sbr: دراسة موجزة لأشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي : د-عبد الله أحمد الحالمي: 5 من7 حلقات مايو2010م طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 29 مايو 2010 22:58

 الحلقة الخامسة

ثانياً: أسلوب الاضرابات لشكل النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي:

أسلوب الإضراب والاضرابات يحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد أسلوب العصيان المدني في النضال التحرري السياسي السلمي للشعوب المناضلة من أجل حريتها و استقلالها أو الشعوب التي تسعى إلى تحقيق مطالبها الاجتماعية.

صحيح في أن الإضراب بالغالب ينفذ للمطالبة بالحقوق الاجتماعية من رب العمل و أحياناً يكون رب العمل نظام دولة الاحتلال و مؤسساتها المختلفة إلا أن ثورات الشعوب تستغل و تستفيد من الاضرابات للعاملين في مختلف أجهزة دولة نظام الاحتلال لتحقيق حقوقهم الاجتماعية و شل قدرتها و إضعافها لتبدو ضعيفة أمام نضال الشعب المتصاعد و المتسارع لانتزاع حريته و استقلاله ودولته المستقلة كاملة السيادة.

يعد الإضراب عنصراً من عناصر الحريات العامة الأساسية، فأصبح بذلك وسيلة للعامل للدفاع عن مصالحة المهنية، ولهذا نجد معظم الدساتير العربية منها أو الغربية تضمنت حق الإضراب كأحد الحقوق الأساسية للفرد, و لأول مرة في العالم يشرع حق الإضراب في الدستور المكسيكي الصادر عام 1917 حيث ضمن الدستور المكسيكي الحق القانوني للعمال والموظفين في الإضراب لتحيق مطالبهم .

الضراب هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على رب العمل لتحسين ظروف العمل وزيادة المرتبات وتلبية المتطلبات التي يحددها المضربين و رب العمل ممكن يكون فرد أو شركة أو الدولة , والتوقف عن العمل يتم مثلاً أثناء إضراب التجار وإضراب أعضاء المهن الحرة و إضراب الطلاب و إضراب المواطنين عن دفع الضرائب ...الخ.

القارئ الكريم اعتمدتُ في هذه الحلقة فيما يخص الإضراب بحيز كبير بما أورده الكاتب سامر أحمد موسى في موضوعة تعريف الإضراب في القطاع العام و الخاص و أشكاله و قد لاحظت بأنه قد كان شامل وكافي لما أريد إيراده هنا عن الإضراب , وما أقدمت عليه أنا فقط هو إعادة ترتيب و اختصار لبعض النصوص وإدخال البعض إليها بالاعتماد على الموسوعة الحرة و أنواع الاضرابات لـ محمد المعزوز و وضع بعض الملاحظات لي وفق ما أريد للحلقة أن تكون والهدف هو إيجاد ملخص مختصر يوضح فيه الإضراب للإطلاع و الاستفادة و أخذ ما يفيد و يتناسب مع خصائص شعب الجنوب العربي في نضاله من أجل التحرر والاستقلال.

الإضراب يعني:" اتفاق عدد من العمال أو الموظفين على الامتناع عن العمل الواجب عليهم بمقتضى القوانين واللوائح، أو عقد العمل، مع التمسك بمزايا الوظيفة العامة.”وهناك من يعرفه على انه: " امتناع الموظفين أو المستخدمين العموميين عن عملهم مع تمسكهم بوظائفهم ويلجأ الموظفون عادة لهذا الأسلوب إظهارا لسخطهم عن عملهم من أعمال الحكومة، أو لإرغامها على التراجع عن موقفها، أو استجابة لمطالبهم."

بدأت الاضرابات تأخذ أهميتها إبان الثورة الصناعية، عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر في ظل وجود المصانع والمناجم و بدأ استخدام كلمة "إضراب" في اللغة الإنجليزية عام 1768، عندما عمل بحارة في لندن على شل حركة السفن في الميناء، تعبيراً عن تأييدهم لمظاهرات انطلقت في نفس المدينة

الاضرابات تتولى تنظيمها نقابات العمال و أثناء النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي تنظم كذلك بتكليف من القوى السياسية التي تقود النضال التحرري و يتجلى الإضراب في رفض العمال الذهاب إلى العمل ومحاولة إقناع الآخرين بعدم التعامل مع صاحب العمل خلال فترة الإضراب.

