العميد الفقيد/محمد احمد أبو شامه في ذمة الله طباعة
عام - تعازي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 15 فبراير 2010 19:10


قال تعالى:(يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيه ودخلي في عبادك ودخلي جنتي)

ما كنت أحسب بعد دفنك في الثرى        أن الكواكب في التراب تغور

 

فوجئت يافع خاصة والجنوب عامه بوفاة المناضل الكبير العميد محمد أحمد أبو شامة و الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 62 عام وذلك يوم الأربعاء ليلة الخميس الموافق 10/2/2010م أثر مرض عضال الم به رحل أبو غسان في هذا الزمن الصعب الذي يتطلع أبنائه ورفقائه وكل الجنوب إلى بزوغ الفجر الذي حلم به وتحمل شطف ظروف العيش من اجله و ما أحوجنا اليوم إلى أمثاله من الرجال لكن الموت الذي لا يعرف صاحب هو أحق علينا ولكل اجل كتاب.

نبذة عن الفقيد

الفقيد العميد /محمد أحمد أبو شامة من أبناء مديرية  يافع  مكتب العيسائي قرية الحومرة محافظة لحج متزوج أب لولد واحد وأربع من البنات و الفقيد  من مواليد عام 1948م من أسره فلاحيه فقيرة  نشا وترعرع بين أحضان والديه الطيبين وكان يساعدهم في  زراعة الأرض ورعي الأغنام ودرس في الكتاتيب " معلامة " وحفظ القرآن وعمره 8 سنوات بمساعدة والده الشيخ / أحمد يحيى ، الذي كان إمام القرية و كان من أذكى زملائه الطلبة. وفي عام 1958م ونتيجة للظروف الصعبة للأسرة آنذاك غادر قريته إلى عدن الحبيبة الذي عشقها وأحبها وأخلص لها حيث درس فيها في المدارس الخيرية و الخاصة. كان الفقيد  يكبر وينمو وتنمو معه بوادر التطلع للحرية والاستقلال،وكانت الأوضاع السياسية  في المنطقة تتبلور وبدأت  حركة النشاط الوطني تزدهر وتنموا وأساليب القتال المسلح تقوى وتشتد ضد المستعمر البريطاني  فحينها ترعرع شعوره الوطني فالتحق بحركة القومين العرب متميز في النضال ضد الاستعمار البريطاني واستقطب العديد من المناضلين إلى صفوف الثورة وخلال هذه الفترة كان يعمل في مصنع
" الكندي دراي " ( مصنع للعيسائي ) عامل بسيط ثم انتخب من قبل العمال الذين أحبوه رئيس لنقابتهم ثم رئيس لنقابة الصناعات المتنوعة وكان الفقيد يحق نقابي بارز ومناضل عنيد في صفوف الثورة حتى الاستقلال . وبعد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م تقلد الكثير من المناصب النقابية والحزبية وكان عضواً في المجلس المركزي لنقابات العمال وبعد ذلك تم اختياره في أول مجموعة أرسلت للدراسة في ألمانيا الديمقراطية الذي عاد منها ليلتحق في أول جهاز أسس لأمن الثورة وكان من مؤسسيه ولكن الحقيقة أن المدرسة التي صقلت هذا المناضل هي النقابات العمالية التي ظلت منعكسة في سلوكه الهادي وبشاشته وتعقله وحكمته على الرغم من حساسية عمله في جهاز الأمن إلا أنه ظل وفي للعمال والبسطاء يزورهم ويسأل عنهم باستمرار وكان منزله مفتوحاً طوال حياته لكل من يأتي إليه وعرف عنه الكرم والشهامة والوفاء لأصدقائه . وفي السبعينات نتيجة شغفه وحبه للعلم والمعرفة طلب الابتعاث للدراسة في الخارج ، حيث أرسل إلى جمهورية بلغاريا برفقة رفيقه الذي أحبه وظل متألم عليه طوال حياته الشهيد / محمد سالم علي الرد فاني ، وتخرج من الدراسة بشهادة ماجستير بامتياز وعاد إلى عمله في عام 1982م إلى عدن ليتحمل العديد من المسئوليات كان أخرها مديراً للأمن الداخلي قبل الوحدة وبعد الوحدة تم تعينه مديراً للأمن السياسي محافظة ذمار ولعب دور غير عادي في إخماد الفتنة  التي كانت تعيشها تلك ألمحافظه بعد إعلان الوحدة مباشره وبفضل حنكته السياسية  استطاع إن يحل كل مشاكل ألمحافظه  ومن اعقد المشاكل التي وجهته قضية المقادشه .

لقد كان الفقيد شخصية قيادية واجتماعية محبوبة ومؤثرة لها مكانتها المميزة والمرموقة يعرفه الكبير والصغير ويحضا بعلاقات اجتماعية واسعة مع مختلف شرائح ومناطق الوطن وظل وفياً لمبادئه التي أمن بها والتي أعطى وقته وجهده لعمله الوطني.

وبعد1994م الظالمة التي اجتيحت الجنوب فيها أرضا  وإنسان  وشرد الكثير من القيادات الجنوبية والشخصيات السياسية من زملائه ورفقاء دربة  إلى الخارج إلا أن حب الفقيد لوطنه منعه من مغادرة البلاد الوطن ورغم كل المضايقات التي تعرض لها من إقصائه من وظيفته ألعامه ومصادرة بيته وسيارته الخاصة .

نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أولاده وإخوانه وأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله و إنا إليه راجعون


وبهذا المصاب الجلل نقدم أحر التعازي والمواساة للدكتور علي أبو شامه ولأسرة وأهل الفقيد وذويه

 

وانا لله وانا اليه راجعون