القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
السيد عبدالله علوي الصافي .. صاحب أقدم مكتبة عمرها نصف قرن بالمكلا صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
من التاريخ - من تا ريخ الجنوب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 18 يونيو 2007 04:35
صوت الجنوب / سند بايعشوت/2007-06-18
توطئة في حياتنا قد نمر على بعض المعالم هكذا عرضاً دون أن نعيرها أدنى التفاتة، لكن إذا اختفى ذلك المعلم بتنا نتساءل كيف ولماذا؟ مع أنه حين كان قائماً لم يسترع اهتمامنا
لكن مكتبة الشعب ليست مجرد مكتبة، بل مركز إشعاع ثقافي تنويري على مدى نصف قرن من الزمان، وهي من المكتبات التي استطاعت أن تخلق «شيئا ما» في وجدان الإنسان المكلاوي تحديداً، وبقيت في الذاكرة صورة ذلك الرجل صاحب مكتبة الشعب بقفطانه الأبيض المميز.

الحوار التالي يكشف عن تجربة حياة وذاكرة جيل.. ذلكم الجيل الذي تشرب فنون العلم والمعرفة من المكتبة السلطانية ومكتبة الشعب ومكتبة أحمد سعيد حداد.. من هؤلاء محمد عبدالقادر بافقيه، محمد عبدالقادر بامطرف، حسين بن محمد البار، المصور أحمد باجنيد ولفيف من مثقفي المكلا التي تحتضن البحر والجبل في تعانق أبدي.

عبدالله الصافي وحكاية مكان

يقول عبدالله علوي الصافي، وهو صاحب مكتبة الشعب: جئت إلى المكلا من رباط باعشن بدوعن وعمري ست عشرة حجة، اما والدي فقد جاء من الحبشة وكان معه مبلغ من المال ففتح محلاً تجارياً في المكلا لأنه كان وكيلاً لبعض اليمنيين في المواد الغذائية وخاصة الذرة أيام المجاعة، وفي الحبشة فقد كان أبي يعمل في شركة البس.. وقد درس والدي في السودان وتزوج مبكراً وكنت أول أنجاله، ومكث في رباط باعشن أربع سنوات، ثم عاد ملتحقا بشركة البس بالحبشة ثم في السعودية وتوفي هناك.

أما عن افتتاح مكتبة الشعب في المكلا فقد قال عبدالله بن علوي:« أول من شجعني هو المرحوم الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه وخالد أبوبكر بارحيم، وقد افتتحت سنة 1957.. وكانت بدايتها في الأدوات المكتبية ثم بدأت بالتراسل مع مصر ولبنان وكنت قبل هذا أجلب كتباً من عدن من مكتبة عبداللطيف عبادي.

> ماهي أبرز المكتبات العربية التي راسلتها؟

- مكتبة المثني بالعراق ومكتبة الحلبي والفكر العربي لكن أبرز علاقاتي كانت مع مكتبة لبنان.

> وفيما يتعلق بالصحف المحلية؟

- بالطبع توجد صحف الطليعة، الرائد، الجماهير، الرأي العام وبالتأكيد فإن إقبال الناس عليها في تلك الفترة لا بأس به إضافة إلى الصحف الصادرة من عدن كصحيفة النهضة وفتاة الجزيرة والأيام، والرقيب.

> والموقع الحالي للمكتبة كيف حصلت عليه؟

- للسلطان غالب دور كبير في حصولي على أرضية مكتبة الشعب أنا والأخ أحمد سعيد حداد وكان السلطان غالب يرسل سكرتيره ليبتاع بعض الأشياء من المكتبة.

> علاقة المكتبة مع الأطر الرسمية؟

- كنت مرتبطاً بثانوية المكلا وعدد من دوائر الحكومة وخاصة إدارة التربية، ارتبطت معها على توريد الكتب لها مقابل عمولة خاصة.

> هل كانت مكتبتكم أول مكتبة؟

- بالتأكيد.. لأن الأخ أحمد سعيد حداد كان يبيع الصحف المصرية، وحين افتتحت مكتبة الشعب عمل الأخ حداد على تطوير مكتبته.

الوكيل في حضرموت.. مكتبة الشعب

جرى تعييني وكيلاً لمجلة العربي الكويتية في حضرموت.. وبالمناسبة فقد جاء وفد من مجلة العربي وزار المكلا.. كانت المدينة صغيرة في تلك الفترة أي في ستينات القرن الماضي. وقد جلنا بهم في مدينة المكلا حيث عملوا استطلاعاً للمدينة وكان من بينهم سليم زبّال وأوسكار متري وقدر رافق وفد العربي العبد لله والمصور أحمد باجنيد ومحمد باعكابة وسالم عبداللاه الحبشي.

> لكن كيف حال المكتبة بعد 67م؟

- استمرت المكتبة على ما هي عليه ولمدة سنتين ثم بعد ذلك أخذت مؤسسة 14 أكتوبر التوكيل العام واتفقنا نحن وهم على أن تكون المكتبة وكيلا فرعيا.