 

أنواع الاضرابات:

 

الاضرابات قد تكون في مقر عمل، أو في وحدة داخل مقر عمل، أو قد تشمل صناعة بأسرها، أو قد يشترك بها جل عمال أو موظفي مدينة أو بلد ما ومن بين أنواعها الأتي:

 

1- الاضرابات العامة

 

هي الاضرابات التي يشارك بها جميع العمال أو الموظفين، أو التي تتضمن عدد من نقابات العمال في منطقة معينة أو قطاع معين أو على نطاق البلد كلها.

 

2- إضراب التعاطف

 

هو : صورة مصغرة من إضراب عام ويتم فيه تعاطف مجموعة من العمال أو الموظفين مع نظرائهم في شركة أخرى والتعبير عن ذلك بشكل فعلي.

 

3- إضراب جلوس

 

شكل الإضراب الأقل حدوثا، هو أن يحتل العمال أو الموظفين مقر العمل، ويرفضون القيام بالعمل كما يرفضون الخروج من المكان. يعرف هذا النوع من الإضراب بـ إضراب جلوس .

 

4- إضراب جزئي

 

هو إضراب العمل حسب ما يقتضيه القانون فقط ، حيث يقوم خلاله العمال أو الموظفون بأداء مهامهم الوظيفية بالضبط كما يتطلب منهم عملهم، لكن لا أكثر من ذلك أبدا,مثلا، قد يتبع العمال أو الموظفون جميع تعليمات السلامة بطريقة تعوق من إنتاجيتهم أو قد يرفضون العمل وقت إضافي. هذا النوع من الإضراب يسمى " إضراب جزئي " أو " تباطؤ ". في إيطاليا، لا يعاقب من يشترك في هذا الإضراب، ولكن في الولايات المتحدة، يحق لصاحب العمل تسريح عامل أو موظف يقوم بذلك.

 

5- إضراب طلابي

 

 

ينتج عنه امتناع الطلاب، وأحيانا بدعم المدرسين، عن حضور المدرسة. بخلاف الأنواع الأخرى من الاضرابات، المستهدف في الإضراب (سواء كان المؤسسة التعليمية أو الحكومة) لا يتكبد خسائر مادية ولكن قد تتأثر سمعته.

 

6- إضراب عن الطعام

 

هو الامتناع بشكل طوعي عن الأكل و يستخدم هذا الإضراب غالباً في السجون كشكل من الاحتجاج السياسي.

 

7- إضراب ادعاء المرض

 

هو: نوع من الإضراب يتظاهر فيه المضربون بالمرض، ويستخدم هذا الإضراب في الحالات التي يمنع فيها القانون أولئك الموظفين من إعلان الإضراب.

 

عرف الإضراب على أنه: "توقف جماعي و متفق عليه عن العمل من جانب عمال أحد المؤسسات بقصد تحسين الأجر أو ظروف العمل."

هناك من يعرف الإضراب موضحاً أنه لا فرق بين الإضراب في القطاع العام وفي القطاع الخاص حيث عرف على أنه:"التوقف الجماعي عن العمل، غايته تحسين شروط العمل، و إما لمساندة حركة اجتماعية و حتى سياسية ."

إلا أنّ هناك من يميز في تعريفه للإضراب بين القطاع الخاص والقطاع العام، فعرف على أنه تجربة إثبات القوة يخوضها أجراء ضد أرباب عملهم ليبرزوا قضيتهم و مطالبهم، غير أن إضراب الموظفين يسعى لشلل الخدمة العامة وتحريك الرأي العام، وهكذا يعد الإضراب وسيلة فعالة كلما كان قادراً على التأثير

الإضراب هو: " وسيلة من وسائل الدفاع عن مصالح العمال."

الإضراب: توقف إرادي عن العمل من أجل تدعيم مطالب مهنية مقررة مسبقاً في النظم و الاتفاقيات الجماعية، لم يوف بها المستخدم أو صاحب العمل."

عرف القرار الصادر من مجلس الدولة الفرنسي في 25 /يوليو/1979 الإضراب بأنه:" توقف منظم مسبق للعمل من أجل الدفاع عن المصالح المهنية."

