النائب صلاح الشنفرة:صرنا نعيش أجواء فلسطين المحتلة طباعة
سياسة - مقابلات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 06 يناير 2008 08:54
صوت الجنوب/2008-01-06
أجرت صحيفة الأهالي اليمنية حوارا مع النائب البرلماني الجنوبي صلاح الشنفرة ممثل الدائرة 297 في الضالع
حذر فيه الشنفرة أحزاب اللقاء المشترك والسلطة من التمادي في عدم الاعتراف بالقضية الجنوبية .. وهدد بأن الانفصال قادم. في مقابلته هذه وضع يده على الجرح وحدد الألم فهل يقرأ المعنيون لعلى وعسى يفوقوا من سباتهم العميق


ونقول للكثير أيضا عليكم بالتقاعد السياسي كفى كوارث وكفى مصائب الفشل تلو الفشل ومازال منكم من يدعي انه الوحيد الذي يجب أن يستشار وان لا زعامة إلا له.. انه قبل أن يكون مخجلا فإنه فعلا شئ غريب وغير مألوف في أي مكان آخر. هكذا بدت الأمور في حديث النائب صلاح الشنفرة حيث أكد على:
*مشكلة اللقاء المشترك أنه لا يقر بوجود قضية اسمها القضية الجنوبية، ولا يدعو السلطة إلى الاعتراف بها والعمل على حلها.. هذا الجنوب «قضية جنوبية
»..
*أنا أحتج على تجاهل صحيفة الثوري لما يحدث في المحافظات الجنوبية

*قيادات المشترك ظلوا م جامدين في المقرات، ولهذا أدعوها أن تسارع وتتقدم لقيادة الناس في الشمال حتى لا يصبح حالها كما في الجنوب
.
* لا جدوى من الحوار مع الخارج لأن الأساس هو الداخل، والقيادات في الخارج ليس بإمكانها فرض أي شيء علينا ثم أين هم منذ 94م؟ لماذا لم يعملوا شيئاً؟


نص الحوار:
*
تسعة أشهر مضت والاحتجاجات على أشدها، ما تقييمك أنت؟
-أثبتنا -في المحافظات الجنوبية- أننا شعب ينبض بالحيوية، وأكدنا قدرتنا على الثبات طالما ولدينا قضية ومطالب مشروعة، وأكدت الـ(9) أشهر الماضية أن مطالبنا تنبع من إيمان عميق لدى كافة الشعب، ولهذا فقد ازدادت حركة الشارع، ومطالبنا هذه لن تستطيع السلطة إلغاءها أو فرملة حركتنا بالترغيب أو الترهيب
.
واتضح أن شعب الجنوب «مُسيِّس»، وقضيتنا سياسية، والأيام القادمة تبشر أن الحركة ستتواصل والوسائل ستتنوع في إطار النضال السلمي المشروع
.
 
*
السلطة اتجهت إلى الخارج لمحاورة القيادات الجنوبية هناك.. هل سيؤدي ذلك إلى احتواء حركة الداخل؟
- لا جدوى من الحوار مع الخارج لأن الأساس هو الداخل، والقيادات في الخارج ليس بإمكانها فرض أي شيء علينا ثم أين هم منذ 94م؟ لماذا لم يعملوا شيئاً؟ وإذا كانت السلطة قد توجهت إليهم اليوم فنحن نؤكد أن الداخل هو المعني وهم من يتخذ القرار وليس أي أحد آخر في الخارج، ونعلنها صراحة بأننا ضد من يسعى لاحتوائنا أو التأثير السلبي على حراكنا السلمي، ومن يحاول ذلك لأهداف لا علاقة لها بمطالبنا ولا تخدم قضيتنا فإنه لا يمثلنا ولسنا معه لأننا لا نعترف سوى بقيادة موجودة في الداخل فقط، والشعب الذي يخوض الحراك السلمي هو من يملك القرار، ومن بين صفوفه في المظاهرات والمهرجانات والاعتصامات تنبثق قياداته، وليس من أي مكان آخر في بروج عاجية
.
 
*
في مهرجان ردفان الأخير الذي أعقب تشييع الجنازة حدث خلاف وتباين أثناء كلمة اللقاء المشترك وهتفت الجماهير ضد المشترك والأحزاب.. ما تفسيرك لما حدث؟
-الذي حدث هو نوع من توجيه الاحتجاج لقيادات المشترك التي ظلت طيلة كل هذه السنين صامتة في الغرف المغلقة، وبعد أن تحرك الشارع بفعل المتقاعدين والشباب العاطلين وغيرهم جاءوا لينخرطوا في الفعاليات ليعطوا صورة أنهم من يقف خلف هذا الحراك
.
 
