الجنوب يستغيث:بقلم :المهندس علي نعمان المصفري طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 16 يونيو 2010 18:42

وسط صمت رهيب لعالم يرى ولم يسمع وأخوة في العقيدة والعروبة, والجنوب ينزف دماً . وكأن المحتل اليمني قد حصل على ضوء أخضر لارتكاب أكبر مجزرة بحق الأنسانية في المنطقة في التاريخ الحديث, فاقت مجازر إسرائيل في جنين وصبرا وشاتيلا وغزة.

 

الحصار والتقطيع للجنوب الى كومونات عسكرية والقتل والقصف والاعتداء والأعتقال والمحاكمات العسكرية وقطع تموين المناطق من الدواء والغذاء وكافة وسائل المعيشة الأنسانية وفرض عسكرة الحياة كواقع يومي لحرب غير معلنة تدور رحاها في كل مناطق الجنوب المحتل.

يهدف نظام الاحتلال اليمني من ذلك الحاق ضرر نفسي ومادي لشل الحياة وتركيع شعب الجنوب والنزول عند مشاريعة في أستمراريتة الاحتلال.

لماذا هذا كله؟ وهل أبناء الجنوب يستحقون كل هذا العذاب بل وما كانوا ينتظرونه من تلك الوحدة؟؟

أقدم ويقدم المحتل اليمني على فعل هذة الجرائم بحق شعبنا دون أدنى حق ودلائلها واضحة في الضالع اليوم والمعجلة وزنجبار وردفان والحوطة والصبيحة وعدن وحضرموت وشبوة في الأشهر المنصرمة ومجمل الجرائم التي لم يخلو مكان منها طول وعرض الجنوب, لأذعان ابناء شعبنا على التخلي عن مواصلة مسيرة التحرير السلمية . وفي ذات الوقت لرفع رصيده التفاوضي مع أطراف ملتقى مايسمى ذاتهم ممثلي شعب الجنوب في مايسمى اللقاء المشترك الوجه الآخر لنظام صنعاء.

ضمن إطار مشروع تدور مسلسلاته في حلقات متسارعة في كواليس عربية وبايعاز صوري دولي كقنوات الأتصال المتولية للشأن اليمني من منظار هذه الأطراف وأرتباط مصالحها بخصوصية اليمن, وتحت مسميات متباينة في مدى وضوح مفهومها في النظر إلى القضية الجنوبية وفق المستوى الظاهر من سياسات تلك الدوائر الدولية و إبتعادها عن فهم وأستيعاب واقع الجنوب.
مما يجعلها تذهب في تحليلها إلى نتائج كارثية كواقع ملموس يعيشه شعبنا في الجنوب وبالتالي ستكون مخرجاتها نتائج مأساوية في صورة خطورة تطور الأحداث المتسارعة التي بالتأكيد ستخرج الأوضاع عن السيطرة وبالتالي ستصل أضرار شعلتها إلى المنطقة برمتها وتضرر مصالح جميع الدول المرتبطة بذات الشأن والسلم والأمن الدوليين.
وهو الأمر الذي تنبه اليه قوى مسيرة التحرير السلمية الفاعلة على الأرض والتي تعمل اليوم على تنظيم وترتيب صفوفها في إطار الجبهة الوطنية المتحدة لجميع أطياف العمل السياسي والوطني المجمعة على قواعد ميثاق الأجماع الوطني والمتضمنة للثوابت الجنوبية في الأستقلال وأستعادة الدولة والهوية الجنوبية العربية.

العرب يتنفسون أحلام يقظتهم عبر رئة الجنوب من مسامات المأساة ولم يرتفعوا إلى ذات النفس الجنوبي في التعامل مع حقوقهم السياسية والأنسانية.
وبقى العرب بين نهرين لدم جنوبي ينزف ونهر أطلال ماضيهم الكارثي في التمسك بالوحدة الطوباوية العربية وعلى إستحلاب أحلام يقضتهم في النموذج التدميري المؤلم القائم في اليمن و من ذلك المنطلق بقوا مسجونين في بانورامات المشاهدة والتقمص في الابراج العاجية وعدم منح ذاتهم أدنى جهد للبحث عن تواصل واقعي مع الكارثة الإنسانية التي يعيشها الجنوب اليوم وصدق معاناة شعب الجنوب وحتمية المؤازرة في اجتياز طريق المحن التي جلبها نظام الاحتلال اليمني للجنوب وبالتالي الاستجابة لإرادة هذا الشعب, كمخرج واقعي ينبغي الاستعجال فيه وليتمكن شعبنا من تحقيق استقلاله وبناء دولته واستعادة هويته المغيّبه .

على العالم والعرب أستيعاب وأدراك حقيقة واحدة لا غير أن سكوتهم هذا يساهم في خلق مزيد من المتاعب لهم بقدر ما يتجرعة الجنوب من ويلات واقع الاحتلال اليمني. وهل هان الجنوب عليكم الى هذا الحد؟؟
على العرب أيضا قبل الآخرين في مواطن الديمقراطية وحقوق الأنسان ينبغي إعادة النظر في مواقعهم الحالية والمسافة التي يقفون فيها من قضية شعب الجنوب ومعرفة أن مفتاح حل الأزمة المعقّدة في المنطقة تأتي عبر بوابة عدن, والأستجابة لأرادة شعب الجنوب, فما دون ذلك تبقى خيارات قاسية على الجميع سيدة الموقف والوضع وتوسيع مساحة الانهيار الكبير الشامل الأمن والأستقرار للمنطقة والعالم, يتعذر تدارك السيطرة عليه, والماضي القريب في أفغانسان شرقا والعراق شمالا والصومال جنوبا شواهد تدمي القلوب ويندى الجبين ويهتز الضمير للمآسي فيها.
الواجب الأنساني والاخلاقي للعرب والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان ضرورة وحاجة والتزام يقع على عاتقها بسرعة القيام بما يمليه الضمير الإنساني لتحمل مسئوليتهم الأخلاقية والانسانية لمد يد العون والمساعدة لأنقاذ شعب الجنوب الذي يستغيث بكم اليوم وايفاد لجان لتقصي الحقائق على الأرض وتقديم القتلة الى محكمة الجنايات الدولية.
والله على ما أقوله شهيد.

*كاتب وباحث أكاديمي
لندن في يونيو 2010