بعد عمر ناهز الستين عاماً انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم الاحد 7 فبراير 2010م في عاصمة الجنوب عدن الفنان الجنوبي الكبير فيصل علوي سعد اللحجي وذلك بعد صراع مرير مع أمراض متعددة فتكت به طوال الثلاث السنوات الماضية  , فيصل علوي من عائلية غنائية عريقة . وكان جده قاضياً في حوطة لحج ..

 فيصل علوي أشهر صوت غنائي بتاريخ لحج ومن بين خمسة إلى عشرة اسماء لامعة بتاريخ الغناء الجنوبي حيث تجاوز بشعبيته حدود الارض الجنوبية إلى الأقليم الخليجي ودول المهجر الأمريكي والأوروبي حيث يعيش نوارس الجنوب ..

صدح صوته للجنوب  كثيراً - الحرية والارض والإنسان وتغنى كثيراً ببساتين الحوطة الحسيني وتبن وكما كان يطلق على عشقه للفن اللحجي « الدحفة ، الدمندم ، الحارة) ,, رحل والجنوب يمر في أصعب الظروف على الإطلاق منذ ما بعد حرب 94م الذي اجتاح الإحتلالي اليمني فيها ارض الجنوب وقلب فيها حياة البسطاء امثال فيصل رأساً على عقب ليملئ الارض الجنوبية بالهم والألم والقهر وكل اصناف المعاناة ,, وكانت تلك الكلمات التي تفوه فيها لقناة السعيدة من على سرير الموت اثناء مرضه قبل أشهر مخاطباً طاغية اليمن والمملوءة بالقهر والألم دليل كاف على وطنية فيصل المتأصلة ..

 فارق احبته وداره ورائحة البارود والغاز تغطي سماء الحوطة والدم يخضب جدران حارته ,, وحصار المجنزرات لا يزال مفروض على مسقط راسه ..

نبذة مختصرة للفنان كان قد دونها شخصياً اثناء حوار اجراه معه احد المنتديات اليمنية على شبكة الإنترنت :

 ولدت فيصل علوي في 1950 حسب اعتقادي، أبي علوي سعد كان فناناً وجدي كان عالماً وقاضي قضاة وإمام مسجد، ولدت والعود معلق في البيت فعايشت الفن من داخل البيت ودرست معالمه مع عمي الحاج سعد شبلة وكنت راعي غنم ، في أيام السلاطين كان سعيد كرد ابن عم صالح ناصر كرد قائد الندوة اللحجية التي التحقت بها فيما بعد فعندما سمع صوتي ابلغ عن وجود صوت مميز وهكذا أدخلوني في هذه الندوة اللحجية فهي تشمل شعراء وفنانين وكتاباً وملحنين وأول خطوة كانت بالنسبة لي أن يجروا لي اختباراً فقلت لهم أنا أحب الدان « الدحفة ، الدمندم ، الحارة) فغنيت أول أغنية ياطائر كف النياح،فكان الأمير الشاعر عبده عبدالكريم صالح الفقيه والأخ عبدالله الشهاب مدير الزراعة في لحج وقائد الفرقة محمد سنحان وشط العود سنحان فلم تكن الدوزنة صحيحة رغم أني هبتدئ لكن كان عندي إحساس أن هناك شيئاً زاد عن حده وقلت يا دان وأول لحن يتكلف به الأستاذ / صالح ناصر كرد وأول أغنية للأستاذ احمد عبادي حسين ( بسألك بالحب يافاتن جميل) وكانت أول باكوره .
وقال الأستاذ احمد عبادي حسين انه الوجه الجديد صاحب الصوت الفريد جاء يحيي من جديد غناء هارون الرشيد وجلبوا العود وكانت الأغنية المكلفة جاهزة بعد ثلاثة أشهر وتم التنسيق بين الإذاعة والندوة اللحجية وكان في ذلك الوقت مدير إذاعة عدن الأستاذ / حسين الصافي وعلوي السقاف نائبه في الخمسينات وهكذا بدأت انطلاقتي الفنية بنجاح .

رحم الله فقيد الجنوب رحمة الابرار وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين

صبر+ خليج عدن