*
لكن جماهير الحراك هي في الأصل جماهير تنتمي في أغلبها للمشترك
..
-
لكن قيادة المشترك ليست هي من أعلن انطلاقة هذا الحراك ولا تديره اليوم وليس لها سلطة عليه، وأطلب منهم شخصياً الاعتراف بذلك مع إقرارنا بدعمهم المعنوي والسياسي، ونعترف ونقبل بوجودهم كأفراد، والحقيقة لا بد من الاعتراف بها، فلا داعي أن يكذبوا على أنفسهم.. هم يريدون إثبات أنهم من يدير الحراك، وهذه مصيبة، والقضية الجنوبية التي يتبناها الشارع لن يستطيع إلغاءها لا السلطة ولا الأحزاب ولا قيادات الخارج، وإذا لم يستجب للمطالب فإن العواقب والخطر قد يطال الوحدة، وأنا أحذر اللقاء المشترك قبل السلطة.. أن يعترف بالقضية الجنوبية لأن الانفصال سيكون وارد
.
 
*
النوبة في كلمته بردفان أيضاً حذر من يركبون موجة المتقاعدين بهدف احتواء الحراك.. أين الخطر القادم وما الاحتواء الذي يحذر منه النوبة برأيك؟
- أنا بصراحة أقبل ما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان فيما معناه «نحن ندعم مطالب المتقاعدين ولسنا أوصياء عليهم»، فلماذا لا يكون هذا منطق المشترك!؟
 
 
*
المشترك أعلن دعمه لمطالب الشارع حقوقية وسياسية، تبني الدفاع عن المعتقلين والترافع في قضية الشهداء والجرحى، أعلن ضرورة معالجة آثار حرب 94م، وجه قواعده وقياداته لمشاركة المتقاعدين والعاطلين، فتح وسائله الإعلامية لقيادات الاحتجاجات، واليوم جاءت قياداته المركزية لحضور المهرجانات، فتعمد البعض الهتاف ضدهم كما حدث في ردفان.. ماذا تريدون من المشترك بالضبط؟
-مشكلة اللقاء المشترك أنه لا يقر بوجود قضية اسمها القضية الجنوبية، ولا يدعو السلطة إلى الاعتراف بها والعمل على حلها.. هذا الجنوب «قضية جنوبية
»..
 
*
لماذا أنت متغيب منذ شهر رمضان عن حضور جلسات مجلس النواب؟
-تجاهل السلطة لمطالبنا وممارساتها القمعية في محافظات الجنوب.. في الضالع ولحج وحضرموت وعدن.. على أي أساس أذهب إلى تحت قبة البرلمان ممثلاً عن الشعب وأنا غير قادر على تقديم أي شيء لهم!؟ إلى الآن لم نستطع تقديم القتلة في الضالع إلى المحاكمة، حتى في ردفان يحضرون بالسلاح إلى قاعة المحكمة ومثل ذلك في حضرموت
.
 
*
أفهم من ذلك أن هناك اتفاقاً بين أعضاء نيابيين في الضالع ولحج وعدن وحضرموت على مقاطعة المجلس للتعبير عن الاحتجاج؟
-لا يوجد اتفاق، لكن هناك شبه إجماع وقناعة أننا قد نتوصل إلى تقديم الاستقالة من المجلس طالما والقضايا معلقة وتمثيلنا للناس لا يتم، أنا عن نفسي لا يشرفني أن أقف في مجلس النواب وحقوق الناس مصادرة ودماؤهم مستباحة دون أن أقدم شيئاً.. لا يشرفني هذا المجلس والشعب يئن تحت وطأة المعاناة والعبث
.
 
*
لماذا لا تحضر المجلس وتطرح كل القضايا وحتى القضية الجنوبية؟
-ومن يسمعك!؟ ومن قال إن للمجلس قرار وسلطة!؟ هو شكلي، وأصدقك القول إنني غير مقتنع به رغم عضويتي فيه، لأنه أصلاً ينفذ رغبات السلطة وعمل المجلس هو ضد المواطن والمجلس يمثل السلطة ولا يمثل الشعب
.
 
