق فقط وليس الكل.

وعندما غادرت بعض الذاتيات بعض المواقع في قيادة الحراك نشأت نوع آخرمن التباينات ظهرت في عقٌدة مصدر القرار اليومي بين من يصنعه على الارض واخر يريد ركوب الموجه عن طريق رأسماليه تاريخه ووهج ظهوره في الساحات السياسيه للمواقع التي أعتلاها.

ومن جهه أخرى أتجه البعض نحو الاعلان صراحه في التبني لمشاريع صفقة العمر الاخيرة في تبني الفيدراليه والانقياد لاخطبوط حركة ذوبان الجنوب ارضا وانسانا في اليمن, معتبرين عمليه الاخراج للفيلم النهائي في مشهد دراماتيكي غوغائي ديماغوجي كحل تمهيدي لأقناع العامه على واقعيه ومنطقية المشروع هذا. وهنا تشكلّت مداخل للاحتلال اليمني وعبر نظائره في اللقاء المشترك على أشراكهم كأدوات جنوبيه حامله لمشاريع يمننه الجنوب عبر الفيدراليه والحكم المحلي, ولكن بشكل أفضع مما تم حتى الآن.

وفي منحنى آخر من الحراك ظلّ جزء يناور عن طريق محاولة سحب البساط التدريجي من تحت أقدام قوى الاستقلال مستغلا مواطن الضعف والاخطاء وشحه الامكانات و الوقوف الى جانب المحتل بصورة مباشرة وغير مباشره لكنه في النهايه يقف في تضاد مباشر مع قوى الاستقلال. معتمدين على فرضيات غير مقرؤة في دساتيرها غير الانتماء والولاء الجهوي والعصبوي او الالتقاء عند مصالح مشتركة في بعض الاحيان: عدو عدوي صديقي, لأقامه تحالفات تبدأ فردية لتتحول بصورة غير مباشرة الى جماعية. في محاوله الحاق الضرر ليس في جمع الشمل ولكن أعطت المحتل ضؤا اخضر في الأنقضاض على قوى الحراك الفاعله وأستنزاف وتعطيل توحيد الصورة في الداخل والخارج أمام العالم الخارجي في التعاطي مع القضية.

القاعدة والارهاب كفزاعه لنظام الاحتلال اليمني:

وعندما اشتدت المواجهه مع المحتل, عمل النظام اليمني على الاستفادة من المستجدات في الساحة الدوليه وخصوصا الارهاب ليحولها الى عقدة من خلالها أرهب الاقليم والعالم في تضرر مصالحهم على نحو تدميري, مثلت فزاعه دائمه في شبح مباغت في كثير من الاحيان عبر سلسلات من مسرحيات النظام اليمني أبتدأت بعمليات التجريب في المدمرة كول والناقلة لامبرج الفرنسية وملحقاتها التفجيريه في تواصل مع تنظيم دقيق تعتمد كل جرعة بمقدار الناتج من الحدث والرسالة المراد أيصالها الى الاطراف المتعاملة مع النظام اليمني. وتواصلت حلقات الاعمال الارهاربيه في مدى السنوات الماضية تم تنفيذها بشكل مبتذل حد عدم تصديق أكاذيب وخدع شائعات النظام في مضامين احداثها.

وأخر فضائحها كانت محل شكوك واضحة في محاوله اغتيال السفير البريطاني مؤخرا في صنعاء.

فهذة السياسات التي عمد عليها النظام اليمني في جانب الأرهاب واقاعدة أدخلت عديد من الانظمه ومنها عالميه كالولايات المتحدة في هوس منقطع النظير حملت مشروع آخر من القوى الدوليه في مساعدة النظام اليمني وحماية نظامه البوليسي على حساب قضايا الشعب المصيريه. وعمل النظام اليمني على مجارات الاحداث وأستفحالها في تفزيع بعض الانظمه الاقليميه وبهدف حمايه نفسه من خلال ابرام الاتفاقيات الامنيه معها, وفي الاخير من خلال عكس المشهد الارهابي لكسب مزيد من عنايه تلك الانظمه معتقدا اي النظام اليمني انها ستذعن له ومنها يتم سكب الموارد الماليه في خزنته.

وهو الوضع الذي تسبب في عقد الاجتماعات الدوليه والمؤتمرات لمساعدة النظام اليمني تحت جملة من المبررات لتجفيف الارهاب وحمايه السلم والامن الدوليه أنه في حالة عدم مساعدة اليمن سيكون الانهيار بصورة اكثر شدّة عما يحدث اليوم في أفغانستان والعراق والصومال القريب من سواحله مع اليمن وما تمثلة القرصنه في خليج عدن والبحر العربي من مخاطر على السلم والامن الدولي خير شواهد على ذلك.

