القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


هل يكون الحوثي آخر المتمردين في اليمن ؟ صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 16:19
آراء  تغييرية:نقلاً عن موقع التغيير
محمد الخامري
أدرك جيدا أني سأخوض في هذا المقال غمارا شائكة وربما أتلقى تهمة جديدة أصبحت رائجة هذه الأيام في اليمن وهي الحوثية ،
حيث تم رفع الحصانة القضائية عن احد القضاة بتهمة الحوثية وإحالة رئيس تحرير صحيفة معارضة إلى القضاء بنفس التهمة، وتهديد وكيل وزارة من قبل رئيس الوزراء بتهمة الحوثية أيضا، إلى غيرها من الأمور التي تحصل هنا وهناك وتكون بنفس القضية والسبب دون الإشارة إليها في وسال الإعلام.
أريد أن اطرح في هذا المقال بعض التساؤلات التي أرى أنها مشروعة إذ من هو المنتصر في الحرب الأخيرة والمواجهات والمعارك التي كانت جبال مران بمحافظة صعده القريبة من الحدود السعودية مسرحا لها والتي راح ضحيتها الآلاف من اليمنيين من الجانبين العسكري والمدني وكبّدت الدولة خسائر طائلة من الأموال والعتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة.
مع الإشارة إلى أن الحرب والمواجهات والمعارك لم تنته إلى هذه اللحظة، وأضنها لن تنتهي في الوقت القريب رغم التطمينات الحكومية بالسيطرة التامة على المواقع التي يتمترس بها الحوثي واتباعه، والتسريبات الإعلامية التي لا يعلم مدى مصداقيتها من أن المتمرد حسين الحوثي مصاب ويختبئ في إحدى القرى التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
المنتصر في هذه الحرب خسران " حسب قول الشارع اليمني " لان الكل يمنيين ودماءهم غالية على اليمن.
ماذكرني لهذا الموضوع هو إصرار الرئيس علي عبد الله صالح للتذكير بهذه الأحداث المؤسفة في كل مناسبة يخطب فيها، حتى انه ذكرها أمس في زيارته لمديرية عتمه مؤكدا أنها انتهت، ولن تعود وان الدولة لن تؤاخذ احد بجريرة الحوثي حتى لو كان أخوه أو أبوه أو أي احد من قرابته.
قد يقول قائل إن هذا متمرد على النظام والقانون والشرعية، نقول نعم هو متمرد وكل إنسان يمكن أن يكون متمرد واجزم أن 80 % من الشعب اليمني متمرد على الشرعية الموجودة حاليا في اليمن لكنهم لا يستطيعون أن يعبروا عن تمردهم كما عبر عنه حسين الحوثي الذي وجد المال والسلاح والمناصرين له " هذا إذا افترضنا جدلا انه متمرد " لأنه ينفي هذه التهمة عن نفسه ويبدي استعداده لأي شئ ينهي القتال الدائر كما علمتُ من أعضاء في لجنة الوساطة الأخيرة لكنه اشترط رفع القوة العسكرية التي جلبت من مناطق أخرى إلى محافظة صعده.
ربما تحسب عليّ نقطة سوداء أن أقول إن اغلب الشعب اليمني متمرد ويحسبها بعض من أنيط بهم حفظ الأمن في بلادي أني أدعو إلى التمرد لذلك أحب أن أوضح قصدي من هذه النقطة بالذات، عندما أقول متمرد لا اعني بذلك انه يطمع في الحكم أو يدبّر لعمل انقلاب على الرئيس، لا.. بل هو متمرد من الأوضاع المعيشية التي وصلت إليه والتسيب المالي والإداري والمحسوبية والفساد وكل شئ يمكن أن يتصوره عقل من اختلالات أمنية ومعيشية واجتماعية واقتصادية موجود في اليمن، البطالة المقنعة تمثل جزءا كبيرا من المجتمع، والبطالة السائبة التي لا تعرف استلام معاش ولا تحسب للشهر حسابا من باب المثل الشعبي " شهر ما لكش فيه معاش لا تحسب أيامه " هذه البطالة موجودة وبصورة صارخة في كل شبر من أرجاء اليمن، أماكن خاصة تجمع هذه الشريحة، تراها وتضن أنك في مجاعة، لا تستطيع أن تقف بسيارتك بالقرب منها، سترى مجاميع منهم يصعدون إليها عنوة وكلهم يخبرك انه " يجيد جميع أنواع العمل، سباك كهرباني، مهندس، بناء، مرنج، أي شئ " المهم يجد عملا يقتات منه هو وأسرته !!.
موظفو الدولة يستلمون مابين 15 – 25 ألف ريال يمني في حدود 150دولار، الكثافة السكانية عالية والخصوبة أعلى، الأسعار لا تتوقف عن الصعود والدولة تبررها بارتفاع الأسعار العالمية أو رفع الدعم عن السلع، الكيس الرز وصل إلى أكثر من 5000 ريال والدقيق أكثر من 3000 ريال والسكر في حدود 3500 ريال وعلبة حليب النيدو 2500 ريال، فستان الطفلة ذي السنة الواحدة يتعدى الثلاثة آلاف ريال، كيف العيش في ظل هذه الأسعار، وكيف يستطيع الإنسان أن يحفظ توازنه.
أين يذهب المواطن اليمني الذي يريد أن يخزن بـ300 ريال يوميا على الأقل لكي ينسى هذه الهموم ويعيش في " الساعة السليمانية " عندما يبدأ مفعول القات تشبيها لها بساعة النبي سليمان عليه السلام.
أليس من حق هذا الشعب أن يكون متمردا..  من يتحمل مسئولية هذا الوضع الذي وصل إليه المجتمع اليمني..
