رسالة من حسن باعوم وعلي هيثم الغريب الى مبعوث الامم المتحده جمال بن عمر طباعة
سياسة - بيانات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 16 ديسمبر 2011 08:44
عدن( صبر- عنا) حصلت وكالة أنباء عدن "عنا" على نص الرسالة التي تقدم بها المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي مذيلة باسمي الزعيم حسن احمد باعوم والمحامي علي هيثم الغريب وذلك يوم الأحد 11 كانون أول ديسمبر 2011م أثناء لقاء قيادات من الحراك الجنوبي

مع السيد جمال بن عمر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون والتي أكدت الرسالة إن النضال السلمي هو سبيل استعادة دولتنا وحريتنا واستقلالنا وان هدف شعبنا هو التحرير والاستقلال مهما كان الثمن وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم

السيد جمال بن عمر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ........الأكرم
بعد التحية
نظرا لما كنتم تولونه من الاهتمام الخاص لزيارة الجنوب , ونظرا لما نعلمه بأن هذه أول مرة يقرر الأمين العام للأمم المتحدة إيفادكم إلى الجنوب المحتل , فعلينا أن ندرك إدراكا عميقا , مدى أهمية نجاحكم بالنسبة لمستقبل القضية الجنوبية , ومستقبل عملكم في هذه القضية العادلة والشرعية . فإذا كان مجلس الأمن قد أصغى إلى أولئك الذين يتحاربون في صنعاء ويرتكبون المذابح ضد شعبهم , فكيف لا يصغي لشعب يطالب بحريته سلميا ؟ .
في هذه الرسالة نود أولا أن نؤكد لكم أنه ممكن أن نشرح لشخصكم بكل ألم المأساة التي يعيشها شعبنا في الجنوب من جرأ الاحتلال اليمني له , ولكن إذا لم يشاطرنا المجتمع الدولي ألمنا , وإذا لم يتوافق حديثنا مع قناعاتكم , تصبح هذه اللحظات فارغة من هدفها الإنساني ...فنحن شعب لا يتحدث إلا بما يؤمن به , كما قال عنا آخر مندوب سامي بريطاني في الجنوب العربي همفري تريفيليان .
وإذا تساءلتم ما هي سياسة المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب برئاسة الأخ / حسن أحمد باعوم , نقول هي: النضال السلمي وبكل قوة حبانا الله بها في سبيل استعادة دولتنا وحريتنا واستقلالنا
أما هدف شعبنا فهو : التحرير والاستقلال مهما كان الثمن ....رغم أن هناك خيارات هي أقل من ذلك ولا يتبناها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب , ومدعومة من قبل القوات اليمنية التي تحتل الجنوب , ولا تتبناها كذلك المكونات السياسية والشبابية والميدانية والسياسية الأخرى في الداخل . ولا لها أي نشاطات ميدانية ما عدا الاجتماعات خارج الوطن الجنوبي , وفي مقرات الأحزاب اليمنية .
أما قضية شعب الجنوب الرئيسة فهي نكون أو لا نكون تلك هي قضيته ....
ونحن من خلال هذه الثوابت الوطنية الجنوبية المذكورة أعلاه نؤكد على التالي :
(1) : نرحب بأي حوار تفاوضي أن جاء من طرف خارجي وتحت إشراف دولي . فنحن بكل صراحة كلما تحدثنا مع الاحتلال وإفرازاته كلما ازدادت الهوة بيننا . وعلى المجتمع الدولي برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي انفرجت في عهده عدة قضايا كانت تؤرق المجتمع الدولي , إن ينطلق من اعترافات أطراف الحكم الرئيسة في صنعاء عندما اعترفوا أمام الرأي العام المحلي والدولي , وفي أكثر من خطاب وأكثر من مناسبة بأنهم فعلا احتلوا الجنوب عام 1994م , وشردوا أبنائه ونهبوا ثرواته . حتى أن اللواء علي محسن الأحمر قال : أن هذه الشهادة هي براءة ذمه . وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس اليمني "نصف المخلوع" ياسر اليماني : إن هناك جرائم بشعة ارتكبت ضد الجنوبيين , أدناها الطرد من الوظيفة وأعلاها القتل الجماعي .وهناك اعترافات كثيرة لأركان النظام في صنعاء مسجلة لدينا تؤكد بربرية احتلالهم للجنوب. وهذه الاعترافات وتعدد الحروب في الجنوب التي ينتجها الاحتلال تستدعي ضرورة وجود حضور للأمم المتحدة في الجنوب . إننا نأمل من مجلس الأمن الدولي أن يتفهم خطورة الموقف الناتجة عن خطط نظام صنعاء الأخيرة للجنوب وتعدد زرع الحروب والفتن فيه , والناتجة عن الإنكار المستمر لحقه في استعادة دولته واستقلاله . وهناك في الوثائق التي نقدمها أليكم رسمنا صورة شاملة عن كيفية وقوع دولتنا تحت الاحتلال اليمني . ونطالب المجتمع الدولي بمعاملتنا وفق المواثيق الدولية .
(2) : المواثيق الدولية نصت على حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاحتلال والنظم العنصرية .
(3) : توصيف الوضع الحالي في الجنوب من قبل بعض الهيئات الدولية وناشطين في حقوق الإنسان وبالأدلة هو احتلال وحشي يرتقي إلى الإبادة الجماعية .
