شيطنة الحوثية"...وانكشف الغطاء بقلم/عبدالملك العجري

[نهربناء]

شيطنة الحوثية"...وانكشف الغطاء بقلم/عبدالملك العجري

29 نوفمبر 2011


على امتداد الأسابيع الماضية والحوثي والحوثيين مادة رئيسية لمانشيتات صحف الخليج النفطي وصحف ومواقع إخبارية يمنية محسوبة على الإصلاح (الحاكم) والجنرال على محسن –دعك عن صحف صالح-في توافق مثير للريبة من حيث محتوى المادة المنشورة ومن حيث التوقيت بقصد شيطنة الحوثية.
صحيح أن هذه الصحف والمواقع إياها كانت جزءا من الآلة الإعلامية لنظام 78م قبل التشظي وشريكا أساسيا في إخراج وصناعة الصورة النمطية المشيطنة للحوثية منذ حرب حزيران 2004م ولم تكن هذه المرة الأولى التي يكذبون فيها على الحوثية والحوثي, فالحوثي النبي, والحوثي المهدي, والحوثي الساحر, والحوثي الإمام ,والحوثي الكاهن, والحوثي صاحب التمائم والحروز والدنان والليالي الحمراء الصاخبة والجنان الأرضية (كلها نطلت)إنما خرجت من قماقمهم.
شيطنة الخصم والافتراء السياسي صارت من الأمور المألوفة للحياة السياسية المعاصرة إلا أن هؤلاء في كل خصوماتهم السياسية وغير السياسية عادة سواء في الشمال او الجنوب او الوسط مع الداخل والخارج يتجاوزون حدود العقل ولا يتورعون عن التوظيف المكيافيلي لكل ما يقع تحت أيديهم الدين ,التاريخ ,المذهب ,الطائفة ,العرق والسلالة,العنصر ,القبيلة ...من دون حسبان ما قد يكون لها من تداعيات آنية وآجلة مدمرة, والمبدأ الذي يعمل تحته الجهاز الإعلامي لكل تشظيات نظام 78م في كل معاركة السياسية وغير السياسية "اكذب بلا حدود"ويكفي لإدراك هذه الحقيقة الرجوع لأرشيف الصحف إياها خلال الفترة الممتدة من بداية الحرب الاولى إلى نهايتها حيث منطقة مران مقر إقامة الحوثي المؤسس(حسين )تتحول فيها إلى ما يشبة قلعة "الموث" للزعيم الباطني الحسن بن صباح المليئة بالأسرار والمحاطة بالالغاز والأساطير.
ومن الخصائص التي يكاد ينفرد بها الجهاز الإعلامي لنظام 78م خاصة جناحه الديني وذلك من خلا خبرة الكاتب للتغطية الإعلامية لازمة صعدة إلحاح "عقدة الجنس" فيه إذ يكثر فيها الحديث عن المتعة والليالي الحمراء الصاخبة وليلة الإفاضة و28 من شعبان التي يختلط فيها الجنسان في ليلة صاخبة وبعد أن يسخن الجو ويحمى الوطيس تنطفئ الشموع ويطيب الشراب ويلذ العناق ويختلط الحابل بالنابل (أثناء الحرب السادسة ادعى زعيل فرقة الاحمر وجود 400 حالة ادز بين الحوثيين)
وأنا أتابع بعض ما تنشره الآلة الإعلامية لنظام 78م بالمفهوم السابق كان يخيل لي أن مشكل صعدة مشكل جنسي وان الحوثيين ما هم إلا مجموعة من الشاذين جنسيا وكنت اقترح ما دام والأمر كذلك بدلا من الدبابات والطائرات والصواريخ والدمار الشامل وإهلاك الأخضر واليابس ,الاستعانة بعدد من خبراء الصحة النفسية والخبراء والاجتماعيين لإعادة تأهيل الحوثيين فيما يخص هذه الناحية .
والتفسير القريب من وجهة نظري لهذه السمة -التي يكاد ينفرد بها إعلام 78م خاصة الجناح الديني فيه المرتبط بالفاتيكان السلفي في الرياض- من ناحية سيكولوجية باعتبارها تنفيسا عن رغبات مكبوتة ملحة ومن ناحية أخلاقية استسهال في الوقوع في أعراض الخصوم بعد أن يتم تجريده من آدميته واختزاله في بعده الحيواني .