جاءت امريكا الى اليمن من خلال أيهامها بأن اليمن بلد آمن للقاعدة وعلى أن الجنوب تحديدا جغرافيتها المفضلّه. وأن الحراك جزء منها لتفريغ جوهره ومضمونه وتشويه صورته وهو الرهان الحقيقي لنظام الاحتلال اليمني في جميع مناوراته.

وغرقت الولايات المتحدة في مجزرة المعجلة وليلة الميلاد من خلال عمر النيجيري. وحكايه انور العولقي هذة الايام كاحدى البدائل المتاحه, التي لازالت في طور التمهيد لأستثمارها عند الحاجه اليها.

وفي هذة الاثناء بذل النظام اليمني قصارى جهودة لطمس الحقائق من خلال تصوير ان منشأ عناصر القاعدة جنوبيه ومن لم يمت بصله مع الجنوب يتم نعته بتلقى تدريبه العسكري والارهابي فيه. بداءاَ من اوسامه بن لادن والمحضار الذي التحق بالقاعدة بعد موته حسب ما نشرته صحيفه الجارديان البريطانيه. ودواليك من الأسماء مع أغفال الحقائق عن أن صناعة القاعدة في اليمن تتم في معامل القصر الجمهوري في صنعاء.

لقد استغل النظام اليمني في هذة الاثناء الاستمراريه في التعتيم الاعلامي وفلترة الاعلام ظروفا أكثر لرفع حساسيه التعامل مع الحراك وقواه بخلق مسافات أخرى لعزله وشلّ قدرة تواصله مع العالم بمافيها منظمات حقوق الانسان الدوليه. لكننا كنا على الدوام متواجدين في منع ذلك بالحقائق دون غيرها.

وفي كثير من الأحيان يبني النظام اليمني علاقاته مع وسائل الإعلام الأجنبيه عبر مفاهيم الإعلانات وشروط التعامل التجاريه لإغرائها في التعتيم أو التخفيف من نشر أخبار الحراك الجنوبي كما هو الحال مع قناة المستقله أو في بعض الوسائل وصل الى مستوى الأتهام بصناعة الموت من قبل الحراك الجنوبي كما ورد في إحدى حلقات قناة العربية.

وفي بعض أهم القنوات الدوليه المحائدة, التي لم تمتد اليها قنوات الفساد باشر النظام اليمني لأستحداث وسائل استخباراتيه صعبه ومعقدّه يصعب ترك أثر بصماتها أو ادراك خدمتها من خلال شراء ذمم بعض الاعلاميين المعروفين في سوق النخاسة الاعلاميه الدولية أو احيانا نادرة من خلال التحاق او تواجد عناصر يقوم برعايتها عبر سلسله من الوسائل الأعلاميه لتنتقل من خلال خبراتها المتراكمه بشكل سلس الى تلك الوسائل الاعلامية, والتي ألحقت ضرر واضحا في تزييف النقل المعلوماتي للاخبار الجنوبية وجرائم المحتل اليمني بحق شعب الجنوب ومحاربة بل ومضايقه اي صوت يتحدث عن الجنوب او حتى الاقتراب من ذكره ان دعت الاحداث الى التعرض اليه في السياق الخبري ذاته.

وبرغم كل الصعوبات التي اعترضت الحراك علينا الاعتراف بحقيقة واحدة بصلابه وقوة وصمود شعب الجنوب على الارض دونما تهتز شعرة واحدة له.

وصلت القضيه الى العالم وفي طريقها الى الحل وفق أرادة الشعب العربي في الجنوب العربي وفي وقت قياسي في تاريخ الشعوب.

تجربه الحراك على مدى 3 سنوات:

تثبيت قواعد العمل السياسي والفكري في استعادة الهويه الجنوبيه العربيه في وجدان الناس وغسل مخلفات جميع تركات مشاريع يمننه الجنوب العربي.

أمتلاك الانسان الجنوبي الارادة والعزيمه في خيار التحرير والاستقلال وبناء الدوله على كامل التراب الوطني.

معرفه العالم وادراكه بحقيقه الاوضاع في الجنوب ومجمل الاحداث التاريخيه منذو وقوعه تحت الاحتلال اليمني, وتصديرها الى المجتمع الدولي لتوضيح الصورة وأعتماد حقيقه بقاء الجنوب ارضا وانسانا غلى الخريطه الانسانيه دونما تهميش؟

أعتماد خيارات النضال السلمي لايقاع المحتل تحت تأثير قوة الاستجابه الدولية لقضية الجنوب وفق مفاهيم الاعراف والقوانين الخاصه بذلك.

أحراج المحتل اليمني في زيادة رصيد جرائمه توطئه للمحاكمه الدوليه كجرائم حرب.

