الله يــــــــــــــــــــــــــــــــــــا زمان طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 29 يناير 2007 04:31
صوت الجنوب  2007-01-29 /د.فاروق حمزة
 يبق في دفاتر التاريخ لا سيف ولاحصان جميعهم قد تركوا نعالهم
وهربوا أموالهم وخلفوا ورائهم أطفالهم وأنسحبوا إلى مقاهي الموت والنسيان
جميعهم ثخنتوا تكحلوا تعطروا تمايلوا أغصان خيزران
حتى تظن خالداً سوزان ومريماً مروان

الله يــــــــــــــــا زمان

                                                                                           نزار قبــــــــــاني


في الواقع لا أرى أنا شخصياً بأن هناك أي مبرر لأي كائن من كان من أبناء الجنوب، بأن يقف موقف المتفرج من قضية الجنوب، مهما كان موقعه أو ممن أنه قد أفتكر بأنهم قد رضوا عنه بهكذا موقع، فالكل بالهم شرقُ، وأنه في الأخير شاء أم أبى فهو جنوبي، بل ومحسوب على شعبه الجنوبي، كما إن ما يجري الآن وما يحصل هو عبارة عن مجرد فرز ميداني طبيعي تلقائي عشوائي، أي غير منظم في غليانه ونكهته الجنوبية الصرفة، أساسه الإستنكار لما حدث وفيما يحدث وإنطلاقاً بذلك من الإعتزاز بالإنتماء والذي تفرضه الهوية الجنوبية ليس إلا، فشعبنا الجنوبي البطل وهذه هي عاداته وهذه هي  تقاليده بل وقيمه الخلاقة الكبيرة المكتسبة، والمثوارتها حقاً وعلى مدى العصور والتي وعلى الدوام لا ولم ولن تكون لترتضي ومهما كانت الظروف، بهكذا مذلة وخنوع, بل وقهر في أبناء جلدته وممن أي كان ومهما كان، وبغض النظر عن وما حدث في ظروف سابقة، بل وأقوى وقاهرة كهذه صارت بل ومررت بها الكثير، إلا أن ظروف غامضة بل وقاهرة أيضاً لم تكن بالحسبان، قد فرضت نفسها جزافاً، وإنما وعلى قولة المثل الشعبي كل شئ بحسابه، وما تموت العرب إلا متوافية, وهذا هو العنوان ولو بعد حين. 

كما إن ماقد أُرتكب بحق شعبنا ودولتنا من قبل نظام صنعاء، كان بالإمكان أولربما قد يتم فيه البعض ومن التجاوز بل وفي حساب النسيان خاصة وبعد أن يلتزم نظام صنعاء أولاَ بالإعتراف بالإحتلال وبقبول الحوار الجاد مع ممثلين للجنوب على ضؤ ذلك، إسوة بما هو صائر بل وفي العالم كله، وكما أيضاً وماهو صائر ومن حوارات وفي البلاد الواحد نفسه لحكم ومعارضة، فما البال ونحن دولة أخرى وشعب آخر، أحتل نظام صنعاء بلادنا، وصرنا بهكذا إحتلال بل وإغتصاب  نعاني منه الكثير والكثير، ونرى بأن ذلك لايمكن أيضاً التطرق له وبإسهاب بهكذا كتابات، بل ولا داعي لهكذا تطرق وبكل بحبوحة، لأنه سيكون ذلك من خلال حوار متكافئ، بل وأثناءه، بل أيضاً وسيكون إحدى مرتكزاته الأساسية، وعلى الطاولة ومن أولويات الحوار، وما كتاباتنا هذه إلا عبارة عن خطوط عريضة في مجرد العناوين ليس إلا وستتبعه مفرداته مثلما ذكرنا آنفاً، بل وفي غرض الإجتهاد كي يتمكن نظام صنعاء من القدرة في إستيعاب مفرداته اللاحقة في الحوار، وكي لا يفاجأ بها، بل وليتمكن من مراجعة حساباته في كل ما أرتكبه من جرائم بحق شعبنا ودولتنا، إلا أن إعتباره كدولة جارة لنا، وإحتراماً للجغرافيا والتاريخ ولحسن الجوار يبدو أننا لم نكن لنقصي عليه بما قد أرتكبه بحقنا، هذا إن لم نكن إطلاقاً  لنعامله بالمثل، كون بهكذا تصرف لاحق منا سيكون قد أعطيناه المبرر الكامل بتصرفاته هذه، ولما قد أرتكبه من جرائم بحق شعبنا ودولتنا، فهذا وهو وعد منا بأننا لم نعاملهم وإطلاقاً بالمثل، أما أنه يدعي هكذا زوراً وبشطارة سياسية ويجلس في طاولة ومهما كانت مستديرة أو مستطيلة ليتحاور مع رعاياه، أي مع مواطنيه وليناقش معهم القضية الجنوبية بل وإحتلال الجنوب من قبل الشمال، فهذا أو بهكذا، فيبدو لي بأن نظام صنعاء فعلاً لم يكن بعد مؤهلاً لهكذا حوار جاد، في قضية جادة وهو حبلى بها، بل ولا يستطيع أن يتزحزح منها إطلاقاً، أما إستمراره بهكذا تجاهل بل وبشطارة سياسية تصل لحد السخرية، بل وبقادة الجنوب، بحيث توزع بها أدوار في تبنيها، وبتكليف للبعض ممن هم ينصبوهم وكممثلين للجنوب بحسابات صنعاء، فذلك يعني بأنه ليسّ لم يكن بعد على إستعداد أو ليستعد في تجنب المخاطر، ولهذا أعتقد بأنه يفهم بذلك بأننا  نجده، بأنه ليسّ لم يستوعب بعد الأمور بجدية، وهو ما يوقع نفسه بمطبات كبيرة، كونه قد أستطاع إستيعاب  ظروف الإحتلال وتوقيته، ولا أعتقد بأنه  لم يكن بعد ليدرك أبعاد ذلك ومخاطره، أو ليطرح لنفسه حلولاً مسبقة بل وجاهزة في المخارج العملية من ذلك.    

                                              د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
                                                                 صنعاء في يناير 28  2007


آخر تحديث الاثنين, 29 يناير 2007 04:31