قيادي بجنوب اليمن: صنعوا القاعدة ويستخدمونها ضدنا طباعة
سياسة - مقابلات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 12 يناير 2010 09:17

نفى ناصر الخبجي رئيس "مجلس الثورة السلمية"، إحدى قوى ما يعرف بـالحراك الجنوبي في اليمن - وجود أي ارتباط بين الحركة الاحتجاجية السلمية في الجنوب وتنظيم القاعدة، معتبرًا أن ما تروج له السلطة في صنعاء يهدف لتقويض الاحتجاج الشعبي المطالب باستقلال الجنوب

وقال الخبجي في حوار خاص عبر الهاتف مع شبكة "إسلام أون لاين" -ضمن سلسلة من الحوارات تجريها الشبكة مع جميع الأطياف اليمنية-: إن القصر الجمهوري في صنعاء هو "الذي صنع القاعدة.. وصدرها إلى أفغانستان واستخدمها من أجل ضرب المعارضين.. وابتزاز العالم".


وجاء تعليق الخبجي ردا على اتهامات من السلطة لقوى الحراك الجنوبي بإيواء أعضاء في تنظيم القاعدة، وقال: إن الحراك الجنوبي يختلف تماما في ثقافته وتوجهاته وأهدافه مع تنظيم القاعدة، كما أن الجنوبيين يرفضون العنف والإرهاب.

 


وكان مجلس الثورة السلمية بالجنوب قد دعا في بيان الأحد 10-1-2010 لعصيان مدني من الساعة السادسة صباحا حتى الـ12 ظهرا بجميع المرافق العامة والخاصة والمحال التجارية ووسائل النقل كافة باستثناء الطوارئ بالمستشفيات، ورأى الخبجي أن هذا التحرك "يعد دليلا على سلمية النضال الجنوبي وردا على ادعاءات السلطة".

وانتقد الخبجي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قائلا إنه استعمل الجهاديين "من أجل ضرب قوى الحراك في الجنوب"، مشيرا إلى أن الغارتين اللتين وقعتا في الجنوب قبل أيام ضد ما قيل إنهما مركزان لتدريب القاعدة لم تسفر سوى عن مقتل أطفال وشيوخ، ولم يكن هناك عناصر للقاعدة"، على حد قوله، وأضاف أن القاعدة موجودة في الشمال حيث تجد ملاذا عند بعض القبائل التي ينحدر منها عناصر متطرفون.

وفيما يلي نص مقابلة إسلام أون لاين مع القيادي اليمني الجنوبي:

* سيد الخبجي، ما موقف الحراك الجنوبي من القاعدة؟

- فيما يتعلق بالعلاقة مع القاعدة، فنحن نرفض العنف والقاعدة لها نهج مختلف عن نهجنا وهدف مختلف عن هدفنا.. الحراك الجنوبي هو تنظيم شعبي جماهيري وليس له علاقة بالأحزاب السياسية التي تهدف إلى الوصول إلى السلطة، ويهدف الحراك إلى تحرير الجنوب من الشمال عبر النضال السلمي فقط، ويأتي الإضراب الذي أعلنا عنه كتأكيد على عدم وجود أي رابط بيننا وبين القاعدة.

* لكن صنعاء تقول إن عناصر من القاعدة وجدت لها ملاذا آمنا في الجنوب؟

- طبيعة الناس في الجنوب تختلف عن الشمال، ففي الجنوب المجتمع أكثر انفتاحا؛ وبالتالي لا يقبل العنف إطلاقا، ولا أعتقد أن الجنوب سيكون ملاذا آمنا للقاعدة.

* لكن الضربة التي استهدفت مؤخرا معسكرين قيل إنهما للقاعدة وقعت قرب مدينتي أرحب وأبين في الجنوب، فكيف تفسر ذلك؟

- الذين تم ضربهم في الجنوب هم شيوخ وأطفال ولا دليل على وجود عناصر للقاعدة بين القتلى سوى ما تعلن عنه السلطات وهو أمر يمكن التشكيك فيه بشكل كبير حيث لم يدعموا ذلك بدليل.