"من خلال ما سبق ذكره من تعاريف للإضراب، نصل إلى أن الإضراب بهذا المعنى هو كل توقف عن العمل بصفة مؤقتة عن تأدية المهام والالتزامات الوظيفية بهدف إلزام و إجبار صاحب العمل أو السلطات العمومية على الاستجابة لمتطلبات والمصالح المشتركة للمُضربين، أو بغية درء ضرر يرونه ماساً بمصالحهم أو واقعاً عليه، و أغلب المطالب المهنية تنحصر في رفع الأجور أو بالمطالبة بتحسين ظروف العمل.

والإضراب خاصة في صورته الجماعية يعتبر أخطر ما يهدد قاعدة سير المرافق العامة بانتظام و اطراد.

و يكون عادة الإضراب جماعياً و هو الصورة الغالبة و المألوفة له، وقد يكون الإضراب فردياً ناتجاً عن توقف فرد واحد متى تولدت على ذلك نتائج و آثار خطيرة أو جماعياً".

 

العناصر الأساسية للإضراب تتلخص في:

 

1- يجب أن يكون التوقف عن العمل بصفة إرادية، بمعنى صادر عن إرادة العمال أو موظفي المرافق العامة وتعبيرهم الصريح بالدخول في إضراب عن العمل وفق الإجراءات المقررة قانوناً.

2- يجب أن يكون التعبير عن الإرادة والرغبة في الإضراب صادر عن جميع العمال وموظفي المرافق العامة أو أغلبيتهم على الأقل سواء بصفة مباشرة أو عن طريق ممثليهم النقابيين أو المنتخبين مباشرة من قبلهم.

3- يجب أن يكون التوقف عن العمل فعلياً لجميع العمال و موظفي المرافق العامة المعنيين بالإضراب حيث أن الاستمرار في العمل و لو بصورة بطيئة أو العمل بغير الوتيرة العادية لا يعتبر إضراباً، إلا أننا نستثني الفئات المكلفة بالقيام بالحد الأدنى من الخدمة الدائمة كما تنص عليه القوانين والتنظيمات الخاصة بممارسة حق الإضراب.

4- يجب أن يكون هناك مقاصد مرجوة من الإضراب فيمكن أن تكون لتغيير الأوضاع السائدة في العمل والتي لا ترضي العمال وذلك بتغيير بنود عقود العمل أو للضغط على الدولة قصد تغيير ظروف العمل بوجه عام أو لاستقرار الشغل وقد يكون للإضراب سبب أو أسباب مهنية ذات ارتباط وتأثير مباشر على الحياة المهنية للعمال وذلك كالأجور وتحسين ظروف العمل، وذلك للحصول على المزيد من الحقوق والامتيازات مهنية كانت أو اجتماعية أو مالية، وقد يحدث أن يكون الدافع للإضراب تحقيق أغراض أو بواعث سياسية لا مطالب مهنية، كالضغط بواسطته على الدولة وحملها على اتخاذ موقف سياسي معين، أو منعها من السير فيها.

5- ليس للإضراب وقت محدد للتنفيذ فهو ينفذ وفق خصائص وظروف كل بلد لدقائق وساعات وأيام.

6- قد يحدث نتيجة للتوقف عن العمل، كما قد يحدث ولو لم يكن هناك أي امتناع عن العمل، حيث يباشر العمال عملهم ولكن مع تعطيل الإنتاج، أو استمرار الموظفين في التواجد بأماكن عملهم دون القيام بالإعمال المطلوبة منهم لمصلحة الجمهور.

 

أساليب الإضـراب:

 

كل حركة يقوم بها العمال أو موظفي المرافق العامة تفترض تنظيماً محكماً حتى لا تتحول إلى عصيان و عدم انصياع لأوامر المستخدم أو صاحب العمل، و لذلك يقوم العمال بتنسيق عملهم للتوصل إلى تحقيق مطالبهم، و قد تختلف كيفية التوقف عن العمل، فقد تكون بصفة جماعية أو فئوية أو قطاعية وفيما يلي سنرى الأساليب المختلفة للإضراب:

 

1- الإضراب التقليدي "العادي "

 

هو الأسلوب الأكثر انتشاراً، ويتم فيه انقطاع المضربين عن العمل في نفس الوقت تاركين بذلك مواقع العمل أو الامتناع عن الالتحاق بها بطريقة محكمة ومنظمة، ومدروسة مسبقاً من حيث الكيفية والمدة، بحيث تأخذ النقابات فيه جميع الاحتياطيات اللازمة لبلوغ الهدف المقصود منه فتراعي الظروف الاقتصادية العامة والوضعية الاقتصادية للقطاع وأهمية مخزون الإنتاج بالنسبة للطلب والقدرات المالية للعمل كتاريخ الوفاء بالأجور والتعويضات العائلية، كما تلتزم النقابة بضمان استمرارية خدمة الأمن وتشكيل هيئة الطوارئ واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمنع حلول عمال القطاع الخاص محل العمال المضربين بالقطاع العام حفاظاً على مناصبهم من جهة ، وتدعيماً للحركة الاحتجاجية من جهة أخرى .

