نص رسالة رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب لجمال بن عمر المبعوث الأممي عقب لقائه مع عدد من قيادت الحراك الجنوبي في عدن .. طباعة
سياسة - مقابلات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 12 ديسمبر 2011 12:21

نص رسالة رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب لجمال بن عمر  المبعوث الأممي
عقب لقائه مع عدد من قيادت الحراك الجنوبي في عدن ..
صوت الجنوب العربي -التغيير-صنعاء- خاص : عدنان الراجحي

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، إن القضية الجنوبية ستظل قائمة وإنها محط اهتمام وبحث المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن قضية الجنوب تأتي على رأس أولويات الحل بالنسبة للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.


جاء ذلك خلال لقائه الاثنين بقادة الحراك الجنوبي في مدينة عدن " جنوب اليمن" ، حيث تم بحث الوضع القائم في المحافظات الجنوبية التي تشهد حراكا للمطالبة بتقرير مصير أبناء الجنوب في ظل الوضع القائم بعد توقيع المبادرة.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم " المجلس الوطني الأعلى لتحرير دولة الجنوب" الدكتور عبد الحميد شكري لـ " التغيير " في أول تصريح صحفي له ، إن لقاء قواعد الحراك مع المبعوث الأممي إلى اليمن كان ايجابي ويصب في مصلحة القضية الجنوبية، مؤكداً ان الحراك الجنوبي لن يقبل بأي حل من الحلول التي تسعى الأطراف السياسية في اليمن لفرضه على أبناء الجنوب ومنهم  " قادة الجنوب السابقين"  أو المجتمع الدولي .
وأضاف شكري : " إن أبناء الجنوب لن يظلوا في حراكهم السلمي في حال لم يسغ المجتمع الدولي لمطالبهم المشروعة في حقهم بتقرير المصير، مشيرا إلى انهم سيلجئون إلى اتخاذ طرق أخرى لانتزاع حقوقهم ، الامر الذي قد يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم حسب قوله.
واعتبر شكري ، ان الوحدة اليمنية فشلت يوم إعلانها، وان ما اتخذته القيادات في الجنوب هي عبارة عن قرارات "غبية "، مشدداً على ان الجنوب لن يستمر في دفع الثمن جراء ما خلفته المشاهد على الأرض  من خلال السياسة التي اتبعها القادة في النظام الشمولي السابق . 
وعن لقاء جمع بن عمر مع اتحاد شباب الجنوب قال الدكتور عبد الحميد ان شباب الجنوب طرحوا رؤية كبيرة من خلال تقديمهم ألف شهيد منذ انطلاق الحراك  في الجنوب .

 

وكان رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب امين صالح محمد قد قدم رسالة إلى المبعوث الاممي جمال بن عمر تتضمن ما يعانيه الجنوب .. هذا نصها:


سم الله الحمن الرحيم
السيد /جمال بن عمر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن                    المحترم
                                                  تحية
يطيب لنا باسم شعب الجنوب ومناضليه في الميادين إن نتوجه إليكم بالتحية على الجهد السياسي الذي تبذلونه بما يخص قضية شعب الجنوب من خلال الالتقاء مع النخب الجنوبية لمحاولة فهم هذه القضية من حيث عمقها وأبعادها السياسية والأمنية  في المنطقة.
إن زيارتك لعدن أيها السيد الفاضل تحمل بالنسبة لنا أكثر من دلاله وأبرزها الاهتمام السياسي بقضية الجنوب ولتقديم مزيدا من الإيضاح لها نضع أمامكم النقاط التالية :-
1-      إن الوحدة المعلنة بين الدولتين المستقلتين المقامتين على المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية. قد شكلتا الجغرافية السياسية الحديثة لهذه المنطقة من خلال دولتين مستقلتين, تتمتعان بكامل استقلالهما كأعضاء في الأمم المتحدة, والجامعة العربية  وجميع الهيئات المنبثقة عنهما كأمر واقع وطبيعي.
2-      إن الوحدة السياسية بين الدولتين لم تكن أمرا حتميا بل استهدفت تحقيق المصلحة للشعبين. وعندما  فشلت الوحدة في تحقيق تلك المصلحة, وتحولت إلى مشكلة, ما كان ينبغي استمرارها. طالما كان الفشل حظها. ومن المعيب سياسيا وإخلاقيا. فرض الفشل على الشعوب بالقوة, وجعل شعب بكاملة يدفع قيمة فاتورة الفشل ونود التأكيد لكم أنه لولا ذلك الفشل ما كانت قامت حرب عام 1994م ومن خلالها تم احتلال الجنوب بالقوة وفرض عليه واقعاً جديداً أكثر قسوة وألم بقوة الاحتلال.
3-      طالما لم تتحقق المصلحة للشعب في الجنوب, فالأمر الطبيعي هو انتهاء مصلحة الجنوب في الوحدة , وفرضها علية بالقوة عن طريق السيطرة علية عسكريا كاحتلال يعد تناقضاً صارخاً مع جميع التشريعات الدولية وكل الشرائع السماوية والوضعية. وأصبح من حقه الطبيعي مقاومة الاحتلال, وهو من يحدد أسلوب المقاومة.
ومن هذا المنطلق فان النضال السلمي من اجل الحرية والاستقلال كان خياره وسيستمر ولن يتوقف ,وإذا ما توقف يوما فلا يعني نهاية المطاف بل سيظهر من جديد . وربما بصورة أخرى. لان الشعب في الجنوب وصل إلى استيعاب حقه المشروع ولن يتراجع عن هذا الحق والنضال من أجله ما لم يتم استيعاب حقه المشروع اليوم وتحقيقه.
إن الاستمرار في تجاهل الحق المشروع للجنوب من قبل المجتمع الدولي لن يثني الجنوبيين عن مواصلة النضال،  و إن استمرار النضال يعني استمرارا  لعدم الاستقرار في المنطقة . ونحن في الجنوب لا نرى مبررا  لاعتبار المجتمع الدولي للحالة القائمة في اليمن بأنها وحدة, لان الوحدة قد فشلت عند إعلانها وما الحرب عام1994م إلا تعبيراً عن الفشل وصورة لنهج الاحتلال. ولهذا فإننا نرى في تأكيد المجتمع الدولي عن دعمه لوحدة اليمن.  تعبيراً غير متوازن. لأنه  يتكلم عن دعم حالة غير موجودة في الأصل. ولو كانت الوحدة موجودة فعلا لما اضطر الطرف المسيطر فيها اليوم على استخدام القوة ضد الطرف الأخر. ولهذا فانه يكون من الطبيعي تأكيد المجتمع الدولي على دعم الوحدة هو تأكيداً على دعم الاحتلال وهو أمراً يتناقض مع مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها. المبدأ الذي يؤكده ميثاق الأمم المتحدة . وهو المبدأ الأحق بالدعم والتأكيد علية .كما انه سيكون تأكيداً على دعم حالة عدم الاستقرار  في المنطقة وهو أمراً يخالف مبادئ المجتمع الدولي الذي قامت على أساسه الأمم المتحدة وهو تحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
إن ثورة الشباب في ما كانت تعرف با لـ(ج.ع.ي) ليس لها علاقة بما يجري في الجنوب , لا من حيث الزمن ،ولا من حيث الأهداف , ولأمن حيث المصالح وبهذا الصدد نوضح لكم التالي :-.