تجميع جميع ملفات جرائم الاحتلال من نهب وسطو وقتل وجرح وتشريد على مدار فترة احتلاله للجنوب. - عودة الوعي المغيّب بهويه الجنوب العربي وترسيخ مفاهيمها في عقول جيل الهويه. وتثبيت استحاله محوها من الاجيال.

بلورة تجارب الماضي في أجندة عمل يومي لمواجهه التحديات وتطوير اساليب مواجهه المخاطر في حالة نشوبها, وتقييم المستجدات في الممارسه وتمتين عرى الاخوة بين ابناء الشعب وتطوير قواعد التسامح والتصالح.

ترسيخ مبادئ استعادة الحقوق في الثبات على الارض من خلال اعتراف قوى الحراك الاستقلالي بضرورة العمل الجبهوي الموحد تحت سقف الهدف النهائي لثورتهم ومنطلقات ثوابتهم في الاستقلال وبناء الدوله واستعادة الهويه الجنوبيه العربيه على قاعدة مبادئ الاجماع الوطني.

سيطرة مبدأ الخروج الى ساحات الاعتصامات أفضل منه الموت على الفراش في البيت؟ تحت وابل الفقر والجوع والمرض والاها نه.

تعنت الاحتلال واستمراريه القتل والتجويع و الارهاب مثلت أهم عناصر دفع شعب الجنوب للمواجهه حسب قوة وشراسه تعامل نظام الاحتلال اليمني ووفرت شروط ومبررات المقاومه السلميه حتى استنفاذها كرد فعل طبيعي.

التجديد المستمر لقيادات الحراك الميدانيه لفقدانهم من خلال الاستشهاد او الاعاقه او السجن او النزوح الى خارج الوطن, مثّل قمه الانتاج الفكري والسياسي والثقافي لشعب الجنوب وقدرته على تجديد ذاته تحت أقصى الظروف.

ترابط جميع مكونات الحراك الاستقلاليه وخروجها عن واقع الحظر المفروض عليها وتصديها الشجاع لجميع انواع واشكال حملات الاحتلال.

الامتثال لنداء قيادات الحراك في الاستجابه لحاجه مسيرة الحراك السلمي والالتزام بقواعدة مثل أرقى اساليب الفهم والادراك لواقع مسيرة التحرير واهدافها وشكلت عمقا استراتيجا عظيما في عدم امكانيه قمعها من قبل قوات الاحتلال اليمني وأتسامها بالانسجام.

وعلى المستوى الاقليمي والدولي تبلور الحراك كواقع من ضمن مفردات حركات التحرر العالميه, ودخل قواميس ومانشتتات الصحف والتحليلات السياسيه العالميه كواحد من أهم احداث المتغيرات في العالم ومدرسه نضال سلميه في سلسلة التجارب الانسانيه لتحرير الشعوب.

وأصبح الحراك في التداول الخبري والمعلوماتي كمصطلح دولي يتصدر اشهر الصحف الاقليميه والعالميه ومتضمنه له كل التقارير الدوليه للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان الاقليميه والدوليه.

الصراعات الجنوبيه الجنوبيه واثرها على الحراك:

لقد أفرز الواقع الجنوبي العربي في بحر تجارب عقودة الخمسه الاخيرة جملة من الدروس والعبر شكلّت قواعد رئيسه في سياق مجريات تطور احداث الحراك كضوابط تتحكم في أدارة التباين والاختلاف اثناء مسيرة التحرير. ومن ثم لابد على القوى الحيه تدارك واستيعاب خصوصيات تطور الاحداث وشروط الالتزام بها.كون ان حجم التآمر عليها عنيف الرد ومزود بأمكانات ماليه ضخمه من ثروه الجنوب. وللأسف أن سجود بعض الادوات الجنوبية تحت مصلى ذاتياتهم الضّيقه سقطت كأوراق التوت دون الانتفاع منها في نسيج المجتمع المرجوه منها اساسا.

ولا زلنا نتعشم في عودتهم الى صف اهلهم وناسهم, مالم فهذا قدر الجنوب لهم وعليهم يظل الضمير هو الحكم؟ دون تخوين لأحد لحساسيه الكلمه دون الاعتراف في حمل مضمونها في الواقع لمدلولات الشواهد.

وفي هذا التنوع الحراكي برزت مكونات مختلفه في سياق واقع تطور الحراك ووفق معطيات مختلفة أثرت على عدم الواحديه وألغت سبل توحدها الذاتي لتنجلي في صور ما نشاهده اليوم. أخذت من الماضي لمسات الانفراد في التشكل وواحديه الهدف دونما يكون واقعها مرادف لتشكيلها. ولهذا ظهرت التعدديه السياسيه للحراك. وفي تقديري تعد ظاهرة صحية لابد منها لتتظافر الجهود ضمن عمل جبهوي تدرس قوى الاستقلال تثبيت قواعدة على الارض هذه الايام, لكي نستفيد من فاعليتها وحيويتها الكفاحيه.

