القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
فـي وداع الشاعر الكبير عبد الله هادي سبيت -/عـلـي نـاصـر مـحـمـد:
فـي وداع الشاعر الكبير عبد الله هادي سبيت
عـلـي نـاصـر مـحـمـد: برحيل الفقيد الكبير عبد الله هادي سبيت، فقد الشعب اليمني رجلاً مناضلاً وشاعراً وطنياً طالما أحبته الجماهير وأحبها، وكان امتدادا «لأمير الشعراء والأمراء» أحمد فضل القمندان الذي ارتبط اسمه وشعره بالأرض والطبيعة والفل والورد والكاذي، وكان الفقيد شاعراً جسد صورة رائعة لمرحلة من تاريخ الحركة الأدبية والفنية في لحج، التي خَرَجَت باقة مميزة ممن يشار إليهم بالبنان من شعراء وأدباء وسياسيي العصر الحديث. وطالما ألهبت كلمات قصائده العاطفية والوطنية مشاعر الجماهير، إذ لعب دوراً مهماً في النضال ضد الاستعمار البريطاني، ودعا شعراً ونثراً وغناءً إلى حمل السلاح وإلى رفض قيام الاتحاد الفيدرالي. ارتبط شعره في ذاكرتي بالأيام الجميلة التي كنت فيها مدرساً في المدرسة المحسنية في لحج، وفي شارع الحوطة الوحيد ودار عبد الله ودار سعد، كان شعره يأتينا في الأناشيد الوطنية والأغاني الحماسية الجريئة التي كانت تنساب عبر مكبرات الصوت في المطاعم والمقاهي ومقايل القات دون خوف من السلطات، ومن منا لا يذكر قصيدته التي يقول فيها : يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع زمان الذل راح هـذا الغير سـيد واحنا لـه عبيد يا من مات والله انه من القهر استراح من خلال أشعاره وألحانه وحب الجماهير له تعرفت على الشاعر عبد الله هادي سبيت، قبل أن التقي به عام 1968م، وكنت حينها محافظاً للمحافظة الثانية «لحج» في حفل فني وبحضور لفيف من الأصدقاء ومنهم علي عبد العليم ومحمد سعيد مصعبين وأحمد سالم عبيد ومحمد عيدروس ومحمد عباد الحسيني وعوض ناصر صدقة ومنصور علي مثنى وأحمد فضل اليماني وعبد القادر علي ناصر وعبدالرحمن أنور وسالم حجيري وفضل سعيد عاطف ومحسن الهنطب وغيرهم، وكذلك عدد من الفنانين وفي مقدمتهم فنان الشعب فيصل علوي والفنانون حسن عطا وفضل كريدي وسعودي أحمد صالح وعبدالكريم توفيق ومحمد سعد صنعاني وغيرهم، ممن أطربتنا أغانيهم العاطفية والوطنية الرائعة بكلمات أحمد فضل القمندان وعبد الله هادي سبيت وصالح نصيب وحمود نعمان ومسرور مبروك. كان ابن هادي يومها معنا في ذلك الحفل يستمتع بالفن والغناء والقات وإن كان لا يدخن ولا يخزن، وهمس في أذني أحد الأصدقاء أن أطلب من شاعرنا أن يغني ويعزف على العود، على أساس أن الرجل المهذب والمؤدب لن يرفض طلبي، وشعرت بأنني قد أحرجته حين لاحظت تردده قبل أن يلتفت نحوي ويخرج عن صمته محاولاً الاعتذار بصوته الهادئ والدافئ : «لم أغنِّ منذ فترة طويلة إلا مع نفسي، ونادراً ما عزفت على العود»، ولكن الحاضرين المتشوقين لسماعه لم يعطوه أي فرصة للاعتذار، وكسروا حاجز الرهبة بتصفيق طويل، وعلت أصوات الحاضرين: «يا أستاذ، لا تحرمنا هذه اللحظات السعيدة». ولأن السكوت علامة الرضا، فقد مد له الفنان فيصل علوي عوده الرنان، تسلمه على حياء وخجل، وشاهدت على جبينه حبات العراق تحت العمامة البيضاء التي تتوج رأسه، ثم غنى وأطربنا واهتز المجلس بالتصفيق والدعاء له بالصحة وبطول العمر. وفي لقاء آخر، وبعد أن أصبحت كل المؤسسات وقفاً على الدولة، عرضت على الشاعر بل رجوته أن يختار العمل الذي يشاء والمكان