القصر الجمهوري هو أدرى بالقاعدة والجهاديين، فهو من أرسلهم في الثمانينيات (من العقد الماضي) إلى أفغانستان من أجل مساعدة الولايات المتحدة على هزيمة السوفييت، فكان اليمن في ذلك الوقت في عهد علي عبد الله صالح بمثابة ترانزيت للجهاديين إلى أفغانستان، وعندما عادوا من هناك بدءوا ينتهجون العنف داخل البلاد بمساعدة من السلطة.

واستخدم النظام اليمني في الشمال الجهاديين خلال حرب 1994 (بين الشمال والجنوب) من أجل قتال الشيوعيين في الجنوب على أساس تصوير الشيوعية على أنها ضد الإسلام، وأريد هنا أن ألفت النظر إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين أجهزة الأمن السياسي وبين العناصر الجهادية المتطرفة، حيث تستخدمهم ضد المعارضة سواء في الجنوب أو الشمال حيث الحوثيين الشيعة.

والدليل على ذلك حادثة هروب 23 من عناصر القاعدة من سجن بصنعاء في عام 2006، حيث قالت مصادر الأمن إن السجناء هربوا بواسطة فتح الزنازين "بملاعق الطعام" وهو ما ينافي المنطق.

والحقيقة أن السلطة هي من أطلقتهم من أجل استخدامهم ضد الحوثيين.

* ولكن ألا ترى أن الحديث عن خطر القاعدة باليمن سيركز أنظار العالم على البلد باعتباره دولة بها أوضاع خطيرة وهو ما ليس في صالح السلطة؛ لأنه سيجعلها تظهر في صورة أضعف؟

- لا، النظام اليمني يقصد ذلك من أجل ابتزاز العالم للحصول على المساعدات المالية والدعم السياسي ضد المعارضة وهو أيضا يقوض دول الجوار لهذا السبب.

* هل تقصد أن السلطة اصطنعت الأمر؟

- ما يظهر لي أن السلطة أرادت تقويض الحراك الجنوبي بالغارة الجوية التي قامت بها؛ لأنها كانت تريد أن تظهر للعالم أن القاعدة منتشرة بالجنوب وإلصاق هذا التنظيم المتطرف بالحراك الجنوبي، والحقيقة أن السلطة هي من صنع القاعدة، وأريد هنا الإشارة إلى أن المناطق الشمالية والحدودية مؤهلة أكثر لنشاط القاعدة ودعمها، لأن تلك العناصر تنتمي لقبائل وتجد منها الحماية، ويتميز الشمال بطبيعته القبلية.

* ألا ترى أن قيامكم بإضراب شامل يعطي رسالة ربما تكون سلبية بأنكم تستغلون الوضع الأمني المتوتر والمشتت حاليا من أجل إرباك السلطات اليمنية؟

- هذا هو طرح السلطة، لكن لابد أن تعرف أن الحراك الجنوبي لم يتحرك للشارع اليوم فحسب، بل إن حركة الاحتجاج بدأت فعاليتها بشكل شبه يومي منذ عام 2007 والهدف من هذه الفعاليات السلمية هو تحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي.

* أليس لديكم أي مساحة للحوار مع صنعاء لحل الأزمة السياسية؟

- نحن ندعو إلى مواصلة الحوار الذي بدأ عام 1994 بعد الحرب عندما أصدر مجلس الأمن القرارين 924 و931 اللذين دعيا الطرفين (الشمال والجنوب) للحوار ورفض الوحدة بالقوة.

* ما علاقتكم بالولايات المتحدة التي تستنفر جميع قوتها من أجل دفع اليمن للقضاء على القاعدة؟

- علاقتنا جيدة مع أمريكا ودول كثيرة في العالم، ويتولى ذلك الرئيس علي سالم البيض (رئيس دولة جنوب اليمن قبل الوحدة)، وأعتقد أن المجتمع الدولي يدرك تماما أن الجنوب يناضل بشكل سلمي من أجل الاستقلال عن الاحتلال الشمالي، ونحن لا نحتاج إلى القاعدة أو إلى أي فكر أو عمل مسلح للوصول لأهدافنا؛ لأننا ببساطة لدينا مطالب مشروعة، ونستخدم جميع الوسائل السلمية من أجل الحصول عليها.

أحمد يوسف

آخر تحديث الثلاثاء, 12 يناير 2010 09:23