تاج والتحديات اتجاه أبناء الجنوب طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 24 مايو 2007 16:30
صوت الجنوب  /أحمد مثنى علي /2007-05-24
بسم الله الرحمن الرحيم
كان أبناء الجنوب في أمريكا على موعد مع رئيس نظام صنعاء وشلته للمرة الثانية أمام البيت الأبيض. حيث توافدوا من مختلف الولايات الامريكيه إلى واشنطن وهم يحملون في ضمائرهم وعقولهم ووجدانهم هم بحجم الوطن واجهوا به رئيس نظام صنعاء
الذي حاول التهرب هذه المرة منهم ولكن دون جدوى حيث حاصروه بأعلام دولتهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأعلام تنظيمهم المكافح التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) ولافتات وشعارات تنادي بحق تقرير مصير شعب ودولة الجنوب.. للمرة الثانية قابل أبناء الجنوب الرئيس اليمني و بطانته وجها لوجه في نفس المكان وفي ظروف متشابهة تقريبا بمظاهره سلميه تحت قيادة تجمعهم الفتي التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج ) للتعبير عن رفضهم لواقع الحال في وطنهم المحتل وممارسة حقهم الطبيعي في إيصال صوت شعبهم الجنوبي المقهور إلى أوساط العالم الحر... وللمرة الثانية خاطب أبناء الجنوب رموز النظام الشمالي الذين قدموا إليهم بلغة الحق المغتصب باسم الوحدة ولم يجدوا من يتقبل ذلك الطرح فقد كانت اللغة الوحيدة التي أجادها مرافقو الرئيس هي استخدام إشارات وألفاظ نابيه على مرأى ومسمع المارة من السواح الأجانب والأمريكان، موظفي وحراس البيت الأبيض الذين ابدوا اشمئزازا من تلك التصرفات التي تنم عن غباء مستفحل في طبائعهم كبشر وقلة أدب وتدني في الوعي الثقافي والحضاري وضعف الحجة وضيق نفس بالآخر... كما قالت لهم إحدى السائحات الكنديات وهي برفقة ثلاثة من أطفالها.. مما حدى بابنا الجنوب المتظاهرين إعطائها علم دولتهم كهدية رمزيه ووعد بان دولتهم ستأتي يوما ما عن قريب وسيكون لها علاقات دبلوماسيه مميزة مع دولتهم كندا..  وهنا لابد من الإشارة بأن المسئول الأمني للرئيس كما سمي نفسه لأبنا الجنوب المتظاهرين قد جاء متغطرسا خلف عباءته الامنيه شاهرا سيف التهديد والوعيد قائلا... إذا أنتم يمنين عليكم تحديد ثلاثة للذهاب لمقابلة الرئيس. ومقابل هذا التعجرف رد عليه أبناء الجنوب بكبرياء وبصوت عالي وموحد.... برع ياإستعمار.... من أرض الأحرار...
 لم يكن قرار أبناء الجنوب المتظاهرين الرافض لمقابلة رئيس نظام صنعاء وليد تلك اللحظة التي طردوا فيها ممثله بالهتافات من أجل الجنوب بل قد كان هنالك رفض مسبق من قبل قيادة تاج المسئولة عن تنظيم تلك المظاهرة في الليلة الماضية حيث حاول الرئيس استمالتهم مقابلته ظنا منه بان قيادة تاج يمكن أن تخضع له بمجرد التلميح أو الإشارة أو مقابل أية إغراءات موعودة... فلم تحتاج قيادة تاج في تلك الليلة إلى عقد لقاء لتداول الأمر لأن المسألة ببساطه كونهم لا يثقون بالرئيس اليمني و نظامه فالرجل لا يؤمن عليه و قيادة تاج لن تجلس على طاولة واحده معه حتى إذا أسلفنا جدلا موافقته على شروطهم المعروفة والتي حتما لن تحيد عن حق تقرير مصير الجنوب...
ومع الإقرار بصعوبة الرسالة التي يتبناها تاج ودون الاستهانة بإمكانيات الخصم إضافة إلى صعوبة وتعقيدات الأوضاع الوطنية قي الجنوب وعلى المستويات المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بالقضية الجنوبية ومع إدراك أبناء الجنوب الواعي في المهجر الأمريكي والبريطاني بأن تحرير وطنهم لن يتحقق بمجرد الخروج بمظاهرات سلميه في واشنطن ولندن وليس هنالك ما يشير أيضا بأن هدفهم تحرير وطنهم الجنوبي من الخارج فقد رافق القيام بتلك المظاهرات عمل سياسي ودبلوماسي مكثف بهدف تهيئة وإنضاج الرأي العام الدولي وتفهمه لمعانات شعبهم ونضاله السلمي والمشروع داخل وخارج الوطن وتحييد ذلك التفهم في الوقوف إلى جانب قضية وطنهم وشعبهم الجنوبي العادلة والمتمثلة بحق تقرير المصير..
