عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-28-2008, 11:48 PM
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,935
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

ندوة "الخليج" في عدن : التحالفات اليمنيةوتأثيرها في الانتخابات
آخر تحديث:الجمعة ,29/08/2008
أدار الندوة وأعدها للنشر: صادق ناشر

تشكل الانتخابات التشريعية المقبلة واحدة من المحطات الرئيسية والمصيرية للأحزاب السياسية في اليمن، وبخاصة أن هذه الانتخابات ستفرز خارطة برلمانية جديدة ستمكن الحاصل على الأغلبية فيها من لعب دور حاسم في العملية الديمقراطية والسياسية في المستقبل. من هذه النظرة المهمة للانتخابات المقبلة بدأت الأحزاب السياسية في نسج تحالفات من شأنها أن تعزز مواقفها في العملية الانتخابية خلال الفترة المقبلة، فأقدم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على عقد تحالف سياسي وحزبي ضم نحو 15 حزباً سياسياً، فيما كثفت المعارضة من نشاطها واستقطبت إلى تكوينها الأساسي المكون من خمسة أحزاب، حزباً جديداً هو حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تعرض هو الآخر إلى انشقاق، حيث انضم أحد تياراته إلى تكتل الحزب الحاكم؛ فيما بقي الحزب الأساس مع أحزاب تكتل اللقاء المشترك.

لمناقشة هذه القضية المتصلة بالتحالفات السياسية وتأثيرها في الانتخابات التشريعية المقبلة عقدت “الخليج” بمدينة عدن ندوة شارك فيها العديد من قيادات الأحزاب السياسية، وهم: عبدالجبار أحمد محمد عن حزب المؤتمر الشعبي العام، عبدالناصر باحبيب عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، قاسم داؤود عن الحزب الاشتراكي اليمني، أشرف علي محمد عن حزب البعث العربي الاشتراكي والكاتب والمحلل السياسي هاشم عبدالعزيز.

وتطرقت الندوة إلى قضايا تتصل بصيغ التحالفات السياسية الجديدة وانعكاساتها على واقع العمل السياسي والتعددي، ومواقف الأحزاب ورؤيتها إلى هذه التحالفات وموقفها من قضية انشقاق بعض الأحزاب، كما تناولت الندوة آفاق هذه التحالفات وتأثيراتها في الانتخابات التشريعية المقبلة، المقرر أن تشهدها البلاد في السابع والعشرين من شهر أبريل/ نيسان المقبل، بالإضافة إلى قضايا أخرى، وتالياً ما دار في الندوة:


اليمن بحاجة إلى حوار لإصلاح مسار الوحدة وعودة شراكة الجنوب


صادق ناشر: شكراً لكل الأخوة الحاضرين وتلبيتهم دعوة المشاركة في هذه الندوة التي تبحث في مسألة التحالفات السياسية في اليمن ومدى تأثيرها في الانتخابات المقبلة، ونطرح في البداية السؤال على الأستاذ هاشم عبدالعزيز ورؤيته لما يدور اليوم من موقع متابعته لهذه التطورات من نظرة مستقلة.

هاشم عبدالعزيز: سأتحدث في البدء عن مستقبل التعددية الحزبية في اليمن وعن التطورات التي جاءت بها هذه التحالفات، وما أعلن عنه قبل أيام من تشكيل ما يسمى التحالف الوطني بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وعدد آخر من الأحزاب الصغيرة، بالإضافة إلى ما هو قائم من تحالف بين عدد من الأطراف في المعارضة.

والحقيقة أن الذي يحصل في الساحة مجهول حتى هذه اللحظة؛ فقد كان لابد من إعلان عن وجود تحالفات، وأن تحدد وثيقة الإعلان من بدايتها إلى نهايتها، لأنه في هذه التحالفات تعهدات والتزامات على كافة الأطراف تنفيذها.

المشهد الذي يرسمه حزب رابطة أبناء اليمن غامض، فلا هو متحالف مع الحزب الحاكم ولا هو مع موقف المعارضة.

وهناك مشهد الانقسامات داخل الأحزاب، ورأينا حزب البعث منقسماً بين تحالفين، الأول مع حزب المؤتمر الشعبي العام والثاني مع المعارضة، وهذه القضية خطيرة، وهي شق الأحزاب، وربما تكون من السلبيات المدمرة للتعددية السياسية.

