منذو ثلاث سنوات والجنوب يشتعل من اقصاه الى اقصاه منتفضا ورافضا لوحدة الضم والالحاق التي عمدها نظام صنعاء بسفك الدماء واستباحة الارض والوطن يوم 7/7/1994.
قدم خلالها شعبنا الكثير من الشهداء والجرحى ويقبع في سجونه الالاف من المعتقلين ، وحوصرت المدن وقطعت الطرقات ، وجحافل العسكر المهجية في حالة استنفار دائم واستفزاز مستمر لمواطني الجنوب الابرياء .
كل ذلك والقضية لازلت تعيش في دهاليز الظلام وكأن شيئ لا يحدث في الجنوب ، الصمت المطبق والتجاهل المتعمد من الاعلام العربي والعالمي ومن المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الانسان والحريات كلها ، لم نسمع لها صوت ولا صدى ،،
اليوم فقط على قناة الجزيرة ، منظمة العفو الدولية تدعو الى التظاهر في خمسين عاصمة في مختلف دول العام للتنديد بممارسات القمع للسلطان الايرانية ضد المتضاهرين سلميا في ايران ، هكذا تحشد منظمة العفو الدولية ضد النظام الايراني ، وهي قضية داخلية متعلقة بالانتخابات ، فكيف الحال في الجنوب وهو يرزح تحت إحتلال قوة غاشمة سلبت شعبه بكاملة حريته وأرضه وتاريخه ، وألغته من خريطة الوجود كشعب تمتد جذوره في عمق التاريخ . هذا المظهر ينطبق ايضا على الدول الكبرى التي لم تترك مناسبة إلا وتندد بالنظام الايراني وعلى رأس هذه الدول بريطانيا وفرنسا وأمريكا والمانيا ..الخ
لماذا إذا ، هذا التجاهل والتغييب للقضية الجنوبية ؟؟ يلزم من المعنيين في الشأن الجنوب التوقف عند هذه المسألة لدراستها والبحث عن أدوات جدية وفعالة لابراز قضية الجنوب .
كما نحن محتاجين لتصعيد النضال داخليا ، فإنه بالقدر نفسه بحاجة الى حركة دبلوماسية واسعة تجاه المجتمع الدولي والمنظمات الدولية .
لماذا الجنوب يبدو معزولا عن إهتمام العالم ، هل هو تعبير عن فشل القيادات في صياغة وبلورة القضية أمام هذا العالم ؟
الم يتدخل العالم في السودان في قضية دارفور وقضية أبيي ؟؟ الم يتدخل في لبنان وفي الصحراء الغربية والمفاوضات تجري بشان كل تلك القضايا وهي ليست بحجم وطبيعة قضية الجنوب ؟
إن العودة الى التفكير السليم والمثمر والتامل في المعطيات الداخلية والخارجية ، ودراستها بحنكة لايجاد الوسائل الناجعة لرفع قضية الجنوب الى سطح التفاعل الدولي ، وأولى هذه الخطوات هو الاهتمام وتبني ورقة الاستاذ/ أحمد عمر بن فريد ، لتكن البداية والانطلاقة السليمة لاعادة ترتيب الاوضاع ( الملخبطة ) في النضال الجنوبي .