الذي يليق بمكانته كمناضل وشاعر ومثقف شريف، فاختار، رحمه الله، العمل في معهد ناصر للعلوم الزراعية في الحوطة، وكان في اختياره نبض الإنسان الذي ارتبط بالأرض والطبيعة، وإن كان لم يبق طويلاً فيه. مرة أخرى زارني، عندما كنت وزيراً للدفاع، طالباً الإذن بالسفر إلى «الحديدة» ليقيم فيها، سافر كما أراد تاركاً لحج العلم والحضارة والفل والكاذي إلى شمال اليمن، وتزوج وأنجب أولاداً وطاب له المقام هناك في تهامة وبين أهلها الطيبين الذين قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام إنهم «ألين قلوباً وأرق أفئدة» و«الإيمان يمان والحكمة يمانية»، ولم يعد إلى عدن رغم أنني أرسلت إليه رسالتين مشجعاً إياه على ذلك، وبعدها انتقل إلى تعز «أرض العز» التي احتضنت منذ بداية الخمسينات الآلاف من أبناء الجنوب وثواره، التقيته بعدها في صنعاء، بعد أن غادرت السلطة عام 1986م .. ولم تنقطع اتصالاتنا طيلة وجودي في شمال اليمن. الشاعر الكبير لا يرحل، يبقى ماثلاً في أشعاره التي لا تموت، تغمد الله الفقيد الكبير عبد الله هادي سبيت بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. الرئيس اليمني السابق |
#2
|
|||
|
|||
مات ابن سبيت!
د. هشام محسن السقاف: مات ابن سبيت في ليلة ماطرة من ليالي تعز الحالمة، مات بعد أن أسمع الدنيا أغاني الوجد والسلوان وألهب المشاعر بأناشيده الوطنية التي كانت زلزلة تقذف الرعب في قلوب المستعمرين من حي القصبة في الجزائر إلى حي الزعفران في عدن، ويجري على وهجها صوت النضال والكفاح الوطني والقومي حتى وإن تعرضت حياة ابن سبيت للموت الزؤام. مات ابن سبيت حامل لواء الغناء اللحجي بعد القمندان، والناهض بتأسيس مدرسته الغنائية الجديدة التي عطرت الأجواء في لحج المحروسة وعدن والوطن بروائع الغناء الأصيل الذي يتجدد مع كل شروق جديد، وتصبح الخمسينات الماضية علامة فارقة في النهوض الوطني.. وعندما غادر ابن سبيت وطنه قسرا، لم ينقطع الصوت الوطني الهادر لابن لحج الأصيل، فقد فتحت مصر عبدالناصر أحضانها له كما لكل الوطنيين اليمنيين والعرب، وأصبح صوت الثائر الكبير عبدالله هادي سبيت يتردد صداه في كل بقاع الوطن عبر أثير «صوت العرب» من القاهرة. وما أعذب الألحان وأصدقها في قيثارة ابن سبيت سواء أكانت عاطفية وجدانية تهز القلوب وتلامس الأرواح، أم أناشيد ثورية تشحذ العزائم نحو أهداف نبيلة في الثورة والتحرر والانعتاق، معياره الصدق والصوفية المطلقة في التعاطي الثوري بعيدا عن كل ما يدنس النفس من مآرب وأغراض. مات ابن سبيت العملاق الذي لا ترتد العين عنه خائبة، وقد نسج من قلبه خيوط الإبداع للأرض والإنسان، وعندما اعتكف في محراب الدعوة كان اعتكافه مسلكا للزاهد المتقرب إلى الله، الضالع في فهم المغازي والحقائق العظيمة لماهية الإسلام، فلم يفرط ولم يغْلُ واتبع بين ذلك خطاً وسطاً تفرضه طبيعة هذا الدين. مات الثائر الشعبي الذي جعل من الثورة أغنية عذبة في الشفاه وفي شغاف القلوب، لكن الثورة والثوار والجمهورية والاستقلال قلبت لابن سبيت ظهر المجنّ، فعاش مطارداً قبل أن تحتضنه الحالمة، وعاش بائساً محروماً حتى من حقوق إنتاجه الإبداعي الذي ينهب كما تنهب حقوق كثيرة في هذا الوطن. مات ابن سبيت، الزوبعة التي عصفت شعرا وغناء ولحنا بالسكون والجمود والخواء في حياة جيل ومرحلة، ولم يكلف الناعي الرسمي نفسه عناء نعيه وخيراً فعل! فعبدالله هادي سبيت بكل ما يحمله هذا الاسم من معان وطنية كبيرة وعظيمة وجليلة قد غاب حياً من مناهج أهل الحكم التعليمية ومن خطابهم الإعلامي، وعاش كما سيعيش بعد موته في وجدان الشعب وذاكرته الجمعية. |