“الخليج”: لكن هل تعتقد أن التحالف الذي نشأ مؤخراً بين الحزب الحاكم وعدد من أحزاب المعارضة سيعزز علاقات جديدة حزبية ما بين الأحزاب؟

هاشم عبدالعزيز: لا توجد رحابة في المسألة، رغم أن هناك أناساً طيبين ومواطنين صالحين في التحالف الجديد، وهذا هو المقياس لقضية التعددية، بمعنى أنك تنظر لقضية التعددية بدرجة رئيسية من واقع التحالفات القائمة.

أنا أقول إن التحالف الأخير إذا ما استمر على ما هو عليه سيذهب مع تعاظم الحركة بين الأوساط الاجتماعية الشعبية، وبمعنى آخر سينتهي كما بدأ.

صناعة المعارضة

“الخليج”: كيف تنظرون في الحزب الاشتراكي لقضية التحالفات القائمة اليوم، وبخاصة مع وجود نوعين من التحالف في الساحة؟

قاسم داؤود: عندما نتكلم عن التحالفات السياسية خاصة عندما يدخل الحزب الحاكم كطرف؛ فإننا سنجد صعوبة في التمييز بين السلطة والحزب الحاكم، من الواضح في بلادنا أن السلطة تدخل بكل ثقلها وأدواتها وأجهزتها في العملية السياسية، وفي كثير من اللحظات يصعب عليك أن تميز بين موقف الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) وموقف السلطة، فموقف السلطة هو اللاعب الأساسي أو الواضح أمام الناس وليس الحزب الحاكم.

السلطة هي التي تصنع الأحزاب وتصنع التحالفات على قاعدة الاستخدام المؤقت، بمعنى أنها تستخدم لفترة معينة ومن ثم ترمي بها أو تتخلص منها ويعاد استخدامها من جديد متى تطلب الأمر خدمة السلطة.

هذا هو عيب الحياة السياسية في اليمن أو الإدارة السياسية في الدولة، مع أنها يمكن أن تلعب دوراً ايجابياً مسهلاً في ازدهار الحياة السياسية في إطار الحوار ونمو الأحزاب.

نحن نقر التحالفات السياسية، لكنها عند حزب المؤتمر عبارة عن لعبة سياسية؛ فمن حق حزب المؤتمر أن يتحالف مع أي حزب، هذه خياراته، لكن المهم هو كيف توظف هذه التحالفات، هل لخدمة التعددية أم لإعاقتها؟

بالنسبة للتحالف الآخر، أي بالنسبة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك، فإن التحالفات داخله أمر طبيعي، ومن حق أي أحزاب أن تتحالف مع بعضها بعضاً، وحبذا لو تكون هذه التحالفات طوعية وتخدم الحياة السياسية والديمقراطية.

“الخليج”: في رأيك أستاذ عبدالجبار، ما هو الهدف من التحالفات التي أعلنها حزبكم مع عدد من الأحزاب الصغيرة؟

عبدالجبار أحمد محمد: المبادرة التي أقدم عليها المؤتمر في الفترة الأخيرة في عقد تحالفات مع مجموعة من الأحزاب نابعة من صميم قناعة المؤتمر بأنه ليست هناك أحزاب كبيرة وأخرى صغيرة، فالمؤتمر لا يفرق بين حزب صغير وآخر كبير بل يحترم هذه الأحزاب، ويلتقي معها بالثوابت الوطنية، والمتمثلة بالوحدة ومنجزات الوحدة والتعددية والتفاعل في إطار مصلحة الوطن من أجل تطويره، ولم تكن المسألة انتهازية سياسية أو استغلال أزمات فقط، بل هناك قناعة كاملة بأهمية مثل هذا التحالف.

المؤتمر لديه الاستعداد للتحالف مع أي حزب في إطار الثوابت الوطنية ويحافظ على الإنجازات التي حققها المؤتمر خلال الفترة السابقة، نحن نسعى لخلق حراك سياسي، فالمؤتمر لم يلجأ للتحالف مع أحزاب مهمشة، بل هي أحزاب موجودة على الساحة.

“الخليج”: لكن لماذا هذا التوقيت الذي يتزامن مع قرب الانتخابات البرلمانية في شهر أبريل العام المقبل؟

عبدالجبار أحمد محمد: لا توجد حسابات في هذا الأمر، لكن التحالف جاء في ظل الحراك السياسي الموجود، بمعنى آخر هناك تفاعل ويقظة من الأحزاب الأخرى، التي تريد أن تشارك في معمعة النشاط السياسي في الوطن.

