الموضوع: احداث مصر
عرض مشاركة واحدة
  #4198  
قديم 06-21-2014, 05:03 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

"داعش".. سرطان إرهابي يداهم جسد الوطن العربي






داعش أحمد الباز و حسن ماهر

الإرهاب والعقد الإخواني المنفرط
"يبدو أن المنطقة بأسرها تترقب تحركات تنظيم "داعش الإرهابي"، فالشرق الأوسط الذي يحاول الحفاظ على ما تبقى منه بعد الطوفان العاتي الذي ضرب المنطقة على مدار ثلاث سنوات أو ما يزيد لازال يقف على أرض من الثلج يخشى أن تذوب بفعل جذوة الأحداث الحارقة مع انتشار شبح الإرهاب مع سقوط المشروع الإخواني في المنطقة، ورغم أنه قد يبدو أن ثمة خلاف عقائدي بين جميع هذه التيارات إلا أنها تنتمي لعقد واحد وهو العقد الإخواني الذي انفرطت حباته فولدت جماعات وميشليات إرهابية قد تختلف في المعتقدات لكنها تشترك في الإرهاب والعنف والقتل والإساءة للدين.
كثيرون لا يعرفون شيئًا عن الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارًا بـداعش، وهو تنظيم مسلح إرهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي، يهدف أعضاؤه إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة" وهو ذات هدف المشروع الإخواني وإن اختلفت الأيديولوجيات والمعتقدات، يمتد في العراق وسوريا.. زعيم هذا التنظيم هو "أبو بكر البغدادي".
الصحوة التخريبية المفاجئة، ما السر؟
تمتلك الدولة الإسلامية في العراق والشام العديد من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي والجيش السوري وغيرهم، حتى أنها فر من أمامها الآلاف من الجنود العراقيين في خضم الأحداث الأخيرة الدائرة بالعراق، ناهيك عن الصمود الشديد بين الجبهات المتناحرة في سوريا سواء الجيش النظامي أو الجيش الحر أو حتى جبهات إسلامية أخرى، فهذا التنظيم كما يقال "لم يترك عزيزًا له" ويستعدي الجميع.
لكن المراقب للمشهد عن قرب سيعرف أن نمو هذا التنظيم كان الأسرع على الإطلاق منذ عام 2004 بل الأكثر قدرة على تحقيق الإنجاز على أرض الواقع نظرا للدعم الكبير الذي حصل عليه في بداية تكوينه على يد قطر التي حاولت الاهتمام به وتمويله لإسقاط نظام الأسد، لكن بعض الأنظمة في المنطقة التي أسرعت في تمويل جبهات مثل النصرة وداعش لم تدرك أن عليها إذا ربت الذئب فعليها أيضًا أن تعد له العصا.. ويبدو أن قطر لم تستوعب الدرس الأمريكي التي اعتادت في استراتيجياتها أن تصنع صديقا وأن تجعل منه عدوا، إنها بهذه السياسة خسرت الكثير لأن السحر عادة ينقلب على الساحر فذاقت الولايات المتحدة وبال الإرهاب.
وقد قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل: إن معلومات موثقة لديه تفيد بأن بعض دول الخليج أنفقت قرابة 15 مليار دولار على الثورة السورية ودعمت مجموعات إرهابية، مما أدى إلى تفريغ الثورة السورية من مضمونها.
مراحل التشكيل والتحول:
تدرجت "داعش" في عدة مراحل قبل أن تصل إلى ما هي عليه اليوم، فبعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، تلى ذلك مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وكثف التنظيم من عملياته إلى أن أصبح واحدًا من أقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق إلى أن جاء في عام 2006 ليخرج الزرقاوي على الملأ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبد الله رشيد البغدادي.
وبعد اغتيال "أبي مصعب الزرقاوي" واغتيال الزعيم الذي تلاه مباشرة، حدثت بعض الصدامات مع تنظيم القاعدة بزعامة "أيمن الظواهري"، ومع اشتداد تلك الخلافات وتحورها أُعلن قيام تنظيم دولة الإسلام بالعراق كتنظيم مستقل، كما أصدر التنظيم بيانات عدة كان آخرها ذلك البيان الصوتي بعد احتلال مدينة الموصل بالعراق في 10-6-2014 أكد فيه أن "داعش" تنظيم غير تابع للقاعدة ولا يأتمر بأمر الظواهري، مؤكدا على ضرورة محاربة الجيوش العربية المرتدة كالجيش المصري والليبي والتونسي والسعودي وغيرهم، مضيفا أن الظواهري أخطأ حينما أيد "محمد مرسي" بمصر إذ إنه –من وجهة نظر داعش- مرتد.
ويذكر أن التحركات الأخيرة لداعش في العراق لم تكن منفردة إذ إنها لاقت دعما كبيرا من العديد من العشائر السنية التي لاقت تهميشا واضطهادا وقمعا خلال الفترة الماضية ولم تكن لتجد متنفسا أو من يقود جبهتها سوى هذا التنظيم، لكن يبدو أن تلك العشائر لم تلتفت بعد لتجربة "داعش" في أرض الشام وما هي عنهم ببعيد إذ إن هذا التنظيم الذي يعد بمحاربة الظالمين وأنه صاحب دعوة للتحرير لم يسلم منه ثوار الشام حتى من أنصار التيارات الإسلامية وحتى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التي كانت تعتبر الأكثر تشددا قبل ظهور هذا الخطر الداهم.
متى وكيف وصل ذلك السرطان لسوريا؟
