شعيفان:((( فخامة الرئيس ... شكراً لك ))) طباعة
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 14 سبتمبر 2007 11:48
صوت الجنوب/شعيفان/2007-09-14
في فيلمه الشهير ( The Independence Day ) يخرج علينا البطل الأسمر ( ويل سميث ) في مستهل ) الفيلم مرتدياُ فانيلته البيضاء ( من نوع علاقي
بعد أن استيقظ من نومه ليتجه صوب الشارع في روتين يومي لتفقد صندوق البريد وأخذ جريدة الصباح اليومية من أمام المنزل بخطوات مليئة بالنوم والكسل من دون أن ينتبه إلى الحراك الدائر من حوله ولا أن يشده الضجيج الذي يملأ الشارع من حركة القاطنين فيه إلى أن يرفع
 
 
) وجهه قليلاً صوب الضجة الدائرة في محيطه ومن ثم يتجه بعينيه صوب الأفق الذي سد عين الشمس فيه أحد تلك الأطباق الطائرة التي يحكي الفيلم نزولها إلى كوكب الأرض ومهاجمتها سكانه بغرض احتلاله
 هذا المشهد الذي أبدع في كتابته مؤلف الفيلم ( دين ديفلن ) وأجاد إخراجه بدقة عالية مخرجه ( رونالد إميريك ) الشهير صاحب فيلم ( ذا باتريوت ) هو نفس المشهد الذي رأيناه يوم السابع من يوليو في أحياء وشوارع مدينة عدن عندما امتلأت أعين الكثيرين بالدهشة بعد أن رأوا أطقم الدوشكا وعربات الأمن في تقاطعات المدن وعلى مفترق الطرقات من دون أن يعلم كثير من هؤلاء سبب هذه المظاهر العسكرية التي لم تشهد عدن لها مثيل منذ السابع من يوليو 94

نعترف أن قطاعاً كبيراً من أبناء عدن لم يعلموا شيئاً عن اعتصام السابع من يوليو قبل أن يبدأ ولهذا فإن دهشتهم صبيحة ذلك اليوم لم تقل عن دهشة بطل فيلم يوم الاستقلال الذي استيقظ من نومه ليرى الكل يتحرك من حوله من دون أن يعرف السبب قبل أن يرفع ببصره صوب السماء ليرى ما رآه , فالعمال والموظفون في عدن من غير المتابعين لأخبار السياسة التي مل كثيرون منها ومن حدوث تغيير فيها لم يكونوا على أدنى علم بهذا الاعتصام ولعل من كان يعلم به منهم لم يكن يتوقعه بأكبر من تلك الاعتصامات التي أقامها بضع عشرات من المعتصمين أمام مكتب المحافظ من دون أن تؤثر اعتصاماتهم تلك في شيء ولا حتى في أن تلفت إليهم أنظار الشارع الذي كان يراهم أسبوعياً في صبيحة كل يوم سبت معتقداً أن هذه الاعتصامات ستذهب أدراج الرياح كما سابقاتها من التحركات النخبوية التي ماتت قبل أن تولد

استشعار النظام في صنعاء للخطر المحدق به وبوحدته المشؤومة جراء هذه الاعتصامات هو ما جعله يستنفر قواه العسكرية والأمنية لمنع المعتصمين القادمين من بقية المحافظات من الوصول إلى عدن وتحديداً إلى ساحة الحرية لإفشال الاعتصام شعبياً وهو ما أخفق فيه النظام بالرغم من اعتقاله قيادات المعتصمين وعلى رأسهم النوبة إضافة لاستحداثه للنقاط داخل عدن نفسها وتقطيعها إلى أوصال متناثرة لتحقيق ذلك الهدف .

هدف لم يتحقق مطلقاًَ فقام الاعتصام على إثره واستطاع المعتصمون إجبار قوات الاحتلال على إخراج قادتهم المعتقلين ولعل أبرز ما سجله اعتصام السابع من يوليو كان هتافات الجماهير علانية للنوبة بمطلب الجنوب والاستقلال أو الانفصال فلامجال للتنظيرات الفلسفية ساعة الميدان ولا بفكر البسطاء الذين لا يهمهم إلا العودة إلى ما يسبق مايو 90 وإعادة النظر في هوية وشكل الدولة بغض النظر عن المسميات التي تصف الحالة أو تصف الخلاص منها

محاولات السلطة لإفشال اعتصام السابع من يوليو أكسب القضية الجنوبية زخماً شعبياً كبيراً نقل الكثيرين من فئة اليائسين بحدوث التغيير إلى صف المطالبين به المنادين بحق تقرير المصير ناهيك عن أن هذه الإجراءات القمعية شكلت إعلاناً مجانياً وغير مدفوع الثمن قدمته السلطة بغبائها إلى مجلس التنسيق الأعلى وإلى قضية تقرير المصير التي تبناها علانية في الرابع والعشرين من يوليو ودفعت بتلك الجموع إلى الخروج في الثاني من أغسطس في عموم الوطن الجنوبي المحتل بقفزات كبيرة للوطن والقضية سالت على إثرها الدماء الزكية في عدن بعد أن تمركز الكلاب المدججون بالأسلحة على أسقف البنايات يواجهون انتفاضة الحجارة بالرصاص الحي

هذه الدعايات المجانية التي منحها فخامته لنا بتعزيزات أمنية مكثفة بلغت هذا الشهر حد استقدام ألوية بأكملها إلى العاصمتين ( عدن و المكلا ) واستجلاب قوات الدفاع الجوي في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الحرب الظالمة في العام 94 أيقظت كثيراً من العقول النائمة ونبهت آخرين إلى الالتفات إلى قضيتهم وقضية أخوانهم وبعثت فيهم الأمل من جديد فضلاً عن أنها أسقطت القناع الأخير الذي تقنعت به السلطة بعد أن حاولت إيهام الرأي العام الداخلي والخارجي أن الحراك الدائر في الجنوب العربي سببه رغيف الخبز وأسعار القمح تماماً كذلك الحراك المصطنع في اليمن الأعلى والأسفل بقيادة أحزاب اللقاء المشترك وبإيعاز من السلطة نفسها

سلطة غبية ولعل أنصع لوحات الغباء هي تلك التي لازالت ترسمها الآن في شوارع المكلا منذ الأول من سبتمبر بعد أن رسمتها في شوارع عدن يوم الثاني من أغسطس وأكسبت القضية مناصرين جدد لها سيمتدون هذه المرة ليتجاوزوا حدود عدن والمكلا والضالع إلى خارج الحدود ..

نود أن نسجل شكرنا الكبير وامتناننا العظيم للسيد أحمد الكحلاني الحاكم العسكري لعدن وإلى السيد طاهر هاجر الحاكم العسكري لحضرموت والشكر موصول إلى أسيادهما في صنعاء الذين اختصروا لنا الكثير من المسافات ورفعوا قضيتنا بهذه السرعة إلى هذه المرتبة ... وأشعلوا الثورة التي كانت شرارتها الأولى في عدن يوم الثاني من أغسطس واتقدت في المكلا في الأول من سبتمبر بجهود أبنائها المخلصين وبحماقات كلاب صنعاء ... وزاد اشتعالها في الضالع يوم العاشر من هذا الشهر ... تلك الكلاب التي لازالت تنبح في شوارع الضالع ... وأمام أولئك الأسود ..

وإنما النصر صبر ساعة

و العاقبة للمتقين
آخر تحديث الجمعة, 14 سبتمبر 2007 11:48