العلماء الروس تعلموا فك شفرة مجين الانسان طباعة
عام - علوم وتكنالوجيا
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 29 يناير 2010 08:03

قام علماء معهد كورتشاتوف للبحوث النووية  في الاربعينات بتصميم قنبلة ذرية. اما اليوم فانهم تعلموا فك شفرة مجين الانسان، مما سيساعد مستقبلا في تخليص الانسانية من امراض كثيرة. لكن هذه البحوث قد تشكل أساسا لتصميم سلاح بيولوجي.

المجين (الجينوم) هو مجموعة الجينات التي تكمن في كروموسومات هذا الجسم او ذاك. وقد طرح عالم البيولوجيا الالماني فينكلر هذا المصطلح عام 1920.



واستعان الباحثون الروس من خلال قراءتهم للمعلومات الوراثية بانجازات تكنولوجيات النانو وكومبيوتر السوبر المنصوب في معهد كورتشاتوف.

وقام العلماء بفك شفرة المجين بشكل اسرع وارخص مما كان زملاؤهم الاجانب يفعلونه سابقا.

وتحدث الدكتور في العلوم البيولوجية يغور بروخورتشوك مدير مختبر تحليل المجين الى صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" عن نتائج هذه البحوث العلمية.

واليكم نص التصريح الصحفي الذي ادلى به يغور بروخورتشوك للصحيفة:

س – كيف جرى البحث عن روسي "صاف" بحت؟

 ج –قمنا اولا ببعثات علمية بالتعاون مع خبراء الاثنوغرافيا من معاهد أوفا وتومسك ونوفوسيبيرسك. ثم قمنا بتشكيل عينات من جينات القوميات المختلفة، وبينها  الروس والتتار والبشكير والياقوت والبوريات والاوكرانيين والمرغيل والاوسيتيين والابخاز والكاريل. وبلغ مجموع ممثلي القوميات 1500 شخص ينتمون الى 40 قومية في روسيا الاتحادية. وقمنا بمعالجة جيناتهم التي لم تطل المجين بشكل كامل، بل آثارا خلفتها الجينات فيه، الامر الذي مكننا من العثور عن فارق  بين القوميات. ولو أحضروا الي الآن  زجاجتين بهما دم ينتمي الى اناس لمختلف القوميات وطالبوا مني  تحديد قوميتهم فانني اكون قد حددتها بمنتهى السهولة.

س - هل تختلف صفات الروس عن غيرهم؟

ج – ليس بوسعنا تقديم قائمة كاملة لحد الآن. وعلى سبيل المثال فمن اجل فهم اختلاف الروس عن الصينيين لا بد من فك شفرة المجين ل 10 روس و10 صينيين على اقل تقدير وايجاد شيء ما  يتوسط بينهم. فيما يتوفر لدينا حاليا مجين واحد تم فك شفرته لصيني واحد و روسي واحد. اذن نواجه الآن مشكلة فك شفرة 1000 مجين لكل قومية.



انهم يشربون كثيرا

على سبيل المثال فاننا تمكننا حاليا من اكتشاف ان جين الكحول لدى الروس  يعمل بنشاط اكبر على ابراز خميرة مسؤولة عن  الكحول خلافا عن القوميات الاسيوية. لذلك فان الروس بحاجة الى  كميات اكثر من المشروبات الروسية لكي يسكروا. فيما يسكر الاسيويون من شرب كأس واحد فقط.

ثمة فارق آخر له علاقة بجين اللاكتوز (سكر اللبن) والذي يتحمل المسؤولية عن  هضم اللبن. ويمتلك جميع الاشخاص الشماليين هذا الجين، فيما ينعدم لدى القوميات الجنوبية. ويرتبط وجوده بتطور الزراعة في الاراضي الغنية بالاعشاب التي تأكلها الحيوانات، حيث استعمرت البشرية  الاراضي الشمالية. وظهر ان الكثير من الايطاليين واليهود لا يهضمون اللبن، لانهم لم يكونوا يتناولونه قط في الازمنة الغابرة. اما الاسكندنافيين  والهولنديين والروس فيعتبر الحليب بالنسبة لهم من اهم المواد الغذائية.

هناك  حقيقة اكثر إثارة. ظهر ان الروس الذين يقطنون المناطق المطلة على البحر الابيض يختلفون عن غيرهم بوجود جينات تقاوم مرض الايدز، شأنهم شأن غيرهم من القوميات الشمالية، مثل الاسكندنافيين، وخاصة الايسلنديين واهالي شمال النرويج الذين يتعرضون بنسبة كبيرة من الطفرات المفيدة التي تجعل الناس  يقاومون الاصابة بمرض الايدز. ولذلك فان وتيرة انتشار هذا المرض في البلدان الشمالية اصبحت اقل بكثير مما كان اطباء كثيرون يتنبأون به. اما الشعوب الجنوبية فلا تمتلك  وظيفة تقاوم الايدز على مستوى الجينات.