“الخليج”: كيف ينظر حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى تطورات الأسابيع الأخيرة المتصلة بالتحالفات السياسية؟

عبدالناصر باحبيب: الأصل في الحياة السياسية هو التنافس بين الأحزاب عموما بالبرامج، أي التعدد البرامجي والفكري، لا يوجد ما يمنع من إقامة أي نوع من التحالفات، لأن العمل الديمقراطي يسمح بوجود مثل هذه التحالفات، وهذه قضية مشروعة ونحن لا نملك حق الفيتو على الأحزاب من أن تتحالف فيما بينها بما يخدم مصالحها بغض النظر عن كون هذه الأحزاب صغيرة أم كبيرة؛ فهذه القضية تصب في تعزيز وتأثير العملية الديمقراطية الموجودة في اليمن ويكون عاملاً رافداً ومطوراً للبلد وألا يكون عامل احتقان أو تمييع للعملية الديمقراطية للبلد كما يعمل الحزب الحاكم اليوم.

الملاحظ في التحالف الأخير بين المؤتمر وبقية الأحزاب أن العلاقة الحالية هي عبارة عن صلة قديمة، وهذا التحالف جديد قديم غير معلن وطرفاه المؤتمر ولفيف من الأحزاب في المجلس الوطني للمعارضة، كما أنه من الملاحظ طوال الفترة السابقة أن المؤتمر استخدم هذه الأحزاب لتحقيق أهدافه ومآربه الأخرى في الفترات السابقة، وليس بعيداً عن ذلك أثناء الانتخابات الرئاسية والدور الذي لعبه ممثل هذه الأحزاب في الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح الحزب الحاكم الرئيس علي عبدالله صالح، والذي كان موضوع تندر من قبل الجهات المراقبة للانتخابات، من بينها جهات رقابية أوروبية وغيرها، فهذا الدور أساء للديمقراطية اليمنية، خاصة لجهة الأسلوب الذي كان يتعامل به مرشح الانتخابات الرئاسية، حيث كان يتم التهجم على مرشح المعارضة فيصل بن شملان بدلا من أن يقدم برنامجه ويتحدث إلى الناس.

“الخليج”: أخ أشرف، كيف تقرأون طبيعة التحالفات الأخيرة؟ وهل تستطيع تجاوز الاحتقان السياسي القائم اليوم بين أطراف الحياة السياسية؟

أشرف علي محمد: تحالف اللقاء المشترك كان ضرورة وطنية وليس لأهداف حزبية ضيقة، وقد جاء تشكيله بعدما وصلت الأزمة والاحتقان في البلد إلى أبعد مدى لهما، الهدف من قيام اللقاء المشترك يكمن في التخفيف من الأعباء التي يتحملها الوطن والمواطن، فالحزب الحاكم رغم كل ما يمتلكه من مقومات الدولة وإمكانياتها فإنه لا يستطيع أن يقدم الحلول لهذه المشاكل العامة التي تعترض حياة المواطن.

خلال الفترة التي مرت وخاصة منذ حرب 94 واليمنيون يتمنون أن تكون هذه الحرب هي آخر محطة للألم، وان تكون بداية لإقامة نظام على أسس وطنية يهتم بإعادة مؤسسة الدولة العسكرية والقضائية، لكن ثقافة الفيد والنهب هي التي استحوذت على عقلية الحزب الحاكم واختارت طريقاً آخر، ليست طريق الأسس الوطنية، بل طريق القبيلة والعشيرة.

وقد استمر النظام في ممارسة سياسة الضم والإلحاق والتهميش والإلغاء لكل مكونات الآخر الموجود في اليمن، خاصة في الجنوب، حيث تم استبعادهم من كل الوظائف السيادية ومن كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية، وأوجدت كارثة في البلد، وبعدها قام بضرب الوحدة وقيمها الكبرى، قبل أن يتم الالتفاف على الديمقراطية بالتزوير ونهب المال العام، ويعيد إنتاج نفسه بكل محطة انتخابية؛ فلا مخرج للبلد سوى الحوار الوطني الشامل للخروج من هذا الأزمة.

“الخليج”: لماذا تأخر البعث في تحديد موقفه من التحالفات السياسية ولم يعلنه إلا بعد أن أعلن المؤتمر أن قسماً من البعث انضم إلى التحالف باسم الحزب؟

أشرف علي محمد: لم يتأخر موقف الحزب من هذه التحالفات، لكنه درس خطواته بتأن، ومن مجموع ملاحظات الحزب منذ المؤتمر الرابع في سبتمبر/ أيلول ،2006 حيث ورد ضمن قرارات وتوصيات المؤتمر القطري توصية بانضمامه إلى صفوف أحزاب اللقاء المشترك، وهو تكتل المعارضة الحقيقية.