*
مراقبون للفعاليات الاحتجاجية في المحافظات الجنوبية اتهموا الفعاليات التي تنظم بالعشوائية وغياب التنظيم وعدم وضوح الأهداف، وهناك من يسعى من داخلها لجعلها حتى بلا مظلة ولا حماية قانونية عبر استعداء المشترك؟
-هدفنا واضح ووطني وهو «الجنوب»، نحن سرنا إلى الوحدة وكانت لنا هدفاً سامياً وحلماً جميلاً، لكن الواقع صدمنا.. الشريك الذي توحدنا معه جرَّدَنا من الشراكة.. أخذ كل شيء وزاد طردنا من بيوتنا ووظائفنا، ونحن لا نستطيع إنكار أننا أعلنا الوحدة ونتمسك بها عند وضع 22 مايو 90م، لكن الذي أعقب حرب 7/7/1994م غير مقبول، وإذا ما استمر الحال وتمادت السلطة فنحن مستعدون للانفصال
.
لقد صارت لدى 90% من الشعب في الجنوب قناعة كاملة بالعودة إلى ما قبل 90م والدليل على ذلك الحشد المهيب في جنازة شهداء ردفان.. صرنا نعيش أجواء فلسطين المحتلة ونحن نشيع أبناءنا الذين قتلتهم السلطة، الحشد الكبير في ردفان مثل استفتاءً شعبياً على رفض الواقع والتأييد للقضية الجنوبية
.
لقد أردنا الوحدة أن تنقلنا إلى مستوى أفضل لكنها تحولت إلى فيد ونهب وسرقة للوطن والتاريخ، ما وجدنا هو عصابة سيطرت على الحكم، اصطدمنا بواقع مؤلم وشعرنا أننا وقعنا في «مقلب» كبير كيف نخرج منه؟
!
 
*
العميد النوبة أعلن استقالته من عضوية الحزب الاشتراكي، ما دلالة ذلك؟ وهل نحن بصدد استقالات جماعية من الأحزاب في المحافظات الجنوبية خصوصاً وقد هُتِف في ردفان: يا نوبة يا باعوم، لا حزبية بعد اليوم!؟
-لا، أبداً.. الحراك القائم اليوم نحن الذين فيه جميعاً ننتمي إلى الأحزاب «اشتراكي وإصلاح وناصري..»، لكننا نطالب أحزابنا بتحديد موقف واضح من الحراك الموجود والإقرار بالقضية الجنوبية، وفي حال عدم تحديد هذا الموقف الواضح من المشترك تجاه القضية الجنوبية فإننا سوف نتخذ قراراً قوياً تجاه السلطة وأحزابنا وسيردع كل من يقول إن أبناء الجنوب غير مسيِّسين ولا هوية لهم وسوف نتخذ ذلك خلال شهر من الآن
.
أما قرار العميد النوبة الذي نقر له ولمجلس المتقاعدين كونهم السباقين في هذا الحراك المبارك فإن استقالته من الاشتراكي أمر يخصه هو وإذا كان يرى أن هذا في صالح النضال السلمي الذي يحدث في الجنوب فإنني أحترم قراره وقناعته
.
  
*
الاستقطاب الكبير الذي استطاعت جمعيات المتقاعدين إحداثه ونزوح قواعد أحزاب المشترك وكوادرها في فعالياتها.. ألا ترى أنه صار يقلق قيادات الأحزاب؟
- قيادات وقواعد الحراك هم أصلاً حزبيون.. وانخراطهم في فعاليات المتقاعدين الشباب العاطلين لأن هذه الجمعيات أعلنت عن همومهم ومشاكلهم ونقلتها إلى الشارع بلهجة أقوى وبوسائل جديدة في حين ظلت مشاكل الشعب وقضاياه ردحاً من الزمن حبيسة حوارات الطرشان لدى أحزاب المعارضة ولا تذكر إلا في المناسبات، ولهذا فقد فقدوا الأمل بالمعارضة وهذا الذي جعلهم يتسربون كما ذكرت.. وإذا كانت قيادات المشترك قلقة فنقول لهم المثل العربي الشهير: «يداك أوكتا وفوك نفخ» أو «على نفسها جنت براقش»، وإذا أرادوا اللحاق بالشعب فعليهم إعلان الموقف الواضح من القضية الجنوبية
.
 