على كل وبالعودة إلى التصعيد الأخير المستقصد لشيطنة الحوثية ,معلوم انه مع انطلاقة ثورة فبراير والاشتغال بصالح ونظامه كانت الصحف إياها خففت من حدة خطابها نحو الحوثية مكتفية بالغمز واللمز ...وبشكل مفاجئ ومثير للريبة عاودت لخطابها التصعيدي بالتزامن مع تصعيد صحف الخليج النفطي خطابها المشيطن للحوثية هذه المعاودة إضافة إلى تزامن انطلاقة الحملتين وتوقيتهما أثار لدي كما لدى كثيرين شكوكا أنها تمهيد أو ترتيب لأمر ما وليست مجرد صدفة .لم ننتظر ليجيئنا الخبير بالنبأ اليقين من الرياض عن اقتراب موعد ابرام الصفقة بين صالح والمشترك وهو ما حدث بالفعل....لكن لما الحوثية بالذات؟.
لنأخذ في أذهاننا مجموعة من العوامل والاعتبارات التي تحتم شيطنة الحوثيين فمن ناحية الحوثيين بادروا من بداية الثورة الى المشاركة الفاعلة والخروج إلى الساحات وميادين التغيير والحرية وكان السلوك المدني والحضاري الذي رافق الفعل الثوري للثوار والتكتلات المدنية المحسوبة على الحوثية تحسن من صورتهم لدى كثير من المراقبين وتحدث انقلابا في الصورة المنمطة والمشيطنة التي رسخها نظام 78م في الوعي الجمعي اليمني, وفي المقابل كان تضررت-على ما هي متضررة- صورة المنافس الإيديولوجي القوي للحوثية الإصلاح(الحاكم) تكثر عثراته مع طول أمد الثورة ويسقط سقطات موجعة في امتحانات الثورة والفعل السياسي لقياداته كان يتسم بالغرائزية والإقصاء والاستحواذية في كثير من الأحيان ويكشف أنهم من نفس عجينة النظام ,ومن جهة ثانية حرب فضائح باردة وساخنة فتحتها الثورة بين قطبي نظام 78م أضرت بصورتيهما جميعا ولم يخرج اي منهما معافى فكل لعنة يلقيها احدهما على الأخركانت ترتد عليه أوتوماتيكيا نظرا للتحالف الاستراتيجي الذي كان قائما بينها منذ صعود صالح إلى سدة الرئاسة والشراكة في السلطة والثروة التي جمعتهما على طول الخط والتي ربما توقفت خلال فترة العدة بعد الطلاق الرجعي من المؤتمر للإصلاح (تمكن الأشقاء أخيرا من إقناع الأخير بالعودة الى عش الزوجية او بيت الطاعة بعد ان ضمنوا له حسن العشرة ) وأثناء الثورة كان كل طرف يسعى جهده في رمي لعنة حرب صعدة وحرب 94م على كاهل الأخر وبالنتيجة إعفاء ساحة الحوثيين والجنوبيين من كل تبعاتهما (وشهد شاهد من اهلها)وبالتالي كان الرابح الأبرز داخل هذه المعمعة هو الحوثي, ومن جهة ثالثا القوة السياسية الوحيدة من بين ما كان يسمى باللجنة الوطنية للحوار التي حافظت على موقفها الثابت و المنسجم مع أهداف شباب الثورة الرافض للمبادرة الخليجية والوصاية الخارجية وغير القابل بأقل من إسقاط النظام بكامل منظومته ,وهذا الموقف للحوثية كان يزعج الأشقاء الألداء فوق أن الحوثيين يمثلون صداعا مزمنا لنظام الرياض ومن الوارد جدا أن تكون مارست ضغوطا علي الطرفين للتخفيف من حدة خطابهما تجاه بعضهما ونبهتهما إلى أن المستفيد منها هو الحوثي وأصحاب القضية الجنوبية فملفات الفضايح التي فتحت بينهما كانت تبيض من صفحة الحوثية والجنوبيين .