> لماذا اتخذتم هذا النمط من العمل والمكتبات؟

- يمكن تقول هواية وهي من المهن النظيفة إذا جاز لي التعبير وبالطبع فإننا لا نقتصر على بيع الصحف فحسب بل نبيع الأدوات المكتبية. وكما قلت لك كنا نستورد لإدارة التربية مواد مكتبية وفنية.

> اللائحة الاعلانية للمكتبة محفورة في الجدار وليست خشبية أو حديدية ما تعليقكم؟

- الاستاذ الفنان عمر مرزوق حسنون أطال الله في عمره هو الذي شجعني، والأخ أحمد سعيد حداد تولى حفر اسم المكتبة على الجدار.

> ألا يشير هذا أنكم لا ترضون بديلا للمهنة؟

- بالطبع كنا طموحين في عمل المكتبة ولكن سبحانه مغير الأحوال والهمة يا ولدي (معادها) كما كانت.

> هل فكرتم في توثيق تأريخ مكتبة الشعب التي تعد إحدى المنظومات الثقافية لمدينة المكلا؟

- هذا اللقاء بالطبع هو إحدى الوثائق.

> أبرز الشخصيات التي كانت ترتاد المكتبة قبل نصف قرن؟

- محمد عبدالقادر بافقيه، علي محفوظ باحشوان (حوره) الدكتور فرج بن غانم وغيرهم.

> المؤلفون الحضارم الذين كنتم تبيعون كتباً لهم؟

- السيد محمد بن أحمد الشاطري وكتابه أدوار التأريخ الحضرمي وكتاب آخرون.

> حدثني عن أسرة آل الصافي بإيجاز.

- أسرة آل الصافي هي في الأصل من دوعن وتحديداً من رباط باعشن، وجدنا في عدن اسمه طه بن علوي الصافي وقد هاجر إلى عدن نتيجة للاضطرابات التي حدثت في رباط باعشن في تلك الفترة، وأخوانه حامد بن علوي ومحسن ونيس ، أما محسن وحامد فقد جلسا في عدن ونيس ذهب إلى السودان وهناك ترك ذرية من آل الصافي.

قدها بقالة

> في صحيفة الثقافية نشرت قصيدة تهكمية تحكي عن تحول المكتبات إلى بقالات هل هذا يعني أن زمنكم ولى وراح؟

- أذكر أن هذه القصيدة نشرت عندما كانت مكتبة الحياة في دار باسالم وبعدها بفترة قصيرة آلت إلى بقالة.

> ما هي ذكرياتك مع السلطان صالح؟

- التقيت بالسلطان صالح كذا مرة وسلمت عليه، وآخر علاقتي مع السلطان صالح مع مجيء المعلم عبدالله بن لادن وقد سكن الأخير ضيفاً لمدة يومين في بنقلة الحرشيات بإيعاز من السلطان صالح وذلك لتزاحم الناس على المعلم عبدالله بن لادن.

> هل تذكر أول زيارة لعبدالله بن لادن؟

- أذكر أن أول زيارة حين خرج بوالدته من جدة إلى مسقط رأسه رباط باعشن، وبعد سنتين مرضت والدتهم فخرجوا من جدة عبدالله ومحمد ومعهم الدكتور خالد إدريس وقد نقلوها من الرباط إلى جدة وهناك توفيت.

> ما ارتباط آل الصافي بآل بن لادن؟

- أولاً أنهم من منطقة واحدة وهي رباط باعشن لأن والدي في فترة من الفترات كلفه المعلم محمد بن لادن أن يشرف على مطار في الأردن على حساب الحكومة السعودية كان ذلك في عام 1967م.

> من هو عبدالله بن علوي؟

- عبدالله علوي محمد نيس الصافي من مواليد 1928

ولد في رباط باعشن نشأ بها وتعلم فيها مبادئ التعليم الأولى.

سافر مع والده إلى الحبشة وهناك ضمه في مدرسة بأديس أبابا.

ثم واصل تعليمه في مدينة عدن بعد مجيئه من الحبشة.

يعمل حالياً في التوكيلات الخاصة.

وأخيراً

لقد أثارت فينا المكتبتان الوطنية والشعب كوامن الشجن لأنهما من أعرق المكتبات في مدينة المكلا.. ذكرتانا بشيء ما كان على البال.. بمجلات ميكي ماوس، سمير، المصور، آخر ساعة، الكواكب وحواء إلخ ذلك لأن الحياة في تلك الفترة كانت بسيطة في تركيبها، وطبقت المكلا المقولة العربية الشهيرة «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ» وكذلك المكلا كانت على «المتن» وليس «الهامش» في الاحتفاء بما تنتجه مطابع القاهرة وبيروت.





عن صحيفة الايام العدنية 2007-06-18

آخر تحديث الاثنين, 18 يونيو 2007 04:35