القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


رد على موقف على ناصر من الهوية الجنوبية - بقلم :احمد سالم ابوسلطان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 03 أغسطس 2012 12:37

(1)
مقدمة
   لقد طلع علينا على ناصر محمد فى مقاله الاخير ، وبكل ما اوتى من قوة ، للتسويق للحوار الوطنى اليمنى . واذا كان هناك من حسنة لهذا الحوار الوطنى اليمنى ، الذى يعد معركة الاحتلال ، من اجل دفن القضية الجنوبية بوصفها قضية تحرر وطنى من احتلال همجى متخلف ، فهو اجبار  البعض عن كشف المزيد عن حقيقة مواقفهم من الاحتلال اليمنى ، مثلما فعل على ناصر فى مقاله هذا .


    لقد عاد على ناصر للماضى السحيق ليؤكد لنا انه رجل حوار وانه عاش ومازال من اجل الحوار . هل هو دفاع استباقى لمشاركته فى الحوار  ، ام هو محاولة اقناع بالحوار ؟ الشكل الذى ساق به حديثه ، والذى لمع فيه سجله  ، وشن هجوما شبه صريح ومبطن على الاخرين ، وكشف موقفه من الهوية الجنوبية المستقلة التى ترفض جعل الجنوب مجرد شطر وجزء من غيره ، يوحى انه دفاع استباقى اكثر منه محاولة لاقناع الاخرين بالحوار ، اما محاولة الاقناع فهى  الهدف الثانى .  فالاقناع منصب أن موقفه - الذى يثبته التاريخ - والذى يدفعه للحوار الوطنى اليمنى لاغبار عليه  بل هو الصحيح وماسواه خطأ .
   لا يهمنا السرد التاريخى ، ولايمهنا شخصية على ناصر الحوارية ، ولايهمنا اخراج نفسه من احداث الماضى باقل الخسائر التى تمس شخصه ، حيث لم يكن من البعض الذى كان يردد شعار : " من عدن للبحرين شعب واحد لا شعبين " ولا شعار " ياشباب العالم ثوروا ياعمال يافلاحين شيدوا الاشتراكية دمروا الامبريالية " ( ولاندرى هل كان عضوا فى الحزب الاشتراكى ) ، ولايهمنا جعل رفيقه على سالم البيض فى سلة واحدة مع على عبدالله صالح ( مما يوحى بان البيض شر على يمنه - يمن على ناصر - وعلى حواره مثله مثل على عبدالله صالح وهما سبب المشكلة والحرب ) ، ولايهمنا هل نشبت حربى 1972 و 1979 م من اجل فرض وحدة ام لا  حيث عارضها لانه مع الحوار ( يوحى سياق الحديث بهذا ) . ولن نقف عند ترديده ما رددته قناة سهيل من ان الساحات الجنوبية فى عدن حضرموت وغيرها  كانت تؤيد التغيير دون ذكر انها اصلاحية ... لايهمنا كل ذلك ، فهو من اجل اقامة حصون الدفاع عن موقفه  حتى لايذهب احد بعيدا ويعتقد ان هناك قوى ، او ضعف شخصية ، اجبرته على مباركة الحوار والمشاركة فيه والتسويق له ، او التسويق لموقفه بالاصح .
    ان الذى يمهنا عقلية على ناصر اليمنية التى " تحاور " من اجل اليمن ، والتى تدافع عن بقايا شمولية مازالت تمارس على الشعب الجنوبى ، لم يستفد منها الجنوب فى الماضى واستفادت منها ( ج ع ى ) حيث اسلمته اليها ومازالت تستفيد من بقاياها . يهمنا عقليته التى لا تزال تراوح مكانها بخصوص الشعب الجنوبى ( اذا لا يعترف بان الجنوب شعب مستقل له ارضه الخاصة التى ليست شطرا ولا يحق لاحد مشاركته فيها ، ويؤمن بتقاسم الثروة وهى تقاسم ارض وثروة الجنوب وحدها )  ، وهى عقلية ازعم - كما سبق اعلاه - انه اصابها شئ من لعنة الشمولية دون ان تدرى ، وماذا يعنى تصويره من يتمسك بهوية وطنية جنوبية انه يعود الى ادغال التاريخ ؟! . الا يشتم الواحد روائح شمولية هنا ؟

(2)
الهوية الجنوبية التى لايؤمن بها على ناصر
ما يهمنا هو توجيه سهامه الينا ، واقصد الى تمسكنا بهويتنا الوطنية المستقلة  ، ونسوق ماجاء فى مقاله .
