" عندما تكون جنوبياً مخلصا فلا تقبل الا ان تكون سعيد شحتور"


إنها كلمات لا تحتمل الكذب أو التكذيب تلك التي سطرها بالدم يراع الصحفية الجنوبية أمل لأنها تجسد واقعياً وحقيقة كل ما في نفوسنا كجنوبيين من ألم وسخط واحتقان وتأهب , كلمات تعكسها, وتجسدها - في قوة وأمانة - الانتفاضة الجنوبية الراهنة في كل المحافظات والمناطق ـ انتفاضة المشاعر الوطنية التواقة للحرية والاستقلال والتي
بلغة مبلغ متقدم بعد إن أشعل شرارتها الاولى المناضل البطل سعيد الشحتور الكازمي مساء يوم 21 مايو المنصرم في المحفد ,كلمات جسدها الانتماء للجنوب بشرف الكفاح والعمل لأجل الجنوب الوطن والتراب والعراقة ، ففي كل يوم تسيل دماء, ويسقط شهداء من الرجال والنساء والأطفال داخل أبين وشبوة والضالع وبمعظم مناطق الجنوب وبأساليب مختلفة من أساليب القتل والإبادة المنضمة التي يتقن ممارستها ضد شعبنا أتباع الأجهزة القمعية الصنعانية , وكل يوم يزداد قهر الناس وإذلالهم وترويعهم وإفقارهم ، وكل هذه التضحيات من قبل شرفاء الجنوب في مواجهات غير متكافئة مع العصابات الصنعانيه الخبيثة التي تمتص الخيرات وتنهب الثروات وتزهق النفوس , ومع ذلك زرعت الرعب في قلوب عصابات صنعاء, و أطارت النوم من عيونهم, وجعلت أبناء الشعب الجنوبي يدركون, ويؤمنون أنه لا حل لقضيتهم إلا بالحجر والرشاش, ومزيد من الدماء والشهداء.
فليخرس المطبلون والمتخاذلون من أذناب هذه العصابات الباغية التي تعيث بأرضنا فساداً وتدميرا , وليخرس المتواطئون العائشون على فتات الموائد وأشياعهم الذين يدعون الشعب الجنوبي المناضل إلي التخلي عن هويته وحقوقه وحضارته العريقة , ليخرس هؤلاء جميعًا, فلا مكان لهم في مسيرة النضال الجنوبي .. مسيرة الموت الشريف, من أجل ميلاد جديد لحياة الكرامة, وكرامة الحياة.
لقد بدا واضحا مما لا يقبل الشك والجدل أن الصحوة الجنوبية في انتشار سريع ومتزايد يوما بعد يوم وهو منذر بزوال عصابات صنعاء إن شاء الله ومبشر بميلاد فجر الجنوب المشرق بالعزة والمجد ، فسلطان الكثرة الذي يتمثل به الشمال لا يمثل المعيار الأول في دك حصون الطغاة والظلمة وأعداء الشعوب واسترداد الحقوق الشرعية ولا هو الأصل بمقاييس الحقوق والغاية إليها مهما بدء النظر للواقع هكذا عند بعض الواهنين ، قال الله تعالى " .. ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا .." الآية 25 سورة التوبة .

الغليان لن يهدئ وبلا شك فكل شيى في حالة تصاعد مستمر ويبقى على الجنوبيين فرض لا محيص لهم من القيام بأعبائه ألا وهو شرف الذود عن حياض الوطن الجنوبي الغالي .

فطوبى لمن كان في شموخه كالأرز، وفي صلابته كالسنديان ، وفي رزانته ورسوخه كشم الجبال ، ومنيع القلاع ماكثاً في الأرض ...