جنوب اليمن ساحة مشتعلة وتدخل خارجي يشعل السباق نحو الاستحقاق
كتب/ أمل عمر
للاسبوع الرابع على التوالي يواصل مئات الآلاف من أبناء جنوب اليمن اعتصامهم السلمي في مدينة عدن تحت يافطات تحرير واستقلال الجنوب ويمضي مخيم الاعتصام بثبات على الرغم من غياب التنظيم المطلوب بسبب عدم التوصل الى اختيار اللجان المنظمة لادارة المخيم في ظل صراع على مواقع اللجان التنظيمية بين العديد من القوى في الحراك الجنوبي ولاعبين دوليين واقليميين يهدفون الى السيطرة على المخيم والاستحواذ على التوجه الشعبي للجنوبيين الذين مثلوا طيلة السنوات الماضية حاجز منيع امام محاولات تمرير المشاريع التي تبتعد من خيار التحرير واعلان الجنوب دولة مستقلة، وفيما عادت خلال الايام الماضية شخصيات جنوبية بارزة اهمها السيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة ابناء الجنوب العربي والشيخ عبدالرب النقيب اللذان عادا من المملكة العربية السعودية باعتبارهما الشخصيتين المقربتين من الديوان الملكي السعودي بالاضافة الى عودة الكثير من الجنوبيين من بعض دول الجوار والدول الاوربية.
وفيما يدور الحديث عن وجود اكثر من لاعب دولي في الساحة الجنوبية وبالذات السعودية وايران الا انه لا وجود لها في الواقع وحتى الشخصيات العائدة تقف بمعزل عن الشعب في حين الرئيس البيض كان قد غادر مقر اقامته في العاصمة اللبنانية بيروت صوب اوروبا ولم يدلي باي تصريح رسمي عن سبب مغادرته التي قال محللون انها جاءت بسبب خلافات مع الايرانيين وحزب الله اللذين يقفا الى جانب انصار الله، لكن اللاعب الأقوى في الساحة الذي استطاع خلق حالة من الارباك هي قطر التي استطاعت ترتيب اوراقها في وقت سابق وذلك من خلال التعاطي مع نخبة من الشباب والناشطين في الحراك ليكونوا واجهة الحراك السلمي امام الشعب ويقف خلفهم عناصر ذات خلفية اسلامية من الاخوان المسلمين الجنوبيين سواء الذين اعلنوا منذ وقت مبكر انظمامهم الى الحراك الجنوبي او الذين عادوا مؤخراً من حزب الاصلاح اليمني المنهار امام انصار الله في صنعاء.
واستطاعت قطر الى حد بعيد اللعب بكثير من الأوراق ومن خلال لاعبيها تحاول احتواء الساحة من خلال تأطير واستقطاب ابرز الشباب من مختلف مناطق الجنوب حتى تضمن ايجاد قاعدة شعبية لها تعمل على تمرير مشروعها الكبير من خلالها.
ومن خلال الهيئة الشرعية الجنوبية التي تتالف من مجموعة من الدعاة الاسلاميين الذين انتموا الى حزب الاصلاح اليمني ومعظمهم من خريجي جامعة الايمان المتطرفة تسعى قطر الى ايجاد فصيل قوي لها في الجنوب تتمكن من خلاله فرض صوت قوي لها تستطيع اللعب به كورقة في اللعب السياسية الاقليمية امام الدول الاخرى.
|