وقد مر الحزب بصراعات كبيرة بين بعض القيادات التابعة للقصر الجمهوري، والمتمثلين ببعض المشائخ والأفراد المرتبطين ببعض الأجهزة، لكننا استطعنا أن نتغلب على كل هذه الخلافات، حيث تم في مؤتمر حزبي وليس بقرار فردي فصل الكثير من القيادات بأغلبية.

وقد لجأ بعض المتضررين من هذه القرارات إلى إعلان التحالف مع المؤتمر، وأنا هنا أتساءل: “هل سمعتم أن مسؤولاً مالياً في أي حزب يوقع نيابة عن الأمين العام وثيقة تحالف مع حزب آخر؟”.

وأنا أقول إن العمل الذي تدفع به السلطة لتحالف أحزاب المجلس الوطني معه غير مجد، وأنا أتساءل هل لدى هذه الأحزاب ممثلون في البرلمان؟ هل تعقد مؤتمراتها بانتظام؟ نحن لا نقلل من أهمية الأحزاب لا أنا ولا احد آخر، لكن تحالف حزبنا في إطار اللقاء المشترك لم يعلن إلا بعد أن تم توقيع الحزب لاتفاقيات مع الوحدوي الناصري وبعدها مع الحزب الاشتراكي اليمني قبل التوقيع مع حزب الإصلاح. وهذا شرف عظيم لحزب البعث العربي الاشتراكي أن يكون في اصطفاف وطني يعكس برامجه وسياسته من خلال هذه الرؤية الصحيحة.

السلطة تعتقد بأنها بهذه الطريقة تضرب الأحزاب بعضها ببعض، ولذلك يبحث المؤتمر الشعبي على طريقة لإفساد الحياة السياسية عوضاً عن العمل على تنقيتها.

وأنا هنا أتساءل ما الذي استفاده المؤتمر والنظام بشكل عام من جراء هذه السياسة؟ نحن نلاحظ أن البلاد تعيش أزمات مستمرة، وغالبيتها مالية، وهناك صراعات داخل اللجنة العامة، ولم نسمع أن الصراعات لها طابع فكري، بل إن كافة الصراعات لها طابع مالي.

“الخليج”: كيف يمكن أن ينعكس ذلك على الوضع السياسي؟

أشرف علي محمد: هذا لا يخدم الحياة الحزبية والسياسية بشكل عام، كيف يسمح حزب كبير مثل المؤتمر لمنشقين عن أحزابهم أن يتحالفوا معه، أنا حزب عقدت مؤتمري العام، وهذا انشق عني، فهل اسمي هذا حزباً؟ ليختط له خطا آخر أو يسمي نفسه باسم آخر، لكن نظام السلطة يشجع مثل هذه الأحزاب ليوهم الآخرين أن تحالفه يضم أكبر عدد من الأحزاب.

الجميع يتساءل من أين هذه الأموال لهذه الأحزاب المنشقة؟ فالمعروف أنه ليست لهذه الأحزاب مؤتمرات وليست لديها مقرات ولا صحف تصدر بانتظام، فلماذا لا تسائل الدولة هذه الأحزاب عن مؤتمراتها وصحفها وموازناتها؟

العلة أن النظام هو الذي يقوم بتشكيل الأحزاب من ضعفاء النفوس، أنا عندما أبيع حزبي اليوم سأبيع وطني غداً، لأن الذي أتحالف معه يعرف أنني رخيص.

“الخليج”: هل يمكن أن تؤدي التحالفات الجديدة إلى أزمات داخلية تنعكس على الوضع العام في البلد؟

عبدالجبار أحمد محمد: نحن لا نريد جر وطننا إلى معمعة صراع داخلي، ولهذا نحرص ونسعى في تحالفاتنا وعلاقاتنا السياسية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، ولهذا كان اتجاه الحزب عدم التهجم على أي حزب أو استغلال ضعف أي حزب، وعندما تحالفنا مؤخراً مع عدد من الأحزاب كان تحالفاً مع من يؤمن بالثوابت الوطنية.

عبدالناصر باحبيب: أعتقد أن المؤتمر سيستخدم هذه الأحزاب لضرب الديمقراطية والتعددية السياسية، ويظهر الديمقراطية بصورة مشوهة، كتلك الطريقة التي تمت في الانتخابات السابقة، المسألة هي حالة ترتيب أوضاع السلطة على اعتبار أن اللقاء المشترك ظهر كتكتل قوي وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية، وهذا كان بإجماع كل المراقبين، ومثل هذا التفكير يمكن أن يخلق أزمة في الساحة السياسية.


يتبع.....

التعديل الأخير تم بواسطة Ganoob67 ; 08-28-2008 الساعة 11:55 PM
رد مع اقتباس