قد يقول " منصف " إن اليمن دولة فقيرة وهذه حال الشعوب الفقيرة، أقول انه عندما ينظر المواطن إلى اقل مسؤول وعنده خمس سيارات اقل سيارة بخمسة مليون ريال وعنده ثلاثة إلى أربعة قصور ويخزن بالخمسين ألف يوميا فهذه علامات الغنى وليس الفقر.. عندما ينظر المواطن إلى الهبات والمصروفات التي تصرف من هنا وهناك للمشائخ والأعيان والوجاهات الاجتماعية بملايين الريالات وبأنواع السيارات وهي الهبات التي آزرت ودعمت حسين بدر الدين الحوثي في بناء نفسه وقبائله وطلابه وتعبئتهم التعبئة النفسية المتشنجة ضد الغير، هذه المبالغ التي كانت تصرف شهريا بحدود عشرة مليون ريال ليكون حربة في حلق تنظيم سياسي آخر ضمن سياسة فرق تسد المتبعة هي التي جعلت الحوثي يصمد أكثر من خمسين يوما في وجه الدولة بقوتها ورجالها وعدها وعتادها، وينقلب السحر على الساحر.
هذا الدعم الذي يوغر صدور المواطنين ويجعلهم ينقمون على الدولة معاملتهم كعبيد ومعاملة فئة أخرى كساده.. هذه الأموال التي تصرف من جبين الشعب من الضرائب والواجبات والبلدية والمجالس المحلية وغيرها من صناديق الجباية التي لا تعد ولا تحصى ثم توزع على فئة قليلة من المرضي عنهم.
العسكري في اليمن يمارس على المواطن والتاجر سلطات دولة مستقلة وذات سيادة، تراه في الشارع كأنه ذئب عقور، يفتش هذا ويضرب هذا ويطلق النار ليفزع ذاك، ليس له هدف إلا استلاب حق القات من المواطنين بغير وجه حق، تراه يرعد ويزبد على صاحب المحل التجاري رغم أن النظام مطبق والرخصة مجدده والضرائب مدفوعة والزكاة مسلمة ولا يوجد أي مخالفة، إلا انه لابد أن يدفع " أجرة العسكري " و إلا حُبس واُهين واستمر في الحبس إلى أن يدفع.
تذهب إلى رئيس المجلس المحلي لتشتكي وتقول إن العسكري متعسف ولا يوجد له حق في المطالبة باجرته فتجد الجواب حاضر إن وزير الدولة هو الذي فرض هذه " الإتاوة " للعسكري ثم يبدأ المسؤول في المجلس المحلي يشرح لك الموضوع أن العسكري مهضوم وراتبه قليل ولابد أن نتعاون معه.. مفارقة عجيبة تلك التي تقول يضربني ويتعسف علي ويأخذني في سيارة البلدية تحت الحراسة المشددة كأني مجرم ثم اكافئة بحجة أن راتبه الحكومي قليل، وهذا الحال ينطبق على جميع العسكر في اليمن في المرافق الخدمية " المرور، البلدية، الضرائب، الواجبات، المجالس المحلية، الأقسام، النظافة، البيئة، الخ تلك الجهات الخدمية التي لديها موظفون " عسكر ". وهناك نكتة شائعة في المجتمع اليمني تقول إن عسكري المرور أوقف إحدى السيارات وسأل السائق عن رخصة القيادة " الليسن " فأبرزها وكانت سليمة وكذالك الكرت والجمارك وملتزم بالنظام ورابط لحزام الأمان ولم يجد عليه شئ، فكر العسكري كيف يختلس هذا السائق النظامي، فصعد إلى السيارة وقال له اطلع إدارة المرور أنت لم تصلي الفجر اليوم !!. رغم أن النكتة ساذجة إلا أنها تعبر عن واقع الحال في المجتمع اليمني والعلاقة المتشنجة بين العسكري والمواطن.
هنا لابد من أن يطرح السؤال " عنوان المقال " هل يكون الحوثي أخر المتمردين في ظل هذه الأوضاع المتردية، وهل يستطيع الأخ الرئيس أن يأخذ العبرة من تمرد الحوثي من جميع جوانبه من الجانب الأيدلوجي والمادي والأسباب والمسببات ومراكز القوى والنفوذ والتربية والتعليم وغيرها من الجوانب التي لابد أن تعمل حولها دراسة متكاملة للاستفادة منها ومحاولة تلافي أي تمرد آخر على غراره أو بطريقة أخرى.
أخيرا أريد أن أشير إلى معلومة وصلتني حديثا وهي أن الدولة تتكبد يوميا أكثر من ثلاثمائة مليون ريال قيمة أغذية ومواد أساسية لسكان المناطق المنكوبة من الحرب التي استمرت على رؤوسهم أكثر من 40 يوما وكذلك هي للقوات الحكومية الضخمة المرابطة هناك.. بالإضافة إلى الخسائر البشرية والسلاح الذي يصل إلى مليارات الدولارات منذ بدء المعارك قبل أكثر من 50 يوما، فهل تكون هذه آخر المعارك الطاحنة في عهد الرئيس علي عبد الله صالح الذي كان يقول إن الحزب الاشتراكي لديه استراتيجيه معينة وهي أن يعمل كل خمس سنوات معركة لتصفية بعض قياداته، فهل ستكون الاستراتيجية الجديدة كل عشر سنوات باعتبار أن المعركة الأولى عام 94م والثانية عام 2004م وتلك أقصت مجاميع كبيرة من القيادات التي أعلنت الانفصال وهذه ستقصي " بحسب رأي المحللين " العديد من القيادات المدنية والعسكرية " التي أخطأت في المعارك من حيث التخطيط والتوقيت والتوريط منذ البداية؟
آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 16:19