للحزن أولاد سيكبرون!! طباعة
حروب وصراعات مسلحة - مواضيع حرب 94م
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 11 أغسطس 2006 20:53
نقلاً عن صحيفة الثوري صحيفة الحزب الاشتراكي اليمني 22يوليو 2004م ص 8
يا شرفاء
هذه الأرض لنا
الزرع فوقها لنا
والنفط تحتها لنا
وكل ما فيها بماضيها واتيها لنا
فمالنا
في البرد لا نلبس إلا عرينا؟
ومالنا
في الجوع لا نأكل إلا جوعنا؟
       أحمد مطر
- عشر سنوات مره وعجاف بالنسبة لنا ، لكنها كانت ومازالت عشر سمان بالنسبة لهم .. خلالها رأينا  كل الفنون القرصنية والممارسات الشطرية المكشوفة التي قام ويقوم بها أولائك الذين مازالوا يدعون ليل نهار انهم خرجوا من بطون أمهاتهم يهتفون باسم الوحدة وانهم وحدهم أهلها وحماتها .. وكلما كتبنا وقلنا : إن هذه القرصنة والفيد والسلب والنهب ... الخ أعمال شطرية عفنة تعمق الجراح وتزيد الفرقة والأحقاد بين أبناء الوطن .. تعلن مراكز القوى والفساد داخل النظام الحاكم من ( صنعاء) صيحة الغضب وتلعلع تهديداتها الشطرية وتظهر من جديد التهمة الأكثر رواجاً ودوراناً طيلة العشر العجاف " انفصالي " عدو الوحدة يثير الفتن والنعرات الطائفية , ومخالف للشريعة الإسلامية , هكذا يريدون أن تبقى مسيرة الحياة ... نهب وسلب وفوقها تهم تنزع عنا انتمائنا إلى الأرض التي ولدنا ووجدنا أنفسنا فوقها منذ فجر العمر !!

- قلنا مراراً وتكراراً في كل حرف وكل كلمة كتبت طيلة العشر العجاف : إذا كان فضح وتعرية الأعمال القرصنية و الشطرية – على سبيل المثال لا الحصر – ( الفيد , السلب , البسط على الأراضي والممتلكات , نهب المؤسسات العامة , تشريد العمال والعاملات , قطع الأرزاق , احتلال الوظائف , تهميش المهزوم من الحياة العملية , ضخ الألوف من الهنود الحمر إلى حزب خليك بالبيت , تسييس الوظائف , القتل والهروب إلى صنعاء , نهب الممتلكات الخاصة ..الخ ) قلنا , إذا كان ( فضح ) هذه الأعمال يعتبر في نظر مراكز القوى والفساد داخل ( النظام الحاكم ) جريمة وانتهاكاً خطيراً لأمن الوطن والمواطن , ومؤامرة صريحة على الوحدة المعمدة بالدم , ومخالفة للشريعة الإسلامية فلماذا تسمى هذه الأعمال القرصنية ؟!

- عجب , عجب , يفرضون علينا الصوم في شعبان والعيد في رجب عجب .. عجب !!

إذا كانت الكلمة الهادفة إلى تعرية هذا النهب والسلب جريمة فماذا تسمى هذه الأعمال ؟! هل هي أساس قيام الوحدة المعمدة بالدم وبفتاوى الكهنة والرهبان عملاء الموساد وخدم ( الماسونيات ) أم هي أعمال وأفعال من شأنها تضميد الجراح وتصليب عود الوحدة والوطن ؟! دعونا نعيد التساؤلات التي كتبنا عنها طيلة العشر العجاف : أيهما اخطر وأشد ضرراً على الوحدة .. هذه الأعمال القرصنية والأفعال الشطرية الجارية على قدم وساق حتى اللحظة .. أم الكتابة عنها وفضحها وتعريتها حتى لا تعمق الجراح بين أبناء الوطن ؟! ألا بئس الفعل .. وبئس التفكير .. وبئس الفساد الذي يحصدون ؟!

- أنهم طيلة هذه السنوات يرفضون الخروج من شرنقة (وهم الانتصار) و من دائرة التعالي و الغرور و الغطرسة, و علموا أولادهم وأحفادهم كيف يمجدون الباطل و يفرضون علينا كواجب بطولي و كيف ينشرونه بعد ذلك على أبناء الوطن.. علموهم كيف يحرصون على الفساد .. و كيف يدافعون عنه و يحمونه؟! دربوهم على العنجهية و الغطرسة و التعالي الزائف و يدخلون في عقولهم أنهم فوق الأنظمة و القوانين و أن كل (مقدرات البلاد وكل ثرواتها) هي ملك خالص لهم من دون خلق الله... أنهم لا يدركون أي ميراث رهيب سوف يتركونه لهذه الأجيال القادمة من خلف الرماد؟!