 

2- الإضراب الدائري" الغـلق"

 

هذا النوع من الإضراب يتطلب انسجاماً وتخطيطاً محكماً، حيث يتم فيه تحديد لتدرج مختلف وحدات الإنتاج في المرفق من جهة وتحديد توقيت مضبوط الاضرابات المبرمجة ويتم هذا الإضراب بصفة فئوية متتابعة بمعنى تمتنع فئة من العمال عن العمل مدة معينة ومحددة لتليها فئة أخرى بعد استعادة الفئة الأولى لنشاطها أو بمعنى آخر يمتنع عمال قطاع نشاط معين مدة معينة، و بعد استعادة نشاطهم يليهم امتناع عمال قطاع نشاط آخر، فهذا الإضراب لا يوقف تماماً عمل القطاع.

الإضراب الدائري يتم دون شل حركات النشاط و المردودية في المؤسسة، وهو في نفس الوقت تمهيداً لتهيئة العمال للانقطاع التام عن العمل، و هو أكثر ضرراً من الانقطاع الجماعي عن العمل، و هناك نوعين من الإضراب الدائري فالأول يتمثل في الإضراب الأفقي الذي يمارسه عمال من صنف مهني معين حيث ينعكس سلباً على عمال الصنف الآخر التابع للأول، أما النوع الثاني الإضراب العمودي الذي يجمد العمل في مصلحة أو قطاع محدد في المرفق دون أن يمس القطاعات الأخرى، ويهدف هذا الإضراب أساساً إلى إحداث اختلال في تنظيم الإنتاج.

 

3- الإضراب القصير والمتكرر

 

هذا الإضراب عبارة عن توقفات عديدة و متكررة مع البقاء في أماكن العمل ، يتخللها انقطاع تام عن العمل في بعض الأحيان يمتنع فيه العمال عن الالتحاق بمراكز عملهم أو يتأخرون عن ذلك في أوقات منتظمة ، ليستأنفوا العمل بعد ذلك.

 

4-الإضراب البطــيء

 

لهذا الإضراب العديد من التسميات، فيسمى بإضراب الإنتاج أو المردودية و يعرف كذلك بالإضراب المستـتر أو الجزئي، يتميز هذا النوع من الإضراب في التخفيض والتقليل من وتيرة الإنتاج، ويستمر فيه العمال ممارسة نشاطهم دون أن يتوقفوا كلياً عنه، ويتم ذلك وفق مخطط موضوع مسبق لتخفيض الإنتاج حيث يؤخذ فيه كل عامل صفة المضرب من اللحظة التي يبدأ فيها إبطاء الإنتاج و التقليل من فعاليته، و من ثمة بصعب تكيـيف هذا التصرف بالإضراب ذلك أن العمل يبقى مستمراً.

لتجنب الأضرار التي قد تنجم عن هذا النوع من الإضراب، غالباً ما تبرم اتفاقيات بين الإدارة المستخدمة و العمال، تحدد بمقتضاها نسبة معينة لتخفيض المردود و الإنتاجية لا يمكن تجاوزها، غير أن هذا النوع من الإضراب يعد حالياً أكثر ندرة، لأنه يبدو أقل فعالية لتحقيق المطالب العمالية

 

5-إضراب الحماس أو الاندفاع

 

يطلق عليه كذلك بإضراب المبالغة في النشاط، هذا النوع من الإضراب عكس الأنواع الأخرى التي سبق ذكرها والتي تقوم إما على التوقف عن العمل و إما على تخفيض في وتيرة الإنتاج، فإن إضراب المبالغة يتضمن مزيداً و تصعيداً في النشاط عن طريق المراعاة الدقيقة بجميع الإجراءات الإدارية التي يتمسك بها العمال المضربون مما يؤثر سلباً على المتعاملين مع المصالح العمومية و يؤثر على العلاقة بينهم، مما جعل المبالغة في هذا النشاط تقلل من ممارسته لأن تطبيقه الحرفي في الأنظمة الإدارية يكاد يكون مستحيلاً بسبب الازدحام المتزايد في المصالح والمؤسسات العمومية،وينجم عن هذا الإضراب تأخيراً في سير المرفق العام .

