أعيـــــــــــــــــــــدوا الحسابات طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 15 سبتمبر 2006 02:16
2006-09-15
د.فاروق حمــزه 
يبدو أن هناك أناس معينين أرادوا أن يختصروا الطريق وينتهجوا لأنفسهم أسهل الطرق ولو حتى على حساب شعب آخر، كان ولازال يمثل دولة طرحت مشروع في
إعلان وحدة، يعني بالعربي الفصيح، أتحدت مع دولة أخرى، وهكذا أفهموها على البلاط . والحقيقة إن فهلوة ممن تم إعلان الوحدة معهم، هي الأساس لكل هذه المتاعب والخسران وضياع المشروع بأكمله، من خلال عدم إقتناعهم، ليس بالمشروع الوحدوي ذاته فحسب، وإنما لغرض فرض تفردهم بالسلطة ، لاننا وهذا ما نفهمه في الواقع العربي المتخلف بأن السلطة في الوطن العربي هي الثروة. وبهذا الجشع أختلطت الأوراق كلها، فتورطهم بالحرب على الجنوب في غرض هذه النزعة جعلهم كل يوم يخترعوا شطارة جديدة، المهم الهيمنة والكرسي حتى على حساب الجن، ومثل ماقلنا الثروة. كما أن هذه النزعة جعلتهم ينسوا أو يتناسوا ما قد أدلوا به أو صرحوا به أو مارسوه في الواقع العملي، ومثلما قلنا في السابق والعالم كله يقوله معنا بأن العالم صار عبارة عن شقة وليس فقط مجرد قرية، أيضا في قرص سي دي واحد اليوم ربما تجمع كل وثائق الدنيا، وهلم جرا. ومن هذه الاٍختراعات في تزييف الحقائق والذي يسهم بها ممن يراد لأنفسهم بتسمية المتسلقين، وبمساهمة فعالة في تزييف كل الحقائق من جغرافيا وتاريخ تراث ونكران هوية، وطمسها ....إلخ، علماً بأنهم أسرعوا وبشكل جنوني في العملية الديمغرافيا وأساليب التهجير ولم يكن حتى عملهم بإتقان وإنما على طريقة فوك البوك يا إبن أبوك، لدرجة وأنهم اليوم أصطدموا عندما شعروا وشافوا بأعينهم بأن التهجير لا يأتي إلا نتيجة الهروب من الحروب ويكون عبارة عن ضيافات إنسانية مؤقتة ومن تم عودة النازحين لديارهم وبمساعدات إنسانية جمة، كما إن عملية الديمغرافيا فهي نظرية فاشستية- نازية- ستالينية –صدامية، ترفضها أبسط المبادئ والقيم الإنسانية وخاصة عندما تكون أهدافها طمس هوية شعب بأكمله، فما بالكم وعندنا تعمل بإسم الوحدة والشطارة.


            كما أن هؤلاء ممن أرادوا التسلق وإستبدال شعب الجنوب كشريك في السلطة والثروة، للأسف الشديد يدركون ذلك الجرم وفداحته إلا أنهم يشاركوا فيه وعلى حساب هذه المظالم لغرض حصولهم على مواقع متقدمة وسينقضوا عليه لاحقا بإسم هذه المظالم، إلا أن ظروف المتغيرات لم ولن تسمح لهم ذلك إلا بثميل شئونهم ولوحدهم في أقصى الأحوال، وبصورة أدق يبدو لي إن كل المغامرات قد أثبتت التجارب بأنها فاشلة ومؤقتة ولن يكون لها سوى خيار واحد وهو العودة للواقع والحقيقة.


          وللحقيقة كانت هناك برامج إصلاحية كبيرة لم تكن فقط لليمن ولكن ربما كان يبدو أن  الآخرين أيضاً سيحتدون بها كنموذج، لكن للأسف الشديد كان لهذا التكالب الغير مشروع على المشروع الوحدوي الكبير، قد ضربه وألغاه في مهده بتعاون الكل أكان من المتسلقين هؤلاء، أو ممن أرادوا لأنفسهم العظمة المعتادين على التسلي بها دون شقاء أو عناء بل لمجرد هز الرأس وفي أحياناً كثيرة ممارسة الخديعة، وغياب النصح الصحيح والحكمة والمنطق، وكل هذا إضافة إلى حب التسلط والتفرد في السلطة أوصل الأمور إلى ماهي عليه. وهو ما يسمى بالوضع الغير السوي والذي ربما قد يصطدم بواقع لم يكن يتخيله المرء وتكون عواقبه وخيمة للغاية وبإبتكارات جديدة وغريبة.


                 فهناك حقائق وجغرافيا وتاريخ وعادات وتقاليد وثقافة وتراث تكون هي مثل البذرة في الأرض، فما هبت من صواعق ورياح وعواصف ربما تنكسر من فوق وكثيراً من أشلائها ربما تتناثر هنا وهناك لكنها في الحقيقة سرعان ما تنمو وتتمر أكثر فأكتر وهذا هو العنوان وهذا هو بيت القصيد.




                                                                               د. فاروق حمــــــــــــــــزه

                                                                        صنعاء في أغسطس 12 ، 2006


آخر تحديث الجمعة, 15 سبتمبر 2006 02:16