بالدغري ... ماهي حصة عدن بالحكم والثروة طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 27 يناير 2007 05:05
صوت الجنوب  2007-01-26/ د.فاروق حمزة
بالدغري ... ماهي حصة عدن بالحكم والثروة
في الواقع غالباً مانسمع كلام مليح عسل ومعسل، وعادوا مش مجرد عسل عادي، بل يبدو لي أنه عسل أصلي صافي لنوب، حول "عدن" وأبناءها، وبإستمرار، إن لم يكن وعلى الدوام، خاصة
بهذه الدويلة العجيبة، والتي غالباً ماتوجع رؤؤسنا بشئ إسمه الديمقراطية، ويا ساتر، وعلى مدار الساعة، وهي تفتكر بأن العالم من كثرة مايسمع رنين هكذا كلام عن الديمقراطية في مختلف أجهزتها الإعلامية، والتكرار المستمر لإسطوانتها هذه المشروخة وبهذا المضمار، مفتكرة بأنه بايصدق، وبايعمل لها مليون حساب، وكأنهم سيقيسوا لها الأمور بمكيال مقياس ريختر للزلازل، لأنهم في الحقيقة وبغض النظر عن هيصة هكذا إعلام، أكيد هم يعرفون ماذا يجري في هذه البلاد وبالدقة، بل وبالتفصيل وبنفس فبركة هذا الإعلام للأمور، وإنما بالمقلوب.

والحقيقة نحن أبناء عدن نقولها ولكائن من كان، كفوا في التطاول عن عدن وأبناءها، فأنتم جميعاً تتكلمون وتقولون أنكم تعتزون بعدن وتحترمون أو بالأصح أو بالدارجة تقولون أنكم تحبون أهلها، لكننا نحن أبناء "عدن" نشعر بأن هكذا فبركة ليسّ إلا، يبدو أنها عملياً خالية بل ومفرغة من نوايا صادقة، لأن من منكم كان صادقاً في طرح قضية عادلة كهذه، أكان في الحق أو المشاركة، فنحن أبناء "عدن" لسنا بتاكسي مجان لأحد، ولم ولن نكون مستعدين بعد الآن أن نتقبل هكذا فهلوة أو أية شطارة بحقنا.

نحن يا أخوان، لا نريد إلا حقنا في العيش بكرامتنا وأسوة فيكم أنتم جميعاً، أما أنكم وكلكم وكل واحد يرتب أحواله وأحوال قبيلته أو منطقته، ومعظمكم لهم حصص في المشاركة أكانت في العلن أو في السر، وبها تتفقون وتختلفون، لكننا هذا ما لمسناه منكم بأنكم جميعاً بغض النظر عن هكذا إتفاق أو إختلاف، إلا أنكم جميعاً متفقون على إستنزاف "عدن" وتهميش أهلها، ونحن مجرد نعاتبكم الآن كونكم تدجلون على أنفسكم وعلى العالم بشئ إسمه ديمقراطية، ولكننا في الحقيقة نحن قبل أن نلوم أحد، سوف نلوم أنفسنا قبل كل شئ، كوننا قد أرتضينا لأنفسنا بهكذا شتات وتمزق، بعض النظر عن مسبباب أو حيثيات هكذا ظروف ربما كانت أقوى منا، فرضت نفسها علينا وقد أسفرت بهكذا تمزق، كما يبدو أن عوامل الحضارة والتمدن التي آمنا بها، والتي أفتكرنا بها، أيضاً بأن الآخرون ربما يتحلون بها، لكنهم وهذه هي الحقيقة لم يكونوا يفهمونها أو بأقل التقديرات لم يكونوا ليتعاملوا بها معنا، بل على العكس، أعتبرونا بل وأفتكرونا بها مجرد سخفاء وسذج، ولهذا وبقلة إعتبارهم هذا لنا وعدم إحترامهم لنا، نهشوا فينا كثيراً، وإلا ما معنى هذا التمادي في حقنا وفي بلادنا، وهذا القهر والإذلال المفروض علينا.

فبالله عليكم مَن من أبناء "عدن" في أي موقع تنفيذي، أكان رئيس وزراء أو وزير أو رئيس مجلس إدارة أو سفير أو محافظ، أو قائد محور أو لواء، أو حتى رئيساً كان أو ... أو ...، وأليس هم الكفاءات والمتعلمين والمثقفين، أم أن كل شئ هو حكراً عليكم ولكم ولأهاليكم؟! وبالرغم من قلة الفرص أو الحرمان المعطاة لهم وبإستقصاد وتعمد، وبالرغم أيضاً من أنكم كلكم تتهافتون على "عدن"، وتنخرون جبالها، وتدفنون بحرها، وتأخذون أراضيها، لدرجة أنه صار يصعب على أهلنا بها، إيجاد مساحات لبناء مدرسة أو مستشفى أو ملعب أطفال أو حديقة، فمن أعطاكم هذا الحق في هكذا نهش وهكذا تعسف لعدن وأهلها؟!، وهل تستطيعون أن تعملوا في صنعاء وأهلها ما عملتموه بنا؟! ولماذا هكذا عملتم وتعملون؟! ألم تدركوا يا أخواننا بأن هناك عائلات في "عدن" لا تستطيع أن تأوي أفراد أسرتها مجتمعة في بيت واحد صغير، كما أن هناك الكثير من الشباب لا يستطيع أن يتزوج أو أن هناك الكثير من تزوج وفسخ زواجه نتيجة عدم قدرته على الحصول على سكن مستقل، في الوقت الذي وزعتم أراضي عدن لغير أهلها، فمن هؤلاء من تحول من معدم إلى تاجر أراضي، بل ومسثتمر على حساب هؤلاء الطيبين والذين حولتموهم إلى مجرد متسولين في عقر دارهم.

إننا بهكذا موضوع ندعو الكل دون إسثتناء وكل صاحب ضمير أن يراجعوا النفس والضمير فيما أرتكبوا من هكذا ظلم وإبادة لعدن وأهلها، علماً بأن كل ما يقولونه في البناء في عدن هو مجرد إفتراء وكذب، لأن كل شئ هو ليس لأبنائها بل ولقهرهم وإبتزازهم، لذا نقول لكم بأن مقياسنا الحالي واللاحق لم ولن يكن إلا مع من هو صادق في إسترجاع كل ما نهب وما سلب من عدن، وإعادة الإعتبار لعدن وأبناءها في العيش بكرامة وحقهم في المشاركة الفعلية في الثروة والسلطة. مع العلم أننا سوف نركز من الآن فصاعد على كل الجرائم المرتكبة بحقنا وحق أهلنا في عدن، وبمدينتنا التي حولتموها إلى مجرد مؤسسة خيرية لكم ولأهاليكم قهرا.

صنعاء في ديسمبر 24 ، 2006
آخر تحديث السبت, 27 يناير 2007 05:05