 يقول على ناصر :  " تحققت وحدة عام 1990 م على طريقة الهروب الى الامام من كلا الطرفين ، واليوم تحضر شواهد الهروب الى الخلف الذى وراء ظهر وحدة 1990 م بل الى الخلف البعيد الذى خرج لتوه من ادغال التاريخ ليحدثنا عن الهوية والهوية المضادة ، فى عملية تخرج خارج سرب المعطيات الراهنة والقوانين المعاصرة والاحكام المتعارف عليها " ا هـ .
 وفى فقره اخرى " والآن البعض يتنكر لهويته الوطنية ويدعو لمفاهيم جديدة مفارقة للواقع وطبيعة الأمور وعلى سبيل المثال: فإن الشعوب الأخرى لم ولن تتنكر لتاريخها مثل شمال السودان وجنوبه، وشمال العراق وجنوبه، وشمال كوريا وجنوبها، وألمانيا الشرقية والغربية "   أ هـ .
     عندما يتحدث على ناصر عن الهوية يتحدث عنها بكل سطحية متناهية وخفه - للاسف -لايحسده عليها احد  ...  فما هى حجته ؟ لايقدم اى حجة اطلاقا  سوى انكاره الخاص للتنكر للهوية الوطنية  ويحتج بان الشعوب الاخرى لم تتنكر لتاريخها . هل يتحدث عن الهوية ام التاريخ  ؟ ام يعتبر التاريخ المشترك هو المكون الوحيد للهوية ؟ واين هذا التاريخ المشترك ؟ على الاقل فان ما اطلق عليه الامام " جنوب اليمن " مستقل عن اليمن منذ اكثر من مائتى سنة ولم تشهد هذه المنطقة اليمن وما سمى جنوب اليمن وحدة حقيقية قبل المائتى سنة الاخيرة ، بل دويلات اسلامية ضعيفة متتالية ومتعاصرة . كما ان حضرموت لم تربطها علاقة باليمن الا فى دولة سبأ ولم نعرف كم استمرت واين وصلت بالضبط حدودها ( وهوغزو دموى ) ، ثم فى دولة حمير حوالى مائتين وخمسين سنة ثم انتهت الى الابد . ( التاريخ لايعطى شرعية لاحد بل الشرعية للشعوب والا لاصبحت جميع الدول غير شرعية اليوم ، ولا تعطى ايضا شرعية الاسماء الجغرافية ) . بعد هذا فاى علاقة مع اليمن هى علاقة عسكرية يستعين بها بعض حكام حضرموت فى القرون الوسطى  تنتهى بخروج جيش الامام بقتال بعد بضع سنوات ، وقد ابيدت بعض جيوش الامام فى حضرموت ، وهذه الاستعانات حدثت مرات قليلة جدا فى التاريخ نتيجة صراعات داخلية . وان دل هذا على شئ انما يدل على ان حضرموت  كانت مستقلة اساسا وفى حالات تاريخية غابرة كانت خاضعة لدولة اكبر اهمها حمير ، وهذا التاريخ الغابر الاسثتنائى لايشكل هوية ولا وجدان اطلاقا  ، انما الذى يشكل الهوية هو التاريخ القريب ويؤثر فيها لا القديم ، فالهوية مثل الثقافة - التى هى احد مكوناتها الاساسية الرئيسية - تتغير وتجدد وليست  جامدة . والهوية المختلفة تبرز عند الشعور بالاختلاف عن الاخر  . فتستطيع ان تميز المصرى عن السودانى ، والليبى عن التونسى ، والسورى عن العراقى  والجنوبى عن اليمنى  ولايؤثر التشابه بين السكان فى الحدود فى الشعور بالاختلاف  فالتشابه موجود حدوديا بين كل الدول التى ذكرنا ، لكن هذا لا يلغى حقيقة اختلاف الهوية  ، فالهوية فى ابسط تعاريقها هى الشعور بالاختلال ، حيث ان الشعور بالاختلاف يدل على هوية مختلفة ، وسيق الدليل الشعورى الذى يخفى عناصر حسية وثقافية وروحية كتعريف ... هذه نقطة الاساسية ، نقطة الاختلاف ، هى التى غيبها الحزب عبر غسيل دماغ . ان الوحدة لا تعنى بالضرورة التنازل عن هويتى المحلية اطلاقا ، بل الوحدة هى وحدة الهويات المحلية وتكاملها وعيشها المشترك ، واى احتلال لا يمكن ان يعترف بهذه الحقيقة ، لانه جاء من اجل اطماعه فقط فيصطدم بالشعب ويتصدم بهويته ، فيحدث صراع الهوية . فهناك سلطة من خارج الحدود دخلت البلاد فتاتى بهويتها وثقافتها وعقليتها وتمارسها بالقوة على الشعب الاخر . وان الغاء هذه الحقيقة بجرة قلم هو استخفاف بمشاعر الشعب الجنوبى . ومشكلتنا انه حكمتنا السحطية والشعارات الجوفاء وجرات الاقلام . وهنا نجد ان على ناصر هو نفسه الذى يعود الى ادغال التاريخ الى ايام الغزو السبأى ليثبت خلاف الواقع القائم الذى يجهله تماما لابتعاده عن البلاد لاكثر من عقدين ، ويجهل حقيقة مشاعر الشعب الجنوبى التى تؤكد على اختلاف الهوية ، وتؤكد ان الثورة ليست الا ثورة الذات التى تشعر بهويتها التى تتعرض للحرب من الاحتلال الذى يريد ان يفرض هويته وثقافته ومصالحه على حسابها .