#3
|
|||
|
|||
وداعا سبيت
محسن عبده قاسم: صباح الإثنين وعبر «الأيام» علمت برحيل الأستاذ الشاعر والأديب الوطني الزاهد عبدالله هادي سبيت، فجأة رن في مسمعي قول الشاعر الفيلسوف الراحل صالح الفقيه: «قال بوزيد جاني علم ما هو سوى نكد علي هيج اشجاني وعطل مزاجي» عيون احمرت من البكاء، وقلوب قطعها الألم على فراقك يا «باهي الجبين»، ماذا عساه ينطق اللسان وكيف للقلم أن يسطر عن قامة شامخة يعجز الزمان أن يجود بمثلها، «قالوا مستحيل/ ترضى بالقليل/ دور لك بديل/ قلت لهم منين». نصف قرن أو يزيد والقلوب والعقول مأسورة تتذوق وتتمتع بثمار عطائك الخصب، «بنجناه من غصنه /واهابوي من حسنه/ يشفي القلب من حزنه/ بنجنى الذهب الابيض». حين كان جنوب الوطن تحت الاحتلال كنت «يا شاكي السلاح» تلهب حماس الجماهير وتجاوزت الوطن الصغير إلى الوطن الكبير فآزرت بورسعيد وأنشدت للجزائر. حفلت حياتك بالأحداث والمنعطفات الجسام، وإنسان مثلك سار بخطى الواثق من نفسه، كنت محط اهتمام واحترام عامة الناس وكبار القوم من علماء وامراء وساسة وقادة. ولأنك لم تكن من اللاهثين وراء المال أو المنافع الشخصية رحلت بصمت، ولم تـترك إرثا فانياً في بنك أو مساحة من أرض. ستبقى في الذاكرة لأنك خلفت وراءك كنوزا من الشعر والأدب .. كلمات مطرزة بالصدق نابعة من نفس صافية وضمير حي «القمر كم با يذكرني جبينك». ألف رحمة عليك يا «باهي الجبين». |
#4
|
|||
|
|||
لقد سوينا عزاء للشاعر والأديب الكبير ولكن محد رد الا فقط واحد وهذا ليست من شيم أبناء الجنوب
وهذا رابط العزاء [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] التعديل الأخير تم بواسطة freedom ; 04-26-2007 الساعة 03:35 AM |
#5
|
||||
|
||||
اعزائي تتوالى المأسي ويكون تقصير بعض الاحيان ولكن فيكم الكفاية ما ان نخرج من مسجد للصلاة على فقيد راحل حتئ ندخل مسجد اخر لنصلي على راحل جديد ولكنها حكمة المولى عز وجل عزائنا بسبيت ورحيله 0
ماكتبه الرئيس على ناصر اليوم بالايام صراحة هيج الاشجان ومزج الحزن واعاد انتاج الحزن الكبير اعاد الذكريات الى لحج ووطن معطاء وعهد الانعتاق والتحرر واشراقة صباحات عدن وتحرك باصات الجامعه رتل واحد وباصات الوظائف تنتقل المدينه كاملا بوقت واحد وتعود بوقت واحد تتزامن مع حركة التغيير والتقدم والتكنولوجياء وثقافة العصر 0 تذكرنا لحج والقمندان والحسيني وكم كان علي ناصر وفيا في مأسي الجنوبيين وعظماء الوطن كاملا وهذه ميزه طيبه محسوبه له تفرد بها عن غيره من القيادات 0 كان الحديث اليوم بالايام عن سبيت حديث عن صفحات الوطن المزدهر حينها معصوم السياده والكرامه 0 |
#6
|
|||
|
|||
أحد عمالقة الشعر الغنائي اليمني المعاصر .. عبدالله هادي سبيت.. شاعر الوطن والوجدان
