النظام اليمني ومحاولة ربط حراك الجنوب بالقاعدة

[خالد عبدالله]

عمل نظام صالح على تصوير الحراك النضالي السلمي في الجنوب على
أنه مرتبط بالقاعدة، والهدف إشراك قوى عالمية في عملية ضرب هذا الحراك السلمي
القوي الذي يناهض سياسة تخريب البلاد التي يمارسها نظام صنعاء ، فالقاعدة هي
صناعة حكومية بامتياز وهي وجود تحالفت معه السلطة ، كما تحالفت معه الولايات
المتحدة الأمريكية قبل ذلك لضرب القطب المناهض لهيمنتها " الاتحاد السوفيتي" ،
وكما قال علي سالم البيض في أحدى مقابلاته التلفزيونية أن "الإرهاب يأتي من القصر
الجمهوري" وهي كلمة صادقة قالها البيض .

إذا لقد تحالف النظام اليمني مع المملكة السعودية لضرب الحوثيين في الشمال وكذلك
إقدام الولايات المتحدة على ضرب المدنيين في الجنوب تحت مبرر مصنوع مسبقا من
كليهما لتبرير ضرب الحراك المدني السلمي المناهض للإقصاء والفساد والاستفراد
بالبلاد ،كي يتم إخماده ، ففي الشمال عجز جيشه عن حسم ما يعتبره تمردا مع أنه أزمة
أنتجها فشل نظامه ، فاستدرج المملكة إلى فخ مواجهة مع حركة تتقن فن حرب
العصابات بجدارة فائقة ، وفي الجنوب حين عجز نظامه عن الاستجابة لمطالب الشراكة
الوطنية وحق أبناء الجنوب في السلطة والثروة كشركاء في تحقيق وحدة 22 مايو 1990م ،
ووظف من يطلق عليهم بالقاعدة وهم جماعات خرجت من عباءة سلطته
في عملية إرباك للحراك تحت دعوى وجود إرهابيين ، فكان الضحية أبرياء نساءً وأطفال.

أن الحراك النضالي السلمي الجنوبي لن يُربك ، ومطالبه معروفة ، وهي مطالب سمع
بها العالم ، و تحضى بإجماع عام على مستوى الداخل والخارج .

وعي النظام اليمني وعي تخريبي، غير قادر على استيعاب مآلات النهايات التعيسة لما
يحدثه من أزمات ومشاكل وانفلات أمني ، هي أزمات ترتد لتهدد وجوده ، أي أنها حين
تمارس ضغطاً على القوى السياسية عبر وسائل غير سليمة من أجل دفعها نحو
المشاركة في هزليات مثل الحوار والإنتخابات المحسومة سلفاً لإضفاء الشرعية على
بقاءه ، تلجأ إلى تنشيط العناصر الخاملة للقاعدة وتحريك متناقضات المجتمع ومشاكله
كالثأر وإحياء الصراعات القديمة التي عفى عليها الزمن .