11-17-2014, 11:16 PM
|
|
المـشـرف الـعـام
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
|
|
معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرون
لطفي جعفر أمان
( 1347 - 1391 هـ)
( 1928 - 1971 م)
سيرة الشاعر:
لطفي جعفر أمان.
ولد في مدينة عدن، وعاش زمنًا في الخرطوم، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في اليمن ومصر والسودان.
برزت مواهبه في الرسم والخط، وتلقى العلم إبان تعليمه الابتدائي والمتوسط في عدن، ثم انتقل إلى السودان لمواصلة دراسته، فعاش في غربة كانت دواوين: علي محمود طه، والتيجاني يوسف بشير، وأبي القاسم الشابي، وإلياس أبوشبكة - أنيسه ورفيق صباه.
اجتاز المرحلة الثانوية، فالتحق بكلية غردون بالخرطوم (فترة الأربعينيات) وحصل على دبلوم في الآداب، ثم تاقت نفسه لمواصلة العلم، فسافر إلى لندن ليحصل على دبلوم معهد التربية العالي (1955).
شغل وظائف عدة: محاضرًا في مركز تدريب المعلمين - مفتش مدارس - ضابط معارف - مسؤولاً عن المطبوعات والنشر - مديرًا في التربية والتعليم، ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم.
أسهم في تحرير «مجلة المعلم» وقد نشر فيها العديد من القصائد والمقالات الأدبية والتربوية، وفي أوقات إضافية عمل مذيعًا في «محطة عدن للإذاعة» منذ تأسيسها، قدَّم من خلالها أحاديث وبرامج أدبية وتربوية.
كان واحدًا من المجددين في الأغنية العدنية، تغنى بأشعاره عدد من الفنانين، كما مارس الرسم.
الإنتاج الشعري:
- صدرت له الدواوين التالية: «بقايا نغم» - مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948، و«ليالي» - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحكية اليمنية)، و«كانت لنا أيام» - المكتب التجاري - بيروت 1962، و«ليل إلى متى؟» - المكتب التجاري - بيروت 1964، و«إليكم يا إخوتي» - المكتب التجاري - بيروت 1969، و«الدرب الأخضر» - المكتب التجاري - بيروت 1970.
الأعمال الأخرى:
- له مقالات نشرت في دوريات عصره منها: «بلا حجاب»: مجلة المستقبل - العدد الثالث - مارس 1949.
شاعر رومانسي الطابع، تُعبِّر قصائده عن غربة الإنسان، وآلام النفس البشرية وترددها بين الشك واليقين، صقلت الغربة نفسه وتجربته الشعرية فكان لها
أثرها الواضح في نتاجه وخاصة ديوانه الأول «بقايا نغم» الذي يعد الخطوة الأولى في رحلة التجديد التي قطعها الشاعر مؤثرًا بها في الشعر اليمني المعاصر، تجاوز تجديده الموضوع إلى اللغة والصورة، والتشكيل الفني للقصيدة، وكان لذلك كله أثره الواضح في ذيوع شعره وانتشاره عبر الغناء.
حصل على الجائزة الأولى لمسابقة هيئة الإذاعة البريطانية -3 عن قصيدته «غزو الفضاء» عام 1965.
منح الرئيس اليمني علي ناصر اسمه وسام الآداب والفنون (1984).
منح الرئيس علي عبدالله صالح اسمه وسام الآداب والفنون (1996).
مصادر الدراسة:
1 - عبدالعزيز المقالح: الشعر بين الرؤية والتشكيل - دار طلاس - دمشق 1985.
2 - علوي عبدالله طاهر: لطفي جعفر أمان: دراسة وتاريخ - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن 1981.
3 - نجمي عبدالمجيد: ذاكرة للزمن المفقود، قراءات في شعر لطفي جعفر أمان - مركز عبادي للدراسات والنشر - صنعاء 1994.
4 - الدوريات: عبدالله باذيب: في الغربال - بقايا نغم للطفي جعفر أمان - مجلة المستقبل - عدن - يناير 1949.
عناوين القصائد:
المثل العليا.. تنتحر!
كانت لنا أيام
أهكذا؟
من قصيدة: خطبة لم تتم!
المثل العليا.. تنتحر!