وعليه كانت هذه الحملة ثلاثية الأضلاع (دماج-التمدد- التحالف مع صالح)لشيطنة الحوثية بقصد وقف الزحف والقوة المتنامية للحوثية أولا ولإلهاء الثوار وصرف أنظارهم عن عزم المعارضة الغدر بالثورة, وشغلهم بأخطار وتهديدات جانبية قادمة من الشمال عن الخطر الحقيقي الذي تمثله المبادرة الخليجية والتي لا تعترف بوجود ثورة ولا ثوار ولا مجتمع مدني ولا هم يحزنون وإنما أزمة سياسية واحتجاجات حزبية
ثالثا من يدري لعل هذه الحملة القاسية مقدمة لشرعنة ملاحقة الحوثية تحت مظلة المبادرة الخليجية والقرارات الأممية فالمبعوث الاممي بن عمر عقيب توقيع المبادرة هدد أن أي طرف يحاول التنصل من المبادرة سيتم ملاحقته عبر المؤسسات الإقليمية والأممية
ومن المفارقات المثيرة التي رافقت التصيعيد الإعلامي المشيطن للحوثية الحس والضمير الإنساني وقوافل الإغاثة الإنسانية التي تداعت إليها قبائل الإصلاح لفك الحصار عن دماج ..كيف صحا هذا الضمير فجأة ؟وكيف خرج من ثلاجة الحزب ؟أين كان من مئات ألاف من أبناء صعدة والجوف وسفيان ونظامي صنعاء والرياض يصبان فوق رؤوسهم الجحيم ويشعلان الأرض تحت اقدامهم حمما .كيف لم تستطع كل هذه الماسي والكوارث والجرائم بحق الإنسان ان تخرج هذا الضمير المرهف من ثلاجة الحزب .!!!!
دعونا نفترض مجرد افتراض- دون ان يعني ذلك التبرير لإلحاق أي أذى بأي شخص من دماج مهما كان بسيطا-لنتخيل كيف تكون المفارقة دماج ذات الاثنين كيلوا متر هي نقطة صغيرة وسط طوفان حوثي بيده القوة والسلطة ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف لو ان العكس هو الحاصل وكان النقطة الصغيرة هذه حوثية في وسط طوفان من الحجوريين او السلفية السعوية وبأيديهم السلطة والقوة ...ماذا كانوا سيفعلون بهم ؟؟؟؟وحتى لا اتعب مخيلتك أعود بذاكرتك –من دون أن أرهقها – إلى الوراء قليلا إلى معركة" حوث" المقدسة عندما اجتاحت قبائل الأحمر الصغير المغولية المدينة المسالمة واستباحوها بحجة وجود مسلحين حوثيين ..لماذا لم يخرج ضميركم من ثلاجة الحزب ؟وتبعثون ولو بنملة إغاثة على حقارتها؟
.ليت إن الأمر وقف عند حد هذا وإنما بعث "ملك حاشد" في المدائن حاشرين ليضربوا طوقا على المدينة وأعلن في الملا ء عن إهدار دم ومال ودار أي حوثي يتجرا على دخول إقطاعية حاشد الاحمرية وفقا لنصوص الايديولجيا العصبية والثقافة القبلية المقدسة ,ومعلوم ان العقل القبلي بالتحالف مع العقلين العسكري والسلفي بنسخته السعودية هو الذي تمكن من حكم اليمن ونجح في اختطاف ثورة سبتمبر لتتحطم ظلوع الدولة اليمنية الحديثة تحت كلكل هذا الثالوث الرهيب
وليس هذا آخر غرائب هذه الحملة فبقدرة قادر الحوثي أصبح حليف وحبيب صالح ووزراء هذا الأخير مشاؤون غداؤون من وإلى الحوثي ونقطة ومن أول السطر ...كيف ولماذا ومتى ...كلها أسئلة لا تعنيك كل ما عليك فعله أن تؤمن وانت مغمض العينين .
هل يريدون بذلك التغطية على حقيقة الباينة للعيان أنهم بتوقيعهم المبادرة الخليجية أصبحوا شركاء صالح حقيقة لا ادعاء رسميا وبرتوكوليا ؟وان من يحاول منهم التزحزح قيد أنملة عن هذه الشراكة يتعرض لغضبة ولية النعمة ومجلس الأمن وما أدراك ما مجلس الأمن ؟والحرمان من هبات وعطايا اللجنة الخاصة .
أسالوا فكري قاسم عن سراويل صالح التي ظل طيلة فترة حكمة يتسرولهم ولكلما بلي واحد منها استبدله باخر وعندما بليت كلها لبسها وهي" بالة ".
وفي إطار هذا الحملة لا يفوتهم الغمز بالإشارة الى عمالة الحوثي لايران ,ليس من قصدي هنا نفي هذه التهمة أو إثباتها ولكن يقال لهؤلاء عندما تكونون شرفاء بحق عندما تكونون وطنيين بحق عندما يكون رهانكم الأول والأخير على الشعب وعينكم عليه عندها اتهموا الحوثي بالعمالة وحاكموه عليها, أما وانتم تستلمون من اللجنة الخاصة بغير حساب وتمارسون التجارة في السياسة والسياسة في التجارة فان حديثكم عن العمالة كحديث الزانية عن الشرف .