  
(3)
الهوية الوطنية والهوية الغازية
   ان دل انكار على ناصر على عدم وجود صراع هوية انما يدل على جهلة المطبق بما يجرى فى الجنوب وحقيقة شعور الشعب الجنوبى . وهذا فى حقيقة الامر فاجعة . وسوف نورد هنا بعض النصوص من كتاب الهوية لمؤلفة الكسى ميكشيللى  :
   " الشعور بالاختلاف يعد اساسيا من اجل وعى الهوية ونموها  " ...  ص 82 .
    الم يكن هناك شعور بالاختلاف من اول احتكاك  وقبل ان تنشب الحرب ؟ هذا هو تجلى الهوية المختلفة  . فانا اشعر اننى مختلف عن المصرى ، وكذلك عن اليمنى ، هذا الاختلاف يقوم على حقائق تبرز الاختلاف ، فالاختلاف فى الثقافة والعادات والتقاليد وفى سلم ومنظومة القيم ، بل الاختلاف يكون فى وزن القيمة ذاتها ، ناهيك عن ترتب القيم فى سلم معين ، وتفاعلها ، وفهمها وتفسيرها وكيفية تطبيقها وتحكمها فى السلوك والعلاقات - وقل هذا فى جميع العناصر الاخرى - كل هذا الاختلاف نوعا ودرجة واولوية وفهما وتفسيرا وتطبيقا وتجذرا ، ناهيك عن الاختلافات الحسية المادية فى العمارة وعادات الاكل والشرب واللبس والفن ...الخ. يؤدى الى الشعور بالاختلاف . ولذلك فابسط تعريف للهوية هو الشعور بالاختلاف . لكن ليست المشكلة فى اختلاف الهوية بل فى محاولة هوية ما السيطرة على الهوية الاخرى وتفتيهتا ومحوها بعد الاستيلاء على بلادها .
     ثم يكمل : " يقع مفهوم الشعور بالتباين فى دائرة مايطلق عليه اركسون " الهوية السلبية " . عندما يعى الفرد هويته التى تشتمل على وحدته ، وانتماءاته ، وتبايناته ، وقيمه يكون قد كون تصور ، اكثر او اقل وضوحا ، عن هوية اخرى سلبية وذلك بناء على سمات ومواصفات نوعية يرفضها ويتجنبها . وتقتضى مثل هذه الهوية السلبية بالضرورة وجود هوية ايجابية مرافقة لها . وهى بدورها تسهم ، كما هو حال التعارضات الاخرى الخاصة بالهويات الفردية الاخرى ، فى بناء الوعى الخاص بالهوية . فالوجود الخاص ، كما لاحضنا ذلك فى واقع الامر ، يولد على اساس التعارض مع كيانات وجودية اخرى . ومن هنا بالذات يترك الشعور بالتباين اثره على الشعور بالوجود .
    ويؤدى الشعور بالتباين ، من هذا المنطلق ، الى بناء الهوية الجمعية والثقافية ايضا . اذ يدرك افراد جماعة ما انتماءهم على نحو مختلف ، اى انهم يدركون بدقة ما يميزهم عن الاخرين . وعندما يكون ذلك الادراك المتباين صعبا او غير ممكن فانه يفسح المجال لازمة الهوية الجمعية . فالشعور بالاستلاب الثقافى يولد من خلال الشعور بتلاشى السمات الثقافية المميزة تحت تاثير ثقافة اخرى تمارس نوعا من الهيمنة والاكراه  "  .... ص 83 
   يتحدث  الكسى ميكشيللى عن تصدعات الهوية وماهو اخطر منها وهى استلاب الهوية . واستلاب الهوية هو بالضب ماكان يعانى منه الشعب الجنوبى ، وما زال ، فردا وجماعة وثقافة ، دون ان يقف على حقيقة الشعور ، الى ان انتبه الى هويته المستقلة  . فكنت اشعر كمواطن ان الوضع غير طبيعى ، وكان شعورا عميقا ، ولا استطيع تفسيره البته الى ان تركز الحديث عن الهوية . والحديث عن الهوية هو الاصبع الذى لامس الجرح والذى اكد ان هذه هى المشكلة ، ولامس بالتالى بشكل عميق شعور كل انسان جنوبى . والذى ساهم فى تغييب هذا الوعى وعدم الادراك ان المشكلة صراع هوية  ضد هوية غازية  هو غسيل الدماغ الذى مارسه الحزب الاشتراكى اليمنى ، والذى يريد على ناصر الان ، بالقفز الجاهل او المتجاهل وبجرة قلم وبكل سطحية ، اعادة ممارسته علينا دون ادنى ذرة من اى شعور بالمسؤولية .
 يقول ميكشيللى عن استلاب الهوية : "  تعانى الهوية من حالة استلاب حقيقية عندما تتعرض الى تاثير نظام من العمليات الخارجية التى تعمل على احداث تغييرات عميقة فى جوهرها  .
   ويترتب عند حدوث استلاب ولادة الاحساس به . ويعنى ذلك شعور الفرد بالتغيرات الحاصلة واحساسه بوضعية استلابه سواء على مستوى الفرد والجماعة و الثقافة " ... ص 147 .
     ثم يتحدث عن الاستلاب والتطبيع القسرى ، فيقول : "  فالتطبيع القسرى كما يرى باستيد يحدث تحت تاثير جماعة ضاغطة تهيمن على جماعة اخرى . والوضعية الاستعمارية هى التعبير النموذجى لعملية التطبيع القسرى .
   فالاستعمار فى صيغته الخالصة يفرض على المجتمع الذى يخضع لسيطرته نماذجه الثقافية الخاصة بالهوية ، وهو يمارس اشكالا مختلفة من الضغط والاكراه ( الفيزيائى والاقتصادى والنفسى ) وذلك من اجل دفع المجتمع المستعمر الى التكيف مع هوية اخرى مختلفة . ويضاف الى ذلك انه يدفع كل فرد الى تبنى هوية فردية اخرى ، والى تمثل سلوك اخر ، وسمات شخصية اخرى . كما يعمل على تغيير البنية الاجتماعية للجماعة والى احداث تغيير عميق فى نظامها المرجعى الثقافى ( اى القيام بانماط سلوكية مجانسه لسلوك الجماعة الغازية ) .
   وهنا تبرز اهمية الاكراه السيكلوجى كاحدى العمليات القسرية التى تدفع افراد الجماعة الى اكتساب هوية سلبية ، فهوية الجماعة المستعمِرة -بكسر الميم - تختلف عن هوية الجماعة التى تُستَعمر ، وبالتالى فهى تتعرض لعمليات تبخيس دائم وبالتالى فان الهوية الغازية تطرح نفسها كنموذج للهوية المثالية .  "  ... ص 154  .
       يتحدث المؤلف عن استعمار الدول المتقدمة ، وهذا ما يشير اليه وصفة الهوية الغازية بالمعاصرة واشارته للنظام الراسمالى ، ولكن الاستنتاج ، او الحقيقة النفسية التى خلص اليها  تكاد تصف مشاعر الشعب الجنوبى ، الذين ذاقوا مرارة الاحتلال وعاشوا فى ظله ، حيث ذكر ان : " الفرد - الذى يحاول التكيف مع الاستلاب الثاقفى - يشعر بانه سجين ومقهور وان كل سلوك مهما يكن امره ، يمده بمشاعر المراره ويغرس لديه مشاعر الكآبه ، وذلك يشكل منطلق الاحساس المتنامى بالبؤس الجماعى والفردى . ومن هنا ينطلق مثقفوا الجماعة لمعارضة التاثيرا الثقافية الخارجية وذلك بغاية الخروج من دائرة الاستلاب . وهكذا تتمثل اعتراضات البحث عن الهوية فى البداية فى شكل المطالبة بالاستقلال السياسى ثم الاستقلال الاقتصادى وادانة النظام الراسمالى الجديد "  .
    والاختلاف فى حالة الشعب الجنوبى ان الشعور بالاستلاب الثقافى لم يكن كبيرا فى البداية عند قسم كبير منهم ، حيث استغل الاحتلال انقسامات الجنوبيين وتصفية الحسابات فيما بينهم  ، واستغل الغطاء الدينى ، الى جانب غسيل الدماغ الذى مورس من قبل ، ونتيجة لسياسة الاحتواء الذى انتهجا فى البداية ، ولما تمكن الاحتلال  وبسط سيطرته العكسرية وحكمه العكسرى وبدأ ينكشف الوجه القبيح له  بدأ الشعور بالاختلاف ، اى الشعور بالهوية ، يتنامى عند الشعب الجنوبى ، بل ان بعضا من الناس العاديين ، ولا زلت اذكر مواقف حدثت ، شعروا بهذا الشعور الغريب منذ البداية رغم تاييده لما سمى قوات الشرعية فاحدهم قال بكل عفوية : " دخلوا بلاد ليست بلادهم " ، وادرك اخر الخطر ، رغم تاييده ايضا لما سمى قوات الشرعية ، عندما وصلت طلائع النهب الى حضرموت تنهب كل مايقع فى يدها فقال ايضا بكل عفوية : " انتهينا "  . ان اختلاف الهوية برز هنا وفرض نفسه ، فهناك غريب دخليل ليس له وليس لاسلافه حفنة تراب فى ارض الجنوب ، فاذا به فجأة يبسط عليها بقوته العسكرية  . اليس هذه التصريحات البسيطة العفوية فى الساعات الاولى من استكمال الاحتلال تدل على شعور بالاختلاف ، اليست الهوية المختلفة التى استشعرت الخطر تتحدث هنا ؟  لكن حتى يصبح هذا الشعور عاما استغرق الامر عدة سنوات ، ومن عوامل تاخير انفجاره  هو عامل نفسى ، عامل الهزيمة .  
 وبالتالى يمكن الاستدلال على ان الوضع وضع استعمار واحتلال عبر هذا الشعور العام بالاختلاف ، وان الصراع بين الهوية الجنوبية والهوية اليمنية الغازية هو دليل على وجود استعمار واحتلال ( اذا عميت الابصار عن جحافل الاحتلال ) ، ويصدق على هذه الحالة الشعورية قول الرسول : " استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك " . والقلب فى هذه الامر  يكاد ينفطر من الشعور بالاحتلال الجاثم عليه  ، وهذا الشعور غائر لن تمحيه جرات قلم بعبارات جوفاء سطحية لاتدرى ماذا تكتب فعلا ولاتدرى ماهو الواقع . 
      لماذ قيمهم وعاداتهم ومنظوماتهم الفكرية والاخلاقية هى التى تنتشر لدينا وليس العكس ، اليس بحكم الوجود العسكرى الاستيطانى الذى يريد ان يفرض قيمه ويقلده ضعاف الشخصيات .  تخيل لو حدث العكس واحتل الجنوب اليمن  من سيتأثر بمن ؟ الا يدل هذا ان من يحتل يؤثر لانه المحتل المنتصر صاحب السلطة الذى ياتى بثقافته وقيمه ويتاثر المهزوم الذى تم غزو بلاده واستبيحت ارضه وقيمه وعاداته واعرافه وثقافته فاهتزت ثقته بها وازادات ثقة المحتل حتى برذائله  .  ان الصراع هو صراع هوية بامتياز  لانه صراع ببساطه صراع مع احتلال وافد ، ولكن صراع الهوية بالنسبة الينا له خصوصيته من حيث ان النظام الذى حكم سابقا لم يحترم هذه الهوية وصور للعالم اننا مجرد شطر  ، ولذلك فصراع الهوينة هنا يعنى التاكيد اننا لسنا شطر وتصحيح اخطاء الجبهة القومية فى هذه النقطة بالذات التى لا يزال يصر البعض على فرضها عوضا عن الاعتراف بالخطأ والاعتذار .

احمد سالم ابوسلطان
14 رمضان 1433هـ

آخر تحديث الأحد, 05 أغسطس 2012 05:24