«الأيام» رياض عوض باشراحيل: انقباض في القلب، وأسى في الجوارح، وحزن عميق على رحيل الشاعر الغنائي الرائد عبدالله هادي سبيت المدرسة الفنية الكبيرة التي أغلقت أبوابها، وانطوت أروع صفحة من صفحات الشعر والموسيقى والغناء اليمني، رحل علم خفاق جمع المواهب والملكات الإبداعية المختلة: الشعر واللحن والعزف الموسيقي، علم رفرف طويلا وسيظل يرفرف في الآفاق، رحل رمز من رموز الشعر والإبداع الغنائي في اليمن على امتداد تاريخه الثقافي والأدبي والفني ليسدل الستار على عصر فريد من الفن سيبقى ما بقيت موسيقاه وألحانه وأشعاره العذبة الراقية في أفئدة الجماهير، لقد غاب عنا شاعر الأرض والانتماء وودعنا المشعل الفني للمقاومة الوطنية والملاحم البطولية يوم الأحد الموافق 22/4/2007م، عن عمر ناهز التاسعة والثمانين عاما. رحيل المشوخ لقد رحل عبدالله هادي سبيت رحيل العز والإباء والشموخ بعد أن أعطانا كل شيء ولم يأخذ منا شيئا، غادرنا بعد أن عبر في شعره عن حب الوطن وإذكاء الهوية والانتماء وترك بصماته وعلاماته المميزة في مسيرة الأدب والثقافة والفن اليمني، ترك القدرة على الإحساس بالحياة وبمشاعر المحبة الصادقة، ترك الإرادة على التصالح مع المجتمع والالتصاق بالأرض والثقة بالناس في أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، ومع وطنهم، ومع الحياة، لقد افتقدناك ياشاعرنا الكبير افتقدناك أيها البدر المنير والمسك الذي يتضوع عطره في جنبات الوطن، وإننا لا نملك غير أن نسأل الله لك العفو والمغفرة والرحمة إنه سميع مجيب. وكان شاعرنا الراحل قد عانق الوجود في مدينة الحوطة بمحافظة لحج في العام 1921م، ولحج هي واحة غناء وبستان أخضر ونسائم عطرة وماء عذب زلال وجمال في الطبيعة والحياة والفن، ولا عجب فهي أرض الحسيني، ومنزل القمندان والأم الرؤوم التي احتضنت عبقريات الغناء، لذلك قال شاعرنا عبدالله هادي سبيت في أربعينية القومندان حاثا على النشاط والعمل ومكارم الأخلاق محذرا من الكسل والقعود في إشارة إلى صفات الرائد القومندان: ذهب الزراع النشيط ومن كا نت أياديه تحكي خير المواسم فإذا قيل في القعود نعيم قال كلا ففـي النشاط المـغانم يا سجل التاريح بالله سطر بمـداد الفـخـار كـل المكـارم وقد تغنى كبار مطربينا بروائع عبدالله هادي سبيت ومنهم محمد مرشد ناجي وأحمد قاسم وفضل محمد اللحجي وفيصل علوي وأيوب طارش وأحمد يوسف الزبيدي وغيرهم كثير، بيد أن أغنياته الوطنية والقومية في الخمسينات والستينات كانت قد لعبت دورا مهما في إيقاظ النخوة والرجولة والحس الوطني للجماهير وكانت زاد للثوار يستمدون منها معاني الصمود والقوة والإرادة والتحدي للمستعمر الغاصب ومن تلك الروائع: أشرقي ياشمس من أرض العروبة، يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح، بلادي وإن سال فيك الدم، ياظالم ليه الظلم ذا كله، طفي النار يا ذي عشت فيها دوب وغيرها، كما أن أغنياته العاطفية كانت غذاء للقلوب والمشاعر الإنسانية والوجدان ومنها: حبيبي جاني،لا وين أنا لا وين، والله ما فرقته وانا به زري، يا الله بساعة هنية، يا حاكم زمانه، نظرة من مقلتيها، ليه يابوي، يا عيدوه ياعيدوه، بانجناه، ليه يا زين ما شان، يا بن الناس حبيتك، عمرنا ليل (يا حبايب)، هويته وحبيته وغيرها، ومما جاء في أغنيته والله ما فرقته وانا به زري قوله: خلي قد هجرني وانفسي اصبري خلي قد جفاني واعين اسهري خلي باعني ياليته يشتري والـله ما فـرقته وانا به زري وفاء الرموز بين سبيت والقمندان والمرشدي إن الوفاء المتبادل الذي يتجلى في ممارسات وسلوك الرواد في الفن اليمني يعد ظاهرة ومحطه لافتة للنظر جديرة بالإشادة والتمجيد والاحتفاء