مزرعة الحيات والثعابين .. أهلاً - بقلم - فاطمة المزروعي طباعة
مقالات - صفحة الكاتبة/ فاطمة المزروعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 02 فبراير 2015 18:25

كم سمعنا عن قصص من الإحباط تحولت لنجاحات منقطعة النظير، وكم سمعنا عن أناس اعتراهم الفشل وغطاهم الانكسار لدرجة عظيمة لكنهم لم يستسلموا، وواصلوا جهدهم وعملهم حتى تحقق لهم النجاح، وأحسب أن العقل وحسن التفكير والتدبير من أول خطوات الخروج من حالة الفشل والإخفاق، فعندما يتمالك الإنسان نفسه ويترك النواح والندب، ويبدأ في جهد ذهني فإنه ودون شك سيجد العلاج في نهاية المطاف. والنماذج عديدة وكثيرة جداً، لأناس كانوا في قعر الفقر وبالعمل صعدوا.

بين يدي قصة لمزارع أمريكي من فلوريدا ادخر المال لأعوام طويلة حتى يتمكن من شراء أرض زراعية، وعندما توفر له المال، لم يحسن الاختيار وقام بشراء أرض زراعية بطريقة خاطئة، كانت عبارة عن بقعة جدباء لا ماء فيها ولا تصلح لا للزراعة ولا للرعي، ولا تحتوي إلا على أعشاب شوكية صحراوية. ليس هذا وحسب، إنما هي أيضاً مرتع ومكان للحيات والثعابين، ويستحيل مكافحتها أو حتى محاولة القضاء عليها من كثرة عددها.
وغني عن القول إنه في بداية الأمر كاد يصاب بانهيار عصبي، وظل لفترة من الزمن في حالة ذهول، لكنه أمعن التفكير في هذه المصيبة التي جلبها لنفسه وعلى أسرته، وابتعد عن لوم نفسه وبدأ يخطط ويفكر مراراً وتكراراً، حتى اهتدى لفكرة جنونية وغريبة بكل ما تعني الكلمة، وهي أن يربي الثعابين، ويستفيد منها استثمارياً، وبدأ بالفعل بتطبيق هذه الفكرة، فكان النجاح حليفاً له، فبات يمسك بالحيات والثعابين ويستخرج السم منها، ويرسله لمراكز ومعامل الأدوية لإخراج الأمصال المكافحة للسموم، ولصناعة الكثير من الأدوية المفيدة، ويبيع جلود الثعابين والحيات لتجار الأحذية بأسعار باهظة جداً، ويقوم أيضاً بتعليب لحوم الحيات وبيعها على أناس في مختلف بقاع العالم يحبون تناول لحوم الزواحف.
باختصار حول المزارع الأرض الجدباء لثروة تقدر بالملايين وباتت مزرعته أول مزرعة للحيات والثعابين على مستوى العالم، واليوم هي مقصد للسياح.
في مثل هذه القصة وغيرها كثير تتضح حكمة بالغة دوماً تخفى علينا، وهي أن وسط البلاء قد يكون خير بالغ وعظيم، وأنه يجب ألا نستسلم للعقبات أو نركن للصعوبات، ونصاب بالإحباط واليأس، بل علينا أن نفكر ثم نفكر ونفكر دون هوادة أو تردد أو إحباط، فما من معضلة أو فشل وإخفاق إلا وفي ثناياه الخير سواء كان قريباً أو بعيداً، والمطلوب منا فقط أن نقوم بفضيلة العمل والتفكير لا أكثر

آخر تحديث الاثنين, 23 فبراير 2015 07:06