لقد برزت بعض الاجتهادات هنا وهناك لخلق فلسفه خاصه بكل جناح في واقع الحراك, كأداة متاحه لأحتلال موقع في الحراك وخريطته. لذا علينا التسليم لما ثبت على الارض. فمن كان قد لامس واقع معاناة الناس وهمومهم و قدر على حملها الى العالم ولم يحرر له من ارصده هذا العمل شيكا للتعامل المصرفي في الساحات الاقليميه او الدوليه, بل أصبح حقيقة لا يمكن القفز عليها, علينا أحترامه وتقديره وفق هذا الجهد النضالي. بهدف اتاحة التنوع وعدم حصرها على مكون واحد فقط واختزال حقوق الآخرين النضاليه.

ولذلك ومن خلال هذا التنوع بقى الانتخاب الطبيعي حسب مميزات وشروط البقاء لأي من تلك المكونات القدرة على الحياة.

وحتى أن تم تفريخ مكونات للحراك في معامل المحتل فلا يمكن أن تكتب لها حياة دون التقيد بشروط الواقع المفروض عليها.

قد تكون في الصدمات النفسيه القويه التي تعرضت لها بعض النخب السياسيه أثر في عدم قدرة نفسياتهم على تحمل الأنسحاب الثقيل الى الحاضر وفي ظل قوة حضور صحوة جيل الهويه للجنوب العربي المقابل لهذا التحول. ويأـي هذا بفعل ما تنتجه مستودعاتهم الفكريه التي تم تقييدهم فيها خلال عقود جعلت منهم أكثر تأهيلا في الاستجابه لتحميل أنفسهم مزيد من عناء الواقع المفروض بعد حرب 1994 ومنهم تصنع حيطان ومتارس نفسيه تخدم بصورة غير مياشرة الاحتلال دون قصد منهم.

ومن خلال هذا التطور لابد لنا من قياس الفائدة والخسارة من الحراك.

فالفائدة تقاس من خلال المنتوج الاجتماعي في مضمون الفكر الذي تجسد في عودة الوعي بالهويه الجنوبيه العربيه لدى جيل الهويه كعقيدة, والذين يتسابقون الى ساحات الوفاء والشهادة من أجل وطن أسمه الجنوب العربي.

وفي سياق النجاحات ترسخت لدى هولاء الناس مبادئ وقيم الحريه وسقوط حيطان الخوف ومربعات القهر والاذلال, وارتفعت قيم التسامح والتصالح والوفاء وتقوت عرى الاخوة ومبادئ التعايش وقبول الاخر وثقافه الحوار. واصبحت العوده الى الجنوب العربي ضرورة حياة شعب أسمه الجنوب العربي.

خلاصة:

أرادة الشعوب لم تأتي الى الحياة الا من خلال معاناة يجسدها الواقع الملموس,لذا تولد الحاجة من رحم المعاناة كضرورة يستجيب لها الواقع كدافع لتحريك الشعوب للأرتقاء الى مستوى التحديات. ولم تصنع تلك الأرادة سوى الشعوب الحية.

منها يصنع التاريخ أحداثه بما ينسجم وحركه تطوره الحضاري, لاشباع حاجات المجتمع وضمان حريته واستقرارة وتأمين مستقبل اجياله القادمه.

وهو الحال الذي يعمل شعبنا اليوم على تحقيقة بكل عزيمه واخلاص.

الآن يتوجب على جميع القوى الخيّرة العمل بكل شفافيه على رفع صوت العقل فوق صوت العصبيات ومعامل التعصب فيها للأستجابة لأرادة شعب الجنوب انطلاقا من الواقع المعاش. فكما لا اكراه في الدين فلا اكراه في الوحدة ايضا.

وتأسيسا عليه, ولتوفير حمامات الدم والعناء والتعب ووفق مبادئ عقيدتنا السمحاء والعروبه والجوار وللحفاظ على الوشائج التاريخيه بين الشعبين الجارين. لنا أن نترك للعقل ان يتقدم على العاطفه ويعيش الواقع بكل مسمياته. بدعوة الأخوة العرب وجميع دول العالم الحر ومنظمات حقوق الأنسان الدولية في العمل فورا للأستجابة لأرادة شعب الجنوب العربي في أستقلاله وأستعاده دولته تحت سقف دولته الحرّة. والعالم.
والله على ما أقوله شهيد.

المهندس / علي نعمان المصفري
كاتب وباحث أكاديمي
لندن: في مايو 2010