تعزية الرئيس البيض الى أسرة الفقيد الحاج صالح باقيس طباعة
عام - تعازي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 31 مارس 2010 22:26

الرقم: / 182 /2010م
التاريخ: 15/ ربيع الاخر/1431هـ
الموافق: 31 / مارس /2010م

اسرة الفقيد المناضل الحاج صالح باقيس

تلقينا بحزن شديد نبأ رحيل المناضل الكبير الحاج صالح باقيس،أحد أبطال ثورة 14 اكتوبر المجيدة،والرمز البارز من جيل الرواد الذين كان لهم دورهم الكبير، وحضورهم المميز في تاريخ المسيرة الجنوبية.
إني إذ أعزي اسرة المغفور له بعونه تعالى فإني أعزي نفسي وشعب الجنوب بهذا المصاب الأليم،والخسارة الكبيرة بهذا المناضل الصلب والفذ الذي ضحى على مدى حياته من أجل شعبه .لقد كان رجلا مقداما لا يعرف التردد ولا ترهبه المصاعب،وهو صاحب سجل حافل في مقارعة الاستعمارين القديم والجديد،وتشهد على ذلك محطات حياته الحافلة منذ ان كان رمزا لامعا من رموز حرب التحرير،أو من خلال وقفاته المشرفة بعد عدوان نيسان/ابريل سنة 1994 على شعبنا في الجنوب من قبل قوات صنعاء التي اجتاحت بلادنا،وحولتها إلى غنيمة حرب.لم يساوم الحاج باقيس تجاه ذلك،ولم يسر في ركب المصفقين للاحتلال،ولم يهادن أو يحن الرأس،ولأنه رفض المساومة على قضية شعبه الجنوبي تعرض لشتى انواع التنكيل من قبل سلطات صنعاء المحتلة،فعاش النفي وواجه المتاعب من اجل الدفاع عن الجنوب أولا.
يحز في نفسي أن أنعي هذا الأخ والصديق ورفيق النضال في لحظة صعبة من نضال شعبنا في الجنوب،الذي يعيش اليوم حراكا سلميا وانتفاضة استقلالية مباركة تكبر وتنموفي كل يوم على طريق التحرير الشامل واستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن الباسلة.
لقد اغمض الحاج باقيس عينيه وهو يرى انبلاج فجر الاستقلال الثاني يتقدم ليضيء بنوره كل شبر من ارض الجنوب،ولكن حسرة كبيرة بقيت في نفسه لأنه لم يشهد يوم الاستقلال الثاني.
إننا نعاهد المناضل المخضرم على أن تستمر شعلة الحراك وقادة في ربوع وطننا،فهاهو جيل الاستقلال الثاني يمضي بكل عزيمة على طريق آبائه وأجداده ابطال ثورة 14 اكتوبر المجيدة، ليكتب للجنوب تاريخا جديدا،ويطرد المحتلين والغزاة.
إن شعبك الذي عرفته في ميادين الكفاح لن ترهبه الطائرات الحربية والدبابات وقطعان المرتزقة وناهبي ثروات الجنوب وجحافل الموت التي استباحت ارضنا،إن هذا الشعب الذي خرج بصدوره العاريه وايمانه العميق يتحدى آلة القتل والبطش، ولن ينهزم أو ينكسر أمام همجية وبطش زارعي الموت والخراب،بل سوف يردهم على أعقابهم خاسرين،فقد علمنا التاريخ درسا بليغا وهو ان سياسات القوة والقتل ترتد خزيا وعارا ولعنات على اصحابها المجرمين الذين مكانهم في مزابل التاريخ،بينما تكتب أسماء عشاق الحرية بأحرف من نور لتبقىخالدة أبد الدهر، ومن ولد حرا لا يمكن أن يعيش عبدا.
وإني إذ أرفع في الختام أسمى مشاعر العزاء والمواساة لاسرة الحاج صالح باقيس ولشعبنا الصابر الصامد والمكافح في الجنوب، فإني أسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعا، أهله وشعبه الجنوبي ورفاق مسيرته النضالية الصبر والسلوان،"وإنا لله وإنا إليه راجعون".

علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية