عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 09-19-2014, 09:54 AM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

مــرور 52 عــامًــا علــى أشــهر المحــاكــمات في حيــاة النقابــي عبدالله عبدالمجيد الأصنــج

فُوجئت كغيري من أبناء عدن بخبر وفاة الشخصية الوطنية والنقابية العدنية الأستاذ عبدالله الأصنج فجر يوم أمس في المملكة العربية السعودية على إثر مرض عضال.

وبهذه المناسبة الحزينة لن أعرف القارئ الكريم بتاريخ هذه الشخصية الفذة لأنني لست أهلا لذلك، والكثيرون من الكتاب والمؤرخين ممن عايشوه قد كتبوا وسردوا عنه وعن تاريخه النضالي الطويل العديد من الحكايات، ولن أضيف شيئاً حتى لو قدمت لمحة تاريخية عن حياته أيضاً، ولكني سوف أتحدث عن جزئية خاصة حدثت مع المجاهد عبدالله الأصنج خلال مراحل حياته الكفاحية في عدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عندما كان أميناً عاماً للمؤتمر العمالي ورئيس حزب الشعب الاشتراكي.

وقد قمت سالفاً بإعداد بحث موجز عن أشهر المحاكمات السياسية التي عرفتها محاكم عدن في فترة النضال ضد الإنجليز، وإحدى أشهر تلك المحاكمات التي عرفتها أروقة محاكم عدن هي محاكمة (رجال المؤتمر الوطني) في شهر يونيو من العام 1956م، والتي سوف أفردها على عجالة نظراً لضيق الوقت. هذه المحاكمة مُثل فيها الأصنج مع إحدى عشر شخصاً من أعضاء الوطني المكون من رابطة أبناء الجنوب وحزب الجبهة الوطنية وهيئات أخرى بتهمة التنظيم والاشتراك في اجتماع غير مشروع في مطار عدن عند وصول اللورد لويد إلى عدن في 11 مايو 1956م، وكان من ضمن الذين قدموا للمحاكمة إلى جانب الأستاذ عبدالله الأصنج السادة: محمد علي الجفري، ومحمد سالم علي، شيخان الحبشي، مصطفى رفعت ومحمد بن محمد زليخي بتهمتين هما: التنظيم، والاشتراك في اجتماع غير مشروع، وبقية المتهمين وهم سند باسنيد، إبراهيم حسين حمزة، وعبدالمنان ثابت، عبدالعزيز باوزير، وإبراهيم عوض شمسان بتهمة الاشتراك في اجتماع غير مشروع.

وفي صباح يوم السبت بتاريخ 2 يونيو 1956م صدر الحكم في قضية رجال المؤتمر الوطني بعد محاكمة استمرت لأسبوعين والتي بُرئت فيها ساحة المتهم محمد علي الجفري ومحمد سالم عبده، مصطفى رفعت، سند باسنيد، إبراهيم حسين حمزة وعبدالمنان ثابت، عبدالعزيز باوزير، وإبراهيم عوض شمسان من تهمة تنظيم الأجتماع وأدين كلاً من: المتهمين شيخان عبدالله الحبشي وعبدالله عبدالمجيد الأصنج ومحمد بن محمد زليخي بالتهم الموجهة إليهم، وهي التنظيم للاجتماع، وحكم على كل واحد منهم بغرامة قدرها 625 شلناً، بينما حكم على الأحد عشر متهماً بتهمة الاشتراك في هذا الاجتماع بضمان شخصي وقدره 1000 شلن لمدة عشرة أشهر.

أماأشهر المحاكمات التي اتهم فيها الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج رئيس حزب الشعب الاشتراكي وأمين عام المؤتمر العمالي مع الأستاذ إدريس حنبلة أحد أقطاب المؤتمر العمالي وعبدالله علي عبيد الوهطي (بائع الصحف) كانت تلك التي جرت في ديسمبر عام 1962م عندما وقف جميعهم أمام قاضي القضاة المستر جيليت بتهمة نشر كُتيب بعنوان (يوم خالد) يحرض على الفتنة وإثارة القلاقل والاضطرابات - بحسب زعم السلطات البريطانية في تلك الفترة - وقد كان الكتيب يمجد الأحداث والمظاهرات التي جرت في 24 سبتمبر 1962م بخصوص دمج عدن في اتحاد الجنوب العربي، والتي عُرفت بيوم (الزحف الأكبر)، وقد لعب فيها المتهمون دوراً بارزاً من خلال نشر الكُتب في الفترة من 24 سبتمبر وحتى 31 أكتوبر 1962م.

وخلال فترة المحاكمة تقدم محامو الدفاع بطلب إلى المحكمة بالإبقاء على المتهمين رهن الاحتجاز حتى يتم إصدار الحكم في قضيتهم، ورفض قبول طلب الإفراج عنهم حرصاً على المصلحة العامة، وقد وافقت المحكمة على ذلك، وأثناء فترة المحاكمة أيضاً تلقى المؤتمر العمالي برقيات عديدة من الاتحادات العمالية الخارجية تبدى فيها اهتمامها بتطورات هذه القضية، وقد عبر الاتحاد الدولي للنقابات الحرة حينها إستعداده بالاشتراك مع الاتحاد الاشتراكي الدولي لتقديم عون قانوني مشترك، وقد شارك بالدفاع عن المتهمين في هذه المحاكمة أحد كبار المحاميين البريطانيين وهو (المستر فرانش) مرسلاً من قبل المنظمة النقابية البريطانية والاتحاد العالمي الحر، وبالاشتراك مع محاميين محليين وهم: السادة سولي داروالا، وأشرف خان، وفؤاد بارحيم.

وفي 12 ديسمبر 1962م أصدرت محكمة قاضي الجزاء الأول حكمها على الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج رئيس حزب الشعب الاشتراكي ورئيس المؤتمر العمالي بالسجن لمدة عام واحد، وعلى السيد إدريس أحمد حنبلة أحد أقطاب المؤتمر العمالي بالسجن لمدة تسعة أشهر وعلى السيد عبدالله علي عبيد الوهطي بائع الصحف بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بعد محاكمة استمرت خمسة أيام.

مرت في حياة الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج العديد من المفارقات السياسية والشخصية الحافلة، وتقلد خلالها العديد من المناصب بدءً من مسقط رأسه عدن مروراً بالشمال اليمني حتى استقر به المقام في المملكة العربية السعودية إلى أن توفاه الله يوم أمس الموافق 17 سبتمبر 2014م، وهو الشهر الذي جرت فيه محاكمته الشهيرة ومر عليها 52 عاماً تحديداً.
__________________






رد مع اقتباس