أولاً- إن ثورة الشباب  في ج ع ي تستهدف إسقاط النظام وهم يعبرون عن ذلك الهدف بوضوح ويؤكدون على أهمية التخلص منه كنظام مستبد أستبد بهم لمدة 33 عاما  بينما إعلان الوحدة كان قبل 20 عاما فقط . ولهذا فقد كانت العملية النضالية مختلفة من أول لحظة  باختلاف المعاناة وأسبابها وفقا لمبد ثورة شباب التغير ذاته ،حيث كانت معاناتهم سببه نظام الحكم وليس بسبب الوحدة ،بينما معاناة الجنوب كانت نتيجة لفشل الوحدة ومد نفوذ نظام الحكم في إل(ج.ع,ي) إلى الجنوب كنتيجة للحرب وبدعم شعبي في إل(ج.ع.ي) .
ثانيا- وفقا لهذا المنطق فلا يعقل إن نذهب من الجنوب إلى الوحدة من اجل البحث عن استبداد الحكم في الشمال ولكن الواضح أن الوحدة لم تكن سوى فخ نصب للجنوب. وكان واضحاً عندما فشلت الوحدة خلال مرحلتها الانتقالية بسبب ذلك الاستبداد وبدأت الحرب كيف انظم إليها الجميع في الشمال بل وتم استخدام المتضررين من صراعات الماضي في الجنوب من اجل الانتصار علية وهزيمته وإجباره للبقاء تحت استبداد الحكم الذي ثاروا علية اليوم . هذا المنطق مازال لم يتغير حتى بعد الثورة ذاتها . وهو ما يشير إلى استمرار الصراع . وكان واضحا من خلال ردة أفعال الثوار الغاضب في ميادين التغير على أصحاب مشروع الفيدرالية الثنائية من الجنوبيين الذين ضنوا أنهم اقرب إلى مشروع تلك الثورة. والذي ساد الاعتقاد لديهم بان فشل الوحدة يمكن معالجته من خلال عقد جديد للوحدة وليس من خلال الخروج عنها, بعد أن اسقطوا صفة الاحتلال عن الوضع القائم في الجنوب.
ثالثا- إننا في الجنوب نشعر أيضا إن الصراعات فيما كانت تعرف بال (ج.ع.ي)مازالت أسبابها قائمة وستستمر وكيف نجبر نحن الجنوبيين على البقاء كوقود لها بينما لا ناقة لنا فيها ولا جمل . وابرز مثال عن ذلك حروب صعده الذي سقط فيها كثير من الجنود من أبناء الجنوب.
رابعا- نستغرب من تسويق المبررات والمخاوف من عودة الوضع في الجنوب إلى دولة مستقلة كما كانت. بينما استطاع المجتمع الدولي نفسه إقناع السودانيين على التعايش في دولتين لم تكن موجودة من قبل , وكيف تقبلت تفكيك الاتحاد اليوغسلافي  والتشيكي والسوفياتي . بينما ترفض هذا في حالتنا التي فشلت فيها الوحدة في وقت لم يجف حبر توقيع إعلانها .
خامسا- إن النضال في الجنوب من اجل استعادة دولته كنضال شعبي قد بداء بعد حرب صيف 1994م مباشرة وبأساليب مختلفة وليس عام 2007م كما يعتقد البعض , كما أن الموقف الشعبي من الوحدة قد تحدد في العامين الأولين بعد إعلان الوحدة من خلال التذمر الواضح منها . وأخذا بعدة السياسي الواضح في انتخابات 1993م عندما صوت الجنوبيون للحزب الاشتراكي اليمني , وهو الحزب الذي كانوا يعبرون عن استيائهم من فترة حكمة ,ولكنهم عادوا بعد ذلك وفضلوه عن غيرة ليس حبا فيه بل رفضا للوضع الجديد بعد إعلان الوحدة  وقد يسال لماذا لم يتم الانفصال حينها . فنقول إن أساليب الرفض الشعبي للوحدة لم تتبلور. في ذلك الحين بسبب غياب المجتمع الديمقراطي  وثقافته . كما نقول أيضا بان التعبير الشعبي كان واضحا.ولكن التعبير السياسي كان مفقودا بسبب بلادة القيادة السياسية الجنوبية حينها. ولهذا فسيضل ذلك خطاء السياسيين الجنوبيون وليس خطاء الشعب ومن غير المنطق إن يدفع الشعب ثمن أخطاء سياسية فادحة تتعلق بمصيره لم يكن مسئولا عنها.
سادسا - إن ثقافة المقاومة السلمية كانت لم تتبلور في الجنوب بسبب غياب الوعي بها في ذلك الوقت, بسبب سيادة ثقافة الاستبداد السياسي. وهو ما جعل حالة الرفض الشعبي للوحدة غير قادر عن التعبير عن نفسه في حينها ولم يساعد حتى على قيام النخبة الطليعية القادرة على قيادة الرفض الواعي والمعلن لها .
ومن هذا فإنه ليس معيباً إن يتأخر أسلوب الرفض المقاوم للواقع المرفوض ولكن المعيب إن يستمر الخضوع للأمر الواقع مهما كانت قساوته , ولا يعيبنا أن نحمل القيادة الجنوبية أيضا القسط الأكبر من المسؤولية عن الحالة القائمة اليوم في الجنوب . ولا نعتبر قراراتها بهذا الصدد مجدا لنا كشعب. لأن الشعب اليوم قد عبر إرادته بنفسه بعيدا عن تلك القيادة وموقفها جاء متأخرا عن الإرادة الشعبية بل وتسلق على ظهرها فقط.
 
 أمين صالح محمد
رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب
  11/12/2011م

آخر تحديث الاثنين, 12 ديسمبر 2011 12:38