س - من يصيبه مرض السرطان؟

ج – يصيب السرطان الجميع. لكن هذا المرض لا يعد رئيسيا بالنسبة الى روسيا. وتحتل امراض القلب والشرايين  لدينا المرتبة الاولى.  ثم تأتي الاصابات الناتجة عن الحوادث . اما السرطان فيحتل المرتبة الثالثة. ويمكن القول ان  الامراض المعقدة، بما فيها امراض الاورام لا يتم تشفيرها بواسطة جين واحد. الا ان مجموعة من  الجينات هي احد تلك العوامل الهامة  و لا يمكن التنبؤ بجميعها.

المجين انقاذ اوسلاح ؟

س – هل ستظهر لدى الانسان شهادة الجينات حيث  يشار الى خصوصياته و استمالاته الى الامراض؟

ج – بالطبع يسيرالعالم نحو الطب الشخصي. وتوجد في الولايات المتحدة شركة "23 كروموسوما وأنا" التي يمكن توجيه عينات  الريق اليها  والحصول على معلومات تدل على استمالات وراثية الى مرض ادرج في قائمة الامراض ال 150 خلال شهر واحد ونصف الشهر. وتكلف هذه الخدمة 600 – 700 دولار. وسيظهر شيء يشبه تلك الخدمة  في السنة المقبلة في روسيا. لكن العالم سيشهد عما قريب  قراءة المجين كله، كما ستشهد روسيا ظهور شهادات الجينات  بعد مرور فترة من 5 الى 10 سنوات.

س - كم ستكلف عملية حل شفرة مجين انسان واحد؟

ج – تكلف هذه العملية حاليا 150 الف دولار. لكن هذا السعر لن يزيد مستقبلا عن 1000 دولار. وبالمناسبة فكلف فك شفرة مجين اول عام 2001 قيمة 3 مليارات دولار.

س- كيف ستساعد شهادة الجينات الطبيب؟

ج – بامكان الطبيب تحديد نقاط الضعف لديكم استنادا الى بطاقة تحتوي على شكل مجينكم. ولا داعي لكم باستشارة مئات الاطباء  لتشخيص مرضكم. فيتوجب عليكم مراقبة امراض انتم ميالون للاصابة بها وتناول عقاقير" يهضمها" جسمكم.

س – هل هناك ادوية  لا تهضمها كل الجينات؟

ج – بالطبع. واتضح مؤخرا ان دواء  كان يعالج امراض القلب لدى الافارقة ولم يؤثر ابدا على البيض. ويكمن السبب في احد المكونات التي يحتوي عليها الدواء والذي يؤثر على البروتين الذي يختلف شكله لدى البيض والسود.

س – في هذه الحالة يمكن صنع دواء ليس بامكانه علاج هذه القومية او تلك بل يمكن ان يهلكها؟ وهل يمكن باتباع هذه الطريقة صنع سلاح جيني؟

ج – هذا يمكن تماما.

س – هل يمكن ممارسة التمييز علميا بمجين الانسان كله لدى قبوله في شركة مثلا؟

ج - ثمة حظر على استخدام المعطيات الجينية لدى القبول للعمل ومنح  بوليصة تأمين الحياة حتى عام 2013. وإلا  لا تمنحكم  شركة التأمين بوليصة بمبلغ صغير في حال اطلاعها على استمالتكم الى امراض خطيرة قد تتسبب في  موتكم.

س - لكن عام 2013 قادمة، فماذا سيحدث فيما بعد؟

ج – غير معروف. تعد هذه المشكلة  امرا انسانيا اكثر من كونها علمية.

س – اذن يعد التمييز امرا لا مفر منه؟ ألا تعقب ذلك تفرقة في المجتمع؟

ج – بالطبع فان كل شيء يسير نحو ذلك. ويتوجب علينا ايجاد وسائل لمقاومة تلك النزعة الخطيرة. وإلا نجد انفسنا على هامش المسيرة التاريخية. لذلك  شهد معهد كورتشاتوف تأسيس مركز خاص ومختبرنا اللذين  قد يتصديان في الوقت المناسب لتحدي الزمن. كما تصدى معهدنا في الاربعينات والخمسينات  لتحدي صنع القنبلة الذرية وقام بتصميم المفاعل النووي الروسي الاول.

SBR+RT