بها، إذ إن ذلك الوفاء لا ينم إلا عن الأصالة والشموخ والقيم الرفعية التي يتسم بها روادنا، وقد أشرت في مقالي بمئوية الشاعر حداد بن حسن الكاف إلى مشاهد من تبادله الوفاء مع الشاعر حسين أبوبكر المحاضر.. وفي المسيرة الفنية لرائدنا الشاعر عبدالله هادي سبيت تجلت بوضوح سمات الأصالة والمروءة والوفاء، لقد كان وفيا ومنصفا مع السابقين فأنصفه وبرّ به اللاحقون، وكان يجل الرموز وكبار المبدعين في فنه ويعترف بأدوارهم الريادية ومنهم أحمد فضل القمندان الذي كان له في نفس شاعرنا مكانة وذكرى، واعترافا بمنزلته العالية في تطوير الفن اللججي فقد كتب في مقدمته لكرمة الألحان الجزء الخاص بالأغنية من ديوانه (الدموع الضاحكة) هذا الإهداء:«إلى القومندان إلى باعث النهضة الفنية الغنائية في لحج، تقديرا لفنه الرفيع واعترافا لجهوده الجبارة لإعلاء الفن الغنائي في لحج وكفاه فخرا هذا الامتداد المشرف للشعر الحميني والألحان اللحجية التي تشهد بها جميع الأوساط الفنية»، هذا هو الشموخ والرفعة والاعتراف بالجميل، هذا هو الإنصاف والوفاء لأهل الوفاء، ولأن من يزرع الجميل والتآخي والإنصاف لا يحصد إلا مثله فقد تجلى إنصاف الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ووفاؤه لشاعرنا عبدالله هادي سبيت متلألئا كالبدر في السماء وذلك عندما أرخ لرائعة سبيت الوطنية «يا ظالم» في كتابه (محد مرشد ناجي.. أغنيات وحكايات) إذ جعلها المرشدي القصيدة الغنائية الأولى التي استهل بها الكتاب وهذا مشهد من مشاهد الأصالة والوفاء والاعتراف بالفضل وفي هذا الملمح إشارة إلى مكانة القصيدة الغنائية الوطنية ومنزلة الشاعر ومكانته العظيمة في وجدانه. وفي مشهد آخر ذكر الأستاذ فضل النقيب في مقالة بصحيفة «الأيام» بعنوان (نجوم عدن.. عبدالله هادي سبيت) الصادرة بتاريخ 8/5/2005م، ذكر النقيب أن الفنان محمد مرشد ناجي قد اتصل به هاتفيا طالبا منه تصحيح معلومة وردت في أحد مقالات نسبت أغنية «ياشاكي السلاح» له -أي للمرشدي- بينما هي على حد تعبير المرشدي لأستاذنا عبدالله هادي سبيت وقد كتب النقيب وصحح المعلومة في المقال المشار إليه بتأكيد حق شاعرنا سبيت في هذه الأغنية وختم عبارته بقوله «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».. أجل إنهم بدور ونجوم وكواكب مشرقة أنارت سموات الفن اليمني بإبداعها وعبقرياتها وبالصدق والوفاء والقيم الرفيعة التي تميز بها أولئك الرواد فالمرشدي الوفي يعترف بأستاذية سبيت أولا ثم يسعى جاهدا لتصحيح الخطأ ورفع الحيف الذي أصاب شاعرنا سبيت ربما من كاتب نزق هضم حق الشاعر في أغنيته من ناحية ثانية. لقد افتقدنا اليوم مثل هذا الوفاء النادر بين أجيالنا الفنية الحديثة وليت الصغار يتعلمون من تجارب الكبار دروسا لاشك أنها سترفعهم بحق إلى مراتب عليا وآفاق سامية وليتهم يفهمون معنى قول الشاعر: وإن ابدت الغصون اخضرارا فالذي أنبت الغصون الجذور وسيشهد التاريخ أن إبداع شاعرنا عبدالله هادي سبيت جمع المواهب والملكات المختلفة، ورفد نهره الفني والشعري بحر أغنيتنا بروافد الأصالة والسمو وشكل إبداعه جسرا فنيا متينا ربط عصر القومندان بعصر الأجيال الفنية التي أتت من بعده وسد أفقا إبداعيا فاصلا في عمق التاريخ الفني للحج الخضيرة وللوطن اليمني كله. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 06:08 PM.