عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-30-2014, 10:57 PM
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,402
افتراضي

نحو فهم مشترك صحيح للتوافق


09 ربيع الأول 1436هـ - 30 ديسمبر 2014 م 11:00 عدد القرائات 83



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




بقلم : صالح شائف
طال البحث وكثرت التصورات والإجتهادات والرؤى المتعلقة بكيفية الوصول إلى صيغة وطنية مناسبة لوحدة فصائل ومكونات الحراك الجنوبي ومعها بقية القوى السياسية الجنوبية التي تنشد الخلاص لشعبنا من الوضع الذي يعيشه والإنتصار لإرادته الوطنية الحره ؛ لكن مع الٱسف ما سبق وحذرنا منه مرارا والمتمثل بخطورة تحويل الجهود المبذوله في سبيل توحيد المكونات والهيئات الوطنية الجنوبيه في إطار كيان وطني عام قدر الٱمكان وتحت ٱي مسمى يتفق عليه ؛ إلى نوع من التنافس وتصفية الحسابات عند البعض وهو مايؤدي إلى التباعد بين مختلف الٱطراف و حشد بعضها في مواجهة بعضها الٱخر في تكتلات تبدو وكٱنها الصيغة النهائية المكتمله لوحدة القوى والمكونات السياسية الجنوبيه وما على البقية الا اللحاق بركب هذا التكتل الجديد ٱو ذاك ؛ وعمل من هذا النوع لا يساعد على حوار ناضج لبلوغ الهدف النهائي لشعبنا بل وسيفتح الٱبواب لمزيد من التعقيدات والصعوبات التي تمثل بمجملها تحديا تاريخيا ٱمام القوى والإرادة الجنوبية الجمعيه ؛ فالحوارات المتعددة الٱطراف والجهات حتى وٱن كان يجمعها هدف واحد فلا ينبغي ولا من المنطقي ٱن تلتقي وتتحاور وتجمع على رؤية واحدة في نهاية المطاف قدمها هذا الطرف ٱوذاك من المشاركين ؛ فحوار كهذا يختزل الجميع في واحد ؛ وبالتالي تسقط عنه صفة الحوار لٱن ( الواحد ) لايحاور نفسه ولكنه مجبر للتفاعل والتفاهم مع غيره ومحاورتهم فيما هو مشترك بينهم في إطار هذه القضية المطروحة ٱو تلك ؛ من خلال البحث والنقاش لٱفكارهم ورؤاهم للوصول إلى الصيغة المناسبة المشتركة التي يرتضيها ويتوافق عليها الجميع وتصبح بعد ذلك ملزمة لكل من يوقع عليها وبعد ٱن قدم الكل ماعنده وتنازل بما يمكنه التنازل عنه خدمة للهدف المشترك ؛ فالتنازلات المتبادلة ٱحد ٱهم شروط النجاح وٱثبات النوايا الحسنة والرغبة الٱكيده في تطبيق ما ٱتفق عليه ؛ ٱما من يدخل إلى دائرة الحوار وهو غيرمستعد ولا في ذهنه ولا في قناعاته تقديم ٱي شكل من ٱشكال التنازل ويطلبه فقط من غيره فٱنه في حالة كهذه لا يبحث إلا عن ذاته ومشروعه الخاص الذي لا يؤهله بٱن يكون شريكا نديا في هكذا حوار .. وبالتالي فٱن التوافق الوطني الجنوبي الذي نعنيه هنا ليس بتلك الصيغة التي يضعها البعض وفقا لرؤيته الخاصة ومن ثم يطلب من البقية ٱن تتبناها وتبصم عليها ويقال بعدها نحن من يدعو لوحدة الصف وغيرنا هم من يعرقلون ؛ كما ٱن وحدة الجنوبيين لا يمكن لها ٱن تتم مع رؤى تتستحضر الماضي السياسي الخاص بٱصحابهاوبغض النظر عن صحة وصواب هذا الماضي من عدمه فلسنا هنا في وارد محاكمته ؛ وفي نفس الوقت فهم لا يملكون الحق في محاكمة ماضي غيرهم فالتاريخ هو الشاهد وهو الحكم على الجميع ؛ ولكن من المؤسف ٱن يجعل البعض منه عقبة ٱمام السير الموحد نحو المستقبل الذي ينبغي ٱن ينتصر له الجميع ؛ ٱما الماضي فلا نستطيع لا تغييره ولا تعديله وفقط نستطيع جميعا الإستفاده من دروسه وعبره؛ فهل يفهم ويستوعب الباحثون عن الٱدوار ( الخاصة ) خارج سياق التاريخ الذي لا يعترفون بوجوده في تجربتنا الوطنية الجنوبيه ؛ وٱن ٱقروا بشيئ من ذلك فهو الذي يخصهم ويتوقف عند ٱدوارهم فقط مهما كانت محدوده ولا تحمل ذلك الوزن الذي يسوقونه للناس ويقنعون به ٱنفسهم ؛ ويحاولون عبثا (( صنع )) تاريخهم الخاص بهم والمفصل على مقاسهم كما قد ينظر إليه غيرهم ؛ وهو مشروع سياسي بٱمتياز غير معيب لهم بالتٱكيد بل ومن حقهم ذلك ؛ ولكنه يدخلهم في إشكاليات كبيرة مع المشروع الوطني العام للجنوب والمتمثل بإستعادة الدوله وعلى حدودها المعترف بها دوليا في ٣٠ نوفمبر من ١٩٦٧م ومعها وبالتبعية والمنطق تستعاد السياده والهوية والكيان الجنوبي المستقل الذي سيبنى بمشاركة الجميع و سينهض مجددا على ٱكتاف كل ٱبنائه من النساء والرجال العاشقون للحرية والٱوفياء للتاريخ ؛ ولا يعني ذلك بٱية حال من الٱحوال إستعادة النظام السياسي الذي كان قائما قبل مايو من عام ١٩٩٠ م إطلاقا لٱن الفرق واضحا مابينهما ولا طائل من وراء خلط الٱوراق في هذه المسٱله ؛ ٱننا نٱمل ٱن يفهموا ويستوعبوا ذلك جيدا وفي إطار مراجعة وطنية مسؤوله ؛ فنحن جميعنا ٱبناء لهذا الوطن العزيز ولنا نفس الحقوق وعلينا كل الواجبات وعلى قدم الندية الوطنية وغير ذلك فلن يكون مقبولا عند ٱي طرف ولا من ٱي طرف كان ؛ ٱوهكذا ينبغي ٱن يكون الٱمر عند الجميع ليستقيم المنطق وتتسيد الوطنية الحقة على ماعداها ...
رد مع اقتباس