*
لكن القيادات في المشترك تقول أنها تعمل وفق خطة مدروسة وهي تراعي وعي الشارع ونضوجه؟
-أي شارع تقصدون؟ ومن يدعون أنهم يراعونه؟ هاهو قد سبقهم في محافظات الجنوب، بينما ظلوا هم جامدين في المقرات، ولهذا أدعو قيادات المشترك أن تسارع وتتقدم لقيادة الناس في الشمال حتى لا يصبح حالها كما في الجنوب
.
لقد ملّ الشعب ومللنا من لعب دور»الكمبارس» كأحزاب معارضة وكل ما نعمله أننا نعطي النظام الشرعية وشهادة الزور عبر المراحل الانتخابية المختلفة مع علمنا أن شروط التنافس النظيف غير متوفرة وفي كل مرة تدخل الانتخابات فقط لكي يعلن فوز الحاكم من جديد، وحتى الانتخابات القادمة إذا افترضنا أنها ستجري وأتحدث هنا عن الجنوب لأني أشك أن الشارع سيذهب إلى المشاركة فيها في ظل هذه الأوضاع
.
ولهذا فإني أتهم قيادات المشترك المركزية بعدم تمثل القواعد وأجزم أن القاعدة تسبق القيادة في كل شيء، خذ مثلاً عندما نستمع إلى الأستاذ اليدومي وهو يقول: «إننا مستعدون لأن نجوع مع الوحدة» فأنا لا أعتقد أن 99.9% من قواعد الإصلاح راضية بهذا وتقبل أن تمضي حياتها بين الجوع والمعاناة والقهر لأجل هذه «الوحدة» التي تمثل قيمة سامية كونها تعني الأمن والاستقرار والتوحد، لكنها يوم أن تصبح قرينة الجوع، فمن هذا العاقل الذي سيتمسك بها؟
حتى عبادة الله سبحانه جاءت مقابل إطعام وأمن «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
».
 
*
في تصريح لك على أحد المواقع الإخبارية هاجمت صحيفة حزبك «الثوري» وقلت: لا ندري من تخدم.. ماذا قصدت من ذلك؟
-أنا أحتج على تجاهل الصحيفة لما يحدث في المحافظات الجنوبية وتقصيرها في تغطية الأحداث بما ينبغي، صارت حقيقة معروفة لدينا أننا نقرأ ونجد تغطية أشمل للحراك من الصحف الأهلية، وما ينطبق على الثوري ينطبق أيضاً على الصحف الحزبية الأخرى، والعجيب أنك تجد سقف الحرية أقل من صحف الأحزاب عكس ما هو موجود في الصحف الأهلية والمستقلة
.
واحتجاجي على الثوري هو بخصوص ما جاء قبل عددين حين قالت إن الحراك في الجنوب أجبر ويجبر السلطة على التنازل على ميناء عدن لدبي، هل تريد الثوري أن تقول إننا في الجنوب عملاء مع الإمارات وضغطنا على السلطة بالحراك.. ولذلك أنا أدعوها أن تُفعِّل رسالتها وأن نرى التغطية المطلوبة للحراك الحاصل
.
 
*
اتهمتك السلطة بالوقوف وراء عمليات الشغب وقطع الطرقات في الضالع!! ما تعليقك؟
-إن كانت السلطة تقصد اتهامي بالوقوف خلف الفعاليات الاحتجاجية فهذا يشرفني، أما قطع الطرقات فهذه ادعاءات لا أقبلها، وبعدين حاجة غريبة أن يتحدث النظام عن محتجين غاضبين أحرقوا إطاراً أو وضعوا حجاراً في الطريق العام بينما لا يذكر لنا هذا النظام أن ما يحدث من تقطع مسلح في عموم مناطق الشمال، كما أن الأجهزة الأمنية هي التي تمارس عمليات التقطع كما حدث قبل يومين لعضو محلي المحافظة علي العود، ومثله ما حدث مع أحمد سيف حاشد، وإنصاف مايو، وسلطان السامعي، وغير ذلك كثير
.
 
*
في حال عدم استجابة السلطة للمطالب المطروحة وأدارت ظهرها لكل الحراك القائم، ما هي خياراتكم؟
-أنا أحذر السلطة أن تدير ظهرها وتصم آذانها تجاه مطالب الناس، لأن ذلك قد يجبر الشارع ويجره إلى خيارات غير مرضية كما أنوه إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن تعاظم حركة الناس، وإذا كانت السلطة تراهن على يأس وإحباط الشارع فإن شيئاً من ذلك لن يحدث.. في جعبتنا الكثير من الفعاليات السلمية ولن نيأس ولن نتراجع ونحن على يقين أن مرور الأيام والشهور تزيد من التفاف الناس وحماسهم وهذا الذي نراهن عليه وعلى السلطة أن لا تضيع الوقت ولتسارع إلى حل المشكلة
.
من صحيفة الأهالي ـ حاوره/ عبدالرقيب الهدياني

آخر تحديث الأحد, 06 يناير 2008 08:54