جَثَتْ تَستـرِقُّ قـلـوبَ الـــــــــــــــتِّلالِ ___________________________________
وتسفحُ أدمعَهـا فـي الـتــــــــــــــرابْ ___________________________________
وتعـوي وتُدمـي تسفُّ الهجـــــــــــــــيرَ ___________________________________
وتَنزع مـجنـونةً للســــــــــــــــــراب ___________________________________
وتصرخ فـي فجّة الـبـائسـيـــــــــــــنَ: ___________________________________
لقـد طـال يـا ربُّ هـــــــــــذا العذاب! ___________________________________
فأصغت لهـا كُلُّ ســــــــــــــــــــوسنةٍ ___________________________________
قضت مـثلهـا فـي ربـيع الشبـــــــــــاب ___________________________________
جـراحُ العبـير عـلى كأسهـــــــــــــــا ___________________________________
ـــــــــــــــــــــمُضرَّجةٌ وحشةً وا ___________________________________
وأحـلامُ عـالـمهـا فـــــــــــــي الثرى ___________________________________
تـراتـيلُ تُزجـي الصدى فـــــــــــي خَراب ___________________________________
وصـاحت بـهـا: يـا ابنةَ الخـالـديــــــنَ ___________________________________
مـنـالُ الخلـود برهْنِ الصِّعـــــــــــــاب ___________________________________
بنـا مـثلُ مـا بِكِ مــــــــــــــــن ضجَّةٍ ___________________________________
وفـيـنـا كـمـا فـيكِ هـذا الـمـصــــــاب ___________________________________
عبَرنـا الـحـيـاةَ وقـلنـا لهــــــــــا: ___________________________________
لنـا الـمـثُلُ الطـاهـراتُ الثـيــــــــاب ___________________________________
فلـمـا زهـونـا بـهــــــــــــــــا عِفَّةً ___________________________________
تـردَّتْ بنـا فـي سَحـيـق الـتَّبــــــــــاب ___________________________________
فقـامت تلـمّ بقـايـــــــــــــــا القُوى ___________________________________
عـلى هـيكلٍ مُضمحِلّ الإهــــــــــــــــاب ___________________________________
وتسحـب آمـالَهـا النـازفــــــــــــــاتِ ___________________________________
وتقـلع خطـوَتَهـا بـاغتصـــــــــــــــاب ___________________________________
إلى أن محـاهـا شَفـيفُ الفَضــــــــــــاءِ ___________________________________
وأغوَت هُداهـا الفَيـافـي الرِّحــــــــــاب ___________________________________
تَسـاقطُ ثـورتُهـا فـي الرمـــــــــــــادِ ___________________________________
وتعـشـو بصـيرتُهـا فـي الضبـــــــــــاب ___________________________________
وقـدْ نضبَ الكـونُ فـي نـبْضِهـــــــــــــا ___________________________________
وغاض الجـمـالُ بقفْرٍ يَبــــــــــــــــاب ___________________________________
تُسـائِل عـن ذاتِهـا فـي القبـــــــــــورِ ___________________________________
فتهتف ديـدانُهـا بــــــــــــــــالجَواب ___________________________________
ومـن حـولهـا كُلُّ مـا حـولهـــــــــــــا ___________________________________
ضـيـاعٌ ضَيـاعٌ وصـمتُ غِيـــــــــــــــاب! ___________________________________
كانت لنا أيام
لا تَسَلني عن الهوى
عن رُؤى الأمس بالصِّبا
صَدَح الفجرُ وانطوى
لحنُه والسَّنا خبا
فأنا اليومَ حيرةٌ
تَنشُد الأمسَ في غَدي!
في غَدي؟! أيُّ مَطلبِ
أنشدُ الوهمَ بالمحالْ
كيف أصبو له وبي
صَدمةُ الواقع العُضال
حيث لا حِسَّ لا صدى
غير أمسي بلا غد!
لم يزل في دمي ربيعْ
دافقُ العطر بالشبابْ
غير أني كمن يَضيعْ
ظمأً يلعق السرابْ
تاه بي شَكُّ حاضِري
راجفُ العُمر من غَدي
عبرت كلُّها سُدى
«خمسةٌ» من يد الزمنْ
فتلفّتُّ في المدى
أرقُب البعثَ في كَفنْ
أرقب الأمس والهوى
في خيالٍ من الغدِ!
اتركيها يا طفلتي
وامسحي الدمع بالعَزاءْ
هذه الدمية التي
حُطِّمتْ أصبحت هباءْ
كلُّ ما مرَّ وانقضى
ليس يَحيا مع الغدِ!
لمَ في الحلم نلتقي؟
في جنانٍ من الأملْ
ثمّ في الحاضر الشقي
في فراغٍ من المللْ
ترسم الريحُ حلمنا
صورة الوهم في الغدِ
يا رفيقيَّ في الحياةْ
يا شُعوري وأدمعي
أعبرُ الأرضَ ذِكرياتْ
ليتَ ما كُنتما معي
لأُغنِّي لحاضري
لا لأمسٍ ولا غدِ!
لأغنّي لحاضري
وهو يهتز في دمي
لا أُبالي بِغابرٍ
أو بآتٍ مُطلسَمِ
لذَّتي حين أنتشي
مُهمَل الأمس والغدِ!
إنما أنتما أنا
في وجودي المبدَّدِ
فامضيا واطويا الدُّنا
كالخيال المجرَّدِ
يحسب الناس أننا
لم نكن بعدُ كالغدِ
يذهب اليومُ من يدي
مثل أمسي كأنما
لم أعش بعدُ مَولدي
أو أنا عشتُ إنما
بين أمسي وحاضري
مثل أسطورة الغدِ!
|