(4) : حق الأمم المتحدة وواجبها في أن تدعم دعما تاما حق تقرير المصير والحرية والاستقلال للشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية أو الاحتلال الأجنبي أو النظم العنصرية , فضلا عن حق هذه الشعوب في أن تخوض كفاحا سياسيا تحقيقا لهذه الغاية , ووفقا لمقاصد ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
(5): وحول الانتخابات : هي مرفوضة على امتداد الجنوب منذ عام 1994م . ونأمل عدم إجرائها في الجنوب تحت حراب الجيش والأجهزة الأمنية , لأن هناك شعب غاضب قد يعبر عن رفضه للانتخابات بوسائل مختلفة وقد ترتكب بحقه جرائم غير إنسانية .
(6) : أننا في المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ندرك جيدا فداحة عدم توحيد صفوف الحراك , ولكننا نعلم أن الحراك هو شعب كامل خرج سلميا يطالب بأرضه ووطنه المسلوب , وهو ليس حزبا أو مكون يسهل تنظيمه . إلا أنه يؤلمنا أكثر أن نجد المجتمع الدولي الذي كان من قبل موضع ثقة شعبنا لا يرغب حتى الآن في فتح ملف حرب 1994م الذي ما زال – كما أكد البند ال 7 من القرارين 924 , 931 لسنة 1994م – أن القضية ما زالت قيد النظر . بينما يتبنى قضايا أخرى هي أقل من قضية شعبنا عدلا وبعدا إنسانيا .
وهنا نسأل المجتمع الدولي هل القضية تنظر من خلال عدالتها أم من خلال الأطراف التي تمثلها ؟ , فأن كانت الإجابة لعدالتها , فهل هناك قضية أعدل من قضيتنا ؟ وإن كانت الإجابة من خلال توحيد ممثليها , فهل حلت قضية الحكم في صنعاء من خلال توحيد إطرافها أو توحيد من يمثلها ؟ , فالذي نعرفه جيدا أن قضية الحكم في صنعاء تحل دون توحيد صفوف الثوار , بل بعيدا عن الثوار أنفسهم ؟؟ .
(7) :تعمد نظام صنعاء أن يدفع المجتمع الدولي إلى الشعور بالخوف من خطر القاعدة في اليمن من أجل الحصول على التأييد له في تأجيل النظر في قضية احتلاله للجنوب وارتكابه أبشع الجرائم بحق شعبه إلى ما بعد القضاء على القاعدة .
(8) : لو لم تكن سلطات الاحتلال اليمنية في الجنوب تخشى افتضاح حقيقة ممارساتها القمعية الهمجية لما قامت بالاستيلاء على مبنى صحيفة " الأيام " في صنعاء , ولما قامت بالهجوم العسكري على منزل أسرة "الأيام " في عدن , وسحب رئيس التحرير الأستاذ هشام باشراحيل وولديه هاني ومحمد ووضعهم بالسجن عدت أشهر وبدون أي محاكمة .ولما قامت بمحاكمة الصحف اليمنية التي تتحدث عن الحراك ,ولما منعت الصحف الخارجية التي تتحدث عن الحراك الجنوبي السلمي من الدخول إلى الجنوب . ولما منعت مراسلي الصحف الأمريكية والبريطانية من الدخول إلى بعض مناطق الجنوب المشتعلة والتي تدمر بالآلة العسكرية اليمنية .
لذلك يتحتم علينا أن نذكر , أولا : أن لا وحدة بالقوة . ثانيا : خروج القوات العسكرية والأمنية اليمنية من الجنوب .فهذه القوات العسكرية المتمركزة في الجنوب تستخدم كل يوم لقتل الكثير من أبناء شعبنا .
ثالثا : تقديم المتهمين بارتكاب جرائم الحرب إلى محكمة الجنايات الدولية .فهؤلاء القتلة هم الذين في أيديهم تقرير مقدرات شعبنا .
رابعا : رفع القيود المفروضة على الصحافة والإعلام المحلي والخارجي
خامسا : أعادة صحيفة " الأيام " إلى الحياة الإعلامية وفق المواثيق الدولية الحامية للأعلام . ختاما نقول : وما العمل ؟ وهذا سؤال موجه إلى الأمم المتحدة للإجابة عليه . أما نحن فسنظل نناضل حتى نستعيد دولتنا وحريتنا . والآن بعد مضي أكثر من عشرين عاما منذ إعلان الحرب , هل يتعين على شعبنا أن يبقى لسنوات أخرى قابعا تحت نير الاحتلال اليمني ؟ . أن الوضع في الجنوب العربي متفجر للغاية , وملتهب جدا , وكثير من أبناء شعبنا ما زالوا يتعرضون للقتل والتعذيب والسجن ولكل أنواع الممارسات الوحشية .ولسوف يظل عدم الاستقرار في شبه الجزيرة العربية مستمرا طالما بقي اليمن محتلا للجنوب .
إننا نشعر أن من الضروري أن يتدخل مجلس الأمن الدولي فورا , انطلاقا من القرارين الدوليين 924 , 931 لسنة 1994م , وذلك لإنقاذ شعبنا ومساعدته وفق المواثيق الدولية وأسس مجلس الأمن الإنسانية .ولكي يحصل على تقرير مصيره ومستقبله تحت أشراف الأمم المتحدة .
أننا نناشدكم بأن تجعلوا الأمم المتحدة , وكذلك دولكم , تمارس أقصى ضغط ممكن على نظام صنعاء وحكومة الوفاق اليمنية على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة , ومنحنا الاستقلال التام وفق القانون الدولي .
وتقبل منا فائق التقدير والاحترام
حسن أحمد باعوم
رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
علي هيثم الغريب المحامي
عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى – القائم بأعمال رئيس المجلس الأعلى
عدن 11 ديسمبر 2011م