  والحقيقة التي يستوعبها كل جنوبي وهي بأن تحقيق ما يهدفون ويتطلعون إليه ليس بالأمر الهين، غير أن أسلوب الدبلوماسية الهادئة وأساليب التعبير الحضارية المشروعة المتجسدة في  المظاهرات خارج الوطن و الاعتصامات داخله والتقديم الموثق بالأدلة والأرقام لحجم المعاناة التي يعيش في ظلها الشعب الجنوبي منذ 7 يوليو 94 حتى اليوم، كما أن تمسك دول العالم الحر بمبادئ القانون الدولي والقوانين و الأعراف المتبعة في الكثير منها والداعية إلى احترام الإنسان وصون آدميته ومنحه كافة حقوقه السياسة والمدنية دون نقصان وبالذات حق الشعوب في اختيار العيش الأمن والكريم على ترابها وداخل أوطانها دون وصاية من أحد كل ذلك يجعل مهمة أبناء الجنوب اليوم ليست بالمستحيلة وحتما بأذن الله سيصلون إلى تحقيق ما يتطلعون إليه لكونهم شعب حر يرفض الذل والعودة للعيش في زمن العبودية سواء طال الزمن أم قصر.
أن 13 عام منذ احتلال الجنوب حتى اليوم قد ولدت الكثير من التراكمات في تجربة العمل السياسي لأبنائه داخل و خارج الوطن، كما أن الدور الذي لعبه أبناء الجنوب في الخارج منذ 7 يوليو 1994 قد توج اليوم بنشاط قيادات العمل السياسي الجنوبي المتمثل بالتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج وجهود أعضائه وأنصاره في عموم أوروبا والولايات المتحدة حيث أسهمت تلك الجهود حتى اليوم وبشكل ملحوظ في إعادة طرح وبلورة القضية الجنوبية وإبرازها إلى السطح السياسي وجعلها حيز التداول بين أوساط المؤسسات الدولية ومؤسسات ومراكز البحث العلمي والسياسي المهتمة بالشأن العربي ودوائر القرار الرسمية والشعبية في الكثير من الدول التي يتحرك في إطارها ممثلو تاج.. أن تلك النجاحات لم يكن لها أن تتحقق لولا إيمان الجنوبيين جميعا بعدالة قضيتهم و استعدادهم لبذل كل غالي ورخيص في سبيل تحرير وطنهم واستعادة الكرامة المسلوبة والوطن المغتصب.
كما أن تجربة العمل السياسي المتراكمة على مر التاريخ لأبناء الجنوب قد ولدت هذا المستوى من الوعي العلمي والثقافي العالي لدى رموز تاج ومعظم أعضائه وأنصاره وقد أكسبتهم مناعة في سبيل مواصلة النضال السلمي الهادئ بعيدا عن آية تعثرات يمكن أن يخلقها لهم نظام صنعاء المهووس حتى الثمالة بممارسة هواية التفريخ المحببة إلى رأس القائمين عليه والتي يدفع مئات الملايين من خزينة الدولة من أجل تحقيقها في محاوله منه لتمييع القضية الجنوبية التي بداء الالتفاف حولها من قبل كافة أبناء الجنوب في الداخل والخارج. وهنا يعود الفضل في ذلك أولا إلى جهود الميامين من أبنائه الذين يقودون المسيرة بشكل يومي داخل الوطن حيث يتزايد عددهم ليعم كافة مناطق الجنوب. ولعل ما يجري اليوم في محفد أبين وما سيجري في 22 مايو من وقفه جنوبيه في كل محافظات الجنوب بل أن ما ستحمله لنا قوادم الأيام لهو خير دليل على حيوية شعب الجنوب وعدالة قضيته وان هذا الشعب قد شب عن الطوق وقرر دون خوف أو وجل سوى من الخالق سبحانه وتعالى أن يستعيد حقه في التحرر وتقرير المصير وإعادة بناء دولته على كامل أرض وتراب وحدود وهوية دولة اتحاد الجنوب العربي وعاصمتها عدن الحبيبة..وقد أتى تأسيس تاج خارج الوطن ترجمة لتطلعات أبناء الجنوب وامتدادا لنضالهم في الداخل..
وعلى المستوى القيادي لتاج يبقى الأمل معقودا على استمرار تأدية هذا الدور خارج الوطن, و أن يستمر في طرق كافة الأبواب لحشد الرأي العام العالمي وكسب التأييد والتعاطف مع قضية وطنهم الجنوبي المحتل ومع تطلعات أبنائه في أعادة بناء دولتهم وفي مقدمة المهام إيصال صوت الجنوب إلى كافة دوائر القرار في مختلف دول العالم وان لا يغيب عن بالهم بان الاقتصاد سياسة مكثفه وان السياسة تحكمها المصالح وعلى تاج أن يطرح وبقوه إلى جانب التمسك بالحق الجنوبي المغتصب مسألة المصالح المشتركة بين تلك الدول و دولة الجنوب العربي لأنه ببساطه لن يستمع إليهم أحد من دون أن تكون لديه مصالح آنية ومستقبليه مشتركه ويستطيع من خلال العلاقات والتعاون المتبادل أن يضمن الحفاظ على تلك المصالح واستمراريتها بل و تطويرها نحو آفاق أوسع... وهذا أمر بالتأكيد ليس بخاف على قيادة تاج التي وضعت مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات لكونهم ببساطه قيادات شابه وجدت من رحم معاناة وطن وعذابات والأم شعب وتشربت بعصارة التراث النضالي الجنوبي الهوى والهوية تراث وكفاح الآباء والأجداد الفني عن التعريف لكل عاقل و لبيب و الله على ما نقول شهيد.
*

عضو اللجنة التنفيذية رئيس لجنة عموم أمريكا
التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج "
آخر تحديث الخميس, 24 مايو 2007 16:30