 

6- الإضراب المفاجئ:

 

الذي يقوم به العمال بدون أن يشعر به الإدارة أو صاحب العمل، وهذا النوع من الإضراب نجده كثير الاستخدام في القطاع الخاص وهذا خلافاً لكلما جاء به في القطاع العام حيث يجعل الإشعار المسبق ضروري.

 

7- الإضراب عن الساعات الإضافية

 

و يهدف من خلاله الاحتجاج ضد حجم الساعات الإضافية أو ضد كيفية تعويضها .

 

8- الإضراب التضامني

 

حين يضرب العمال ضد قرار صادر عن صاحب العمل كأن يتضمن القرار مثلاً فصل عامل من منصب عمله بدون وجه حق.

 

9- الإضراب الإداري

 

الذي يقضي في عدم إتمام الإجراءات الإدارية خلال الحركة الاحتجاجية مع بقاء النشاط الأساسي للمضربين مستمراً.

يقول محمد المعزوز :"تنتهي الاضرابات بواحدة من ثلاث نتائج فإما أن يكون الإضراب ناجحاً عند الاستجابة لمطالب المضربين أو يكون فاشلاً عندما لا تتم الاستجابة لمطالبهم وإنهاء الإضراب وقد يكون صلحياً بالوصول إلى صيغة ترضي الطرفين".

ومن خلال ما سبق ذكره نجد أن الإضراب مهما كان شكله أو التقنية المتبعة في إجرائه يبقى حركة مطلبيه واحتجاجية يكون الغرض منها الضغط على صاحب العمل أي المستخدم وحتى على السلطة العامة على تلبية مطالب معينة سواء تم التوقف عن النشاط كلياً أو جزئياً أو اضراب جميع عمال القطاع أو فئة فقط منهم، طالت فيه المدة أو قصرت، يبقى هذا الإضراب آخر إجراء ووسيلة في يد العامل سواء كان تابع للقطاع العام أو الخاص يسعى به لبلوغ المكاسب المهنية.

 

نلاحظ مما تقدم بأن أسلوب الإضراب و ما تم سرده في هذا الخصوص ممكن استغلاله و الاستفادة منه في نضال الشعوب من أجل التحرر و الاستقلال و منها في مسار النضال التحرري لشعب الجنوب العربي للتحرر من الاحتلال الأجنبي اليمني و بل عكس لا بد على قيادة الثورة في الجنوب العربي"الحراك الجنوبي" بأن تدفع بالعمال و الموظفين إلى تنظيم الاضرابات للحصول على حقوقهم من أجهزة نظام دولة الاحتلال باعتبار اضراباتهم تلك جزء لا يتجزء من الثورة الجنوبية الشاملة ضد الاحتلال الأجنبي اليمني لا بل و لا بد من وضع الخطط المبرمجة والمنفذة للاضرابات المختلفة على طول و عرض الجنوب باعتبارها الخطوة الأولى التي تسبق العصيان المدني لتعويد الشعب و إعداده من خلال الاضرابات لتقبل العصيان المدني الشامل باعتباره أعلى أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي كما و أن الاضرابات تأثر على الإنتاجية وتخل بالأمن و تسبب الشلل و الإرباك و تضع حد لعنجهية المحتل .

إذا كنا في الحلقات السابقة قد تابعنا شكل وأساليب النضال التحرري السياسي السلمي فإن الحلقة السادسة القادمة التي تنشر تباعاً ستكون عن شكل النضال التحرري المسلح" الكفاح المسلح" بهدف الإطلاع على هذا الشكل من أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي.

 

 

هوامش:

- أنواع الاضرابات: محمد المعزوز الباحث في الانتربولوجيا السياسية

- سامر أحمد موسى : تعريف الإضراب في القطاع العام والخاص وأشكاله

-الموسوعة الحرة

 

كاتب وباحث أكاديمي

لندن مايو2010م

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

 

 

 

يتبع الحلقة السادسة:

 

 

 

آخر تحديث السبت, 29 مايو 2010 23:48