- أما نحن فقد اعتمدنا طيلة هذه السنوات العجاف على الكلمة الحرة الصادقة التي تعبر بشجاعة عن الرفض الأبدي لهذا الباطل... و عبر مقالتنا كنا ومازلنا نكرر القول عشرات المرات كي يترسخ في عقول أولادنا و بناتنا و أحفادنا معنا النضال من أجل رفض الباطل و انتصار الحق... نعلمهم ما هي العدالة الاجتماعية؟! و ماذا تعني المواطنة المتساوية؟ و من أين جاءت  الفتوى الكافرة ضدنا؟ و لماذا حللت هذه الفتاوى نهب الأراضي و المتنفسات و أكل الجبال و ردم البحار و تشويه الآثار, و قطع الأرزاق و سلب المواطنين...الخ, نعلمهم ما معنى انتفاء المواطنة المتساوية و لماذا (هم) ينهبون ثرواتنا و (نحن) تبقى الأرصفة ملاذاً لنا؟! نعلمهم حقيقة (الأقلام) المأجورة المعروضة في الساحة؟ و لماذا يزيفون الحقائق؟! نفهمهم أن هؤلاء لا يستطيعون هم و أسيادهم تغيير مسار التاريخ؟! نعلمهم طيلة هذه السنوات ما هي الحقوق المشروعة التي نهبوها؟ و كيف يتم الانتصار لقضايا الحق؟ هذا الفرق ما بيننا و بينهم.. لكنهم لا يريدون الخروج من شرنقة وهم الانتصار و يريدون البقاء داخل سراب إعلامهم الكاذب و المظلل... إلا بئس التفكير و بئس الحصاد الذي يحصدون؟!

- أقول ... لقد قلنا عشرات المرات في العديد من المقالات طيلة هذه السنوات ... إ ن الوحدة لا تتجسد بالعلم الواحد ولا بالنشيد الوطني الواحد ولا بالمؤسسات الموحدة ولا بالإعلام الرسمي الواحد ... لكنها تتجسد وتتجلى في القلوب والنفوس الموحدة , تكمن في تضميد الجراح وتذويب القهر والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد ... فما جدوى العلم الواحد والنشيد الواحد ... لكنها تتجسد وتتجلى في القلوب والنفوس ممزقة غير موحدة إلا داخل ( المطبخ الإعلامي ) وفي سطور كتاب الزفة ؟! هذه الحقيقة المرة لا يريدون الاعتراف بها لأنهم يجثمون على صدر الثروة ويكتفون بالصراخ والتهديد والتخوين لكل من يقول : هذه ليست وحدة شعب بقدر ما هي استمرار فرض باطل من جوف وهم الانتصار ومن قلب العنجهيات التي ما هشت ذبابة ولا تركت وتراً في ربابة لكنها حصدت الثروات فقط ... ألا بئس التفكير وبئس الحصاد الذي يحصدون ؟!

- ويبقى القول للتاريخ والأجيال , إن الذين يعيشون الوهم ويعتقدون أن الانتصار دائماً لـ(الكثرة العددية ) واهمون , لأن العبرة في نهاية المطاف ( إذا لم يعتدل الميزان ) تكون لمن يجعلون كل شارع وكل حارة وكل زقاق وكل طريق وكل درب أشواكاً مرة تدمي أقدام أهل الفساد والباطل والعنجهيات ... هذا هو منطق ومسار التاريخ الحقيقي للشعوب المقهورة ... فانتظروا إنا لمنتظرون ؟!
- ويبقى في الأخير ما قاله الشاعر :
" للحزن أولاد سيكبرون ...
للوجع الطويل , أولاد سيكبرون ...
لمن قتلتم في الأرض صغار سوف يكبرون ..
وهؤلاء كلهم ..
تجمعوا كالدمعة في العيون ..
هؤلاء كلهم ..
في أي .. أي لحظة
من كل أبواب الأرض سيدخلون ...  "
               نزار قباني

فاروق ناصر علي
22يوليو2004م

آخر تحديث الجمعة, 11 أغسطس 2006 20:53