كما يقول العديد من الباحثين والخبراء الاستراتيجيين: إن ذلك الورم الخبيث يتخير دوما البيئة المناسبة لتحتضن انطلاقه، وتلك البيئة هي المجتمع المفكك والمتناحر كي يسهل على قدمه أن تطأ أرضه وانتزاع حيز لتكوين مركز لإطلاق خبثه، فمع اندلاع الأزمة السورية بدأ تكوين الفصائل والجماعات لقتال النظام السوري، وفي أواخر العام 2011 تم تكوين جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني حيث أصبح الأمين العام لها، واستمرت الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخباراتية عن علاقتها الفكرية والتنظيمية بفرع دولة العراق الإسلامية، بعد ذلك أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة المنظمات الإرهابية، وبتاريخ التاسع من أبريل ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبي بكر البغدادي يعلن فيه أن جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن فيها إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة الإسلام بالعراق ودمجهم تحت مسمى واحد وهو الدولة الإسلامية بالعراق والشام.
بعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني، يعلن فيه عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية لكنه نفى شخصيا أو مجلس شورى الجبهة أن يكونوا على علم بهذا الإعلان، فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية وجبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة، إلا أن تلك العلاقة التي بدت حميمة لم تستمر حتى الآن، وكما ذكر سابقا أن هذا السرطان لم يترك له عزيزا فوقعت في الآونة الأخيرة حوادث تورط فيها هذا التنظيم حيث قام باغتيال وإعدام عدد من الشخصيات والقادة التابعين لجبهة النصرة والعديد من الفرق الإسلامية على الجبهة السورية.
مرارة المشهد:
لا يخفى على أحد أن المشهد كان مريبا ومؤلما في الوقت ذاته، عشرات آلاف العراقيين أجبروا على النزوح هربا من الموصل المستباحة من "داعش".. والمريب هو سقوطها ذاته، وبهذه السرعة، والاندحار السهل لقوات الجيش العراقي الذي كان يوصف ما قبل عواصف شوارزكوف وبريمر، بأنه من بين أقوى الجيوش في العالم!
ناهيك عن المجازر التي ارتكبت سواء بالعراق أو سوريا من قتل جماعي وتشريد وذبح والتفنن في قتل الضحايا لاسيما الضعفاء من النساء والشيوخ والأطفال، والأكثر مرارة في الأمر أن كل ذلك يحدث باسم الدين وتحت راية رسول الله محمد وهما من تلك الجرائم والادعاءات براء، ويبدو أن هذا الـتنظيم الآثم المسمى "داعش" لم يفرغ بعد من سفك الدماء ولم يمل من زهق الأرواح إذ إنه أعلن في بيانه الأخير أنه سيسعى لدخول العاصمة العراقية بغداد؛ مما ينذر بخطورة سقوط الدولة العراقية وتقسيمها وسقوط العديد من الأبرياء، كما توعد في بيانه مدينة سامراء ذات الغالبية الشيعية وصاحبة المزارات الشيعية الهامة، وتوعد أهلها من الشيعة.
أمريكا صاحبة أول ضربة لتفكيك العراق.. تسعى اليوم لتماسكه خوفا من داعش!
كانت الولايات المتحدة أول المندفعين إلى إعلان موقف، حيث اعتبرت أنّ مقاتلي "داعش" يهددون كامل منطقة الشرق الأوسط، معربة عن قلق بالغ بشأن الوضع "الخطير جدا".
وندّد المتحدث باسم البيت الأبيض بالمسلحين "بأقسى العبارات"، داعيا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من المسئولين إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة "القضايا العالقة" وضمان الحكم "بما فيه مصلحة جميع العراقيين".
وكانت الولايات المتحدة سلّمت القوات العراقية نحو 300 صاروخ "هيلفاير" الموجّه، إضافة إلى كمية كبيرة من ذخيرة الأسلحة الخفيفة وذخيرة الدبابات والصواريخ التي تطلق من الطوافات والرشاشات وبنادق القناصة، بحسب المتحدث، الذي أضاف أنّ "هذه الإدارة ملتزمة بالحفاظ على الشراكة التي تربطنا بالحكومة العراقية.. وقدّمنا ونستطيع أن نقدم بعض المساعدة، وسنواصل القيام بذلك".
مذكرة أحداث:
*أهم أحداث داعش في 2013-2014:
في 2013/3/05 قام الجيش السوري بتسليم مدينة الرقة بالكامل لجبهة النصرة، وفي وقت لاحق في صيف سنة 2013 أصبحت مدينة الرقة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل كامل.
في 2013/4/09 تم إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام مع كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة.
في 2013/7/27 انسحب الجيش السوري من بلدة خان العسل في ريف حلب من أمام الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتم قتل العشرات من جنود الجيش السوري أثناء المعارك، وتم أيضا أسر العشرات من الجنود الذين تم إعدامهم لاحقا.
قبل عام بالضبط وبتاريخ 21/7/2012 أعلن البغدادي خطة هدم الأسوار، وبتاريخ 21/7/2013 يحرر جنود الدولة الإسلامية آلاف المقاتلين الأسرى في سجون الحكومة العراقية في سجن التاجي "سجن بغداد المركزي".
في 2013/8/5 الاستيلاء على مطار منغ العسكري على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام بتدمير المبنى الرئيسي في المطار بعملية انتحارية.
في 2013/9/29 قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام باستهداف مقر الأمن العام "الأسايش" في مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق) بسيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.
10 يونيو 2014 مسلحو تنظيم داعش في العراق يسيطرون على محافظة نينوى وزحف على الموصل وتوجه صوب بغداد.
__________________
رد مع اقتباس